نشر موقع "ميدل إيست آي" البريطاني مقال رأي للكاتب جو جيل تحدث فيه عن تحليل الكاتب الرائد المناهض للاستعمار فرانتز فانون في إطار الحرب الدائرة في غزة اليوم، مع تشابه حرب تحرير الجزائر وسلوك الغرب اليوم من عدة نواحي.

وقال الكاتب، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إنه في كتابه المؤثر "معذبو الأرض" كان من الممكن أن يكتب فرانتز فانون عن غزة عندما قال: "في كل الصراعات المسلحة، هناك ما يمكن أن نسميه نقطة اللاعودة.

ودائمًا ما يتم تمييزه بقمع ضخم وشامل يجتاح جميع فئات الشعب المستعمر". وفي إسرائيل وغزة والضفة الغربية، وصلت الشعوب إلى هذه النقطة.

وفرانتز فانون من أشهر المناضلين من أجل الحرية، توفي في الجزائر عام 1961.

من غزة إلى البحر الأحمر، وعلى كافة الجبهات، أصبح الغرب الآن مكشوفًا باعتباره آلة قتل خارجة عن القانون تخشى فقدان السيطرة على نفوذها. وتعكس الإبادة الجماعية والمجاعة والحرب، التي يُدافع عنها باستخدام خطاب دبلوماسي مزدوج، الإجابات الوحيدة على حقيقة أن الجنوب العالمي ودول الشرق الأوسط (إن لم يكن قادتها) لم تعد ترغب في العيش تحت هيمنة الولايات المتحدة.

كتب جان بول سارتر، في مقدمته لكتاب فانون عن الاستعمار الغربي: "إن ميكافيليتنا لا تملك إلا القليل من التأثير على هذا العالم اليقظ الذي فضح أكاذيبنا واحدةً تلو الأخرى. ولا يلجأ المستوطن إلا إلى شيء واحد: القوة الغاشمة…ليس أمام المواطن إلا خيار واحد إما العبودية أو السيادة". كان فانون مفكرًا ثوريًا وطبيبًا نفسيًا مناهضا للعنصرية الاستعمارية وتأثيرها النفسي على المستعمَر والمستعمِر. وكتب هو وسارتر عن هزيمة فرنسا الوشيكة في الجزائر بعد سبع سنوات من الحرب الوحشية.

قد يبدو سخيفا بعد مرور أربعة أشهر فقط على هذه الحرب قول إن الإمبراطورية الأنغلوسكسونية التي تقودها الولايات المتحدة تواجه هزيمة أخرى. لقد كشفت الحروب في أوكرانيا وغزة حدود القوة الغربية، ونهجها المزدوج تجاه القانون الدولي وقوانين الحرب. فروسيا متهمة بارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا، في حين يدعم الغرب حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل في غزة بكل الوسائل الضرورية، حتى في مواجهة الحكم المؤقت الذي أصدرته محكمة العدل الدولية في لاهاي ضد إسرائيل بشأن الإبادة الجماعية المستمرة التي ترتكبها.

وأوضح الكاتب أن القرار الذي جاء في أعقاب هذا الحكم التاريخي كان سحب التمويل عن وكالة الأونروا من قبل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والعشرات من حلفائهم الذين في معظمهم أوروبيون، هو خطوة سافرة ومخزية لتجويع الفلسطينيين وإجبار حماس على الاستسلام.

وقف تمويل الأونروا بشكل وقح
مع تعليق التمويل عن الأونروا - هيئة المساعدات الرئيسية التي تقدم المساعدات للفلسطينيين - استنادًا إلى مزاعم إسرائيلية غير مثبتة، تعتقد إسرائيل أنها فازت بجائزة كبيرة من حلفائها الغربيين، الأمر الذي من شأنه أن يجعل الوضع الكارثي في غزة أسوأ. وكل هذا يهدف إلى فرض ضغوط لا يمكن تصورها على الفلسطينيين وإرغام حماس على الموافقة على تبادل الرهائن. بالنسبة لوزراء بنيامين نتنياهو، يعزز وقف تمويل الأونروا المرحلة التالية من حربه، التي كما أظهر المؤتمر الأخير حول
غزة في إسرائيل تتمثل في التطهير العرقي وإعادة التوطين في القطاع.

