تفريغ المبدع العماني لأجل الوطن والثقافة
تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT
أبهجتنا المناسبات الثقافية المتواصلة في سلطنة عُمان منذ منتصف الشهر الجاري، فبعد تكريم الكتّاب والروائيين: الدكتورة جوخة الحارثي والروائي زهران القاسمي والمصوّر هيثم الفارسي، تم وضع حجر الأساس لمجمع عُمان الثقافي الذي يُعد من أهم البُنى الأساسية للثقافة في عُمان.
تمنحنا الثقة السامية المزيد من الامتنان للمقام السامي ولمؤسسات الدولة على العناية الخاصة بالقطاع الثقافي.
بالعودة إلى المكرّمين في المجال الأدبي والفني، وهم الكاتبة والروائية الأكاديمية جوخة الحارثي، والشاعر والروائي زهران القاسمي، والمصور هيثم الفارسي، فإن إنتاجاتهم الأدبية والفنية قد فرضت نفسها على منصات التتويج وذوق القراء والمشاهدين، فجوخة الحارثي حققت إنجازًا عالميًا بحصولها على جائزة مان بوكر العالمية عن روايتها «سيدات القمر» في عام 2019م، وفازت النسخة المترجمة إلى الفرنسية بجائزة الأدب العربي في فرنسا عن الرواية ذاتها في عام 2021م، وقبل الإنجازات العالمية حصلت الحارثية على جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون عن رواية «نارنجة» في عام 2016م. ولفت فوز «سيدات القمر» القرّاء والنقّاد إلى الأدب العُماني بشكل خاص والثقافة العمانية بشكل عام.
أما الكاتب والروائي زهران القاسمي فقد حصل على الجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2023م عن روايته «تغريبة القافر»، وقبلها حصل على عدة جوائز أدبية على المستوى المحلي. أما المصور هيثم الفارسي، فهو «أول مصوّر عماني ينضم إلى «ناشونال جيوجرافيك» لنشر صور عن سلطنة عُمان في مجلات سياحة المغامرات، وهو محكِّم دولي لأكثر من ثلاث مسابقات ومعارض دولية، وحصل على ما يقرب من 320 جائزة دولية ومحلية».
إننا نستشعر معنى أن يكون تكريم أي مثقف عُماني تكريما للمنتمين للحقل ذاته، ونحن إذ نغتنم الفرصة لنبارك للزملاء الكتّاب والفنانين المكرمين، فإننا نعيد طرح فكرة ليست بجديدة، وهي تفريغ المبدع العُماني من وظيفته ليتسنى له التعمق في مشروعه الفكري والأدبي والعلمي، ومنحه المزيد من الوقت للاستعداد للمشاركات الثقافية داخل الوطن العربي وخارجه، حيث يُمثل حضور أي مثقف عُماني في أي محفل تمثيلا لعُمان وثقافتها، وبلغة التسويق الثقافي يُعد الحضور والتمثيل ترويجًا لسلطنة عُمان بشكل أو بآخر، وهذا ما نعده مساهمة فردية وواجبًا وطنيًا تجاه بلد تنفرد بعراقتها وثقافتها وحضورها الثقافي والسياسي منذ وجودها في سجل التاريخ.
