تقترب السويد من إعلانها دولة خالية من الدخان، خاصة بعد أن بلغ معدل انتشار التدخين الحالي بين سكانها الى 5.6 % فقط، وهو من اقل معدلات التدخين بين مثيلاتها من الدول.

من الناحية العملية، فإن مفهوم الحد من مخاطر التدخين، يعني منح المدخنين فرصة وإمكانية الوصول إلى منتجات النيكوتين البديلة الأكثر أمانًا، وذلك بهدف مساعدتهم على تقليل المخاطر الناتجة عن تدخين السجائر التقليدية، وهو نفس النهج الذي طبقته "السويد"، حيث اعتمدت في ذلك على حزمة من  التدابير والاجراءات المنبثقة عن الاتفاقية الاطارية لمنظمة الصحة العالمية بشأن مكافحة التبغ "cop"،بما في ذلك أحكام المادة 1 فقرة (د)، والتي تنص على أن "مكافحة التبغ" تعني مجموعة من استراتيجيات العرض والطلب والحد من المخاطر التي تهدف إلى تحسين صحة السكان من خلال القضاء على أو الحد من استهلاك منتجات التبغ والتعرض لدخان التبغ".

 

وفي هذا الإطار اتبعت السويد نهجا تنظيميًا شاملاً، نفذت من خلاله عددا من البرامج التثقيفية والتوعوية الهادفة إلى تحقيق الوقاية الفعلية من التدخين والإقلاع عنه، وبالتوازي مع ذلك عملت على مزيد من الاتاحة لمنتجات النيكوتين البديلة الأكثر أمانًا وطرحها للتداول بأسعار معقولة، للمدخنين البالغين الذين يستمرون في التدخين من أجل التحول والاقلاع عن التدخين التقليدي.

وتعد إتاحة المعلومات الخاصة بالمنتجات البديلة الخالية من الدخان، أحد أهم الوسائل الفعالة في دعم مفهوم الحد من مخاطر التدخين، حيث تعد هذه المعلومات بمثابة الدليل الارشادي الذي يمكن للمدخن ان يعتمد عليه حال رغبته في الحصول على بديل أفضل من السجائر التقليدية لتجنب الاضرار الناتجة عنها. 

وقد كشفت مؤسسة كوكرين (Cochrane)، - وهي مؤسسة عالمية مستقلة متخصصة في جمع الأدلة الموثوقة حول مختلف الموضوعات الصحية- في أحدث أبحاثها حول استخدام السجائر الإلكترونية (Vapes) للإقلاع عن التدخين لعام 2022، أن تلك المنتجات تساعد عددًا أكبر من الأشخاص على الإقلاع عن التدخين بعد ستة أشهر أو أكثر فضلا عن العلاج ببدائل النيكوتين.

وبالرغم مما حققته دولة السويد من نجاحات كبيرة في نهجها الذي اتبعته للحد من مخاطر التبغ، كبلد يخطو بثبات وثقة نحو أن يصبح "خاليًا من الدخان"، إلا أن منظمة الصحة العالمية، تجاهلت كل البيانات التي تظهر انخفاضًا مستمرًا في معدلات التدخين بالسويد. والفوائد التي حققها هذا النهج في خفض معدلات الإصابة بالأمراض والوفيات المرتبطة بالتبغ في السويد، حيث يسجل معدل الوفيات في السويد نسبة 39.6% أقل من حيث الأمراض المرتبطة بالتبغ، مقارنة بمتوسط دول الاتحاد الأوروبي التي يبلغ متوسط معدل انتشار التدخين فيها 23%، ومثلما فعلت السويد، تبنت بقية دول الاتحاد الأوروبي التدابير التي اقترحتها منظمة الصحة العالمية للحد من التدخين، غير أن هذه الدول لم تعتمد النهج الشامل للحد من المخاطر الذي اتبعته السويد.
إن الحد من مخاطر التدخين يتوافق تمامًا مع الحق في الصحة، وفي التوقيت الذي تعترف فيه منظمة الصحة العالمية بمفهوم وأهداف الحد من المخاطر. يجب أن يتم دعم وتعزيز الاستراتيجيات الرامية لتحقيق هذه الأهداف من خلال ثقل الأدلة العلمية التي تظهر فوائد منتجات النيكوتين البديلة الأكثر أمانًا على خفض المخاطر، وأنها بالفعل قادرة على مساعدة المدخنين على التحول عن التدخين والابتعاد عنه. وأن تكون استراتيجيات الحد من المخاطر التي تدعمها الحكومات إلزامية بموجب الحق في الصحة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الحد من المخاطر الصحة العالمیة عن التدخین من الدخان من مخاطر

