توماس فريدمان: بـ 3 محاور.. عقيدة بايدن الجديدة تتشكل في الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 2nd, February 2024 GMT
"موقف حازم وقوي ضد إيران ووكلائها، الاعتراف بدولة فلسطينية منزوعة السلاح لا تهدد إسرائيل، تحالف أمني واسع النطاق بين الفلسطينيين والإسرائيليين وأمريكا والسعودية ودول أخرى بالمنطقة"، تشكل هذه الأضلاع الثلاثة مثلث "عقيدة بايدن" الجديدة التي تتشكل بالمنطقة، وفق الصحفي والكاتب الأمريكي المخضرم توماس فريدمان، في مقال تحليلي نشرته صحيفة "نيويورك تايمز".
ويعتقد الصحفي الأمريكي أنه من دون هذه الاستراتيجية التي وصفها بـ"الشاملة والجريئة"، فإن الأحداث في الشرق الأوسط "تعزز دور إيران، وتعزل إسرائيل وتترك قدرة أميركا على التأثير في حالة يرثى لها".
الانتقام من إيرانالمسار الأول للاستراتيجية الجديدة، كما يروّج لها فريدمان، يتمثل في اتخاذ بايدن "موقفًا قويًا وحازمًا تجاه إيران، بما في ذلك الانتقام العسكري القوي ضد وكلاء إيران وعملائها في المنطقة، ردا على مقتل 3 جنود أمريكيين في قاعدة في الأردن بطائرة من دون طيار أطلقتها على ما يبدو جماعة في العراق موالية لإيران".
اقرأ أيضاً
بايدن يريد إنهاء حرب غزة.. الصفقة المرتقبة بين حماس وإسرائيل تواجه رفض المتطرفين
الاعتراف بدولة فلسطينية "منزوعة السلاح"أما المسار الثاني، كما وصفه فريدمان، فيتضمن "مبادرة دبلوماسية غير مسبوقة" من جانب الولايات المتحدة لإقامة دولة فلسطينية "في أقرب وقت" في الضفة الغربية وقطاع غزة والاعتراف بها شريطة أن تكون "منزوعة السلاح".
وقال فريدمان إن هذا لا يمكن أن يحدث إلا "عندما يطوّر الفلسطينيون مجموعة من المؤسسات والقدرات الأمنية المحددة وذات المصداقية لضمان استمرار الدولة وأنها لن تتمكن أبداً من تهديد إسرائيل".
تحالف أمريكي سعودي إسرائيلي فلسطينيأما المسار الثالث، فيتضمن "تحالفًا أمنيًا أمريكيًا واسع النطاق مع السعودية"، معتبرا ذلك "قد يتضمن أيضًا تطبيع المملكة العلاقات مع دولة الاحتلال الإسرائيلي"، لكنه اشترط "استعداد الحكومة الإسرائيلية تبني عملية دبلوماسية تؤدي إلى دولة فلسطينية منزوعة السلاح بقيادة سلطة فلسطينية جرى إعادة إصلاحها"، بحسب قوله.
ويرى الصحفي الأمريكي المخضرم أنه إذا تمكنت الإدارة الحالية في واشنطن من تجميع كل ذلك معًا - وهو أمر ضخم - فإن "مبدأ بايدن" يمكن أن يصبح أكبر إعادة تنظيم استراتيجي في المنطقة منذ معاهدة كامب ديفيد عام 1979.
اقرأ أيضاً
حسابات معقدة للرد على إيران.. بوليتيكو: هذا ما يخشاه بايدن
ربط المسارات الثلاثةومع ذلك، يجب ربط المسارات الثلاثة معًا بالتأكيد، حتى تنجح "عقيدة بايدن"، بحسب فريدمان، الذي يضيف: أعتقد أن المسؤولين الأمريكيين يفهمون ذلك. لأنني أعلم ذلك على وجه اليقين أن السابع من أكتوبر (تشرين الأول) يفرض داخل إدارة بايدن إعادة تفكير جذرية في الشرق الأوسط، نظرًا إلى هجوم حماس على إسرائيل؛ والانتقام الإسرائيلي الضخم ضد "حماس" الذي أدى إلى مقتل الآلاف من المدنيين الفلسطينيين الأبرياء في غزة؛ والهجمات المتزايدة على الأفراد الإسرائيليين والأمريكيين في المنطقة؛ وعدم قدرة الحكومة اليمينية في إسرائيل على صياغة أي خطة لحكم غزة في صباح اليوم التالي لانتهاء الحرب مع شريك فلسطيني من خارج حماس.
