أماني الطويل ما بين الحقائق والحيرة!!

زين العابدين صالح عبد الرحمن

أجرت قناة “الجزبرة مباشر” لقاءا حواريا مع الدكتورة أماني الطويل الباحثة في مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية. وفي سؤال من القناة هل يمكن أن يكون هناك تحولا جديدا في الحرب في السودان في ظل تحرك سعودي مصري؟.. تعددت إجابات الدكتورة الطويل وحوت عددا من النقاط، تريد الدكتورة الطويل لفت الانتباه إليها، وتجعلها محور التصور.

. حتى لا ينشغل السودانيون بمعلومات مؤكدة..

كان المتوقع أن تتناول الدكتورة أماني الطويل القضية بكلياتها أي من جميع جوانبها، خاصة أن الشعب السوداني يعلم يقينا من يقف وراء الحرب، ومن يمولها ويدعم الميليشيا والذين يؤيدونها، ويعلم دول الجوار التي تسمح بمرور المرتزقة والتشوين والسلاح، هذا هو الدعم الحقيقي الذي يطيل الحرب.. قالت الدكتورة الطويل (قد وصلت إليها معلومة غير مؤكدة أن هناك أطراف من ميليشيا الدعم السريع تقوم بتمويل الميليشيا، وأيضا أطراف من المؤتمر الوطني، والهدف من ذلك هو تطويل الحرب والاستمرار فيها) الغريب أن الدكتورة الطويل والباحثة قد أشارت أن هناك معلومة غير مؤكدة وبنت عليها أفتراضات لدراستها، وحتما سوف تصل إلى نتائج خاطئة، والذي قالته الدكتورة هي إشارات تريد أن تؤكد فيها أن إطالة الحرب بفعل عناصر المؤتمر الوطني، أي ما تروج إليه عناصر الميليشيا التي كانت تتبوأ مقاعد قيادية في المؤتمر الوطني.

الغريب في حديث الدكتورة؛ أنها تحاول أن تهرب من الحقيقة، وتبحث عن معلومات غير مؤكدة لكي تغير بها قناعات الناس. كيف تكون هناك أطراف في الميليشيا تمول الميليشيا وفي نفس الوقت تمول أطراف من المؤتمر الوطني، هذا نوع من تغبيش الحقيقة.

لا أعتقد أن مصر الدولة العريقة في المنطقة، ولها مؤسسات ذات خبرات واسعة، وضليعة جدا في الوصول للمعلومة والحقائق يكون غائب عليها أن دولة الأمارات هي التي تمول ميليشيا الدعم السريع بالمال والسلاح، والذي ياتي للسودان عبر منافذ تشاد “مطار أمجرس” ومن ليبيا حفتر وأفريقيا الوسطى ودولة جنوب السودان. الذين لم تشر إليهم الدكتورة الطويل مطلقا في كل لقاءاتها، وهذا حديث أصبح منشورا ومعلوما في الوسائل الإعلامية في دول العالم، إذا كان ذلك في تقرير اللجنة المكلفة من قبل مجلس الأمن و الذي نشر في صحيفة نيويورك تايمز وغيرها من الصحف. لماذا تتجاهل الدكتورة تلك التقارير إذا كانت لا تريد أن تتلقى المعلومة من السودانيين. وتبني تصوراتها على معلومات غير مؤكدة، لا ندري من أي جهة وصلت للدكتورة.

وقبل أن تكمل الدكتورة الطويل الحديث عن معلومتها غير المحقق فيها، ذهبت مباشرة إلى زيارة القائد العام للجيش ورئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان للجزائر، وتبرعت بالقول أن الزيارة بهدف الحصول على السلاح، وبررت ذلك. ربما تكون دول الخليج وأمريكا قد نصحوا البرهان أن لا يتعامل مع إيران لجلب السلاح، وهي أيضا من الفضاء الافتراضي للدكتورة الطويل.. لأن في تصور الدكتورة أماني أن بحث الجيش عن مصادر للسلاح في حرب تخوضها البلاد من قبل ميليشيا مدعومة من قبل العديد من دول الجوار ودول إقليمية ودولية، تصبح تطويل للحرب ودمار للسودان وبنيته التحتية وضرر على المواطنين الذين شردوا. لكن دعم الإمارات للميليشيا بالمال والسلاح ودفع لمرتزقة للحرب في السودان، والذي تسهم فيه العديد من دول الجوار لا تصبح عملية تطويل للحرب وهدم للسودان.

