المستشفيات والوحدات الصحية بلا خدمات بالفيوم
تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT
تواجه المستشفيات الحكومية والوحدات الصحية بمحافظة الفيوم، العديد من المشكلات، وأصبحت عاجزة عن تقديم الخدمات الطبية للمواطنين البسطاء الذين يعتبرونها ملاذا آمنا لهم.
وتعاني الوحدات الصحية من إهمال شديد يشمل نقص الأطباء والأدوية وسوء الخدمة المقدمة للمترددين عليها، وهو ما يجعل المواطن مضطرا إلى الذهاب إلى العيادات الخاصة.
يأتي هذا في الوقت الذى تقوم فيه الدولة بتقديم كافة سبل الدعم للقطاع الصحي، من خلال إنشاء وتطوير المستشفيات والوحدات الصحية ضمن مبادرة حياة كريمة بمركزي إطسا ويوسف الصديق، بالإضافة إلى تنظيم المبادرات الطبية المجانية للكشف عن الأمراض المختلفة وتحديد طرق علاجها وتسيير قوافل طبية تجوب المراكز، وتصل الى القرى والنجوع وكافة المناطق النائية والتى تحظى بدعم واهتمام كبيرين من القيادة السياسية إيمانا منها بأهمية حصول المواطن على الرعاية الطبية الشاملة وحرصا على ضرورة حصول المواطن البسيط على حقه فى هذه الرعاية، ولكن مع كل هذا مازال الفساد يضرب بقوة فى المستشفيات الحكومية والوحدات الصحية بالفيوم فتارة ﻻيجد المريض أبسط أنواع الرعاية عند الذهاب إلى هذه المستشفيات وتارة أخرى تكون الوحدات الصحية بالقرى دون طبيب لفترات طويلة.
وتعد الوحدات الصحية الريفية هى قبلة المواطنين البسطاء هروبا من الإرتفاع الجنونى فى أسعار تذاكر الكشف الطبى فى العيادات الخاصة التى تخطت قيمتها مبلغ 400 جنيها للكشف الواحد، بالإضافة إلى أسعار التحاليل والآشعة، والتى تكلف المرضى مبالغ باهظة ليست في متناول المواطن البسيط.
ويعانى الأهالى فى مركز يوسف الصديق بسبب نقص الخدمات الطبية بقرى المركز مما جعلهم مضطرين إلى الذهاب لمستشفى ابشواى المركزى للحصول على الخدمات الطبية، مما يتسبب فى زيادة الضغط وحدوث تكدس وازدحام المرضى على ابواب المستشفى وكذلك تحمل المواطنين أعباء المواصلات وصعوبة الطرق على مرضى الأمراض المزمنة.
وفي مركز طامية تواجه الوحدات الصحية مشكلات عدة، فبدلا من أن تكون الملاذ الآمن وملجأ المرضى البسطاء فى القرية، أصبحت مبان مهجورة لا تقدم سوى الخدمات الإدارية وإستخراج شهادات الميلاد والوفاة دون وجود أطباء أو أدوية، ويضطر المريض للذهاب إلى المستشفي المركزي بمدينة طامية أو مستشفى الفيوم العام والتى تبعد عشرات الكيلومترات عن القرية بسبب عدم قدرة الأهالى على تحمل ثمن تذكرة العلاج الباهظة بالمستشفيات الخاصة وهو مايمثل معاناة على المواطنين البسطاء، وخاصة عند وقوع الحوادث التى تتطلب التدخل الطبي العاجل والاسعافات الأولية لوقف نزيف الدماء، والذي قد يؤدى إلى الوفاة حال تأخر سيارة الإسعاف لنقل المصاب إلى أقرب مستشفى ﻹسعافه.
مستشفى إطسا المركزي بدون جهاز آشعة مقطعية وعاجزة عن إجراء العمليات..
أما الطامة الكبرى فتتمثل في معاناة ما يقرب من مليون مواطن من أهالى مركز اطسا بسبب نقص الأجهزة بمستشفى إطسا المركزي والتى أصبحت الملجأ الوحيد للمرضى نظرا لخضوع الوحدات الصحية لأعمال الإنشاء أو التطوير ضمن المبادرة الرئاسية حياة كريمة، وبالرغم من ذلك إلا أن المستشفى ينقصها العديد من الأجهزة الطبية وعلى رأسها جهاز الآشعة المقطعية وكذلك عدم وجود آلات جراحة العظام مما يجعلها عاجزة عن إجراء العمليات الجراحية للمترددين عليها.
ويطالب أسامه أحمد من أبناء مركز اطسا بزيادة أعداد الحضانات بالمستشفى نظرا للضغط الشديد مع توفير أجهزة التنفس الصناعي للأطفال حديثي الولادة، مضيفا أن المستشفى تخدم مركز اطسا والذي يعد الأكثر كثافة على مستوى المحافظة ولكنها محرومة من عدم وجود أجهزة الآشعة، وكذلك الحاجة إلى وحدة قسطرة القلب حتى يتم إجراء عمليات القسطرة بها، بالإضافة إلى عدم وجود مركز للعلاج الطبيعي بالمستشفى بالرغم من تعيين عدد من أطباء العلاج الطبيعي بالمستشفى خلال الفترة الماضية.
