ميدل إيست مونيتور: لماذا تخاف الولايات المتحدة من إسرائيل؟
تاريخ النشر: 27th, January 2024 GMT
لماذا تخاف الولايات المتحدة من إسرائيل رغم أن الأخيرة هي التي تعتمد عليها؟.. سؤال قد يبدو سطحيا للوهلة الأولى، لكن الكاتب شهريار على خواجة يحاول إيجاد الأمر من جذوره، ويطالب بما يصفه "حرية الساسة الأمريكيين في ممارسة أدوارهم بشكل مسؤول دون خوف من إسرائيل".
وفي مقال نشره موقع "ميدل إيست مونيتور" البريطاني، يقول خواجة إن حكومة الولايات المتحدة تزعم أنها نصير الديمقراطية وحقوق الإنسان، وهي على استعداد دائم لتسليط الضوء على أعمال التمييز الشنيعة في مختلف أنحاء العالم.
ومع ذلك، عندما يتعلق الأمر بالكشف عن جرائم إسرائيل وتقديمها للعدالة على فظائعها، تجد واشنطن نفسها مخدرة وغبية ومكتومة الشفاه، على حد قوله.
اقرأ أيضاً
بايدن لنتنياهو: لن أدعم حربا مستمرة لمدة عام في غزة
ازدواجية غير مفهومةويعتبر أن مثل هذه الازدواجية غير مفهومة في نظر العديد من المحللين، خاصة وأن إسرائيل تعتمد بشكل كامل على الولايات المتحدة، ليس فقط فيما يتصل بمعداتها العسكرية وتقنياتها، بل وأيضاً في جمع كميات هائلة من المساعدات المالية لتمويل عجز ميزانيتها.
وعلى الرغم من اعتماده على الولايات المتحدة، فإن النظام الإسرائيلي غير مبال تماما بالمخاوف الأمريكية؟ فكيف يمكنها أن تشعر بالقدرة على مطالبة الولايات المتحدة بأن تهتم بشؤونها الخاصة وأن تتجاهل المخاوف المتعلقة بذبحها للمدنيين الفلسطينيين على نطاق واسع؟.. يتساءل الكاتب.
ويبدأ خواجة في محاولة الإجابة بالقول: يتعين علينا أن نأخذ في الاعتبار حقيقة مفادها أن الولايات المتحدة ليست في واقع الأمر دولة ديمقراطية مناسبة؛ إنها حكومة الأثرياء، أي ديمقراطية الدولار حيث يعتمد المرشحون للمناصب السياسية بشكل كبير على تمويل الحملات الانتخابية.
وهنا تلعب جماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل مثل لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (إيباك) دور المانحين الرئيسيين للحملات التي تشتري بشكل أساسي ولاء السياسيين الأمريكيين، الذين يتعرضون بالتالي للخطر ويسهل التلاعب بهم.
ويؤكد الكاتب أن أي اقتراح للحكومة الأمريكية تعتبره لجنة الشؤون العامة الإسرائيلية (إيباك) غير مناسب لإسرائيل لن يحظى بفرصة كبيرة لكي يصبح قانونًا.
اقرأ أيضاً
دعوى قضائية بأمريكا تتهم إدارة بايدن بالمشاركة في الإبادة الجماعية بغزة
المسيحيون الإنجيليونعلاوة على ذلك، تتمتع الولايات المتحدة بقاعدة كبيرة من الناخبين المسيحيين الإنجيليين، وهو ما يدفع السياسيين إلى إلقاء ثقلهم وراء تصرفات إسرائيل الضالة بغض النظر عن مدى خطورتها ومدى تعقيد العواقب.
ويعتقد هؤلاء المسيحيون أن بقاء إسرائيل أمر حيوي للمجيء الثاني ليسوع وصراع الفناء.
إن ضغوطهم على السياسيين الأمريكيين تضمن وقوفهم إلى جانب إسرائيل؛ فحتى أدنى تعاطف مع القضية الفلسطينية يشكل منطقة محظورة، كما يقول الكاتب.
وعندما منع الحوثيون ملاحة السفن المتوجهة لإسرائيل في البحر الأحمر، سارعت أمريكا لتشكيل تحالف لضرب الجماعة اليمنية، بدلا من الضغط لحل جذر المشكلة ودفع إسرائيل لوقف الإبادة في غزة.