كما أوضح خبير الاقتصاد الكلي فيليب بيلكينغتون مؤخرًا، فإن الحصار الذي فرضه الحوثيون على السفن المتجهة إلى إسرائيل عبر البحر الأحمر منذ تشرين الثاني/ نوفمبر، هو الأول في التاريخ الذي يكون دون قوة بحرية. ردّت الولايات المتحدة وحلفاؤها على استراتيجية المقاومة هذه التي غيرت قواعد اللعبة بضربات جوية ضد أهداف يمنية وإسقاط طائرات الحوثيين المسيّرة. وبدلاً من التراجع، كان رد فعل الحركة اليمنية على ذلك التحدي والتعبئة الجماعية للملايين من أنصارها في شوارع صنعاء والمدن الأخرى.

حسب الكاتبة، يشير هذا إلى مشكلة أكبر كشف عنها هجوم الطائرات بدون طيار هذا الأسبوع على قاعدة أمريكية على الحدود السورية الأردنية. وتتألّف القوى الرئيسية التي تقاتل الولايات المتحدة وإسرائيل من جهات فاعلة غير تابعة لدولة ذات دوافع عالية، وليست الديكتاتوريات الضعيفة التي هاجمها محور الإمبراطوريّة الغربية في الماضي. وقد تمكنت قوة الغزو التابعة للرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش من الاستيلاء على بغداد في غضون أسابيع في سنة 2003، معلنةً إنجاز المهمة في الأول من أيار/ مايو 2003 (لكنها فشلت في تأمين البلاد في السنوات التالية). وقد استغرق حلف شمال الأطلسي حوالي سبعة أشهر لمطاردة معمر القذافي في ليبيا، عندما قتلته قوات المتمردين في خندق في سنة 2011. وعلى النقيض من ذلك، حارب حزب الله إسرائيل في لبنان على مدى شهر واحد في سنة 2006.

إرهاق الحرب في أوكرانيا
أوضح الكاتب أن الجمهوريين في الولايات المتحدة يربطون المزيد من الدعم لأوكرانيا بدعواتهم إلى انتهاج سياسة حدودية أكثر صرامة، في حين أنه من المرجح أن يُلغى تعهّد الاتحاد الأوروبي بتقديم 50 مليار يورو لأوكرانيا لميزانية كييف. حيال هذا الشأن، كتب بيلكنغتون: "لقد أصبح الوضع السياسي في الولايات المتحدة محموماً للغاية ويتّجه نحو أزمة دستورية محتملة. وكل هذا يحدث مع انتخابات مثيرة للجدل للغاية ومزعزعة للاستقرار تلوح في الأفق في البلاد في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل".

وأضاف الكاتب أن التوترات تظهر بين حكومة المحافظين برئاسة ريشي سوناك ووزارة الدفاع البريطانية بشأن الاستراتيجية البريطانية فيما يتعلق بالحرب الأوكرانية والتحديات الأوسع، حيث أثار رئيس الأركان المنتهية ولايته احتمال عودة التجنيد الإجباري في مواجهة الصراع العالمي الوشيك. وكان خطاب باتريك ساندرز ينتقد بشدة القدرة العسكرية المنخفضة للمملكة المتحدة لدرجة أن وزارة الدفاع رفضت نشره لوسائل الإعلام. 

وفي تصريحاته لقناة سكاي نيوز، قال توبياس إلوود، وزير الدفاع البريطاني السابق وصقر الحرب: "هناك شعور بأننا في سنة 1939 في العالم الآن. إن هذه الدول الاستبدادية تعيد تسليح نفسها. وهناك نفور من المخاطرة بشأن رغبة الغرب في التعامل مع ذلك، ومؤسساتنا العالمية، مثل الأمم المتحدة، غير قادرة على محاسبة هذه الدول الضالة".

