مشروع القرن وهدية مصر للعالم| ماذا يحدث داخل الهرم الثالث بالجيزة؟
تاريخ النشر: 27th, January 2024 GMT
أطلقت وزارة السياحة والآثار مشروع جديد يستهدف تغليف الهرم الثالث «منكاورع»، حيث سمي مشروع القرن، وهذا وفقا لإعلان الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار.
وبدأت الوزارة ممثلة في المجلس الأعلى للآثار من خلال بعثة أثرية مصرية يابانية مشتركة برئاسة كلا من الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار و د.
يوشيمورا ساكوجي في مشروع دراسة وتوثيق البلوكات الجرانيتية التي تمثل الكساء الخارجي لهرم الملك منكاورع والموجودة بمنطقة أهرامات الجيزة، وذلك تمهيدا لإعادة تركيبها.
تغليف هرم منكاورع
وأعرب الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار ورئيس البعثة الأثرية المنوطة بتنفيذ المشروع من الجانب المصري عن سعادته بالبدء في هذا المشروع العظيم، واصفا إياه بأنه مشروع القرن وهدية مصر للعالم تزامنا مع الافتتاح الوشيك للمتحف المصري الكبير.
وأشار إلى أن هذا المشروع سيساهم في رؤية هرم الملك منكاورع لأول مرة كاملاً بالكساء الخارجي له كما بناه المصري القديم، لافتا إلى أن البولوكات الجرانيتية للكساء الخارجي للهرم كانت حوالي 16 بلوك لم يتبقي منها حالياً سوي 7 بلوكات فقط، وهو ما سيقوم المشروع بالعمل علي دراستها وترميمها وتوثيقها وإعادة تركيبها.
وأضاف الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار أن هذا المشروع سوف يتم تنفيذه على عدة مراحل خلال 3 سنوات ليشمل أعمال رسم وتصوير فوتوجراميتري وتوثيق وليزر سكان ثم البدء الفعلي في أعمال إعادة تركيب البلوكات الجرانيتية.
وخلال تواجده بمنطقة أهرامات الجيزة للإطلاع على خطوات العمل بالمشروع، التقي الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار بمجموعة من السائحين من كوستاريكا حيث قام باستعراض المشروع لهم ودعوتهم لإعادة الزيارة مرة أخري بعد الإنتهاء من المشروع، ليروا هرم منكاورع لأول مرة وعليه جزء كبير من كساءه.
كما حرص السائحون على التقاط الصور التذكارية من أمام الهرم الثالث وتوثيق زيارتهم موجهين رسالة للشعب الكوستاريكي بزيارة مصر واصفين إياها ببلد الأمن والآمان.
في هذا الصدد، كشف مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار، عن تفاصيل مشروع تغليف هرم «منكاورع»، الذي أعلنت وزارة الآثار عن بدء تنفيذه، موضحاً أنه أحد أهم المشروعات التي تنفذها وزارة الآثار، وهو إعادة هوية الهرم التي كان عليها منذ آلاف السنين.
وأوضح كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار، أن المشروع يقوم على جمع حجارة الجرانيت الموجودة بجانب الهرم التي كانت تغلفه من الخارج، وعمل تصور لأماكنها عبر استخدام أجهزة حديثة ثم إعادة وضعها مرة أخرى فأماكنها القديمة.
أشار شاكر إلى أنه سيتم إعداد دراسات لمدة سنة تشارك فيها البعثة اليابانية وعقب الانتهاء منها سيتم البدء في العمل والتنفيذ، مؤكداً أن المشروع ذو جدوى اقتصادية ويوفر فرص عمل للعمالة المصرية لمدة 3 سنوات، كما سيعمل على ترويج السياحة المصرية عبر العالم، وعلى الصعيد التاريخي، فإنه سيُعيد الهرم لشكله السابق، وحجارة الجرانيت ستحمي الهرم من عوامل التعرية وستحافظ عليه.
