ارتفعت أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها خلال شهرين، بعد استهداف الحوثيين في اليمن ناقلة نفط بريطانية "اشتعلت فيها النيران" في خليج عدن، في أحدث حلقات حملتهم لاستهداف السفن البريطانية والأميركية بعد الغارات التي شنتها واشنطن ولندن على أهداف عدة في اليمن منذ الأسبوع الأول من يناير/كانون الثاني الجاري، رداً لمنع الحوثيين من مهاجمة السفن الإسرائيلية وغيرها المتجهة نحو إسرائيل.

 

وصعد سعر خام غرب تكساس الوسيط الأميركي إلى 78 دولاراً للبرميل، مسجلاً أعلى مستوياته منذ نوفمبر/تشرين الأول الماضي. وأُصيبت سفينة تعمل لصالح مجموعة "ترافيغورا" التجارية بصاروخ على بعد نحو 55 ميلاً جنوب شرق عدن باليمن. كما قفزت أسعار العقود الآجلة للمنتجات المكررة، بما في ذلك الديزل والبنزين، إلى أعلى مستوياتها في شهرين.

خريطة أنشطة وفعاليات جامعة القاهرة خلال إجازة نصف العام الدراسي أسعار الذهب اليوم في محال الصاغة والأسواق

ارتفع سعر النفط بأكثر من 6% الأسبوع الأخير، مسجلاً أكبر مكاسب منذ الأسبوع الذي تلا بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

 

وتلقت أسعار النفط الخام دعماً من التوترات المتزايدة في الشرق الأوسط، في ظل شن الولايات المتحدة غارات على الحوثيين الذين أكدوا أن هجماتهم في البحر الأحمر تأتي تضامناً مع الفلسطينيين الذين يواجهون عدواناً إجرامياً وحصاراً قاتلاً.

 

ويأتي ارتفاع أسعار النفط بعدما أدت أيضا هجمات الطائرات المسيرة على مصافي التكرير في روسيا إلى تعريض تدفقات الخام للخطر مع استمرار الحرب في أوكرانيا. وارتفعت أسعار النفط بأكثر من 8% في يناير الجاري، بعد حصولها على دعم إضافي من السحب الكبير غير المتوقع من المخزونات الأميركية، والجهود التي يبذلها صناع السياسات في الصين لدعم الاقتصاد.

 

كما يضغط صعود تكاليف الشحن جراء اضطرابات أزمة البحر الأحمر على سلاسل إمداد الديزل إلى أوروبا، ما يسهم في قفزة كبيرة لأسعار الوقود.

 

وقفزت أسعار استئجار الناقلات العملاقة لتوصيل الوقود من الشرق الأوسط لشمال غرب أوروبا إلى 117 ألف دولار لليوم الواحد خلال الأسبوع الماضي، وفق وكالة بلومبيرغ الأميركية.

 

وتعاني أوروبا من نقص هيكلي لوقود الديزل وتعتمد على الواردات. وعندما تزداد تكاليف الشحن، ينبغي لأسعار الوقود في أوروبا أن ترتفع بالمقارنة مع المناطق الأخرى، من أجل تعويض النفقات الإضافية لنقل البراميل من الموردين من المناطق النائية.

 

وساعدت القفزة الأخيرة لتكاليف الشحن على بلوغ هوامش الديزل في شمال غرب أوروبا أعلى مستوياتها منذ أوائل ديسمبر الماضي، بحسب أرقام صادرة عن شركة "جنرال إنديكس". كما ساهم ذلك في اتساع ما يُعرف بفارق الأسعار بين الشرق والغرب وهو فرق الأسعار بين الديزل في أوروبا وآسيا.

 

ورغم أن الديزل يصل بسعر أعلى في أوروبا مقارنة بآسيا، إلا أن الشحن الأكثر تكلفة يعني أنه من غير المجدي اقتصادياً للمصدرين في الخليج بمنطقة الشرق الأوسط والهند إرسال شحنات إلى أوروبا، بحسب يوجين ليندل، رئيس وحدة المنتجات المكررة في شركة الاستشارات "إف جي إي".

 

وأضاف ليندل: "ليس من المفترض أن نرى فعلاً تدفقات كبيرة من الديزل من الخليج العربي والهند متجهة إلى أوروبا في ظل فروق الأسعار بين الشرق والغرب الحالية، وإذا لم تجد هذه البراميل مشترين في أوروبا، فستتجه شرقاً". 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أسعار النفط تقفز أسعار النفط العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة أسعار النفط فی أوروبا

إقرأ أيضاً:

لماذا وقود الديزل أغلى من البنزين في أمريكا.. لكنه ليس كذلك في أوروبا؟

تختلف العلاقة السعرية بين وقود الديزل والبنزين بشكل جذري بين الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا. 