إقرأ أيضاً:

الصحة العالمية: النظام الصحي في غزة وصل إلى نقطة ما بعد الانهيار

الجديد برس| قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الأربعاء، “إن العمليات البرية الإسرائيلية المكثفة على غزة وطلبات الإخلاء الجديدة، دفعت النظام الصحي إلى ما هو أبعد من نقطة الانهيار”. وفي منشور على منصة “إكس”، أشار غيبريسوس، إلى أن مستشفيات الإندونيسي وكمال عدوان والعودة، و3 مستوصفات و4 نقاط صحية، تقع ضمن منطقة الإخلاء، التي أعلن عنها جيش الاحتلال الإسرائيلي الثلاثاء. كما أشار إلى أن مستشفيين آخرين و4 مستوصفات و6 نقاط صحية، تقع على بعد كيلومتر واحد عن المنطقة المذكورة. وذكر غيبريسوس، أن مستشفى غزة الأوروبي، ونقاط صحية أخرى في جنوب غزة تقع ضمن مناطق الإخلاء، التي جرى الإعلان عنها الاثنين. ولفت إلى أن مجمع ناصر الطبي، ومستشفى شهداء الأقصى، و5 مستوصفات، و17 نقطة صحية، تقع على بعد نحو كيلومتر واحد من هذه المنطقة. وتابع: “حتى لو لم يتم مهاجمة المرافق الصحية في غزة أو تُجبر على الإخلاء، فإن الهجمات على المناطق هناك وتواجد الجنود يمنع المرضى من الحصول على الرعاية الصحية، ويمنع منظمة الصحة العالمية من إعادة إمداد المستشفيات. هذا الأمر قد يُعطّل عمل المستشفيات بسرعة”. وشدد غيبريسوس، على مطالبة منظمة الصحة العالمية بالحماية الفورية للخدمات الصحية. مؤكدا على ضرورة عدم استهداف المستشفيات، ووقف إطلاق النار. وفي وقت سابق الاثنين، كشف المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، أن سياسة التجويع التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة أدت إلى 58 وفاة بسبب سوء التغذية، و242 وفاة نتيجة نقص الغذاء والدواء، بينها 26 مريض كلى، و300 حالة إجهاض بين النساء الحوامل خلال 80 يوما من الحصار الإسرائيلي عقب خرق الاحتلال اتفاق وقف إطلاق النار. وكانت قوات الاحتلال قد استأنفت عدوانها على قطاع غزة منذ 18 مارس الماضي، بغارات جوية على جميع أنحاء قطاع غزة ما أدى إلى استشهاد وإصابة أكثر من 12 ألف فلسطيني، منقلبة على اتفاق لوقف إطلاق النار مع فصائل المقاومة الفلسطينية، استمر نحو 60 يوما من إبرامه.

مقالات مشابهة

  • منظمة الصحة العالمية: الاحتلال دمر 94% من المستشفيات في غزة
  • منظمة الصحة العالمية: المنظومة الصحية بغزة على شفا الانهيار
  • رئيس صحة النواب يكشف لـصدى البلد موعد تطبيق قانون المسئولية الطبية رسميا
  • الصحة العالمية: النظام الصحي في غزة وصل إلى نقطة ما بعد الانهيار
  • المراهقون يواجهون خطر السمنة رغم تراجع معدلات التدخين
  • الصحة العالمية تقر اتفاقاً تاريخياً بشأن الوقاية من الجوائح
  • العامة للاستثمار: الشركات العالمية التي حصلت على الرخصة الذهبية بينتجوا ويصدروا
  • انتصار ضد التدخين.. منظمة الصحة تواجه أزمات مالية تهدد جهودها العالمية
  • الصحة العالمية: المساعدات الداخلة إلى غزة ليست سوى "قطرة في بحر"
  • جمعية الصحة العالمية تعتمد اتفاقية التأهب والاستجابة للجوائح