وقال مجدي شاكر إنه تم اختيار الهرم الثالث بالتحديد؛ لأنه الوحيد الذي كان مغطى بحجارة الجرانيت، وما زالت موجودة حول الهرم، أما هرمي خوفو وخفرع فكانا مغلفان بالحجارة الجيرية التي تساقطت وتم سرقة أجزاء منها، وأيضًا تم الأخذ منها لبعض مشروعات محمد علي باشا، فلم تعد متاحه لتغليفهما مرة أخرى، فكان الأنسب هو هرم «منكاورع» لأن حجارته الجيرية لاتزال موجوده وجيدة.
فيما قال الخبير الأثري والمتخصص في علم المصريات الدكتور أحمد عامر إن الملك "منكاورع" قد حكم وفقًا لبرديات تورين ، حكم الملك منقرع مصر القديمة لما يقرب من ١٨ إلى ٢٢ عامًا وهو خامس ملوك الأسرة الرابعة، وهو ابن الملك "خفرع"، مؤكداً أنه في الأصل، ويبلغ ارتفاعه ٦١ مترًا مع قاعدة تبلغ ١٠٨.٥ م، ويتكون هرم "منكاورع" بشكل أساسي من الحجر الجيري والجرانيت الأسواني مثلما إستخدم المصريين القدماء الحجر الجيري لغلاف الأهرامات الخارجي.
وأشار "عامر" في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن هذا المشروع لا يقل أهمية عن مشروع "سكان بيراميدز" الذي يجري للهرم الأكبر للملك "خوفو"، كما أنه سيكون أيضا مشروع القرن، وسوف يساهم في إنتعاش الحركة الثقافية، تزامنا مع قرب إفتتاح المتحف المصري الكبير، وأن ذلك المشروع سوف يعيد إكتشاف المنطقة الآثرية من جديد بالتزامن مع تطوير المنطقة الآثرية بالكامل، والإسم والاسم المصري القديم للملك هو "منكاورع" ولقد أسماه المؤرخ هيرودوت "ميكرينوس" واسماه مانيتون "منكريس".
تابع: ونجد أن التماثيل التي عثر عليها للملك في مجموعته الجنائزية ذو شهره كبيرة، بالإضافة لصور الملك مع الإلهه "حتحور"، ومعبودات أقاليم مختلفة في سلسلة من ثلاثة تماثيل له، وهذه التماثيل هي الآن موجودة بالمتحف المصري بالتحرير.
هرم منكاورعتذكر موسوعة مصر القديمة "الجزء الأول: في عصر ما قبل التاريخ إلى نهاية العصرالإهناسي" في الفصل الخامس عشر، الذي يتناول عصر بناة الأهرام من الأسرة الرابعة أن الحجارة الداخلية في هذا الهرم تدل على حصول تغيير في تصميمها أثناء سير العمل.
تقول الموسوعة: دخل اللصوص هذا الهرم عام 1226 ميلادية وقد وجدوا تابوته خاليًا. ووجدوا في هذا التابوت -لا بُدَّ أن يكون تابوتًا آخر- بعد أن كسروا غطاءه، بقايا جسم إنسان من غير حلي ما، اللهم إلا بعض ألواح ذهبية مكتوبة بحروف لا تفهم.
وفي عام 1837 دخل الكولونيل «هاوردفيس» حجر هذا الهرم، فوجد في الحجرة العليا قطعًا من تابوت خشبي تعزى إلى «ملك الشمال والجنوب منكاورع حيًّا إلى الأبد» ومعه بقايا إنسان ملفوف في ثوب من الصوف الخشن لونه أصفر، وقد وجد كذلك في الحجرة السفلى تابوت من البازلت، وهو الذي خيب آمال لصوص سنة 1226.
وقد نقل التابوت وبقايا الجسم إلى المتحف البريطاني، أما التابوت البازلتي فقد تم شحنه إلى إنجلترا، ولكن السفينة غرقت به في «لجهورن» في 12 أكتوبر سنة 1838، ولا يزال في قعر البحر إلى الآن.
وتضيف: قد كشفت لنا حفائر في معبد الوادي ﻟ «منكاورع» عن نفائس فنية ودينية، وهذه المجموعة تعد أنفس مجموعة وجدت في الدولة القديمة من الأسرة الرابعة.
