لجريدة عمان:
2025-12-10@22:19:13 GMT

تفريغ المبدع العماني لأجل الوطن والثقافة

تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT

أبهجتنا المناسبات الثقافية المتواصلة في سلطنة عُمان منذ منتصف الشهر الجاري، فبعد تكريم الكتّاب والروائيين: الدكتورة جوخة الحارثي والروائي زهران القاسمي والمصوّر هيثم الفارسي، تم وضع حجر الأساس لمجمع عُمان الثقافي الذي يُعد من أهم البُنى الأساسية للثقافة في عُمان.

تمنحنا الثقة السامية المزيد من الامتنان للمقام السامي ولمؤسسات الدولة على العناية الخاصة بالقطاع الثقافي.

والثقافة هنا لا تقتصر على الإبداع الثقافي بمختلف أشكاله وأنواعه، بل بما تمثّله فلسفة الثقافة من قول وفعل وطريقة تفكير، بمعنى أن الثقافة لا تقتصر على الإنتاج وإنما في المردود المعنوي المؤثر في حياة الفرد ووعيه وطريقة تفكيره نحو ذاته ومحيطه والمؤسسات التي ينتمي إليها؛ لأن الثقافة طريقة تفكير ومسار حياة وهذا أحد تعريفات الثقافة الدالة على كل شيء يخصّ الإنسان ويختصّ به. لذلك كانت الثقافة الأداة الوحيدة لقياس التطور والرقي والاقتراب من فهم الإنسان وفطرته، ومن ثم فإن أي خطة تطويرية أو رؤية منشودة لا بد أن تعتمد على الثقافة تخطيطا وتنفيذا وتقييما.

بالعودة إلى المكرّمين في المجال الأدبي والفني، وهم الكاتبة والروائية الأكاديمية جوخة الحارثي، والشاعر والروائي زهران القاسمي، والمصور هيثم الفارسي، فإن إنتاجاتهم الأدبية والفنية قد فرضت نفسها على منصات التتويج وذوق القراء والمشاهدين، فجوخة الحارثي حققت إنجازًا عالميًا بحصولها على جائزة مان بوكر العالمية عن روايتها «سيدات القمر» في عام 2019م، وفازت النسخة المترجمة إلى الفرنسية بجائزة الأدب العربي في فرنسا عن الرواية ذاتها في عام 2021م، وقبل الإنجازات العالمية حصلت الحارثية على جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون عن رواية «نارنجة» في عام 2016م. ولفت فوز «سيدات القمر» القرّاء والنقّاد إلى الأدب العُماني بشكل خاص والثقافة العمانية بشكل عام.

أما الكاتب والروائي زهران القاسمي فقد حصل على الجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2023م عن روايته «تغريبة القافر»، وقبلها حصل على عدة جوائز أدبية على المستوى المحلي. أما المصور هيثم الفارسي، فهو «أول مصوّر عماني ينضم إلى «ناشونال جيوجرافيك» لنشر صور عن سلطنة عُمان في مجلات سياحة المغامرات، وهو محكِّم دولي لأكثر من ثلاث مسابقات ومعارض دولية، وحصل على ما يقرب من 320 جائزة دولية ومحلية».

إننا نستشعر معنى أن يكون تكريم أي مثقف عُماني تكريما للمنتمين للحقل ذاته، ونحن إذ نغتنم الفرصة لنبارك للزملاء الكتّاب والفنانين المكرمين، فإننا نعيد طرح فكرة ليست بجديدة، وهي تفريغ المبدع العُماني من وظيفته ليتسنى له التعمق في مشروعه الفكري والأدبي والعلمي، ومنحه المزيد من الوقت للاستعداد للمشاركات الثقافية داخل الوطن العربي وخارجه، حيث يُمثل حضور أي مثقف عُماني في أي محفل تمثيلا لعُمان وثقافتها، وبلغة التسويق الثقافي يُعد الحضور والتمثيل ترويجًا لسلطنة عُمان بشكل أو بآخر، وهذا ما نعده مساهمة فردية وواجبًا وطنيًا تجاه بلد تنفرد بعراقتها وثقافتها وحضورها الثقافي والسياسي منذ وجودها في سجل التاريخ.

