يفتش هواتفهم.. كيف أصبحت منشورات دعم المقاومة شبحا للاحتلال الهش
تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT
الاحتلال يعتقل مستخدمي تطبيق تيليغرام الاحتلال يفتش هواتف الفلسطينيين بحثا عن أي منشورات لدعم المقاومة
في خضم حربه الإرهابية على المدنيين في قطاع غزة وعموم الأراضي الفلسطينية المحتلة سلك عناصر الأجهزة الأمنية لدى الاحتلال جل الطرق الممكنة بهدف زيادة التضييق والضغط على الفلسطينيين ومنعهم من المشاركة والدعم لعمليات المقاومة في غزة بأي صورة كانت.
ومن الطرق التي تتبعها الأجهزة الامنية لدى الاحتلال بحق الفلسطينيين تتمثل في توقيف المواطن الفلسطيني وأخذ هاتفه غصبا والتفتيش بداخله على تطبيقات ومجموعات تدعم المقاومة، وفي حال تم إيجادها يقومون بتوقيف صاحب الهاتف.
وبينت مصادر "رؤيا" أن فلسطينيين أصبحوا يحذفون بعض التطبيقات والمجموعات من هواتفهم أثناء خروجهم من المنزل؛ حتى يتسنى لهم الالتفاف على جنود الاحتلال، وفور عودتهم إلى منازلهم يقومون مجددا بتحميل التطبيقات وتقديم الدعم الممكن للمقاومة.
التيليغرام شبح الاحتلالومن التطبيقات التي باتت تؤرق العدو الهش وتخيف قادته هو تطبيق "تيليغرام"؛ نظرا لما يوفره من حرية للمستخدمين بتداول كل ما يريدون عبره من مقاطع فيديو توثق انتهاكاته وجرائمه بحق المدنيين العزل في القطاع، أو بثه لجرائم المستوطنين في الضفة الغربية وفي القدس المحتلة وغيرها.
وبات تطبيق تيليغرام مرجعا للمستخدمين على مستوى العالم؛ لاسيما وأن التطبيقات الأخرى تؤيد رواية الاحتلال وتمنع الحديث عن جرائمه، وتضع قيودا كبيرة على المستخدمين.
وتستخدم الفصائل الفلسطينية تطبيق تيليغرام لبث مقاطع مصورة لعملياتها العسكرية ضد العدو في مناطق غزة، وتوثق من خلالها الأهداف التي استطاعت تدميرها.
تلغرام.. منصة المقاومة الفلسطينيةقال مراسل صحيفة هآرتس الإسرائيلية لشؤون الأمن السيبراني عمر بنجاكوب إن الانتكاسات التي اعتادت إسرائيل على مواجهتها سابقا عند بداية هجمات المقاومة، كانت تتزامن عادة مع زيادة بسيطة في النشاط على تلغرام، وهو بالضبط ما حصل خلال عملية طوفان الأقصى الأخيرة، إلا أن الزيادة في النشاط على تلغرام هذه المرة كان كبيرا.
وبحسب المصادر، فإن تطبيق تلغرام لعب دوراً رئيسياً في العملية خصوصا من الناحية النفسية عند بداية الحرب، حيث سهل إيصال المحتوى إلى ملايين الأشخاص بسرعة بسبب ما اعتبره مراقبون عدم وجود رقابة قوية على المحتوى على هذه المنصة، بالإضافة إلى وجود شبكة واسعة من القنوات والمجموعات العامة.
وتعتمد حركة المقاومة الإسلامية "حماس" والفصائل الفلسطينية الأخرى على تطبيق تلغرام في نشر محتواها وأخبارها، ففي هجوم السابع من أكتوبر الذي أطلقت فيه عملية طوفان الأقصى، عرضت أخبار العملية والهجوم ومقاطع الفيديو على قنواتها في تلغرام.
دعم المقاومة محظوروتناقل رواد مواقع تواصل اجتماعي في بداية العدوان مقطع فيديو لسيدة يلقي الاحتلال القبض عليها بتهمة نشرها صورا تدعم المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، ما يعني أن التضييق يشمل كل أشكال الدعم سواء عبر منشورات على منصات التواصل الاجتماعي أو من خلال رسائل مشفرة مع أخرين عبر تطبيقات المراسلة.
وينظر آخرون إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يثبت بأفعاله مدى هشاشته وتخوفه من استمرار التفاف الدعم الشعبي الفلسطيني والعربي للمقاومة، رغم مرور 121 يوما على بدء عملياته العسكرية في القطاع المحاصر منذ 17 عاما.
ويشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي اعتقل آلاف الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ أن بدأ عدوانه على قطاع غزة قبل 121 يوما، وخلف عدوانه الإرهابي لغاية اليوم أكثر من 27,365 شهيد و 66,630 مصاب.