ولسائلٍ أن يتساءل عن التفُّرغ الوظيفي وأثره على المبدع، فبعض المبدعين يشاركون في العديد من المناسبات بعد إخطار مؤسساتهم التي يعملون بها، ولكن من يعرف الإجهاد بعد تلك اللقاءات الأدبية؟ فضلا عن ضغوطات السفر والاستعداد والتهيئة الذاتية للمشاركة في هذه المناسبات الثقافية أو تلك؟ إنّ من يعرف ذلك يُدرك بأن المثقف بحاجة إلى فرص للحصول على الراحة والتخفف من ضغوطات الوظيفة، إذ لا يخفى على أحد بأن الإجراءات الإدارية في بعض المؤسسات التي يعمل فيها المبدع لا تزال خاضعة لسياسات إدارية لا تولي القيمة الثقافية مكانتها وربما لا تُقدّر إنتاج المفكر ولا أثره في إعلاء اسم الوطن، لهذا نقول بأنه قد آن الأوان للتفكير في تفريغ المبدعين من وظائفهم تقديرًا من المؤسسة للفرد المنتمي إليها، بعدما أسهم في فرض اسم عُمان في الخريطة الثقافية العربية والدولية. فإذا كانت بعض البلدان تُخلّد صور مفكريها ومثقفيها على الأوراق المالية والطوابع التذكارية، فإننا نأمل بأن تنظر المؤسسة إلى المثقف الذي حظي بتقدير صاحب الجلالة بالتفرغ من الإجراءات الإدارية التي تتبعها المؤسسة في التعامل مع موظفيها.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: ع مانی
إقرأ أيضاً:
«الإبداع حق للجميع».. انطلاق فعاليات مؤتمر التمكين الثقافي لذوي الهمم على مسرح 23 يوليو بالمحلة
انطلقت، اليوم الخميس، فعاليات مؤتمر التمكين الثقافي لذوي الهمم، بمسرح 23 يوليو بمدينة المحلة الكبرى، والذي أقيم برعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، واللواء أشرف الجندي، محافظ الغربية، ونظمته الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة اللواء خالد اللبان، تحت عنوان "الإبداع حق للجميع".
بدأت فعاليات المؤتمر الذي أقيم بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، بعزف للنشيد الوطني، تلاه عدد من الكلمات البروتوكولية، وجاء في مقدمتها كلمة من وائل شاهين، مدير عام الثقافة بالغربية، الذي أكد أن المحافظة ستواصل دعمها للمواهب من ذوي الهمم في كافة المجالات الثقافية، والأدبية، والفنية، لافتا إلى أن لذوي الهمم إرادة تصنع المستحيل، ومن جانبه ثمن د.كمال القدح، رئيس المؤتمر، خلال كلمته بقيادات الثقافة على حرصها إقامة الفعاليات الخاصة بذوي الهمم، مطالبا بالمزيد من الاستحقاقات والسعي الدائم لتمكينهم في شتى مجالات الأدب والفنون.
هذا وقد شهد المؤتمر عقد جلستين بحثيتين، قام بإدارتهما الأديب جابر سركيس، مدير عام الثقافة الأسبق بالغربية، والذي استعرض جهود الدولة للنهوض بذوي الهمم وتمكينهم، موضحا بأن لقصور الثقافة نصيب الأسد من هذا الأمر، حيث أشار إلى أن المواقع الثقافية بكافة محافظات مصر تحفل بالعديد من الفعاليات والأنشطة الخاصة بذوي الهمم، كما ووجه التحية والتقدير لأولياء أمورهم باعتبارهم الداعم الأول لأبنائهم من ذوي الهمم، فيما تحدثت الباحثة أمينة محمد عبد الرحمن، عن دور الإعلام في دعم وتمكين ذوي الهمم، قبل أن تختتم الباحثة فاطمة أحمد فايد، الجلستين البحثيتين، بالحديث حول السياسات والتشريعات الداعمة لدمج ذوي الهمم للمشاركة في الإنتاج الثقافي والفني.
اختتمت فعاليات المؤتمر بعرض فني لفرقة ذوي الهمم، بقيادة المدرب الفنان خالد قنيده، حيث أمتع أعضاء الفرقة الجمهور بباقة منوعة من التابلوهات والرقصات الفلكلورية، ومن بينها: فرح بلدي، فرح إسكندراني، الصداقة، والتنورة، فيما شهد المؤتمر تكريم للفائزين في المسابقة الأدبية والفنية لثقافة الغربية والتي أقيمت خلال شهر رمضان، في عدد من المجالات، علاوة على عقد مجموعة من الورش الفنية لاكتشاف المواهب من ذوي الهمم في الرسم، بجانب معرض فني للمنتجات التراثية والحرفية، نفذ من خلال نادي المرأة بقصر ثقافة المحلة الكبرى.
يذكر أن فعاليات مؤتمر التمكين الثقافي لذوي الهمم قد أقيمت بإشراف الإدارة المركزية للشئون الثقافية برئاسة الشاعر د.مسعود شومان، ومن خلال الإدارة العامة للتمكين الثقافي برئاسة د.هبة كمال، وبالتعاون مع إقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي بإدارة محمد حمدي، وفرع ثقافة الغربية.