كان المنتظر من الدكتورة الطويل الباحثة في مركز الأهرام للدراسات أن تبني تصورها على الحقائق لكي تصل لنتائج منطقية، لكن أن تبني تصورها على أفتراض حتى الآن هي لا تعلم مدى صحته حسب إفادتها للقناة.. تصبح المسألة عملية تغبيش للوعي، الهدف منها أنها تريد أن ترسل رسائل و إشارات توضح من خلالها إنها تعلم حتى الأجندة التي كانت قد طرحت في لقاء الجزائر.

هل تعتقد الدكتورة أن السودان إذا أراد أن يشتري يجب عليه أن يستأذن من أمريكا ودول الخليج؟ وأقول للدكتورة لا تخافي أن الاستنفار الشعبي لن يتحول إلى حرب أهلية، وهو فكرة ولدت من رحم معاناة الشعب الذي دخلت بيوته الميليشيا اغتصبت النساء وسرقت ونهبت وقتلت المواطنين، وما حدث في غرب كردفان يؤكد تماما أن القبائل السودانية جميعها واعية تماما للفكرة، و هي تحت سيطرة القوات المسلحة تماما. لكن أيضا أقول أن الفكرة سوف تحدث واقعا جديدا في السودان، إن كان في الساحة السياسية، أو في علاقات الدولة بعد الحرب..

أن الحرب الدائرة الآن في السودان قد بينت لكل الشعب السوداني والقوات المسلحة وحتى القوى السياسية لابد من إعادة النظر في مجمل القضايا السياسية داخل السودان، وأيضا في علاقات السودان الخارجية إنطلاقا من مصالحه، حسب قول الدكتورة أماني الطويل أن السودان ذهب يبحث عن السلاح في الجزائر بعد ما رفض الأوصيا عليه عدم التوجه لإيران، لآن البحث عن السلاح سوف يطيل أمد الحرب.. رغم أن القوات المسلحة تقاتل عشرة شهور دون أن يكون هناك مصدرا للتمويل، هذه وحدها تفرض على السودان و القوات المسلحة أن يبحثوا عن علاقات مع دول تستطيع أن تمده بالسلاح عند الحاجة.. ختاما أسأل الدكتورة أماني الطويل هل تعتقدي أن دولة الأمارات وراء دعم الميليشيا بالسلاح والمال وشراء المرتزقة للقتال مع الميليشيا أم هذه مجرد فرية تقال بهدف إطالة الحرب..؟ نسأل الله حسن البصيرة.

zainsalih@hotmail.com

الوسومالإمارات الاسلاميين البرهان الجزائر الجيش السودان المؤتمر الوطني د. أماني الطويل زين العابدين صالح عبد الرحمن مصر مليشيا الدعم السريع

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الإمارات الاسلاميين البرهان الجزائر الجيش السودان المؤتمر الوطني د أماني الطويل مصر مليشيا الدعم السريع الدکتورة أمانی الطویل الدکتورة الطویل المؤتمر الوطنی فی السودان غیر مؤکدة

إقرأ أيضاً:

الجيش السوداني يتهم قوات خليفة حفتر بمهاجمة مواقع حدودية

اتهم الجيش السوداني قوات تابعة لخليفة بمهاجمة مواقع حدودية سودانية ومساندة الدعم السريع اليوم الثلاثاء.

وقال الجيش في بيان "هاجمت اليوم مليشيا آل دقلو الإرهابية مسنودة بقوات خليفة حفتر الليبية ( كتيبة السلفية) نقاطنا الحدودية في المثلث الحدودي بين السودان ومصر وليبيا بغرض الاستيلاء على المنطقة"، والتي تقع إلى الشمال من مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، إحدى أهم خطوط المواجهة في الحرب.