وبينما يعتقد إلوود أن الغرب يتجنب المخاطرة، يرى بقية العالم الولايات المتحدة وحلفاءها في حالة  غضب، متحدّين محكمة العدل الدولية، ومساهمين في تجويع المدنيين المحاصرين في غزة، وقصف واحدة من أفقر البلدان على وجه الأرض. وتشن الولايات المتحدة وبريطانيا حربا في البحر الأحمر بضربات ضد اليمن ردًا على الحصار البحري الذي تفرضه على السفن الإسرائيلية. ومنذ الضربات، أعلن الحوثيون أنهم سيستهدفون سفن الشحن البريطانية والأمريكية. وبغض النظر عن عدد المرات التي ينفي فيها الساسة في المملكة المتحدة والولايات المتحدة أن الحوثيين يفعلون ذلك من أجل الفلسطينيين في غزة، لا يمكن حجب تصريحات اليمنيين بفضل مواقع التواصل الاجتماعي.

مخاطر التصعيد
كل يوم يحمل معه مخاطر تصعيد جديدة. ويدفع أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي الآن الرئيس جو بايدن لمهاجمة إيران، بعد مقتل ثلاثة جنود أمريكيين في قاعدة على الحدود السورية في غارة بطائرة بدون طيار تبنتها ميليشيا عراقية. ومن خلال دعم أوكرانيا، وربما حتى الانضمام إلى الحرب، يخطط الغرب لحرب عالمية ثالثة. تقاتل روسيا على حدودها، ويستطيع بوتين أن يصوّر الحرب وكأنها معركة وجودية ضد عدوها الأبدي، الغرب، التي يبدو أن الروس انتصروا فيها.

وخلص الكاتب إلى أن كل هذه التصعيدات تشير إلى حريق شامل يمتد من البحر الأحمر إلى لبنان إلى بحر البلطيق. وقد لا يكون هذا ما يريده بايدن أو سوناك في عامهم الانتخابي، حيث سئم الناخبون من الحرب وتؤيد الأغلبية وقف إطلاق النار في غزة.

للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية غزة الفلسطينيين فلسطين غزة الإستعمار طوفان الاقصي صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة البحر الأحمر فی غزة فی سنة

إقرأ أيضاً:

الكرملين يحذر الغرب من لحظة تصعيد دراماتيكي في الحرب الأوكرانية

عواصم " وكالات": قال الكرملين اليوم الأحد إن روسيا تشعر بقلق عميق إزاء احتمال قيام الولايات المتحدة بتزويد أوكرانيا بصواريخ توماهوك، محذرا من أن الحرب وصلت إلى لحظة تصعيد "دراماتيكي" من جميع الأطراف.

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاسبوع الماضي بإنه قبل الموافقة على تزويد أوكرانيا بصواريخ توماهوك، فإنه يريد أن يعرف ما الذي تخطط أوكرانيا لفعله بها لأنه لا يريد تصعيد الحرب بين روسيا وأوكرانيا. غير أنه أرف قائلا إنه "اتخذ قرارا نوعا ما" بشأن هذه المسألة.

ووفقا لخدمة أبحاث الكونجرس الأمريكي، يبلغ مدى الصواريخ توماهوك 2500 كيلومترا، مما يعني أن أوكرانيا ستكون قادرة على استخدامها في توجيه ضربات بعيدة المدى في عمق روسيا، بما في ذلك العاصمة موسكو. ويمكن لبعض الطرازات القديمة وغير المستخدمة حاليا من توماهوك حمل رأس نووي.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للتلفزيون الروسي في تصريحات بثها اليوم الأحد "مسألة الصواريخ توماهوك تثير قلقا بالغا... هذه لحظة دراماتيكية حقا... التوتر يتصاعد من جميع الأطراف"

وأشعلت الحرب في أوكرانيا، وهي ضمن الحروب الأكثر دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، أكبر مواجهة بين روسيا والغرب منذ أزمة الصواريخ الكوبية في عام 1962، ويقول المسؤولون الروس إنهم الآن في صراع "ساخن" مع الغرب.