وأضاف خميس سليم ان مستشفى الغرق تخدم 5 قرى بالإضافة إلى 78 عزبة وتابع ولا يوجد بها حتى الآن مصل العقرب او الثعبان بالرغم من وجودها وسط الظهير الصحراوي وكثيرا ما يتعرض المواطنين إلى لدغ الثعابين والعقارب، وعندما يصلون إلى المستشفى يتم تحويلهم الى مستشفى الفيوم العام والتى تبعد 32 كيلو مترا، مما يعرض حياتهم للخطر وأصبحت المستشفى لا يوجد بها خدمات سوى تطعيم الأطفال الذين قد يضطروا للذهاب والعوده لأيام عديده حتى يحصلون على تطعيم أطفالهم.
وخلال الفترة الماضية قام الدكتور سامح العشماوي وكيل وزارة الصحة بالفيوم بعدد من الزيارات المفاجئة للمستشفيات المركزية والوحدات الصحية بالقرى، وأسفرت هذه الزيارات عن إحالة عدد كبير من الأطباء واطقم التمريض والموظفين إلى التحقيق للتقاعس عن أداء أعمالهم بل وصل الأمر إلى استبعاد مدير الإدارة الصحية بمركز يوسف الصديق من منصبه، فضلا عن إحالة عدد من مديري الإدارات الصحية والمراكز الطبية للتحقيق، وذلك بسبب الإهمال في تقديم الخدمات الصحية للمواطنين.
ويبقى المواطن الفيومى البسيط بين مطرقة الإرتفاع الجنونى لتذكرة الكشف بالعيادات الخاصة وسندان الإهمال والفساد بالمستشفيات والوحدات الصحية، آملا أن يتم التدخل العاجل من مسئولي وزارة الصحة ومحافظة الفيوم لتصحيح أوضاع القطاع الصحي بالمحافظة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الفيوم الصحة المستشفيات الوحدات الصحية الاهمال المرضى العمليات الجراحية الخدمات الطبية المستشفى بوابة الوفد جريدة الوفد والوحدات الصحیة الوحدات الصحیة بالإضافة إلى
إقرأ أيضاً:
مسؤولة المراكز الطبية المتخصصة بالإسكندرية: الصحافة الصحية ضرورة مجتمعية وحائط الصد الأول في مواجهة الشائعات
وجّهت الدكتورة ميرفت السيد، مدير المركز الأفريقي لخدمات صحة المرأة والمشرف العام على مستشفيات أمانة المراكز الطبية المتخصصة بالإسكندرية، برقية شكر وتقدير إلى الصحفيين المصريين، تقديرًا لدورهم الحيوي ورسالتهم النبيلة في دعم التوعية الصحية ومواجهة الشائعات.
وأعربت السيد عن فخرها وامتنانها لما يقدمه الصحفيون من جهود مخلصة وشجاعة في سبيل نقل الحقيقة وتنوير الرأي العام والدفاع عن قضايا الوطن، مشيرة إلى أن يوم 10 يونيو يحمل دلالة تاريخية منذ صدور المرسوم الملكي بإنشاء نقابة الصحفيين عام 1941، ليصبح هذا اليوم رمزًا لتكريم الصحافة المصرية وتقدير إسهاماتها الوطنية.
وأكدت السيد، أن الصحفي الصحي يلعب دورًا محوريًا في نقل المعلومة الطبية من مصادرها المعقدة إلى المواطن بلغة مبسطة، مما يسهم في نشر الوعي الصحي ومكافحة الشائعات والمعلومات المضللة، خاصة في ظل التحديات الصحية المتزايدة من أوبئة وأمراض مزمنة.
وأضافت مدير المركز الأفريقي لخدمات صحة المرأة، أن الصحافة الصحية لم تعد تقتصر على تغطية بيانات الجهات الرسمية، بل أصبحت شريكًا فاعلًا في تحسين السلوكيات الصحية، عبر التغطيات الميدانية والتقارير المعمقة والحملات الإعلامية التي تسهم في التوعية بالخدمات الصحية المتاحة، وتشجيع الكشف المبكر، وتوصيل شكاوى المواطنين التي ترصدها التغطيات إلى صناع القرار لضمان تحسين الخدمات والاستجابة الفورية.
وشدّدت السيد على أهمية دور الصحفي الصحي في التحقق من المعلومات وتقديمها للجمهور بأسلوب علمي مبسّط، خالٍ من التهويل أو الإثارة، لاسيما خلال الأزمات الصحية، حيث تصبح الكلمة الدقيقة عاملًا حاسمًا في إنقاذ الأرواح موضحه أن للصحافة دورًا جوهريًا في التثقيف الصحي المستدام، من خلال نشر الثقافة الصحية في المدارس، وأماكن العمل، ومنصات الإعلام المختلفة، ما يسهم في تعزيز الممارسات الصحية السليمة بين أفراد المجتمع، مثل التغذية المتوازنة، والنشاط البدني، والالتزام بالتطعيمات.
واختتمت كلمتها مؤكدة أن الصحافة الصحية لم تعد رفاهية، بل هي ضرورة مجتمعية لحماية الوعي العام من التضليل. ودعت إلى دعم هذا القطاع من الإعلام وتوفير التدريب والتأهيل اللازمين للعاملين فيه، ليواصلوا أداء رسالتهم في خدمة الإنسان والصحة العامة.