إسرائيل تتجه نحو معركة بالشوارع بين اليمين المتطرف وعائلات المحتجزين بغزة
تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT
لا شك أن صورة وزراء ومشرعي حزب "الليكود" وحزب "القوة اليهودية" (عوتسما يهوديت) وهم يرقصون بنشوة في مؤتمر الأحد الماضي، لإعادة الاستيطان اليهودي في غزة وترحيل سكانها الفلسطينيين، تتناسب تماما مع "قاعة العار" من الصور المشينة التي يتبجح بها القوميون و"البيبيون" (في إشارة لأنصار بنيامين نتنياهو)، والمسيحانيون واليمينيون العنصريون مسعرو الحروب.
بهذه الفقرة بدأ الكاتب الصحفي الإسرائيلي يوسي فرتر مقالا بعنوان "إسرائيل تتجه نحو معارك بالشوارع بين اليمين المتطرف وعائلات الأسرى لدى حماس"، وحذَّر فيه من أن الوزيرين اليمينيين المتطرفين: وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير يعملان على استبعاد عضو حكومة الحرب المصغرة بيني غانتس والاستحواذ على مقعده، وهو ما قال إن الأرضية تبدو مهيأة له أكثر فأكثر.
وأبرز أن "قاعة العار" المذكورة تتوسطها صورة للمتهم الجنائي رقم 1، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في يوم افتتاح محاكمته في 2020، محاطا بوزراء وأعضاء كنيست مكمَّمين من حزبه، بالإضافة إلى صورة للاحتفال في الكنيست بعد إلغاء قانون "شرط المعقولية" في يونيو/حزيران 2023، مشيرا إلى أن هذين الحدثين شكّلا إعلان حرب ضد القضاء الإسرائيلي وسيادة القانون.
وشدد على أن عرض الأحد المثير للغثيان أعطى بعدا دوليا لهذه القضية، موضحا أن مسؤولين حكوميين ونوابا في الكنيست، بينهم العديد من أعضاء الحزب الحاكم بدوا مبتهجين وهم يشاركون في هذه المظاهرة، وكأنهم في عالم موازٍ يسيل فيه لعابهم وتلمع فيه عيونهم، وهم ينشدون إعادة بناء مدن يهودية في قطاع غزة، وتشريد أكثر من مليونين من سكانه.
وعلّق على ذلك بالقول إنه سيسعد كثيرا حركة المقاطعة، وسحب الاستثمارات بي دي إس BDS.
وأضاف الكاتب أنه لا يشك في أن نتنياهو يستطيع، لو أراد، أن يمنع وزراء الليكود من حضور المؤتمر، ولو أنه طلب بلطف، لما حضر حتى رئيس حزب يهدوت هتوراة، الوزير يتسحاق غولدكنوبف.
لكنه أشار إلى أن نتنياهو ليس له أي تأثير على أعضاء عوتسما يهوديت والصهيونية الدينية، بل إنهم، كما هو معلوم، يحتقرونه ويتجاهلون كل ما يقوله بينما يعملون على تحقيق هدفهم النهائي: الاضطرابات الإقليمية، والحرب الأبدية، وإقامة دولة دينية، وأمة معزولة مثل كوريا الشمالية.
ويشترك زعيما الحزبين اليمينيين المتطرفين وفقا للكاتب، في هدف مشترك: إخراج حزب الوحدة الوطنية بزعامة غانتس من الحكومة في أسرع وقت ممكن. وعندما يحدث ذلك، فإنهم سيطالبون بمقعد في حكومة الحرب، وفي الوقت الحالي، يبدو أن كل شيء يسير لصالحهم، وفقا ليوسي فرتر.
إن القوة المتنامية للحركة الاستيطانية اليمينية المتطرفة، التي يعززها نتنياهو ليقع في النهاية في فخها، تمكّن فصيل بن غفير وغيره من زعماء اليمين المتطرف من الإفلات بالمزيد، لكن سرعان ما ستكون هذه القوة في مواجهة مع نتنياهو ضعيف عند منعطف حرج، وهو ما سيحدث بالفعل إذا وافقت حماس على صفقة الرهائن في باريس ونفذتها، حسب الكاتب.
وأوضح فرتر أن تلك ستؤدي لإطلاق سراح أعداد كبيرة من السجناء الفلسطينيين، بمن فيهم عناصر من قوات "النخبة" التي تتهم بالمسؤولية عن هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ومن شأن مثل هذه الصفقة، حسب فرتر، أن تثير جدلا سياسيا داخل الائتلاف وفي الرأي العام الإسرائيلي، فمعارضوها سيتزعمهم بن غفير وسموتريتش، أما الجمهور الواقعي في إسرائيل وقادتها فسيؤيدونها.