وقال بيسكوف إنه إذا تم إطلاق صواريخ توماهوك على روسيا، فسيتعين على موسكو أن تأخذ في الاعتبار أن بعض إصدارات الصاروخ يمكن أن تحمل رؤوسا نووية.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هذا الشهر إن من المستحيل استخدام صواريخ توماهوك دون مشاركة مباشرة من العسكريين الأمريكيين، وبالتالي فإن أي توريد لمثل هذه الصواريخ إلى أوكرانيا سيؤدي إلى "مرحلة جديدة نوعيا من التصعيد".

لوكاشينكو: تسليم صواريخ "توماهوك" إلى كييف لن يحدث

من جهته، أعرب الرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو، اليوم الأحد، عن اعتقاده بأن المفاوضات بين واشنطن وكييف لتسليم أوكرانيا صواريخ "توماهوك" بعيدة المدى لن تفضي إلى اتفاق، مشيرا إلى أن تلويح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإمداد كييف بالأسلحة قابل للتراجع عنه.

وقال لوكاشينكو، في مقابلة مع قناة "روسيا 1"، إن "لكل سم ترياق. وأعتقد أن رئيس الولايات المتحدة يدرك هذا أكثر من أي شخص آخر... فهو يدرك أن هذا لا ينبغي أن يحدث، ويعتقد أن الأمر لن يصل إلى هذا الحد. هذا اعتقادي، من خلال معرفتي الشخصية به. لذا، سيكون كل شيء على ما يرام"، بحسب ما ذكرته وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء.

وأضاف لوكاشينكو "أعتقد أننا بحاجة إلى التهدئة في هذا الصدد. صديقنا دونالد لديه تكتيك محدد للتعامل مع القضايا الأكثر إلحاحا أولا. وفي بعض الحالات يتخذ نهجا أكثر عدوانية، ثم يتبع تكتيكا يتمثل في التراخي قليلا والتراجع. لذلك، لا ينبغي أن نتعامل مع هذا الأمر بجدية شديدة كما لو أنه سيحدث غدا".

وقال لوكاشينكو إن مشكلة حل الوضع في أوكرانيا تقع إلى حد كبير على عاتق فلاديمير زيلينسكي.

وأضاف لوكاشينكو، في مقابلة مع صحفي بافيل زاروبين، "كما تعلمون، كنت أميل بشكل متزايد إلى اتهام القادة الأوروبيين بالعجز عن التوصل إلى اتفاق، لكننا تلقينا الكثير من المعلومات في الأيام الأخيرة تفيد بأن المشكلة هنا ليست في الولايات المتحدة، التي تسعى جاهدة لإحراز تقدم هنا (في حل الوضع في أوكرانيا)، ولا في روسيا، التي تستعد لإحراز تقدم، ولا في القادة الأوروبيين. المشكلة تكمن في فلاديمير زيلينسكي".

وأعرب لوكاشينكو، عن رأيه بأن الوضع في منطقة الصراع الأوكراني قد يؤدي إلى زوال أوكرانيا كدولة.

زيلينسكي يطالب باتخاذ إجراءات ضد روسيا

بالمقابل، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الأحد، المجتمع الدولي إلى التحرك، بعد أسبوع شهد شن روسيا لأكثر من 4000 غارة جوية.

وكتب زيلينسكي على منصة "إكس" للتواصل الاجتماعي: "تسمح موسكو لنفسها بتصعيد ضرباتها، مستغلة علنا حقيقة أن العالم يركز على ضمان السلام في الشرق الأوسط".

وأضاف: "هذا هو السبب تحديدا وراء عدم إمكانية السماح بتخفيف الضغط. يجب أن تظل العقوبات والرسوم الجمركية والإجراءات المشتركة ضد مشتري النفط الروسي - وهو من يمولون هذه الحرب - كلها مطروحة على الطاولة".

وقال الرئيس الأوكراني إن هذا النهج من شأنه أن يمهد الطريق أمام سلام دائم لأوروبا، مضيفا: "يمكن للعالم ضمان ذلك بالتوازي مع عملية السلام في الشرق الأوسط".

ولطالما دعت أوكرانيا إلى فرض عقوبات، بما يشمل على الصين والهند، التي تعد من أهم مشتري النفط الروسي.

