الجزيرة:
2025-12-14@19:28:22 GMT

اشتباكات لليوم الثاني.. ما الذي يحدث في القيروان؟

تاريخ النشر: 14th, December 2025 GMT

اشتباكات لليوم الثاني.. ما الذي يحدث في القيروان؟

القيروان- لليوم الثاني على التوالي شهد حي علي باي بمدينة القيروان وسط تونس اشتباكات ليلية عنيفة بين شبان من الحي وقوات الأمن على خلفية وفاة الشاب نعيم البريكي متأثرا بإصابات بليغة خلفها اعتداء عناصر أمن عليه منذ شهرين، وفق ما تؤكده عائلته.

وقد استخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين الذين رشقوها بالحجارة وأحرقوا العجلات المطاطية، حسب ما نقلته وسائل إعلام محلية تونسية ونشره نشطاء على صفحاتهم.

View this post on Instagram

مطاردة أمنية

ووفق فيديو نشره أحد أقارب الشاب البريكي على وسائل التواصل الاجتماعي، فإن البريكي كان على دراجته النارية ولم يمتثل لأوامر الشرطة بالتوقف لأنه لا يملك وثائق قانونية، فتعرض للمطاردة.

وأضاف أن السيارة الأمنية ضربت الدراجة "عمدا" وأسقطت البريكي أرضا ثم اعتدى عليه 4 عناصر أمن جسديا، ونقلوه إلى المستشفى لتدهور حالته.

وأوضح المصدر نفسه أن البريكي (30 عاما) هرب من المستشفى وعاد إلى منزله لكن وضعه الصحي تدهور فأعادته أسرته إليه مجددا، وقد أصيب بنزف داخلي في المخ جراء الضرب الشديد الذي تعرض له.

وبعد أيام من مكوثه في المستشفى توفي نعيم، وقد أكدت شقيقته أماني البريكي عبر صفحتها على فيسبوك أن الصورة المتداولة لإصابة أخيها في الرأس تعود له وقد وثقها بنفسه قبل وفاته، وطالبت بأخذ حقه.

View this post on Instagram

القبضة الأمنية

تعليقا على ذلك، يقول الناشط السياسي طارق عمراني للجزيرة نت، إن الحادثة تأتي في سياق اتسم بالتضييق على الحريات وعودة "القبضة الأمنية" خاصة مع تسجيل حالات وفيات غامضة داخل السجون التونسية خلال الأشهر القليلة الماضية بحسب ما وثقته منظمات حقوقية التي حذرت من استفحال ظاهرة "الإفلات من العقاب".

إعلان

كما جاءت -وفقا له- في إطار "القمع المفرط" للاحتجاجات على غرار محافظة قابس (جنوب) ومنطقة المزونة بسيدي بوزيد (وسط) حيث اختارت السلطة المقاربة الأمنية لمعالجتها، مع مخاوف من عودة ممارسات "الدولة البوليسية" خاصة مع تضييق الخناق على الفضاء العام وملاحقة السياسيين والنشطاء لا سيما بعد استصدار المرسوم 54، وهو مرسوم رئاسي صدر في سبتمبر/أيلول 2022 يتعلق بـ"مكافحة الجرائم المتصلة بأنظمة المعلومات والاتصال".

أما عن إمكانية توسع دائرة الاحتجاجات، فذلك يبقى -حسب عمراني- مستبعدا في الوقت الراهن لعدم توافر أسباب الاحتجاج المنظم في ظل غياب معارضة سياسية وازنة وتراجع وتيرة الاحتجاجات ذات الصبغة السياسية خلال السنوات الأخيرة.

مقتل البوعزيزي كان شرارة الثورة التونسية (الأناضول)شرارة تفجير الغضب

من جانبه، يرى رمضان بن عمر الناطق الرسمي باسم المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية (منظمة غير حكومية مستقلة) أن مثل هذه الحوادث تشكل شرارة تفجير غضب كامن يكون محليا أو جهويا أو وطنيا، مثل ما حدث سابقا مع مقتل محمد البوعزيزي مفجر الثورة التونسية.

وأوضح بن عمر للجزيرة نت، أن الوضع في القيروان اليوم محتقن ولا يعكس احتجاجا فحسب على ما تعرض له الشاب نعيم البريكي وعلى "الممارسات البوليسية التي تستفيد إلى الآن من الإفلات من العقاب"، وإنما يمثل غضبا من الوضع الاقتصادي والاجتماعي المتردي في المنطقة.