ويعتبر أيضًا أن إعادة التفكير الجارية تشير إلى الإدراك أنه لم يعد بالإمكان "السماح لإيران بمحاولة إخراجنا من المنطقة"، و"دفع إسرائيل إلى الانقراض"، و"تخويف حلفائنا العرب".
خسارة ثلاثية لإسرائيلويشير فريدمان إلى أن "إسرائيل خسرت على ثلاث جبهات"، أولها إعلاميًا بسبب الخسائر في صفوف المدنيين، ومثولها أمام محكمة العدل الدولية، وثانيها فقدان القدرة على حفظ أمنها دون أي خطة لكيفية العثور على شريك فلسطيني شرعي بدون حماس، حتى تسحب قواتها من غزة.
اقرأ أيضاً
إما وقف إبادة غزة أو حرب إقليمية.. موقع أمريكي: على بايدن الاختيار الآن
ثالث الخسائر بالنسبة للاحتلال الإسرائيلي، بحسب الصحفي الأمريكي هو كونها "باتت هدفا لهجوم إيراني على أربع جبهات"، وتفقد الحلفاء بسبب تعنتها في التعاطي مع الأفكار الأمريكية، على حد قوله.
وفي النهاية، يعتقد فريدمان أن "عقيدة بايدن استراتيجية جيوسياسية جيدة في الخارج وسياسة جيدة في الداخل"، ويشير إلى أنها قادرة على أن "تردع إيران عسكريًا وسياسيًا من خلال سحب الورقة الفلسطينية من طهران"، وتعزز قيام الدولة الفلسطينية "بشروط تتفق مع الأمن الإسرائيلي".
المصدر | توماس فريدمان/ نيويورك تايمز - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: الشرق الاوسط عقيدة بايدن استراتيجية بايدن ايران تطبيع السعودية غزة دولة فلسطينية منزوعة السلاح
إقرأ أيضاً:
التحديات مستمرة مع إعادة ترامب تعريف دور الولايات المتحدة في الشرق الأوسط
ترجمة وتحرير “يمن مونيتور”
في الخطب والتصريحات التي أدلى بها خلال زيارته للمملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة الأسبوع الماضي، سعى الرئيس دونالد ترامب إلى إعادة تعريف دور الولايات المتحدة في الشرق الأوسط من كونه ضامنًا للأمن ومتدخلاً عسكريًا إلى شريك اقتصادي وتقني. خلال رحلته، أشاد ترامب بتوقيع اتفاقيات بقيمة إجمالية تصل إلى تريليوني دولار لاستثمار الدول الثلاث في الولايات المتحدة أو شراء سلع أميركية، مشددًا على أن الولايات المتحدة تسعى إلى تعاون قائم على “التجارة، وليس الفوضى.” لم يكن هدف ترامب من التركيز على التعاون الاقتصادي مقتصرًا على جذب المزيد من التصنيع عالي التقنية إلى الولايات المتحدة، بل كان أيضًا لضمان شراكة قادة الخليج مع الولايات المتحدة، بدلًا من الصين، في تطوير الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية التكنولوجية.