لكن قد ينتهي الأمر إلى مواجهة اليمينيين المتطرفين لأفراد عائلات الأسرى في الشوارع، "وبالطبع سيتابع نتنياهو ذلك من الشرفة، وهو يفرك يديه بسرور"، على حد تعبير الكاتب.
وختم فرتر بما قاله نتنياهو ليلة السبت للصحفيين، حين استخدم "إحدى أخس العبارات" التي يمكن لرئيس وزراء إسرائيلي في زمن الحرب أن يقولها "أنا أقاتل حماس، وأنتم تقاتلونني"، مشيرا إلى أن من يستطيع أن ينحدر إلى هذا المستوى قادر على فعل أي شيء.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
ما خطة إسرائيل لتوزيع المساعدات بغزة؟ ولماذا ترفضها الأمم المتحدة؟
تهدف "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة من الولايات المتحدة إلى بدء العمل في قطاع غزة بحلول نهاية مايو/أيار الجاري للإشراف على خطة إسرائيلية جديدة لتوزيع المساعدات الإنسانية في القطاع الفلسطيني، لكن الأمم المتحدة تقول إن الخطة تفتقر للنزاهة والحياد ولن تشارك فيها.
ولا يُعرف الكثير عن "مؤسسة غزة الإنسانية" المسجل مقرها الرئيسي منذ فبراير/شباط في جنيف، لكن الولايات المتحدة أيدت الأسبوع الماضي هذه المؤسسة من دون أن تكشف عما إذا كانت تساهم فيها بشكل مباشر.
أما المؤسس والرئيس التنفيذي للشركة فهو جيك وود الذي عمل كقناص سابق في قوات المارينز وخدم في العراق وأفغانستان، وله عدة تغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي يؤكد فيها تعاطفه مع إسرائيل.
وفي أوائل أبريل/نيسان، اقترحت إسرائيل "آلية منظمة للمراقبة ودخول المساعدات" إلى غزة. لكن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش سرعان ما رفضها وقال إنها تهدد "بمزيد من القيود على المساعدات والسيطرة على كل سعرة حرارية وحبة دقيق".
ووفقا للخططة الإسرائيلية ستتولى الشركة الأميركية مسؤولية المساعدات الإنسانية في غزة، وإدارة ما أصبحت تُعرف بـ"الفقاعات الإنسانية" التي ستخصص لمن تبقى من الفلسطينيين في "أحياء محمية بأسوار ومحاطة بحواجز"، وتديرها فرق أمنية خاصة، ولن يسمح بدخولها إلا لمن يتخطى تحقق "الهوية البيومترية".
إعلان ما هي مؤسسة إغاثة غزة؟أُنشئت "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة من الولايات المتحدة في فبراير/شباط الماضي بسويسرا، بهدف العمل على توصيل المساعدات في غزة، وتعتزم العمل مع شركتين أميركيتين خاصتين للأمن واللوجستيات، وهما "يو جي سوليوشنز" و"سيف ريتش سوليوشنز".
وقال مصدر أميركي مطلع على الخطة أن مؤسسة إغاثة غزة تلقت بالفعل تعهدات بأكثر من 100 مليون دولار. ولم يتضح بعد مصدر هذه الأموال.
وقالت دوروثي شيا القائمة بأعمال الممثل الدائم للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة أمام مجلس الأمن في وقت سابق هذا الشهر إن مسؤولين أميركيين كبارا يعملون مع إسرائيل لتمكين المؤسسة من بدء العمل، وحثت الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة على التعاون.
كيف ستعمل الخطة الجديدة؟أظهرت وثيقة لمؤسسة إغاثة غزة تداولتها منظمات الإغاثة في وقت سابق هذا الشهر أن المؤسسة ستنفذ عملياتها في البداية من 4 "مواقع توزيع آمنة" جنوب قطاع غزة يمكن لكل منها تزويد 300 ألف شخص بالغذاء والماء وحقائب أدوات النظافة.
وقال المصدر الأول إن الشركتين الأميركيتين الخاصتين ستدخلان المساعدات إلى غزة لنقلها إلى المواقع حيث ستتولى منظمات إغاثة بعد ذلك توزيعها، وليس الشركتين.
وقال داني دانون سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة إن بعض جماعات الإغاثة وافقت على العمل مع مؤسسة إغاثة غزة. ولم تُعرف أسماء تلك الجماعات بعد.
وقالت المؤسسة إن إسرائيل وافقت على زيادة عدد مواقع التوزيع وإيجاد سبل لتوصيل المساعدات إلى المدنيين غير القادرين على الوصول إلى مواقع التوزيع.