وأضاف الجيش السوداني في بيانه "سندافع عن بلدنا وسيادتنا الوطنية وسننتصر مهما بلغ حجم التآمر والعدوان المدعوم من دولة الإمارات العربية المتحدة ومليشياتها بالمنطقة".

وتعد هذه المرة الأولى التي يتهم فيها الجيش السوداني قوات اللواء خليفة حفتر بالضلوع المباشر في الحرب الدائرة منذ عامين بينه وبين قوات الدعم السريع شبه العسكرية.

ومطلع العام الجاري، قال ياسر العطا، عضو مجلس السيادة ومساعد قائد الجيش السوداني، إن 25 بالمئة من قوات الدعم السريع هم من ليبياتحت قيادة خليفة حفتر، والمرتزقة من التشاد، وبعض الإثيوبيين، وأفراد من كولومبيا وأفريقيا الوسطى، وبقايا فاغنر، ومقاتلين من سوريا، بينما 65 بالمئة من القوة المتبقية من أبناء جنوب السودان، للأسف، في حين أن 5% فقط هم من الجنجويد الأصليين كقادة لبعض المجموعات.

وأشار العطا من مدينة بوط بولاية النيل الأزرق إلى أنهم تحدثوا مع المسؤولين في جنوب السودان خلال سنتين من الحرب حول هذا الموضوع، ولكن لم يتم اتخاذ أي إجراء، حتى على مستوى الإعلام، لتجريم مثل هذه الأفعال.

وأضاف أنه كان بالإمكان القول في الإعلام إن جنوب السودان يشن حربا ضدهم.



وفي وقت سابق، أكد رئيس جيش تحرير السودان، مني اركومناوي، أن الدعم الأجنبي يتواصل عبر محور ليبيا، ويدخل تعزيزات جديدة بقوة قوامها 400 آلية عسكرية متنوعة عن طريق ليبيا إلى دارفور الآن، حسب قوله.

وسبق أن تحدثت تقارير أن  كتيبة طارق بن زياد التابعة لصدام حفتر قد توجهت مؤخراً نحو “معطن السارة”؛ لتأمين المنطقة، وحماية الطرق المؤدية إلى السودان، بما في ذلك إمدادات الأسلحة والوقود التي تنطلق من ميناء طبرق وتصل إلى السودان.

وشهدت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، التي اتهمها الجيش أيضا بالضلوع في الهجوم، تدخل العديد من الدول بينما لم تنجح المحاولات الدولية بعد في إحلال السلام.

وفي بداية الحرب اتهم السودان حفتر بمساندة قوات الدعم السريع عبر مدها بالأسلحة، واتهم الإمارات، حليفة قائد قوات شرق ليبيا، بدعمها أيضا، عبر وسائل منها غارات جوية مباشرة بطائرات مسيرة الشهر الماضي. وتنفي الإمارات تلك المزاعم.

مقالات مشابهة

  • الإعلام الدولي والحرب على غزة.. مؤتمر علمي للجزيرة للدراسات وجامعة حمد
  • مساعد وزير الخارجية المصري السابق : الدخول في المثلث الحدودي محاولة لجر مصر للحرب في السودان
  • السودان: حرب بلا معنى (2)
  • أماني وآمال ساكنة مراكش في عودة فريد شوراق إثر خبر إعفائه.
  • وزارة الخارجية بالحكومة الليبية: لم ننخرط في الصراع السوداني بأي شكل من الأشكال
  • الخلايا الجذعية..أبرز الحقائق والمعلومات عنها من عام 1998 حتى الآن
  • السودان على حافة الانهيار الاقتصادي والفقر يهدد غالبية السكان (تقرير)
  • الجيش السوداني يتهم قوات خليفة حفتر بمهاجمة مواقع حدودية
  • حين يصير الموت مزدوجًا.. الكوليرا تُكمل ما بدأته الحرب في السودان
  • احتجاجات حميدتي بصوت خالد عمر!