إعادة تعريف ترامب لدور الولايات المتحدة في الشرق الأوسط تتناقض بشكل كبير مع موقف حليف رئيسي، إسرائيل، التي استفادت بشكل كبير من الدور التقليدي للولايات المتحدة كضامن أمني للمنطقة. فمن خلال عملياته العسكرية منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، أوضح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل تسعى، قبل كل شيء، إلى تغيير ميزان القوى الإقليمي لصالحها والسيطرة على المناطق الاستراتيجية التي يمكن أن تشكل تهديدًا للمدنيين الإسرائيليين. ويرى نتنياهو أنه، بدلًا من التوصل إلى حلول وسط مع طهران، ينبغي على ترامب استغلال ضعف إيران وتدمير أي منشآت نووية يمكن أن تستخدمها طهران لتطوير سلاح نووي. ولم تلقَ محاولات ترامب للتواصل مع إيران خلال الزيارة استحسان القادة الإسرائيليين، خاصة بعد تأكيده أن الولايات المتحدة ليس لديها “أعداء دائمون” ووعده بتقديم تخفيف كبير للعقوبات في إطار اتفاق نووي جديد مع إيران. وفي كلمة ألقاها في قطر يوم الخميس، قال ترامب: “أريد أن تنجح [إيران]، أريدها أن تصبح دولة عظيمة” نتيجة للاتفاق الجديد. في المقابل، تخشى إسرائيل أن يؤدي تخفيف العقوبات إلى تمكين طهران من إعادة بناء “محور المقاومة” وتحقيق تغيير في ميزان القوى الإقليمي لصالحها. ومع ذلك، لاقت مبادرة ترامب ترحيبًا من القادة الذين زارهم، حيث كانوا يعملون على تحسين علاقاتهم مع إيران. ويرى قادة الخليج، مثل ترامب، أن الأولوية هي تنويع الاقتصاد والتقدم التكنولوجي، بدلًا من المجازفة بحرب إقليمية أخرى قد تجعل دول الخليج أهدافًا لانتقام طهران.
تحليل- ولي العهد السعودي يعيد ضبط البوصلة الخليجية تجاه الحوثيينأثناء زيارته، سعى ترامب أيضًا إلى تغيير دور الولايات المتحدة في المنطقة، حيث أبدى رغبة في أن تكون واشنطن شريكًا اقتصاديًا، بدلًا من مراقب ومحدد للسياسات الداخلية لقادة الشرق الأوسط. وفي خطابه الرئيسي خلال مؤتمر استثماري في الرياض يوم الثلاثاء، انتقد التدخلات العسكرية الأميركية السابقة لإزالة القادة السلطويين أو تنفيذ عمليات “بناء الدول”، قائلاً: “في النهاية، تسبب من يسمون ببناة الدول في تدمير دول أكثر مما بنوها… وكان التدخل في مجتمعات معقدة لم يكن لدى أحد حتى فهم لها.” كما أشاد ترامب في منتدى الاستثمار السعودي بالتحولات الاقتصادية الكبيرة التي شهدتها المملكة، مشددًا على أن هذا التغيير لم يكن نتيجة للتدخل الغربي أو “إلقاء المحاضرات حول كيفية العيش وإدارة شؤونكم.”
كان الهدف من تصريحات ترامب الإشارة إلى أن إدارته لن تربط علاقتها بالقادة الإقليميين بمدى التزامهم بالإصلاحات السياسية الداخلية أو سجلهم في حقوق الإنسان.
رأى العديد من الخبراء أن إعلان ترامب في السعودية عن رفع العقوبات الأميركية المفروضة على سوريا، ولقائه بالرئيس المؤقت أحمد الشراعة، وهو زعيم سابق لميليشيا إسلامية، يمثل اختراقًا استراتيجيًا هامًا للولايات المتحدة وشركائها الإقليميين. واعتبر ترامب أن هذا الإعلان، الذي عارضه بعض مساعديه معتبرين أنه سابق لأوانه قبل اتضاح نوايا الحكومة السورية ما بعد الأسد، يمنح سوريا “بداية جديدة” لتعافيها اقتصاديًا من عقد من الحرب الأهلية. وأشار ترامب إلى أن قراره جاء بتأثير من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حيث يعتبره الزعيمان ضروريًا لبقاء سوريا كدولة. ومع ذلك، فإن العقوبات الأميركية على سوريا مفروضة بموجب العديد من القوانين، بما في ذلك قانون قيصر لحماية المدنيين. وأوضح وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أن ترامب سيستخدم أولًا صلاحيات الإعفاء التي يوفرها قانون قيصر، لكنه أكد أن الإعفاء يجب تجديده كل 180 يومًا، مضيفًا: “في نهاية المطاف، إذا أحرزنا تقدمًا كافيًا، فإننا نرغب في إلغاء القانون، لأن جذب المستثمرين إلى بلد قد تعود عليه العقوبات بعد ستة أشهر سيكون أمرًا صعبًا.”