لكن -باعتقاده- لا توجد إلى حد الآن الممهدات التي تجعل هذه الشرارة تنتشر إلى مناطق أخرى، لأن السلطة إلى حد الآن لا تزال مسيطرة ميدانيا بمسانديها وما يسمى بالمجالس المحلية، وتنجح في تحييد كل هذه الاحتجاجات واحتوائها في شكل جديد.

وعليه تحولت هذه المؤسسات -وفق بن عمر- التي كان يفترض أن تكون سياسية، إلى شكل من أشكال وأد أي محاولات غضب تقع في المناطق التونسية، و"لكن يوما ما ستتآكل هذه التنظيمات التي تواجه الحراك الاحتجاجي وتحاول عزله وسنشهد غضبا جماعيا".

في المقابل، تفاعل نشطاء من أبناء القيروان مع الاحتجاجات بشكل مغاير، فانتقدها بعضهم على صفحاتهم على فيسبوك، واتهموا المشاركين فيها بمحاولة "تأجيج الأوضاع"، مؤكدين أن القضاء تولى القضية وأن التحقيق سيأخذ مجراه.

انتشار أمني في القيروان بعد مواجهات بين الشرطة ومحتجين (الفرنسية)تحقيق فوري

من جهة أخرى، زار والي القيروان ذاكر البرقاوي، أمس السبت، عائلة الشاب نعيم البريكي وقدم لها واجب العزاء وأكد "فتح تحقيق جدي وفوري في الحادثة، وأنه لا أحد فوق القانون".

يشار إلى أن المرصد التونسي الاجتماعي (منظمة غير حكومية) أفاد -عبر موقعه الإلكتروني- أن شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2025 سجل 589 تحركا احتجاجيا بزيادة بنسبة 80% عن 2024، حيث بلغ مجموع الاحتجاجات منذ بداية العام الجاري 4838.

وحسب المصدر نفسه، فإن المظاهرات السياسية والمدنية تقدمت ولأول مرة على الاجتماعية والاقتصادية، وشهد الشهر ذاته "تضييقا واسعا على المجتمع المدني ووسائل الإعلام وتعليق عمل مؤسسات وجمعيات".

تأتي حادثة القيروان في سياق سياسي يوصف بأنه غير مسبوق في تاريخ تونس الحديث، منذ إعلان الرئيس قيس سعيد إجراءاته الاستثنائية في 25 يوليو/تموز 2021، والتي يرى معارضوه أنها مثلت إعلان حرب على خصومه السياسيين.

إعلان

ويحمله منتقدوه مسؤولية إضعاف مؤسسات الدولة، بعد حل البرلمان واعتماد دستور جديد، وما رافق ذلك من تعميق الأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، دون تقديم حلول واقعية أو تشاركية، وفي المقابل، يؤكد أنصاره أن سعيد يضع أسس مرحلة جديدة ويعمل على تصحيح مسار الثورة التي يعتبرونها قد سرقت.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات

إقرأ أيضاً:

بعد تحولها إلى غرف لتنظيم الاحتجاجات.. هل تحظر دول عربية ديسكورد؟

تصدر تطبيق "ديكسورد" (Discord) مؤخرًا ريادة المشهد السياسي في عدة دول بعد أن كان له دور فعال في تنظيم عدد من المظاهرات التي قادها أبناء الجيل "زد"، شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، والتي انطلقت شرارتها الأولى من هذه المنصة قبل أن تمتد إلى الشارع.

اليوم تشير وسائل التواصل الاجتماعي إلى حظر تطبيق "ديكسورد" في الأردن، فضلا عن دراسة حظره في مصر أيضا، رغم أن الحكومة الأردنية أو المصرية لم يعلنا حظر التطبيق أو اتخاذ أي خطوات مضادة له، إذ تظل الأخبار المتعلقة بحظر التطبيق في كلا البلدين معتمدة على تجارب المستخدمين الذين يواجهون صعوبة في الوصول إلى المنصة، وهو أثار تساؤلات بشأن هذا الاهتمام العالمي بالمنصة ودورها وظيفتها، وماهيتها، وإن كانت حقا تستخدم في إثارة الشغب.