ولسائلٍ أن يتساءل عن التفُّرغ الوظيفي وأثره على المبدع، فبعض المبدعين يشاركون في العديد من المناسبات بعد إخطار مؤسساتهم التي يعملون بها، ولكن من يعرف الإجهاد بعد تلك اللقاءات الأدبية؟ فضلا عن ضغوطات السفر والاستعداد والتهيئة الذاتية للمشاركة في هذه المناسبات الثقافية أو تلك؟ إنّ من يعرف ذلك يُدرك بأن المثقف بحاجة إلى فرص للحصول على الراحة والتخفف من ضغوطات الوظيفة، إذ لا يخفى على أحد بأن الإجراءات الإدارية في بعض المؤسسات التي يعمل فيها المبدع لا تزال خاضعة لسياسات إدارية لا تولي القيمة الثقافية مكانتها وربما لا تُقدّر إنتاج المفكر ولا أثره في إعلاء اسم الوطن، لهذا نقول بأنه قد آن الأوان للتفكير في تفريغ المبدعين من وظائفهم تقديرًا من المؤسسة للفرد المنتمي إليها، بعدما أسهم في فرض اسم عُمان في الخريطة الثقافية العربية والدولية. فإذا كانت بعض البلدان تُخلّد صور مفكريها ومثقفيها على الأوراق المالية والطوابع التذكارية، فإننا نأمل بأن تنظر المؤسسة إلى المثقف الذي حظي بتقدير صاحب الجلالة بالتفرغ من الإجراءات الإدارية التي تتبعها المؤسسة في التعامل مع موظفيها.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: ع مانی

إقرأ أيضاً:

بالصور.. خالد اللبان يتفقد عدداً من المواقع الثقافية في المنيا

 

قام اللواء خالد اللبان، مساعد وزير الثقافة لشئون رئاسة الهيئة العامة لقصور الثقافة، بجولة تفقدية لعدد من المواقع الثقافية الجاري تطويرها بمحافظة المنيا.
 


بدأت الجولة بقصر ثقافة المنيا، بحضور محمد يوسف، رئيس الإدارة المركزية لمكتب رئيس الهيئة، ورحاب توفيق مدير عام فرع ثقافة المنيا، والإدارة الهندسية بالهيئة وممثلي الشركة المنفذة لأعمال التطوير، وشملت تفقد قاعة المسرح، قاعات معارض الفنون التشكيلية، غرفة الفنون الشعبية، نادي العلوم، ونادي الأدب، إلى جانب المكاتب الإدارية والفنية بالقصر.

وأوضح "اللبان" أن الجولة تأتي في ضوء توجيهات الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة بمتابعة آليات تطوير المواقع الثقافية بالمحافظات، مؤكدا ضرورة الالتزام بمعايير السلامة والأمان والاشتراطات الفنية والتقنية كافة بمسرح القصر الذي يقع على مساحة 1200 متر مربع، ويتسع لنحو 350 مقعدا، مؤكدا على رفع كفاءته بما يسمح باستضافة مختلف الفعاليات الثقافية والفنية. كما تابع الأنشطة المنفذة داخل القصر، موجها بتكثيفها لخدمة أبناء المحافظة.

وتضمنت الجولة أيضا تفقد قصر ثقافة أبو قرقاص، المكون من ثلاثة أدوار بمساحة 800 متر مربع، ويضم الدور الأرضي: قاعة معارض، غرفة كبار الزوار، مكتبا إداريا، ومسرحا يتسع لـ200 مقعد على مساحة 260 متر مربع، إلى جانب منفذ بيع وعدد من الغرف.

أما الدور الأول فيضم: مكتبة عامة، مكتبة طفل، نادي تكنولوجيا، قاعة فنون تشكيلية، قاعة للطفل، قاعة للمرأة، وغرفتين إداريتين، فيما يحتوي الدور الثاني على: قاعات نادي الأدب، المرسم، مكتب إداري، مخزن للديكور، وقاعات أخرى.

وأكد مساعد وزير الثقافة خلال الجولة أهمية استكمال أعمال التطوير والإنشاءات بما يضمن توفير بيئة آمنة وجاذبة للأطفال، تساعدهم على تنمية مهاراتهم واستثمار طاقاتهم الإبداعية، إلى جانب الارتقاء بمستوى الخدمات الفنية والتعليمية المقدمة لهم.

واختتمت الجولة بتفقد قصر ثقافة المنيا الجديدة وما يضمه من قاعات متنوعة وذلك لبحث سبل آليات تطويره، وشدد اللبان على ضرورة تعزيز إمكانياته وتحديث بنيته التحتية بما يضمن تقديم خدمات ثقافية أكثر تنوعا تلبي احتياجات أهالي عروس الصعيد.

مقالات مشابهة

  • انطلاق مؤتمر الجمعية الدولية لدراسات الترجمة والدراسات الثقافية في جامعة السلطان قابوس
  • «الثقافة والسياحة - أبوظبي» تُطلق مشروع «المسارات الثقافية في العين»
  • «الثقافة والسياحة» بأبوظبي تُطلق مشروع «المسارات الثقافية في العين»
  • خالد اللبان يتفقد المواقع الثقافية بالمنيا
  • اللبان يتفقد عددا من المواقع الثقافية بالمنيا
  • بالصور.. خالد اللبان يتفقد عدداً من المواقع الثقافية في المنيا
  • أسرة البوسعيد وبناء المشهد الثقافي العُماني
  • الجوائز الثقافية الوطنية 2025.. روح متجددة
  • وزارة الثقافة تُعلن المشاريع الحاصلة على منح إعانات جمعيات النفع العام الثقافية
  • في العدد الجديد من مجلة سلاف الثقافية:الدكتور المقالح.. وجه اليمن الثقافي