تواجه جمهورية إفريقيا الوسطي، وضعا إنسانيا حرجا يهدد بقاء وكرامة ملايين الأشخاص. 

وشدد محمد أغ أيويا، منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في جمهورية إفريقيا الوسطى، على إلحاح الوضع في مؤتمر صحفي في جنيف. 

وقد أدت النزاعات المسلحة الداخلية وتداعيات الجوار مع السودان إلى تفاقم الاحتياجات الإنسانية، مما يتطلب تدخلا فوريا.

حالة الطوارئ الإنسانية في جمهورية أفريقيا الوسطى: النزوح الجماعي والفيضانات والبنية التحتية المتخلفة 

أدت الاشتباكات المستمرة بين مختلف الجماعات المسلحة، في جمهورية أفريقيا الوسطى إلى نزوح واحد من كل خمسة أشخاص يلتمسون اللجوء داخل البلاد أو في البلدان المجاورة. 

كما أثرت فيضانات العام الماضي المدمرة،  على أكثر من 100,000 شخص، وألحقت أضرارا بآلاف المنازل. 

وبالإضافة إلى ذلك، أدت عقود من نقص الاستثمار في الهياكل الأساسية الاجتماعية والاقتصادية إلى عدم توفر الخدمات الأساسية للسكان، مما أدى إلى تدهور الظروف المعيشية للسكان وقدرتهم على الصمود.

 

الحاجة الملحة للمياه النظيفة والتعليم والحماية:

 

إن الحالة في جمهورية أفريقيا الوسطى تبعث على القلق. ولا يحصل ثلاثة من كل خمسة مواطنين على مياه الشرب المأمونة والصرف الصحي، في حين أن 55٪ فقط من الأطفال يكملون التعليم الابتدائي. وبالإضافة إلى ذلك، فإن النساء والفتيات معرضات للخطر بشكل خاص، حيث يؤثر العنف القائم على نوع الجنس على ضحيتين كل ساعة.

 في الربع الأول من هذا العام ، تم الإبلاغ عن ما يقرب من 5000 حالة. وتظهر هذه الإحصاءات حجم التحدي الذي تواجهه المجتمعات المحلية والجهات الفاعلة في المجال الإنساني.

 

تأثير الحرب والوباء:

 

تفاقمت الأزمة الإنسانية في جمهورية أفريقيا الوسطى بسبب النزاع في السودان المجاور، والذي أدى إلى تدفق طالبي اللجوء والعائدين من جمهورية أفريقيا الوسطى. كما أثر جائحة COVID-19 وتأثير الغزو الروسي لأوكرانيا على موارد البلاد المحدودة بالفعل. 

وقد فرض ذلك ضغوطا إضافية على السكان الضعفاء في المنطقة، مما جعل إيصال المساعدة الإنسانية أكثر تعقيدا وإلحاحا.

 

التحديات اللوجستية والاستجابة الإنسانية:

 

إن إيصال المعونة الإنسانية إلى جمهورية أفريقيا الوسطى سباق مع الزمن، ويزداد صعوبة بسبب عدم الاستقرار الأمني والظروف الجغرافية.

 وخلال موسم الأمطار، يتعذر الوصول إلى مناطق واسعة من البلاد عن طريق البر، مما يتطلب عمليات جوية لتوزيع المساعدات. 

بالإضافة إلى ذلك، يواجه عمال الإغاثة مخاطر يومية، حيث يتم الإبلاغ عن حادث عنف واحد كل يومين في المتوسط منذ عام 2022.

 

التعبئة لدعم المجتمعات الضعيفة:

 

وعلى الرغم من هذه التحديات، يكثف الشركاء في المجال الإنساني جهودهم لدعم السكان المستضعفين في جمهورية أفريقيا الوسطى.

 في عام 2022، استفاد ما يقرب من مليوني شخص، أو أكثر من 90٪ من السكان المستهدفين، من المساعدات الإنسانية.

 وفي الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام، تلقى 658,000 شخص أيضا مساعدات منقذة للحياة. 

وقد قام الشركاء في المجال الإنساني بتخزين إمدادات الطوارئ مسبقا في المناطق الأكثر تضررا ووضعوا خطة استجابة إنسانية لعام 2023، مما يتطلب تمويلا إضافيا بقيمة 69 مليون دولار.

 

باختصار، تواجه جمهورية أفريقيا الوسطى أزمة إنسانية حرجة تهدد بقاء وكرامة الملايين من الناس. ويؤدي النزوح الجماعي والفيضانات والبنية التحتية المتخلفة والعنف القائم على نوع الجنس إلى تفاقم الوضع المحفوف بالمخاطر أصلا.

 وعلى الرغم من التحديات اللوجستية والأمنية، يواصل الشركاء في المجال الإنساني تقديم المساعدة المنقذة للحياة للمجتمعات الضعيفة. 

ومن الضروري أن يضاعف المجتمع الدولي دعمه المالي واللوجستي لتخفيف المعاناة في جمهورية أفريقيا الوسطى وإعادة بناء الحياة التي مزقتها الحرب والحرمان.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: جمهورية إفريقيا الوسطى أفريقيا الوسطي منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية السودان تفاقم الاحتياجات الإنسانية فی جمهوریة أفریقیا الوسطى الإنسانیة فی جمهوریة فی المجال الإنسانی

إقرأ أيضاً:

بيرو تعلن حالة الطوارئ خشية تدفّق مهاجرين من تشيلي

أعلنت حكومة بيرو، الجمعة، حالة الطوارئ على حدودها الجنوبية مع تشيلي لمدة 60 يوما، في خطوة وصفت بأنها محاولة لاحتواء موجة هجرة محتملة قد تتصاعد خلال الأسابيع المقبلة، عقب تصاعد الخطاب المناهض للمهاجرين في تشيلي واقتراب موعد الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية هناك.