ما منصة "ديسكورد"؟

هي منصة تواصل اجتماعية أمريكية، صممت أساسًا لتسهيل التواصل بالصوت والفيديو والدردشة المباشرة بين هواة الألعاب الإلكترونية على الشبكة العنكبوتية، طورها ستانيسلاف فيشنيفسكي وجيسون سيتورن عام 2015 مستفيديْن من تجربتهما المشتركة في تصميم لعبة "فيتس فور إيفر".

وحتى أيلول/سبتمبر 2025 بلغ عدد مستخدمي ديسكورد النشطين شهريًا نحو 200 مليون شخص، و90 بالمئة من المستخدمين يستعملونه للعب بمقدار تشغيل 1.9 مليار ساعة، وعلى الرغم من شهرتها الواسعة بين مجتمعات ألعاب الفيديو عبر الإنترنت، فإن المنصة أصبحت فضاءا أوسع للتواصل بين المستخدمين حول اهتمامات متنوعة، من الفنون والموسيقى إلى القراءة والنقاشات العامة.
النشأة والتأسيس.

✔✔✔ Discord Checkpoint ✔✔✔

Your Discord recap is here! See the fun things you did in 2025 — # of messages sent, top games played, friends you spent the most time with, your favorite emojis, and more. Update your app to get started. pic.twitter.com/Cv1MgUGI4g — Discord (@discord) December 4, 2025
تعود البدايات الأولى لمنصة "ديسكورد" إلى عام 2012، حين أسس جيسون سيترون أستوديو ألعاب باسم "فينيكس غيلد" بهدف بناء تجارب تفاعلية تجمع اللاعبين حول ألعاب جماعية، وانطلق المشروع الأول للأستوديو بلعبة "فيتس فور إيفر" المخصصة للهواتف المحمولة، والتي شكّلت الخطوة التأسيسية لفكرة دمج أدوات التواصل مع بيئة اللعب، وفي نيسان/أبريل 2013 انضم المطوّر ستانيسلاف فيشنيفسكي إلى سيترون، وواصلا العمل على تطوير اللعبة، وفي أواخر 2024 بدأ ديسكورد توفير الدردشة النصية والصوتية مباشرة داخل الألعاب، وكانت أولى الألعاب التي اعتمدت هذه الخاصية هي "باكس داي" و"أوميغا سترايكرز".

ورغم أن شعبية ديسكورد اقتصرت في بداياته على مجتمع اللاعبين عبر الإنترنت، فإن قاعدة مستخدميه توسّعت على نحو هائل في جائحة كورونا، إذ أتاحت المنصة للأفراد الحفاظ على مجتمعهم الافتراضي والتواصل أثناء فترات الإغلاق. وبعد رفع القيود، استمر الفنانون وصانعو المحتوى والمعلمون والشركات وفئات أخرى في استخدامه.

غرفة عمليات لتنظيم التظاهرات

في خطوة غير مسبوقة، استخدم شباب من جيل زد في نيبال والمغرب تطبيق ديسكورد باعتباره أداة رئيسية لتنظيم احتجاجاتهم السياسية ضد الحكومة، فضلا عن إدارة عمليات اتخاذ القرار وتنظيم الانتخابات.

في النيبال.. برلمان افتراضي على "ديسكورد"

ففي نيبال، تحولت الاحتجاجات الشعبية في غضون أيام قليلة إلى ثورة رقمية، وأسقط المحتجون الحكومة القديمة وأقاموا برلمانًا افتراضيا على ديسكورد، وانتخبوا القاضية السابقة سوشيلا كاركي لتقود المرحلة الانتقالية، وأثار تعيين كاركي، التي أدت اليمين الدستورية في 12 أيلول/سبتمبر 2025، بمنصب رئيسة مؤقتة للوزراء تفاعلا واسعًا على المنصات الرقمية بعد احتجاجات دامية أسفرت عن سقوط الحكومة السابقة.

ولكن ما فجر الأزمة، هو إعلان الحكومة في 4 أيلول/سبتمبر 2025 حجب نحو 26 منصة للتواصل الاجتماعي، لتندلع الاحتجاجات في 8 أيلول/سبتمبر الماضي، وواجهتها الشرطة بحملة قمع عنيفة أسفرت عن 25 قتيلًا ومئات الجرحى، وفق وزارة الصحة النيبالية.