وقال زيلينسكي إن روسيا كثفت من "إرهابها الجوي ضد مدننا ومجتمعاتنا، وكثفت من ضرباتها على بنيتنا التحتية للطاقة".

الى ذلك، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على حسابه الموثق على منصة إكس بعد حديثه مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن باريس تندد بالقصف الروسي للبنية التحتية في أوكرانيا، وتعمل مع شركائها على عودة الخدمات الأساسية.

وأضاف ماكرون "مثلما يقدم الاتفاق الذي تم التوصل إليه في غزة بارقة أمل للسلام في الشرق الأوسط، يجب أن تنتهي الحرب في أوكرانيا أيضا".

وتابع "إذا واصلت روسيا حربها العنيدة ورفضت الجلوس إلى طاولة المفاوضات، فعليها أن تدفع الثمن".

صحيفة: مخابرات أمريكا تساعد أوكرانيا في الحرب

وفي سياق آخر، ذكرت صحيفة فاينانشال تايمز اليوم الأحد أن الولايات المتحدة تساعد أوكرانيا على شن ضربات بعيدة المدى لاستهداف منشآت طاقة روسية منذ شهور في محاولة مشتركة لإضعاف اقتصاد موسكو وإجبار الرئيس فلاديمير بوتين على اللجوء إلى المفاوضات.

وقالت الصحيفة، نقلا عن مسؤولين أوكرانيين وأمريكيين مطلعين، إن المخابرات الأمريكية ساعدت كييف في ضرب أصول طاقة روسية مهمة، بما في ذلك مصافي نفط، بعيدا عن خط الجبهة.

ولم يرد البيت الأبيض ومكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ووزارة الخارجية الأوكرانية بعد على طلبات من رويترز للتعليق. ولم يصدر تعليق بعد من وزارة الخارجية الروسية.

وقالت موسكو هذا الشهر إن واشنطن و حلف شمال الأطلسي يزودان كييف بانتظام بمعلومات مخابرات في الحرب التي بدأت منذ نحو أكثر من ثلاث سنوات ونصف.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين في ذلك الوقت "استخدام وتوظيف البنية التحتية الكاملة لحلف الأطلسي والولايات المتحدة لجمع ونقل معلومات المخابرات إلى الأوكرانيين أمر واضح".

وذكرت صحيفة فاينانشال تايمز أن المخابرات الأمريكية تساعد كييف في تحديد الإحداثيات والتوقيت وقرارات المهمة، مما يمكن الطائرات المسيرة الأوكرانية الهجومية الملغومة بعيدة المدى من تفادي الدفاعات الجوية الروسية.

وأضافت نقلا عن ثلاثة أشخاص مطلعين أن الولايات المتحدة تشارك عن كثب في جميع مراحل التخطيط، ونقلت عن مسؤول أمريكي قوله إن أوكرانيا تحدد أهداف الضربات بعيدة المدى، بينما توفر واشنطن معلومات مخابرات عن نقاط ضعف المواقع.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، قال مسؤولان أمريكيان لرويترز إن واشنطن ستزود أوكرانيا بمعلومات مخابرات عن أهداف بعيدة المدى لبنية تحتية للطاقة في روسيا، في الوقت الذي تدرس فيه ما إذا كانت ستزود كييف بصواريخ يمكن استخدامها في مثل هذه الضربات.

وأضاف المسؤولان الأمريكيان إن الولايات المتحدة طلبت أيضا من حلف شمال الأطلسي تقديم دعم مماثل.

وقال زيلينسكي إنه ناقش الهجمات الروسية على منظومة الطاقة الأوكرانية في مكالمة "إيجابية ومثمرة" مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وأضاف زيلينسكي عبر منصة إكس "ناقشنا فرص تعزيز دفاعنا الجوي، وكذلك اتفاقات ملموسة التي نعمل علة التوصل إليها. هناك خيارات جيدة وأفكار راسخة من حول كيفية تعزيزنا حقا".

كوبا تنفي المشاركة في حرب أوكرانيا

وفي تطور لافت ، نفت كوبا "مجدا " مزاعم أمريكية بتورطها في الحرب الدائرة في اوكرانيا أو إرسالها قوات عسكرية إلى هناك.