لكن زيارة ترامب التي ركزت على الأعمال لم تعالج كل تحديات المنطقة، خصوصًا الحرب في غزة. وكان هناك أمل واسع بأن تسهم زيارة ترامب في تحقيق وقف لإطلاق النار أو استئناف المساعدات الإنسانية للقطاع المحاصر. ومع ذلك، لم تحقق الزيارة أي تقدم واضح في هذا الاتجاه، خاصة مع استمرار الغارات الجوية الإسرائيلية والاستعدادات لهجوم بري واسع النطاق. وفي أبوظبي، أكد ترامب للصحفيين أنه يسعى إلى حل مجموعة من الأزمات العالمية، قائلًا: “ننظر في قضية غزة… يجب أن نتعامل معها. هناك الكثير من الناس يعانون من الجوع، والكثير من الأوضاع السيئة.” وعلى الرغم من الدعوات المستمرة لوقف إطلاق النار، لم يحرز الوفد الأميركي أي تقدم ملموس في هذا الملف خلال الزيارة.
إن عدم إحراز تقدم بشأن غزة منع ترامب من تحقيق طموح دبلوماسي أوسع نطاقًا للرحلة – “أمنيته الحارة” المعلنة بأن تحذو المملكة العربية السعودية حذو الإمارات العربية المتحدة والبحرين في الاعتراف بإسرائيل والانضمام إلى “اتفاقيات ابرهام”. قال المسؤولون السعوديون إنهم لن يفكروا في هذه الخطوة إلا بعد قيام دولة فلسطينية، على الرغم من أن بعض الخبراء يعتقدون أن إنهاء حرب غزة قد يلبي الشرط السعودي. وعلى الرغم من أنه لا الأمير محمد بن سلمان ولا أمير قطر الشيخ تميم أشارا إلى أنهما سينضمان قريبًا إلى اتفاقيات ابرهام، إلا أن كلا الزعيمين بدا وكأنهما يكتمان انتقاداتهما لأفعال إسرائيل في غزة، ربما من أجل عدم إثارة نقاش مفتوح حول التحالف الأمريكي مع إسرائيل أثناء زيارة ترامب.
وعلى الرغم من تواصل ترامب مع إيران، أطلقت حركة الحوثي حليفة طهران في اليمن، صواريخ على تل أبيب في مناسبتين على الأقل أثناء وجود ترامب في الخليج. وجاءت هذه الهجمات على الرغم من وقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة والحوثيين الذي تم الاتفاق عليه في الأيام التي سبقت مغادرة ترامب إلى المنطقة. يوم الجمعة، وهو آخر يوم لترامب في المنطقة، ردت إسرائيل بضرب ثلاثة موانئ يسيطر عليها الحوثيون في اليمن – الحديدة والصليف ورأس عيسى. وعلى الرغم من أن التبادلات لم تشمل الولايات المتحدة، إلا أن العنف داس على رسالة ترامب بأنه يمكنه تهدئة المنطقة من خلال التفاعلات الاقتصادية والتجارية وكذلك الدبلوماسية. وبدا أن نية الحوثيين في مواصلة مهاجمة إسرائيل طالما استمر الصراع في غزة لم تحظ بمناقشة تذكر في اجتماعات ترامب مع محمد بن سلمان ورئيس الإمارات العربية المتحدة محمد بن زايد آل نهيان، قادة التحالف العربي الذي قاتل الحوثيين بنشاط من عام 2015 حتى تم الاتفاق على وقف إطلاق النار في عام 2022.
المصدر: مركز صوفان للدراسات الأمنية
يمن مونيتور21 مايو، 2025 شاركها فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام الاحتفال بالوحدة.. مناسبة شكلية مقالات ذات صلة
الاحتفال بالوحدة.. مناسبة شكلية 20 مايو، 2025
صحيفة عبرية: الهجمات الإسرائيلية على اليمن لا تؤدي إلا إلى تقوية الحوثيين 20 مايو، 2025
أكثر من 100 منظمة إغاثة تُطلق نداء عاجلاً لإنقاذ اليمن من أزمة إنسانية مدمّرة 20 مايو، 2025
السويد تتحرك لفرض عقوبات أوروبية على وزراء إسرائيليين 20 مايو، 2025 اترك تعليقاً إلغاء الرد
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق أخبار محليةالمتحاربة عفوًا...
من جهته، يُحمِّل الصحفي بلال المريري أطراف الحرب مسؤولية است...
It is so. It cannot be otherwise....
It is so. It cannot be otherwise....
سلام عليكم ورحمة الله وبركاتة...