وجاء الإعلان في الوقت الذي تتزايد فيه المخاوف من حركة نزوح عكسية للمهاجرين -معظمهم من الفنزويليين- الذين يقيمون في تشيلي دون وضع قانوني، ويخشون أن تؤدي نتيجة الانتخابات إلى ترحيلهم.

وقال الرئيس البيروفي خوسيه جيري إن حالة الطوارئ ستمنح بلاده "الهدوء والجاهزية" اللازمتين لمواجهة ما وصفه بـ"خطر دخول مهاجرين غير موثقين".

وبموجب المرسوم، تتولى القوات المسلحة دعم الشرطة في ضبط الحدود، خصوصا في منطقة تاكنا، التي تُعد المعبر الرئيسي لحركة التنقل بين البلدين.

وأوضح قائد الشرطة البيروفية الجنرال أرتورو فالفيردي أن هناك ما لا يقل عن 100 مهاجر معظمهم فنزويليون ينتظرون عند المعبر الحدودي، ويحاولون الدخول إلى بيرو، مؤكدا تشديد الإجراءات تحسبا لأي تدفق جديد.

كاست جعل ملف الهجرة ركيزة أساسية في حملته (غيتي)توتر وتهديد

ويأتي القرار البيروفي على خلفية أجواء سياسية متوترة في تشيلي قبل انتخابات 14 ديسمبر/كانون الأول، حيث يواجه مرشح اليمين المتطرف خوسيه أنطونيو كاست منافسته اليسارية جانيت خارا في جولة الإعادة.

وقد جعل كاست من ملف الهجرة ركيزة أساسية في حملته، موجها خطابا حادا ضد المهاجرين غير النظاميين، معظمهم من الفنزويليين.

وفي تصريحات عبر فيديو نشره خلال زيارة لحدود تشيلي مع بيرو، قال كاست "أمامكم 103 أيام لمغادرة تشيلي طواعية. إذا لم تفعلوا، سنقوم باعتقالكم وترحيلكم، ولن تأخذوا معكم سوى ما ترتدونه".

ويخشى كثير من المهاجرين أن يؤدي فوزه إلى عمليات ترحيل مكثفة، مما يدفع بعضهم إلى محاولة مغادرة البلاد قبل الانتخابات.

إعلان

وأظهرت مقاطع نشرها حاكم إقليم أريكا التشيلي عشرات المهاجرين، بينهم أطفال، وهم يحاولون مغادرة تشيلي عبر معبر تشاكالوتا-سانتا روزا الحدودي.

وقال أحد المهاجرين الفنزويليين لوسائل إعلام محلية "نحن نحاول المغادرة خوفا من أن يتم طردنا بالقوة إذا فاز كاست".

لكن كثيرين منهم يواجهون رفضا من السلطات البيروفية، التي تقول إنها غير قادرة على استقبال موجة جديدة من المهاجرين بلا وثائق.

مهاجرون معظمهم من فنزويلا ينتظرون عبور الحدود التشيلية إلى البيرو (أسوشيتد برس)لجنة ومناقشة

وقال وزير الخارجية البيروفي هيوغو دي زيلا إن بلاده ستناقش الملف مع تشيلي عبر لجنة هجرة ثنائية تبدأ عملها الأسبوع المقبل، لكنه أوضح أن موقف ليما واضح "لن نسمح بدخول مهاجرين غير موثقين. ليس لدينا الظروف ولا القدرة على استقبال المزيد".

وتستضيف بيرو منذ 2015 أكثر من 1.5 مليون فنزويلي وصلوا إلى أراضيها هربا من الانهيار الاقتصادي والسياسي في بلادهم، وتقول السلطات إن البنية التحتية والخدمات العامة تتعرض لضغط كبير، وإن أي موجة جديدة قد تفاقم الوضع الاجتماعي.

وتُعد الحدود بين تشيلي وبيرو من أكثر المعابر حساسية في المنطقة؛ فبينما تُعتبر تشيلي إحدى أكثر دول أميركا الجنوبية استقرارا اقتصاديا، فقد جذبت خلال العقد الماضي مئات الآلاف من المهاجرين، غير أن ارتفاع معدلات الجريمة، إضافة إلى خطاب يميني شعبوي متنام، أعادا ملف الهجرة إلى صدارة المشهد السياسي.

مقالات مشابهة

  • هنأت رئيسي أفريقيا الوسطى ورومانيا بذكرى «يوم الجمهورية» و«اليوم الوطني».. القيادة تعزي رئيس إندونيسيا في ضحايا الفيضانات
  • القيادة تهنئ رئيس أفريقيا الوسطى بذكرى يوم الجمهورية لبلاده
  • القيادة تهنئ رئيسي أفريقيا الوسطى ورومانيا بذكرى يوم الجمهورية واليوم الوطني
  • رئيس الدولة ونائباه يهنئون رئيس أفريقيا الوسطى بذكرى يوم إعلان الجمهورية
  • رفع حالة الطوارئ بمطار بورتسودان لمواجهة «ماربورغ»
  • وزير دفاع أفريقيا الوسطى: نرفض الاستعمار الجديد ونحمي سيادة البلاد
  • الطقس في الإسكندرية.. نوة قاسم ترفع حالة الطوارئ بالمحافظة | تفاصيل
  • البيرو تعلن حالة الطوارئ على حدودها مع تشيلي لمدة 60 يومًا
  • سريلانكا تُعلن حالة الطوارئ مع ارتفاع عدد قتلى الفيضانات
  • بيرو تعلن حالة الطوارئ خشية تدفّق مهاجرين من تشيلي