وأفاد بيان صادر عن وزارة الخارجية بأن كوبا "ترفض الاتهامات الزائفة التي تروجها حكومة الولايات المتحدة بشأن تورط كوبا المزعوم في النزاع العسكري في أوكرانيا".

وأضاف البيان أنه منذ سبتمبر 2023، حُكم على 26 كوبيا بالسجن لمدد تراوح من 5 إلى 14 عاما بتهمة العمل كمرتزقة، بعد انتشار تقارير عن إرسال كوبيين إلى جبهة القتال في أوكرانيا.

وكان متحدث باسم الخارجية الأمريكية قد قال لوكالة فرانس برس في وقت سابق هذا الأسبوع، إن بلاده "على علم بتقارير تفيد بأن مواطنين كوبيين يقاتلون إلى جانب القوات الروسية في الحرب الروسية الأوكرانية".

أضاف "لقد فشل النظام الكوبي في حماية مواطنيه من استخدامهم كبيادق" في هذه الحرب.

وفي مايو، أكدت مبادرة حكومية أوكرانية تشجع المقاتلين الأعداء على الاستسلام، امتلاكها بيانات عن أكثر من ألف مرتزق كوبي جندتهم روسيا منذ أوائل عام 2023.

وكشفت مبادرة "أريد أن أعيش" أنها على دراية "بشكل موثوق بالأسماء والتفاصيل الشخصية ل1028 كوبيا وقعوا عقودا مع القوات المسلحة الروسية بين عامي 2023 و2024".

وأشار بيان الخارجية الكوبية إلى أن هافانا "لا تملك معلومات دقيقة عن المواطنين الكوبيين" المشاركين "بمفردهم" في قوات الطرفين المتنازعين روسيا وأوكرانيا.

وأكد أن "أيا منهم لم يتلق تشجيعا أو التزاما أو موافقة من الدولة الكوبية على أفعاله".

وصرّح كوبيون لوكالة فرانس برس أن أقارب لهم غادروا إلى روسيا عام 2023 تعرضوا للتضليل من خلال إعلانات على وسائل التواصل الاجتماعي.

حاكم كييف: شبكة الكهرباء الأوكرانية تتعرض لهجوم روسي

وعلى الارض، هاجمت روسيا شبكة الكهرباء الأوكرانية، في إطار حملتها المستمرة لإضعاف البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا قبل حلول الشتاء.

وقال حاكم منطقة كييف، ميكولا كلاشنيك، إن اثنين من موظفي شركة "دي تي إي كيه"، أكبر شركة طاقة خاصة في أوكرانيا، أصيبا بجروح جراء هجمات روسية استهدفت محطة كهرباء فرعية في المنطقة.

وذكرت وزارة الطاقة الأوكرانية أن البنية التحتية للطاقة تعرضت أيضا لهجمات في مناطق دونيتسك وأوديسا وتشرنيجوف.

مقالات مشابهة

  • قمة غزة.. ماذا يتضمن اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقّعه ترامب؟
  • النظرة الاستعمارية.. من جوهر السياسة إلى توماس براك؟
  • إيران تؤكد موقفها الحازم: اليورانيوم والصواريخ خطوط حمراء
  • رئيس الولايات المتحدة يصل إلى إسرائيل قبل توجهه إلى مصر للمشاركة في قمة السلام بغزة
  • ما الذي سيدمّر أميركا في صراع النظام العالمي الجديد؟
  • الكرملين: مستعدون للتسوية في أوكرانيا.. وكييف والأوروبيون يرفضون الجلوس إلى طاولة المفاوضات
  • كيف يمكن أن تتفوق الصين في سباق الذكاء الاصطناعي؟
  • الكرملين يحذر الغرب من لحظة تصعيد دراماتيكي في الحرب الأوكرانية
  • مقتل 4 أشخاص بإطلاق نار في الولايات المتحدة
  • ترامب يتوعد للصين | سلوك مريب وخطط شريرة تشعل الحرب التجارية.. ماذا يحدث؟