ومن بين قطع المجموعة، مجاميع إلهات المقاطعات، وكذلك تمثالان ﻟ «منكاورع» وزوجته في قطعة واحدة بالحجم الطبيعي تقريبًا من الجرانيت، وهما يعدان أجمل قطع في الفن المصري في هذا العصر.
في وقت سابق، كشف أشرف محيي الدين، مدير منطقة آثار الأهرامات، عن النطق الصحيح للهرم الأصغر والذي يخطئ فيه الجميع.
وقال أشرف محيي الدين، خلال حديثه مع مراسل برنامج «صباح البلد»، في حلقة خاصة بمنطقة الأهرامات بعد تطويرها، إن «الاسم الصحيح هو منكاورع وليس منقرع كما يقال».
وأضاف مدير منطقة آثار الأهرامات، أن موكب المومياوات الملكية، فتح أمام الناس اللغة الهيروغليفية المصرية القديمة، وترنيمة إيزيس.
وتابع: «العالم أجمع يهتم باللغة المصرية القديمة وبزعل لما أسمع حد يقول منقرع.. اسمه مِنكاورع».
وأتم أن هناك فيلما تسجيليا عن الأهرامات يحكي تاريخ المنطقة الأثرية، والغرض منه هو تأهيل الزائر لمغامرة زيارة الأهرامات، فيجب أن يحصل الزائر على خلفية قبل زيارة أعظم وأكبر مغامرة لزيارة الأهرامات.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: منكاورع السياحة وزارة السياحة الهرم الثالث مصطفي وزيري الأعلى للأثار الأمین العام للمجلس الأعلى للآثار الهرم الثالث مشروع القرن هذا المشروع فی هذا
إقرأ أيضاً:
غزة بين أنياب الحرب| ماذا يحدث بين ترامب ونتنياهو؟.. خبراء يجيبون
بينما يحبس العالم أنفاسه، تتصاعد العمليات البرية الإسرائيلية داخل قطاع غزة بشكل غير مسبوق، في ظل تصعيد عسكري متزامن مع صراع سياسي خفي بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب.
تقسيم القطاع إلى ثلاث مناطقوعلى وقع هذا الزحف العسكري المتسارع شمالا وجنوبا، بدأت تتضح ملامح مشروع لتقسيم القطاع إلى ثلاث مناطق معزولة، في محاولة لتحويله إلى جغرافيا مفككة يسهل التحكم بها لاحقا على المستويين الأمني والسياسي.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إنه لا يوجد أي خلاف حقيقي بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وكل ما يتم ترويجه في هذا السياق ليس سوى خداع إعلامي ممنهج، يهدف إلى تمرير مخططات التهجير والقتل بحق الشعب الفلسطيني.
وأضاف الرقب- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن في الواقع، الولايات المتحدة الأمريكية هي الدولة الوحيدة القادرة فعليا على ممارسة الضغط على الاحتلال الإسرائيلي لتنفيذ ما تريده، أما الحديث عن مواقف دولية أخرى مؤثرة فهو مجرد وهم، ومن هنا فإن الادعاء بوجود خلاف بين واشنطن وتل أبيب ليس إلا محاولة لتضليل الشعوب الفلسطينية والعربية.
وأشار الرقب، إلى أنه حتى في ما يتعلق بملف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، لا يوجد اختلاف في الموقف بين ترامب ونتنياهو، فكلاهما يسهم في تضليل الرأي العام العالمي بشأن حقيقة الأوضاع، ويعيش قطاع غزة حالة مجاعة حقيقية، والناس يموتون يوميا نتيجة نقص الغذاء والدواء والظروف الإنسانية القاسية.
وأطلقت إسرائيل عمليتها البرية تحت اسم "عربات جدعون"، وبدأت باجتياح شمالي نحو جباليا، بالتوازي مع توغلات عسكرية في محيط رفح جنوبا.
ووفقا لمصادر إسرائيلية، فإن الخطة تقوم على تقسيم القطاع إلى ثلاث مناطق منفصلة، مفصولة بممرات أمنية خاضعة لرقابة عسكرية مشددة.
