حماس: مؤتمر الاستيطان يكشف نوايا العدو للتهجير والتطهير العرقي ضد شعبنا
تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT
الثورة نت/
اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية حماس، أن عقد الائتلاف الفاشي الحاكم في الكيان الصهيوني لمؤتمر بالأمس، يدعو فيه لضم الضفة وغزة إلى الكيان المحتل والاستيطان فيهما، بمشاركة عشرات الوزراء والنواب في الكنيست الصهيوني، يكشف النوايا المبيتة لتطبيق جريمة التهجير والتطهير العرقي ضد شعبنا الفلسطيني.
وقالت الحركة في بيان لها، اليوم الإثنين: إن تنظيم هذا المؤتمر يعكس استخفاف هذا الكيان المارق بالقوانين والقرارات الدولية، وبقرارات محكمة العدل الدولية الأخيرة التي طالبته باتخاذ التدابير كافة لوقف الإبادة الجماعية في غزة.
ودعت المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى اتخاذ موقف حازم من عقد هذا المؤتمر الفاشي وإدانته بشكلٍ واضح باعتباره مؤتمراً فاشياً قائماً على فكرة التطهير العرقي.
كما طالبت بالوقوف كذلك أمام الغطرسة والاستمرار في جريمة الإبادة، واتخاذ ما يلزم من إجراءات لحماية شعبنا الفلسطيني تطبيقاً لمقررات محكمة العدل الدولية.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
خطاب قائد الثورة و الخيار الإستراتيجي لجولة جديدة من المواجهة مع الكيان الصهيوني
الخطاب لا يقتصر على تحليل المرحلة الراهنة بقدر ما يستشرف آفاق المرحلة القادمة، مؤسِّساً لمرحلةٍ جديدةٍ من المواجهة تكون فيها "القوى الحية" في الأمة، ممثَّلةً بالمقاومة بمختلف أشكالها، هي الفاعل المركزي، بعد أن تخلَّت الأنظمة الرسمية عن دورها بل وتحوَّلت إلى أدواتٍ في المشروع الصهيو-أميركي. ما يميِّز الخطاب هو ذلك الربط العضوي العميق بين البُعدَيْن العقدي والاستراتيجي، حيث تُستمدُّ شرعية المقاومة وسُبلها من العقيدة الإسلامية، وتُستمدُّ قوة العقيدة من تجسيدها العملي في ساحات المواجهة.
يبدأ السيد الحوثي من نقطةٍ مفصليةٍ تتمثَّل في الخروج من الجولة السابقة من المواجهة "بأقوى مما كنا فيه"، وهو ما يُشكِّل أساساً لسرديةٍ جديدةٍ تقوم على تحوُّل القوى المقاومة من موقع الدفاع إلى موقع المبادرة.
وهو تحوُّلٌ في الوعي الجمعي للأمة، حيث لم تعد المقاومة خياراً بين خيارات، بل أصبحت الخيار الوحيد لضمان الكرامة والوجود. كما ان الحديث عن "البناء على أساس الاستعداد للجولة القادمة" هو إعلانٌ عن نهاية مرحلة ردِّ الفعل، وبداية مرحلةٍ جديدةٍ من الفعل الاستراتيجي المبني على تراكم القوة بمختلف أشكالها: العسكرية والتدريبية والتعبوية والوعوية.
وهذا يؤشِّر إلى وعيٍ عميقٍ بأن المواجهة مع المشروع الصهيو-أميركي هي مواجهةٌ وجوديةٌ طويلة الأمد، لا يمكن الفوز فيها بمعركةٍ عسكريةٍ مؤقتة، بل عبر بناء منظومةٍ متكاملةٍ من الصمود والمقاومة.
العدو في الخطاب ليس مجرَّد كيان احتلالي استيطاني في فلسطين فحسب، وانما هو منظومةٌ متكاملةٌ تقودها الولايات المتحدة، وتشارك فيها دولٌ غربيةٌ عديدة، ويعاونها في ذلك أنظمةٌ عربيةٌ وصلت إلى درجةٍ من التردِّي لم تعد تخجل معها من التطبيع والتجارة مع الكيان الصهيوني حتى خلال ارتكابه أبشع جرائم الإبادة الجماعية في غزة.
ان هذا التوصيف الشامل للعدو يوسِّع دائرة الصراع من كونه نزاعاً حدودياً أو حتى قضية تحرر وطني، إلى كونه صراعاً حضارياً بين مشروعين: مشروع يقوده المحور الصهيو-أميركي يقوم على الهيمنة ونهب الثروات وإخضاع الشعوب، ومشروع مقاوِم تتبناه "القوى الحية" في الأمة يقوم على التحرر والعدالة والكرامة.
وهذا ما يفسر الإشارة الواضحة في الخطاب إلى "المنافقين" و"المدجّنين" الذين يشنون حملات تشويه ضد كل من يقف مع فلسطين، ووصفهم بأنهم "أداة إيرانية"، وهو نفس التوصيف الذي تروج له أدبيات واشنطن وتل أبيب.
خطاب السيد القائد هنا يقلب الطاولة على هذه السردية، فبدلاً من الدفاع عن النفس ضد هذه التهم، يذهب إلى الهجوم بكشف حقيقة دور هؤلاء كمفوضي ضمير للأمة وحراس للمشروع الاستعماري.
ومن أبرز ما ينطوي عليه التحليل في الخطاب، الإشارة إلى المفارقة التاريخية المتمثلة في أن الضمير العالمي، بما فيه شعوب في الغرب نفسه، قد صحا وأدرك حقيقة الجريمة الصهيونية، بينما لا تزال النخب الحاكمة في بعض الدول العربية تتغاطى أو تشارك في الجريمة.
ان هذا التناقض الصارخ بين إرادة الشعوب وسلطة النخب الفاسدة يضع الأنظمة العربية التي تواصل التطبيع في موقفٍ أخلاقي وسياسي لا يحسدون عليه، ويكشف أن شرعيتها قد انقطعت ليس فقط عن شعوبها، بل وعن ضمير الإنسانية جمعاء.
الخطاب يضع القوى المقاومة، بالتالي، في موقع تمثيل الإرادة الحقيقية للأمة، وفي موقع الدفاع عن القيم الإنسانية الأساسية في وجه آلة إجرامية لا ترعى أي حق.
يخلص السيد الحوثي إلى تأكيد حتمية "الجولة القادمة"، كنتيجةٍ حتميةٍ لطبيعة الصراع الوجودي. فطالما بقي المشروع الصهيوني قائماً، مدعوماً بإرادة الهيمنة الأمريكية، فإن المنطقة لن تشهد استقراراً.
السيد الحوثي يرفض هنا أي وهمٍ بالسلام تحت ظل الاحتلال، أو أي حلٍّ قائم على المساومة على الثوابت. الاستعداد لهذه الجولة، بمختلف الوسائل، يصبح بذلك واجباً مقدساً وضرورة استراتيجية.
و الخيار الوحيد المتاح أمام الأمة، وفق هذه الرؤية، هو خيار المقاومة، لأن الاستسلام لا يقي شر العدو، بل يزيده طمعاً ويُسهِّل عليه تنفيذ مخططاته.
كلمة السيد الحوثي ، في مجملها تشريعٌ للمقاومة كخيارٍ استراتيجي وحيد، ورفضٌ قاطعٌ لكل أشكال المساومة والتدجين، وهو يرسم ملامح مرحلةٍ جديدةٍ تكون فيها الكلمة الفصل للشعوب وقواها الحية، لا للقصور الرئاسية ومراكز الأبحاث الغربية.
- نقلا عن عرب جورنال