وطلبت المؤسسة من الجيش الإسرائيلي تحديد "مواقع في شمال غزة قادرة على استضافة مواقع توزيع آمنة تديرها المؤسسة ويمكن تشغيلها في غضون 30 يوما"، وأضافت المؤسسة أنها لن تشارك أي معلومات شخصية عن متلقي المساعدات مع إسرائيل.
لماذا لا تعمل الأمم المتحدة مع نموذج التوزيع الجديد؟تقول الأمم المتحدة إن خطة التوزيع المدعومة من الولايات المتحدة لا تفي بمبادئ المنظمة الراسخة المتمثلة في النزاهة والحياد والاستقلالية. وقال توم فليتشر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إنه لا ينبغي إضاعة الوقت على الاقتراح البديل.
إعلانوفي إفادة قدمها فليتشر إلى مجلس الأمن، أوضح أن المشكلات في الخطة التي طرحتها إسرائيل هي أنها "تفرض مزيدا من النزوح. وتعرض آلاف الأشخاص للأذى، وتقصر المساعدات على جزء واحد فقط من غزة ولا تلبي الاحتياجات الماسة الأخرى، وتجعل المساعدات مقترنة بأهداف سياسية وعسكرية، كما تجعل التجويع ورقة مساومة".
لماذا طرحت خطة بديلة لتوزيع المساعدات؟منعت إسرائيل دخول جميع المساعدات إلى غزة منذ الثاني من مارس/آذار متهمة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بسرقتها، وهو ما تنفيه الحركة، وطالبت بإطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين المتبقين في القطاع.
ومنذ ذلك الحين، تزايد الضغط على إسرائيل للسماح باستئناف دخول المساعدات. وحذر التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وهو مرصد عالمي لمراقبة الجوع مدعوم من الأمم المتحدة، الأسبوع الماضي من أن نصف مليون شخص يواجهون خطر المجاعة، وهو ما يعادل ربع سكان القطاع.
فيما أقر الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن "الكثير من الناس يتضورون جوعا في غزة".
ووسط جمود بشأن المقترح الإسرائيلي، دعمت واشنطن مؤسسة إغاثة غزة المنشأة حديثا للإشراف على توزيع المساعدات. وذكرت المؤسسة قبل أيام أنها تسعى إلى بدء العمل في غزة بحلول نهاية مايو/أيار.
في غضون ذلك، سمحت إسرائيل باستئناف دخول مساعدات محدودة بموجب الآليات القائمة حاليا إذ دخلت خمس شاحنات إلى غزة أمس الاثنين، وهو ما وصفه فليتشر بأنه "قطرة في بحر". وقالت الأمم المتحدة اليوم الثلاثاء إنها حصلت على موافقة إسرائيل على دخول حوالي 100 شاحنة مساعدات إضافية إلى القطاع.
ما هي الآليات الحالية لتوصيل المساعدات؟تقول الأمم المتحدة منذ اندلاع الصراع إن عمليتها الإنسانية في غزة تواجه مشاكل بسبب الحملة العسكرية الإسرائيلية والقيود التي تفرضها إسرائيل على الدخول إلى غزة والعمل في جميع أنحاء القطاع وعمليات نهب من قبل عصابات مسلحة.
إعلانلكن الأمم المتحدة أكدت أن نظامها لتوزيع المساعدات فعال وأن الأمر ثَبُت بصورة خاصة خلال وقف إطلاق النار الذي استمر شهرين قبل أن تستأنف إسرائيل العملية العسكرية في منتصف مارس آذار.
وكانت إسرائيل تفحص المساعدات وتوافق عليها أولا ثم تُنقل إلى داخل حدود غزة حيث تستلمها الأمم المتحدة وتوزعها.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أمس الاثنين "يمكننا العودة إلى ذلك النظام. لدينا آلية تعمل. لسنا بحاجة إلى إعادة اختراع العجلة".
وأضاف "لسنا بحاجة إلى شريك جديد في عمليات الإغاثة ليملي علينا كيفية أداء عملنا في غزة".
وأوضح فليتشر أمس الاثنين ما تحتاجه الأمم المتحدة من إسرائيل لزيادة حجم المساعدات، وهو فتح معبرين على الأقل إلى غزة، أحدهما في الشمال والثاني في الجنوب، وتبسيط الإجراءات وتسريعها وعدم تحديد حصص وعدم فرض عوائق أمام الوصول إلى غزة وعدم تعرض المساعدات للهجوم في أثناء توصيلها والسماح بتلبية مجموعة من الاحتياجات منها الغذاء والماء وأدوات النظافة والمأوى والرعاية الصحية والوقود والغاز.