أكّد الدكتور هيثم الحاج علي، الرئيس الأسبق للهيئة المصرية العامة للكتاب، أنّ الحضارة المصريّة، صبغت الحضارات المختلفة برؤيتها وأعادت إنتاجها.

وأضاف «عبد الله»، خلال حواره مع برنامج «الشاهد» الذي يقدمه الدكتور محمد الباز، عبر فضائية «إكسترا نيوز»: أن مصر أقدم مربع في التاريخ باعتبارها الدولة الوحيدة التي احتفظت بحدودها».

وتابع: «في موكب المومياوات اللحظة الذي جرى فيها تنوير المسلة الموجودة في ميدان التحرير، وشاع النور على كل ما حولها، هي دي الحضارة المصرية تمتص كل ما حولها وتجمعه وتصبغه برؤيتها وتعيد إنتاجه لتنور الفضاء كله، هي دي الشخصية المصرية، علي مدار التاريخ».

برنامج «الشاهد»

وانطلقت حلقات الموسم الخامس من برنامج «الشاهد» تحت عنوان «التجربة المصرية.. شهادات على 10 سنوات من التحدي»، ويذاع يوميًا في الحادية عشرة مساء، على قناة «إكسترا نيوز».

يعد برنامج «الشاهد»، الذي يقدمه الدكتور محمد الباز على شاشة «إكسترا نيوز»، أول تعاون إعلامي بين القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية والدكتور محمد الباز، رئيس مجلسي إدارة وتحرير «الدستور»، ويرأس تحرير البرنامج الكاتب الصحفي حازم عادل، ويخرجه أحمد داغر، إعداد كل من هند مختار والبدري جلال ورضا داود.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الهيئة المصرية العامة للكتاب معرض الكتاب

إقرأ أيضاً:

من لعبة إلى جسر حضاري.. كيف أصبحت "لابوبو" رمزا للتقارب الثقافي؟

 

 د. خليل لوه لين - بروفيسور صيني

في الأيام الأخيرة، شاهدت مرارا على منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المحلية والدولية مقطع فيديو طريفا لخريجة من جامعة تشينغهوا الصينية العريقة، ظهرت فيه وهي تصطحب دميتها المحبوبة "لابوبو" إلى منصة حفل التخرج، وطلبت من نائب رئيس الجامعة مشاركتها لحظة تقليدية عبر تحريك شرابة قبعة الدمية. هذا المشهد اللطيف حصد ملايين المشاهدات، وتناقلته وسائل إعلام دولية، من بينها وسائل إعلام عربية معروفة ومشهورة، ومرة أخرى وجدت "لابوبو" نفسها في دائرة الضوء العالمية، مما يعكس مدى حب الجماهير حول العالم، بما في ذلك الجمهور العربي، لهذه الدمية الفريدة والتي خطفت الأضواء وباتت جسرًا من المحبة يربط العالم بالصين.

إن الانتشار الواسع الذي حققته "لابوبو" ليس وليد المصادفة، بل يعكس قابلية الثقافة الصينية للتفاعل مع ثقافات العالم من خلال رموز تلهم مشاعر مشتركة، وتعبر عن قيم مثل البراءة والمرح والشجاعة واللطف والصداقة. فالتصميم الفريد والمزج بين الجماليات الآسيوية وتعبيرات الفن الشعبي العالمي جعل من "لابوبو" لغة بصرية يفهمها الجميع.

يكشف نجاح "لابوبو" عن حقيقة أعمق: هناك تعطش عالمي لقيم ثقافية تتجاوز الانغلاق، وتحتفي بالاختلاف والتنوع، وتبحث عن لحظات بهجة في عالم معقد. وهنا تتجلى أهمية مبادرة الحضارة العالمية التي أطلقتها الصين، والتي تدعو إلى تعزيز الحوار والتفاهم بين الثقافات على قاعدة الاحترام المتبادل والمستقبل المشترك. من خلال هذه المبادرة، تدعو الصين إلى احترام تنوع الحضارات والدفاع عن القيم المشتركة للإنسانية، وأهمية توارث وابتكار الحضارات، وتعزيز التبادلات والتعاون الثقافي والإنساني الدولي بشكل مشترك. توجه مبادرة الحضارة العالمية نداء صادقا للعالم لتعزيز التبادلات والحوار بين الحضارات، وتعزيز تقدم الحضارة الإنسانية من خلال الشمول والتعلم المتبادل، الأمر الذي يضفي قوة محركة معنوية لبناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.