إن حماية التجارة الإسرائيلية بدلاً من حياة الفلسطينيين هي مثال صارخ آخر على موقف واشنطن الخاضع تجاه إسرائيل، يقول الكاتب.
اقرأ أيضاً
إدارة بايدن وهجمات الحوثيين.. الشحن التجاري أهم من حياة الفلسطينيين
الفيتو الظالمومن بين الظلم الكبير الآخر الذي ارتكبته الولايات المتحدة استخدام حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لحماية إسرائيل من إدانة المجتمع الدولي.
وفي خضم كل هذا، يدرك الساسة الأمريكيون أن بوسعهم الاعتماد على وسائل الإعلام المذعنة المناصرة لإسرائيل في أمريكا.
ويضيف الكاتب: لقد رأينا الصحفيين ومذيعي الأخبار يرددون رواية "الدفاع عن النفس" الإسرائيلية بشكل متكرر. وهذا بدوره لا يشجع الساسة الأمريكيين فحسب، بل يشجع إسرائيل نفسها أيضاً في احتلالها العسكري الوحشي لفلسطين.
حرية الساسة الأمريكيينويعتبر الكاتب أن القضية التي يجب طرحها على المحك الآن هي وجوب استعادة حرية الساسة الأمريكيين في ممارسة دورهم بشكل مسؤول وبضمير مرتاح، وسحب دعمهم الشامل لإسرائيل وتحميلها المسؤولية عن احتلالها وتطهيرها العرقي لفلسطين.
اقرأ أيضاً
محتجون يقاطعون خطاب بايدن الانتخابي ويطالبونه بوقف تمويل الإبادة الجماعية
وتتمتع الولايات المتحدة بالنفوذ للقيام بذلك، من خلال مساعداتها العسكرية وغطاءها الدبلوماسي في الأمم المتحدة لإسرائيل.
ويختم مقاله بالقول: لقد حان الوقت لكي يستوعب السياسيون الأميركيون نبات القراص الصهيوني، وأن ينقذوا بلا شك العديد من الأرواح في حروب الشرق الأوسط التي تهدد العالم أجمع.
المصدر | شهريار على خواجة / ميدل إيست مونيتور - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: العلاقات الأمريكية الإسرائيلية اللوبي الإسرائيلي أيباك غزة الإبادة الولایات المتحدة اقرأ أیضا
إقرأ أيضاً:
كوسوفو تعلن بدء استقبال المرحلين من الولايات المتحدة
أعلن رئيس وزراء كوسوفو المنتهية ولايته ألبين كورتي، مساء الخميس، أن بلاده بدأت استقبال رعايا دول أخرى ترحّلهم الولايات المتحدة، بموجب اتفاق أُبرم بين البلدين في يونيو/حزيران الماضي.
وقال كورتي في مقابلة مع محطة تلفزيونية محلية "نستقبل من لا ترغب الولايات المتحدة في وجودهم على أراضيها. وإن لم أكن مخطئا، فواحد أو اثنان منهم باتوا هنا".
وذكر كورتي لدى إبرام الاتفاق أن مدته عام واحد ويشمل 50 شخصا "بهدف تسهيل عودتهم الآمنة إلى بلدانهم الأصلية".
وأرادت كوسوفو، إحدى أفقر دول أوروبا والمستقلة عن صربيا منذ العام 2008، أن تُعبّر من هذا الاتفاق عن امتنانها للولايات المتحدة على دعمها وتعاونها".
وأوضحت الحكومة في الربيع الماضي، أن الهدف هو إظهار امتنان كوسوفو الدائم للولايات المتحدة التي لطالما دافعت عن استقلال هذه المقاطعة الصربية السابقة.
وفي يناير/كانون الثاني 2025، منحت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الوكالات الفدرالية سلطة واسعة لتكثيف جهود ترحيل المهاجرين من البلاد، وذلك عقب أوامر رئاسية بإعلان حالة الطوارئ الوطنية على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة.
وفشل كورتي الفائز بأكبر عدد من المقاعد في الانتخابات البرلمانية التي أجريت في فبراير/شباط، في تشكيل حكومة، واضطر للدعوة إلى انتخابات جديدة مقررة في 28 ديسمبر/كانون الأول.
وانتقدت الولايات المتحدة أخيرا حزب كورتي، متهمة إياه بـ"تقويض استقرار" البلاد بمحاولته منع حزب سياسي صربي من المشاركة في انتخابات ديسمبر.