الجزيرة:
2025-12-13@23:25:53 GMT

جدار حدودي عازل مع سوريا.. هل سيوفر الحصانة للعراق؟

تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT

جدار حدودي عازل مع سوريا.. هل سيوفر الحصانة للعراق؟

بغداد– بطول 160 كيلو متر وارتفاع 3 أمتار، أقام العراق جدارا خرسانيا عازلا على الشريط الحدودي الغربي مع سوريا، في منطقة "القائم" شمال نهر الفرات، بهدف تعزيز أمن الحدود ومنع عمليات التهريب وتدفق المتسللين من التنظيمات المسلحة المختلفة عبرها.

وذكر بيان لوزارة الداخلية أن "الوزير عبد الأمير الشمري افتتح الأحد الجدار الذي تم إكماله في منطقة الباغوز شمال الفرات، وعلى الشريط الحدودي العراقي السوري، بحضور قائد قوات الحدود وعدد من القادة الأمنيين".

ونقل البيان عن الشمري قوله إن "الجدار الكونكريتي (الخرساني) يُعد ضمن سلسلة من التحصينات الأمنية الكبيرة التي تجريها الوزارة لتعزيز أمن الحدود، والتي أسهمت في ضبط أمن الحدود العراقية السورية ومنع عمليات التهريب ومكافحة التنظيمات المسلحة".

وبين المتحدث باسم وزارة الداخلية العميد مقداد الموسوي أن طول الحاجز يبلغ 160 كيلومترا، وبارتفاع 3 أمتار شمال نهر الفرات، مؤكدا للجزيرة نت أن قيادة قوات الحدود أنشأته حصرا على مدى عام كامل.

ويقول الموسوي إن الجدار سيسهم بشكل كبير في الحد من عمليات التسلل كونه محكما، خاصة وأن هناك خندقا بعمق 3 أمتار وعرض 3 أمتار بمحاذاته، فضلا عن ساتر ترابي ثم "جدار كونكريتي" تتخلله أسلاك شائكة ثم عارض منطادي، بالإضافة إلى وُجود القطعات الأمنية وأبراج مراقبة وكاميرات حرارية.

الجدار العازل بين العراق وسوريا (الداخلية العراقية) منع التسلل والتهريب

وشهدت الحدود العراقية السورية على مدى أكثر من عقدين من الزمن عمليات تسلل لجماعات مسلحة منها تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة، فضلا عن عمليات تهريب كبيرة تطورت بعد اندلاع الثورة في سوريا عام 2011، واستيلاء جماعات مسلحة مختلفة على المناطق الحدودية مع العراق.

وعن أهمية الحاجز، يرى الخبير العسكري حاتم الفلاحي أن الجدار سيسهم في ضبط الأمن والحد من عمليات التسلل والتهريب، لكنه في الوقت ذاته لا يمنع تلك العمليات بشكل كامل لأن الحدود بين البلدين تمتد لمسافات طويلة تصل إلى 605 كيلومترات، ويمكن التسلل من مناطق أخرى، خاصة وأن قيادة قوات الحدود العرقية لا تزال ضعيفة، ولا تمتلك القدرات الكافية لضبط تلك المنطقة الحيوية.

ويقول الفلاحي، للجزيرة نت، إن عمليات ضبط الحدود تحتاج إلى طائرات مسيّرة لغرض المراقبة وأبراج محكمة ودوريات تتنقل على طول الشريط الحدودي. وينوه إلى أن وُجود الجماعات المسلحة المرتبطة بإيران في العراق، وفي سوريا أيضا ربما يسهل عمليات الدخول والخروج من وإلى سوريا.

وفي ظل ذلك، "قد تكون القطعات العسكرية غير قادرة على منع تلك الجماعات من التنقل، فضلا عن وجود حزب العمال الكردستاني في جبل سنجار الذي يملك امتدادات له في سوريا" وفق الفلاحي.

ضبط ورقابة غير كاملة

وعن إمكانية امتداد السياج الحدودي إلى مساحات أكبر، يعتقد الفلاحي أن ذلك يعتمد على القدرات المالية والاقتصادية لقوات الحدود ولوزارة الداخلية، لكونه يتطلب المزيد من الجهود والإمكانيات.

ويشير الخبير العسكري إلى وجود مناطق حدودية أخرى، فيها حفر خنادق كبيرة جدا بعرض 6 أمتار وبعمق 3، استخدمت من قبل العراق في الفترة الماضية لتقليل عمليات التسلل والتهريب. في حين هناك العديد من المناطق الحدودية تحتاج إلى ضبط كامل خاصة الحدود العراقية الإيرانية، لأنها تمتد على مسافات طويلة تصل إلى أكثر من 1400 كيلومتر.

ويتجاوز طول الحدود العراقية السورية، نحو 600 كيلومتر من منطقة الركبان على الحدود الأردنية جنوبا، وصولا إلى منطقة فيشخابور بالقرب من الحدود التركية شمالا.

ويرى الخبير الأمني صفاء الأعسم أن بناء الجدار خطوة بالاتجاه الصحيح، كونه سيوقف نحو 80% من تدفق الجماعات المسلحة ومنع تهريب المخدرات وما شاكلها، مشيرا إلى أن منطقة الباغوز تنشط فيها الجماعات "الإرهابية" وهي مخترقة وغير مسيطر عليها.