ويرى المحلل الميداني محمود عليان ، أن هذه العملية "ليست حملة ردع كما تدعي إسرائيل، بل مشروع تفكيك جغرافي وسياسي"، مشيرا إلى مساع إسرائيلية لعزل شمال غزة عن الوسط والجنوب، وخلق واقع ميداني جديد يمكن إسرائيل من المشاركة في إعادة صياغة مستقبل القطاع.
تصعيد ميداني وظلال سياسيةفي جنوب القطاع، وتحديدا في منطقة رفح المحاذية للحدود المصرية، تتزايد وتيرة القصف والتهجير وهدم المنازل، مما يعكس صورة أكثر قتامة للوضع الإنساني.
وتتزامن هذه العمليات مع مؤشرات على تصعيد محتمل يمتد تأثيره إلى القاهرة، في ظل اقتراب القوات الإسرائيلية من معبر رفح، وهو ما يثير قلقا مصريا متناميا بشأن أمنها الحدودي.
ووصف الصحفي نضال كناعنة من سكاي نيوز عربية، العملية البرية بأنها "حملة سياسية ميدانية تهدف إلى تعزيز أوراق التفاوض"، موضحا أن إسرائيل تستخدم القوة العسكرية كأداة ضغط لفرض شروطها في المفاوضات المستقبلية، سواء فيما يتعلق بالأسرى، أو بمصير حركة حماس، أو بترتيبات ما بعد الحرب.
غزة تحت الإبادةفي تناقض واضح مع الرواية الإسرائيلية الرسمية التي تؤكد أن الهدف هو تحرير الأسرى ومحاربة "حماس"، يرى كثيرون أن الواقع الميداني يعكس عملية تطهير منهجية وإعادة تشكيل ديموغرافي محتمل.
من جانبه، اعتبر إبراهيم المدهون، مدير مؤسسة "فيميد" الإعلامية، أن ما يحدث في القطاع هو "إبادة ممنهجة، لا مجرد حملة عسكرية".
وقال في تصريحات له: "إسرائيل تسعى إلى تفريغ غزة من سكانها، وتدمير نسيجها المجتمعي، مستفيدة من تواطؤ دولي وصمت عربي".
وأشار المدهون إلى أن هذه الحرب لم تعد موجهة ضد حماس فقط، بل باتت تستهدف الوجود الفلسطيني برمته، في إطار رؤية تتبناها حكومة إسرائيلية يمينية متطرفة تؤمن بأن الحل لا يمر عبر التسويات، بل من خلال القوة الشاملة.
توتر خفي بين نتنياهو وترامبورغم التوقعات بتنسيق وثيق بين نتنياهو وترامب، خاصة بعد عودة الأخير إلى البيت الأبيض، إلا أن مؤشرات التوتر بدأت تظهر سريعا.
ففي حين تسعى واشنطن إلى استعادة التهدئة وتفعيل آلية دولية لإعادة إعمار غزة، يصر نتنياهو على استمرار التصعيد، غير مكترث بالضغوط الأميركية.
ويرى المدهون أن ما يحدث قد يكون بداية "تمرد دبلوماسي" من جانب نتنياهو، الذي "يسعى إلى فرض أمر واقع على الأرض، حتى لو أدى ذلك إلى خلاف مع واشنطن"، في محاولة لكسب تأييد اليمين الإسرائيلي الذي يرفض التهدئة أو التفاوض.
والجدير بالذكر، أنه مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية واقترابها من معبر رفح، تزداد المخاوف في القاهرة من تداعيات أمنية قد تدفعها إلى إعادة النظر في دورها كوسيط، وربما اتخاذ خطوات ميدانية لحماية حدودها.
في المقابل، تتصاعد الأصوات الأوروبية المطالبة بوقف فوري للعمليات العسكرية، وسط تخوف من موجات لجوء جديدة وانهيار البنية الإنسانية في قطاع غزة، في ظل تعثر فتح المعابر وتراجع قدرة المؤسسات الإغاثية على التدخل.