فبينما ظل الديزل في الولايات المتحدة أغلى من البنزين لما يقرب من عقدين من الزمان، نجد أن معظم الدول الأوروبية تعكس هذا الاتجاه، حيث يكون الديزل أرخص من البنزين للمستهلكين. ويعود هذا الاختلاف إلى ثلاثة عوامل رئيسية: تكلفة التكرير، والطلب الموسمي، والأهم من ذلك، السياسات الضريبية الحكومية.

التكلفة في أمريكا: التنظيم البيئي وضرائب الطرق

في الولايات المتحدة، ارتفعت تكلفة إنتاج الديزل بشكل دائم منذ عام 2006 بسبب تطبيق القواعد الجديدة المتعلقة بـ الديزل النظيف، والتي تتطلب حداً أدنى لمحتوى الكبريت (15 جزء في المليون). 

أجبر هذا التنظيم مصافي التكرير على تشغيل عمليات معالجة إضافية، واستهلاك المزيد من الطاقة، وتحديث معداتها، مما رفع التكلفة الإجمالية لصناعة الديزل.

بالإضافة إلى ذلك، تلعب الضرائب الفيدرالية والمحلية دورًا حاسمًا. 

يفرض على الديزل ضريبة فيدرالية أعلى (24.3 سنتًا للغالون) مقارنة بالبنزين (18.3 سنتًا)، وذلك لتمويل صيانة الطرق السريعة التي تتأثر بشكل أكبر بالشاحنات الثقيلة والحافلات التي تستخدم الديزل. 

هذا المعدل الضريبي المرتفع يضمن بقاء الديزل أغلى عند المضخة.

السبب الأوروبي: الهندسة الضريبية لدعم الديزل

يعود السبب الرئيسي وراء انخفاض سعر الديزل مقارنة بالبنزين في معظم الدول الأوروبية إلى نظام الضرائب العكسي. 

تاريخيًا، سعت الحكومات الأوروبية إلى تحفيز السائقين ومشغلي الشحن على استخدام وقود الديزل، ويرجع ذلك جزئيًا إلى حقيقة أن الديزل يحرق طاقة أقل لكل لتر مقارنة بالبنزين.

ولتحقيق ذلك، فرضت الحكومات الأوروبية ضرائب أثقل على البنزين وضرائب أخف على الديزل. 

ووفقًا للبيانات، يفرض البنزين في أوروبا متوسط ضريبي أعلى بكثير مقارنة بالديزل، حيث يبلغ متوسط الضريبة على البنزين حوالي 0.548 يورو للتر، بينما تبلغ على الديزل حوالي 0.445 يورو للتر. 

نظرًا لأن الضرائب تشكل جزءًا كبيرًا من سعر الوقود النهائي، فإن هذا الفرق الضريبي يخلق خصمًا داخليًا على الديزل لا وجود له في النظام الأمريكي.

الطلب والتقلبات العالمية

تساهم عوامل الطلب في اتساع الفجوة السعرية في الولايات المتحدة الأمريكية. 

ينتج برميل النفط الخام كمية بنزين أكبر بكثير من الديزل، بينما يظل الطلب على الديزل مرتفعًا بشكل مستمر للاستخدامات الصناعية مثل الشحن، والبناء، والزراعة، والمولدات، والتدفئة المنزلية. 

عندما يرتفع الطلب الموسمي (خاصة في الشتاء)، يزداد الضغط على إمدادات الديزل، مما يؤدي إلى ارتفاع أسعاره بوتيرة أسرع من البنزين، وتزيد الاضطرابات الأخيرة (مثل فقدان واردات الديزل الروسية) من حدة هذه التقلبات.

طباعة شارك البنزين أسعار البنزين وقود الديزل أسعار وقود الديزل سيارات

مقالات مشابهة

  • النفط عند أعلى مستوى في أسبوعين مدعوما بخفض متوقع للفائدة الأمريكية
  • أسعار النفط تلامس أعلى مستوياتها في أسبوعين
  • لماذا وقود الديزل أغلى من البنزين في أمريكا.. لكنه ليس كذلك في أوروبا؟
  • أسعار النفط عند أعلى مستوى في أسبوعين وسط توقعات بتخفيض الفائدة الأمريكية
  • النفط عند أعلى مستوى في أسبوعين
  • النفط يحوم قرب أعلى مستوى في أسبوعين بفعل توقعات خفض أسعار الفائدة الأميركية
  • النفط عند أعلى مستوى في أسبوعين مدعوماً بخفض متوقع للفائدة الأميركية
  • بورصة مسقط تسجّل أعلى مستوى في 9 سنوات بمكاسب تتجاوز 600 مليون ريال عُماني
  • أسعار النفط ترتفع بدعم من تعثر محادثات السلام الأوكرانية
  • احتياطيات روسيا تقفز لأعلى مستوى منذ منتصف العام