التواجد العسكري الأمريكي وسياسات واشنطن في الشرق الأوسط "لا تردع العنف، ولا تعمل على استقرار المنطقة.. وتخاطر بتصعيد كبير".

وحسب تحليل أعده المحلل السياسي العسكري جون هوفمان، ونشرته مجلة "ناشونال إنترست"، وترجمه "الخليج الجديد"، محذرا من أن "الوقت ينفد بسرعة أمام منع مذبحة أكبر في غزة واندلاع حرب على مستوى المنطقة".

وتابع: "مثل هذه الأحداث سيبتلى الشرق الأوسط بتداعياتها، وستقوض مصالح الولايات المتحدة لأجيال".

ونوه التحليل إلى أنه "من غزة إلى لبنان إلى سوريا إلى العراق إلى اليمن، لا يمكن حل المشاكل السياسية التي يعاني منها الشرق الأوسط من خلال القوة العسكرية.. وفي جميع أنحاء المنطقة، نشهد حروبا تندلع دون أهداف سياسية معقولة".

وأضاف أن الهجوم الإسرائيلي على غزة ودعم الولايات المتحدة الذي لا يتزعزع له يكمن في قلب هذه الصراعات، مشددا على أن "وقف إطلاق النار في غزة يحمل أفضل فرصة لإنهاء تلك الصراعات، أو على الأقل قمعها إلى حد كبير".

اقرأ أيضاً

لماذا يصر بايدن على نفي ارتباط اضطرابات الشرق الأوسط بحرب غزة؟

وأشار إلى أنه "قد لا يؤدي وقف إطلاق النار في غزة إلى وقف كامل للأعمال العدائية في المنطقة، إلا أن هذا الأمر سيمنع الجماعات المسلحة من التذرع بالحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة لقيامهم بأعمال عدائية على مستوى المنطقة"، وفق التحليل.

وأوضح أن واشنطن تخاطر "بحرب طويلة" في المنطقة"، معللا ذلك بأنه "لا هدف" لها، وداعيا إلى وقف الهجمات المتبادلة بين القوات الأمريكية ووكلاء إيران في الشرق الأوسط.

ولفت إلى أن هذا الوضع الذي تفجر منذ الحرب التي اندلعت في غزة بعد هجوم حماس إلى إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول، يجب إنهاؤه في غزة ذاتها، ببذل "جهود أكبر نحو التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، ومنع وقوع المزيد من الخسائر في الأرواح البريئة".

وأكد التحليل أنه من دون استقرار للوضع في غزة "لن تكون هناك تهدئة إقليمية، وما دامت الحرب في غزة مستمرة، سوف يستمر الشرق الأوسط في الانزلاق نحو حرب شاملة".

وأفاد بأن "الحروب التي ليس لها أهداف سياسية يمكن الوصول إليها لا تؤدي إلا إلى العنف من أجل العنف"، مضيفا أن "هجمات إسرائيل والولايات المتحدة في المنطقة لا تحمل أي وعد بتحقيق أهداف سياسية معلنة، ولهذا على واشنطن التحرك بسرعة لوقف تداعيات ما يحصل في المنطقة لحماية المصالح الأمريكية".

اقرأ أيضاً

إنهاء حرب غزة.. لماذا يصر الإعلام الأمريكي على إضاعة مفتاح وقف التصعيد بالشرق الأوسط؟

وحذر التحليل من أن إسرائيل لم تظهر أي استراتيجية سياسية طويلة المدى في غزة، باستثناء التدمير المنهجي للقطاع وسكانه، مشيرا إلى أن معارضة رئيس وزراء الاجتلال بنيامين نتنياهو المتفاخرة لحل الدولتين لا تترك سوى خيار حرب لا نهاية لها في القطاع.

وخارج غزة، كانت التأثيرات الإقليمية للحملة العسكرية الإسرائيلية عميقة بالفعل، فخطر اندلاع حرب بين إسرائيل وحزب الله في لبنان يتزايد يوما بعد يوم، ومن الممكن أن تنتقل الحرب بسهولة إلى لبنان مع نفس المشكلة الموجودة في الحرب في غزة: "الافتقار إلى أهداف سياسية واضحة وقابلة للتحقيق".

وفي العراق وسوريا، استهدفت الجماعات المدعومة من إيران مرارا وتكرارا أفراد الخدمة الأمريكية ردا على دعم واشنطن لحملة تل أبيب في غزة، مما أثار ردود فعل عسكرية من الولايات المتحدة.

وقد تم حتى الآن استهداف القوات الأمريكية المتمركزة في جميع أنحاء العراق وسوريا أكثر من 160 مرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، حيث أصيب ما لا يقل عن مقتل 3 جنود وإصابة 83 آخرين.

يتم نشر القوات الأمريكية في العراق وسوريا دون أي هدف عسكري متماسك، في حين أنها تمثل هدفًا خطيرًا للحرب مع إيران.