مقـ ـتل 10 أشخاص وإصابة 87 آخرين في أعمال شغب وإطـ ـلاق نـ ـار على متظاهرين في النيبال بسبب تظاهرات على على حجب مواقع التواصل الاجتماعي في البلاد pic.twitter.com/hWafZ6p2wb — عربي21 (@Arabi21News) September 8, 2025
ولتنظيم احتجاجاتهم وسط العنف، أنشأ الشباب مساحة رقمية على ديسكورد لمناقشة شؤون الحكومة، وإقامة برلمان افتراضي، وإجراء تصويت لاختيار رئيسة وزراء مؤقتة، واعتمدوا على مجموعة "هامي نيبال" لإدارة المناقشات الرقمية ضمن مجموعة "شباب ضد الفساد"، مستفيدين أيضا من تطبيق الذكاء الاصطناعي "تشات جي بي تي" لتوليد قائمة بالمرشحين المحتملين، قبل اختيار كاركي للتفاوض مع الجيش وإدارة الحكومة الانتقالية.

في المغرب.. تصويت جماعي داخل ديسكورد لحسم القرارات

أما في المغرب، فقد تحوّل تطبيق ديسكورد في 27 أيلول/سبتمبر 2025 من منصة للألعاب والتواصل الرقمي إلى أداة مركزية في تنظيم احتجاجات واسعة في مدن عدة، فقد اعتمدت مجموعة شبابية أطلقت على نفسها اسم "جيل زد 212" على التطبيق منذ المراحل الأولى للتحرك، ليس فقط للتواصل، بل لتخطيط أماكن المظاهرات ومواعيدها، وصياغة التعليمات للحفاظ على سلمية التحرك.

أنشأ القائمون على المبادرة مساحة رقمية خاصة باسم المجموعة، تضم قسما للإعلانات الرسمية ومساحة للتنسيق على المستوى الوطني، إضافة إلى غرف محلية لكل مدينة أو منطقة تعمل باعتبارها مراكز مصغرة لتبادل المعلومات وصياغة الخطط.

الدار البيضاء تشهد عودة جيل زد إلى الشارع، معبرين عن آمالهم وطموحاتهم في المغرب عبر احتجاجات سلمية ومطالب اجتماعية pic.twitter.com/hQUmnQKpPi — عربي21 (@Arabi21News) December 12, 2025
ومع اتساع رقعة الاحتجاجات، تحولت هذه المساحات إلى بنية تنظيمية رقمية أشبه بـ"غرف عمليات" افتراضية للتنسيق بين مختلف المناطق، وبدأت المجموعات بعدد محدود من الأعضاء، لكنها شهدت نموا متسارعًا تجاوز 150 ألف عضو، معظمهم من الفئة العمرية بين 15 و28 عاما، واعتمد المشاركون على آلية التصويت الجماعي داخل ديسكورد لحسم القرارات، إذ أجري في 2 أكتوبر/تشرين الأول 2025 تصويت داخلي حول استمرار المظاهرات بعد اندلاع أعمال شغب، وانتهى القرار بمواصلة الاحتجاجات لليوم السادس على التوالي.

مقالات مشابهة

  • تونس.. وفاة شاب في القيروان تشعل مواجهات بين سكان والشرطة
  • اشتباكات تايلاند وكمبوديا تدخل أسبوعها الثاني.. مقتل 25 شخصاً ونزوح 800 ألف
  • تونس: تجدد الاشتباكات في القيروان إثر وفاة شاب تعرّض للاعتداء على يد قوات الأمن
  • اشتباكات بين الشرطة التونسية وشبان غاضبين في القيروان.. ما السبب؟
  • اشتباكات بين الشرطة التونسية ومحتجين في القيروان
  • اشتباكات بين الشرطة التونسية ومحتجين في القيروان بعد وفاة رجل
  • من رجل القسام الثاني الذي اغتالته إسرائيل؟
  • بعد تحولها إلى غرف لتنظيم الاحتجاجات.. هل تحظر دول عربية ديسكورد؟
  • لليوم الثاني.. جهود مكثفة للبحث عن 3 أشخاص انهار عليهم بئر للتنقيب عن الآثار في الفيوم