ولا يقف الأمر عند "لابوبو" وحدها، فمنتجات ثقافية صينية أخرى بدأت تجد صدى واسعا في العالم، مثل اللعبة "الأسطورة السوداء.. وو كونغ"، المستوحاة من أساطير الصين القديمة ورواية كلاسيكية عظيمة في الأدب الصيني، وفيلم الرسوم المتحركة "نه تشا" الذي يعيد تقديم الملاحم الصينية بلغة فنية حديثة. كذلك، أصبحت ظواهر مثل "China Travel" و"China Shopping" تجذب ملايين الزوار الأجانب، بمن فيهم مواطنون من الدول العربية، لاستكشاف الصين عن قرب، من معالمها الحضرية إلى ثقافتها الشعبية، مما يعكس حضورا ثقافيا متزايدا يتجاوز الصور النمطية. من خلال زيارة الصين، تتاح للزوار فرصة أفضل لفهم ملامح الثقافة الصينية بشكل أعمق، مما يسهم في تعزيز التبادل الحضاري والتفاهم الثقافي بين الشعوب.

من خلال هذه الظواهر، يتضح أن العالم لم يعد يبحث فقط عن القوة، بل عن المعنى والدفء الإنساني. ولعل الصين اليوم تقدم نموذجا ثقافيا متجددا، يقوم على الإبداع واحترام الاختلاف والتبادلات الصادقة بين الحضارات، وليس التصادم بينها. "لابوبو"، هذه الدمية الطفولية، لا تحمل خطابا سياسيا، لكنها تجسد من خلال طرافتها وبساطتها روح التواصل والتبادل الإنساني العابر للثقافات. ومن هذا المنطلق، تنسجم فكرتها مع فكرة مبادرة "الحضارة العالمية"، التي تدعو جميع البلدان إلى احترام تنوع الحضارات في العالم، مما يسهم في تعزيز التفاهم والتعلم المتبادل بين الشعوب والمجتمعات المختلفة.

في زمن يكثر فيه الحديث عن صدام الحضارات، تبرز "لابوبو" وأمثالها من المنتجات الثقافية الصينية أن أبسط أشكال الإبداع يمكن أن تكون مدخلا لحوار عميق بين الشعوب. فدمية أو فيلم أو تجربة سفر قد تفتح نوافذ لفهم الآخر، وتكسر الحواجز النفسية والثقافية. إن هذه المنتجات، بما تحمله من قيم جمالية وإنسانية، لم تعد مجرد سلع استهلاكية، بل أصبحت وسائط فعالة للتقارب والتبادل الحضاري، تعكس روح الانفتاح والتعدد الذي تدعو إليه مبادرة الحضارة العالمية. فالثقافة الصينية، عبر هذه الوسائط الإبداعية، لا تكتفي بتقديم نفسها للعالم، بل تسهم أيضا في بناء جسور من التفاهم والثقة، وتؤكد أن طريق الحوار يبدأ من الاعتراف بالآخر واحترام تنوعه. وهكذا، تتحول المنتجات الثقافية إلى قوة ناعمة حقيقية، تثري المشهد الحضاري العالمي، وتجسد بشكل عملي رؤية الصين لمستقبل يقوم على التعددية والتعايش والانفتاح، لا على الهيمنة والصراع.

مقالات مشابهة

  • من لعبة إلى جسر حضاري.. كيف أصبحت "لابوبو" رمزا للتقارب الثقافي؟
  • عضو تنسيقية شباب الأحزاب: انتخابات الشيوخ والنواب مسؤولية وطنية لا وجاهة اجتماعية
  • غرفة الجيزة: مشاركة مصر في قمة البريكس تعزز التعاون مع الاقتصادات الناشئة
  • صراحة نيوز تهنئ الصحفي محمد نبيل والصحفية هبة الحاج بعقد قرانهما
  • "الأهلي الإسلامي" يقدّم مزايا عديدة للعملاء بالتعاون مع "إكسترا"
  • كريم الديب: المباراة مع الأندية الجماهيرية بـ10 مع أندية الشركات.. ومن لا يتحمل الضغوط "يقعد في البيت"
  • عبد الصادق: يصدر قرارا بتعيين الدكتور صالح الشيخ مستشارًا لرئيس الجامعة لشئون الحوكمة والتطوير المؤسسي
  • «بوابة الحضارات».. المنارة المفقودة!!
  • تعيين الدكتور صالح الشيخ مستشارًا لرئيس جامعة القاهرة لشئون الحوكمة
  • على رأسها العراق.. 8 دول في أوبك+ تقرر زيادة إنتاجها النفطي