ويقول الأعسم للجزيرة نت، إن الجدار سيوفر حصانة أمنية أكثر، لكنه لا يكفي ليكون الحد الفاصل كليا لوقف اختراق الحدود، منوها إلى أن وزارة الداخلية ستتخذ إجراءات أخرى في هذا الصدد منها:

ربط كاميرات مراقبة على طول الحدود العراقية السورية. بالإضافة إلى مسح الحدود عبر الطائرات المسيّرة وأجهزة الرادار. وفرض الرقابة الكاملة على الحدود من خلال الاتصال المباشر مع غرف العمليات للسيطرة على أي تحركات.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الحدود العراقیة السوریة من الحدود

إقرأ أيضاً:

فيضانات تاريخية تضرب واشنطن.. ارتفاع المياه يتجاوز 5 أمتار وإجلاء عشرات الآلاف

تعيش ولاية واشنطن الأمريكية واحدة من أسوأ موجات الفيضانات خلال عقود، بعد أيام من الأمطار الغزيرة التي أغرقت مساحات شاسعة من الولاية، وأدت إلى مشاهد درامية تضمنتها عمليات إنقاذ من أسطح المنازل وجسور منهارة وطرق رئيسية مقطوعة، بينما حذّرت السلطات من أن الساعات المقبلة قد تحمل "ما هو أسوأ".

إدراج “الكحل العربي” على لائحة التراث الإنساني في اليونسكوبريطانيا تضيف 4 أسماء جديدة لقائمة العقوبات المرتبطة بالسودان

وأعلنت الولاية حالة الطوارئ، في وقت صدرت أوامر إخلاء لعشرات الآلاف من السكان، مع اقتراب منسوب الأنهار من تسجيل مستويات قياسية. وقال حاكم الولاية بوب فيرجسون إن واشنطن تواجه "حدثًا استثنائيًا وغير مسبوق"، داعيًا سكان المناطق المهددة إلى الالتزام الفوري بتوجيهات الإخلاء.

وشمل الإجلاء أكثر من 78 ألف شخص في منطقة زراعية حيوية شمال مدينة سياتل، وتحديدًا في سهل نهر سكاجيت الفيضي، حيث أكدت هيئة الأرصاد أن ذروة الفيضانات ستصل صباح الجمعة، ما ينذر بتفاقم الأضرار خلال الساعات التالية.

وامتدت تأثيرات الفيضانات إلى مناطق واسعة، إذ غمرت المياه عددًا من الجسور الحيوية، وتقطعت طرق رئيسية، بينما تسبب انهيار أرضي في إغلاق جزء من الطريق السريع رقم 90 شرق سياتل. كما أظهرت صور تداولتها وسائل الإعلام سيارات عالقة وسط الطين وجذوع الأشجار والمياه الراكدة، ما عكس حجم الفوضى التي تشهدها المنطقة.

وخلال الأيام الماضية، تدخلت فرق الطوارئ لإنقاذ العديد من السكان الذين حاصرتهم المياه داخل المنازل والسيارات، فيما نفذت طائرات هليكوبتر عمليات إنقاذ معقدة لعائلتين عالقتين فوق أسطح منازل غمرتها مياه بارتفاع تجاوز 4.6 مترًا. كما أُغلق مركز إطفاء في مقاطعة واتكوم بعد وصول مستوى المياه داخله إلى نحو 91 سنتيمترًا.

وفيما ألقى بعض الخبراء باللوم على تغير المناخ كعامل رئيسي وراء شدة الأمطار، أشار آخرون إلى أن الربط المباشر بين الظواهر المناخية الفردية والاحتباس الحراري يحتاج إلى دراسات متخصصة. ومع ذلك، يظل الإجماع العلمي قائمًا على أن تغير المناخ يؤدي إلى زيادة تواتر العواصف والفيضانات وحرائق الغابات وموجات الجفاف.

وتستعد الولاية الآن لوصول عاصفة جديدة أكثر غزارة بداية من يوم الأحد، ما يزيد المخاوف من تجدد الفيضانات واتساع نطاق الأضرار، في وقت تستمر فيه طواقم الإنقاذ في سباق مع الزمن لحماية ما يمكن إنقاذه قبل قدوم موجة الأمطار القادمة.
 

طباعة شارك فيضانات واشنطن سوء الأحوال الجويه الولايات المتحده الطقس في واشنطن

مقالات مشابهة

  • الداخلية .. كشف تفاصيل فيديو التعدي على شخص وهدم جدار منزل بسبب الميراث بكفر الشيخ
  • لبنان يعلن جاهزيته لترسيم الحدود.. سوريا تحسم الجدل حول العملة!
  • اكتشاف جدار حجري عمره 7 آلاف عام تحت الماء قبالة فرنسا
  • عون: الطريق المسدود أخذنا إلى التفاوض وجاهزون لترسيم الحدود مع سوريا
  • عون: تطور العلاقات مع سوريا "بطيء".. وجاهزون لترسيم الحدود
  • لبنان.. الجدار الإسرائيلي يضع «اليونيفيل» أمام اختبار صعب
  • الرئيس اللبناني: جاهزون لترسيم الحدود مع سوريا على أن تترك مسألة مزارع شبعا للمرحلة الأخيرة 
  • القبض على شخص حاول التسلل عبر الحدود الشرقية
  • فيضانات تاريخية تضرب واشنطن.. ارتفاع المياه يتجاوز 5 أمتار وإجلاء عشرات الآلاف
  • محاذير سيواجهها لبنان ما لم ينزع سلاح الحزب..شكوى ضد بناء الجدار الفاصل