اقرأ أيضاً

نيويورك تايمز: الحرب الإقليمية التي كان يخشاها الجميع بدأت بالفعل في الشرق الأوسط

وإلى الجنوب، شنت حركة الحوثي اليمنية أكثر من 30 هجوماً بطائرات بدون طيار وصواريخ ضد السفن التجارية في البحر الأحمر رداً على الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة.

ورداً على هذه الهجمات، نفذت الولايات المتحدة ضربات متعددة ضد الحوثيين، وسط تقارير عن حملة عسكرية أوسع ومفتوحة ضد الجماعة اليمنية، وهو ما يعرض الهدنة الهشة بين السعودية والحوثيين، بعد ما يقرب من 9 سنوات من الحرب المدمرة للخطر، بينما يهدد أيضًا بتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن.

ولفت التحليل إلى أن الوجود الأمريكي وسياساته في الشرق الأوسط "لا يردع العنف، ولا يعمل على استقرار المنطقة".

وأضاف: "ما دامت الحرب في غزة مستمرة، فلسوف يستمر الشرق الأوسط في الانزلاق نحو حرب شاملة".

وخلص التحليل إلى أن "الحروب التي ليس لها أهداف سياسية يمكن الوصول إليها، لا تؤدي إلا إلى العنف من أجل العنف، ويجب أن يتم رفضها بشكل قاطع من قبل الجميع".

اقرأ أيضاً

أمن الشرق الأوسط 2024.. حرب غزة تهدد بإشعال 3 ساحات إقليمية

المصدر | جون هوفمان/ ناشونال إنترست - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الشرق الأوسط إسرائيل حرب غزة فلسطين الخليج إيران الحوثيون الولایات المتحدة فی الشرق الأوسط أهداف سیاسیة فی المنطقة اقرأ أیضا إلى أن فی غزة

إقرأ أيضاً:

«السيسي وبوتين» يعلنان تحالفاً للسلام والاستقرار في الشرق الأوسط

في إطار تعزيز التعاون الثنائي، التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي نظيره الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، حيث تناول اللقاء أهمية استعادة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، خاصة في قطاع غزة، وأكد الزعيمان على ضرورة تكثيف الجهود لمنع التصعيد الإقليمي وتعزيز العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات.

وجاء اللقاء في إطار مشاركة السيسي في احتفالات “عيد النصر” الروسية، حيث أعرب الرئيس بوتين في بداية اللقاء عن تقديره لمشاركة السيسي في هذه المناسبة الوطنية، معتبراً ذلك تجسيداً للعلاقات التاريخية المتميزة بين البلدين.

كما تطرق الرئيسان إلى تعزيز التعاون الثنائي بين مصر وروسيا، وأعربا عن تطلعهما إلى نجاح اللجنة المصرية الروسية المشتركة المقرر انعقادها في مايو الجاري لمناقشة سبل تعزيز التعاون في مجالات متعددة.

وفيما يخص القضية الفلسطينية، شدد الرئيس السيسي، على ضرورة التوصل إلى حل شامل من خلال إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967، مؤكداً أن هذا هو الحل الوحيد لتحقيق السلام الدائم في المنطقة.

من جانبه، أبدى الرئيس بوتين تقديره للدور المصري البارز في استعادة الهدوء الإقليمي، وأكد دعم روسيا لخطة إعادة إعمار قطاع غزة التي أُقرت في القمة العربية الاستثنائية في مارس الماضي.

كما تناولت المباحثات التطورات في سوريا وليبيا والسودان، بالإضافة إلى الأزمة الروسية الأوكرانية، حيث جدد السيسي، التأكيد على موقف مصر الثابت الداعم للحلول الدبلوماسية التي تضمن السلام والأمن الدوليين.

وفي سياق الزيارة، شارك الرئيس السيسي في الاستعراض العسكري في الساحة الحمراء، حيث شهد العرض العسكري الروسي لأول مرة مشاركة قوات الشرطة العسكرية المصرية.

مقالات مشابهة

  • الصين تشتري نفط مربان الإماراتي في صفقة نادرة وعاجلة
  • «السيسي وبوتين» يعلنان تحالفاً للسلام والاستقرار في الشرق الأوسط
  • السيسي وبوتين: أهمية استعادة الاستقرار في الشرق الأوسط
  • هكذا تألقت نعومي كامبل بحفل الإعلان عن أول منتزه لديزني بالشرق الأوسط
  • "كيا" تُطلق رسميًا طراز K4 في الشرق الأوسط
  • غزة وإيران.. لقاء سري بين ترامب ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي
  • «ديزني أبوظبي».. هدية الإمارات إلى الشرق
  • وقف الحرب لمنع المزيد من الانهيار
  • إبراهيم النجار يكتب: الشرق الأوسط إلى أين؟!
  • الاتفاق النووي الإيراني: هل يعيد خلط أوراق الشرق الأوسط؟