المصدر: رؤيا الأخباري
كلمات دلالية: حكومة الاحتلال الإسرائيلي الضفة الغربية القدس المحتلة الحرب في غزة حركة المقاومة الاسلامية حماس
إقرأ أيضاً:
الدويري: المقاومة تعمل بعمق قوات الاحتلال وحرب إيران لا تؤثر على غزة
قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء المتقاعد فايز الدويري إن المقاومة الفلسطينية لا تزال تنفذ عملياتها في عمق انتشار قوات الاحتلال داخل قطاع غزة، مشيرا إلى أن الكمين الأخير لكتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- شرقي خان يونس جنوبي قطاع غزة يؤكد هذه الحقيقة الميدانية بوضوح.
وكانت قناة الجزيرة قد بثت الجمعة مشاهد حصرية لكمين نفذته كتائب القسام السبت الماضي شرق خان يونس ضمن عمليات "حجارة داود"، أسفر عن مقتل ضابط وجندي من لواء كفير وإصابة ضابطين آخرين من وحدة الاستخبارات، كما أظهرت المشاهد استهداف دبابة من المسافة صفر.
وأوضح الدويري في تحليل للمشهد العسكري بقطاع غزة أن الفيديو الذي بثته قناة الجزيرة يُظهر بجلاء خروج عناصر المقاومة من أحد الأنفاق وتنفيذهم لهجوم مركب استهدف آليات الاحتلال في منطقة الزنة، وهي منطقة يُفترض أنها خاضعة للسيطرة الإسرائيلية الكاملة، مما يكشف أن شبكة الأنفاق ما زالت فاعلة حتى اللحظة.
وأضاف أن هذا النوع من الكمائن يعكس حالة "العمل في العمق" داخل صفوف العدو، وهو ما يعدّ نجاحا استخباريا وميدانيا مهما، إذ تمكنت المقاومة من جمع معلومات دقيقة من خلال نقاط المراقبة المنتشرة في الميدان، ثم التخطيط والتنفيذ في إطار 3 مراحل: تثبيت، هجوم، ثم تفجير حقل الألغام بعد الانسحاب.
وأشار الدويري إلى أن الفيديو أوضح كيف خرج المقاومون من الأنفاق، وضعوا الحشوات المتفجرة، وتمركزت وحدة الاستهداف بقواذف "الياسين"، بينما وثّقت كاميرتان تفجير ناقلة جند وإشعال النار في الآليات، مما عزز مصداقية المشاهد التي بثت ودلّل على الجاهزية العالية للمجموعة المنفذة.
مناطق آمنة
وبيّن أن وجود المقاومة بهذا الشكل في مناطق من المفترض أنها "آمنة" لقوات الاحتلال يضع علامة استفهام كبرى على أداء الجيش الإسرائيلي، ويؤكد في الوقت ذاته أن أبناء المقاومة رغم ظروف الحرب يواصلون رصد التحركات المعادية والتحضير للرد في التوقيت المناسب.
إعلانوفي سياق الربط بين التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران، شدد الدويري على أن هذا التوتر الإقليمي لم يسحب تأثيره على سير العمليات في غزة، موضحا أن الاحتلال رغم إعادة توزيع بعض وحداته نحو الشمال والضفة الغربية ما زال يحتفظ بفائض قوة كبير داخل القطاع يسمح له بمواصلة العمليات.
وكان جيش الاحتلال قد أعاد انتشار بعض وحداته العسكرية بعد تصاعد التهديدات على الجبهة الشمالية تحسبا لتحرك من حزب الله، كما عزز إجراءاته الأمنية في الضفة الغربية، إلا أن الدويري أوضح أن غزة كانت ولا تزال تكفيها فرقة واحدة على أقصى تقدير، وهو ما لم يتغير جوهريا حتى الآن.
وأكد أن حجم الدمار الهائل وتهجير السكان لم يمنعا المقاومة من العمل، وهو ما تعكسه المعارك اليومية والكمائن المتكررة في مختلف مناطق القطاع، في ظل استمرار الاعتماد على سلاحَي الجو والمدفعية من جانب الاحتلال لتحقيق أهدافه من خلال فرض واقع ميداني في المناطق الحمراء.
وفي ما يخص الهدف الإستراتيجي من استمرار العمليات البرية، رأى الدويري أن الجيش الإسرائيلي يهدف إلى فرض تهجير قسري للسكان باتجاه مناطق تم تحديدها سلفا كمراكز لتوزيع المساعدات، تشمل 3 مناطق في الجنوب وأخرى وسط القطاع، مما يؤدي إلى تكدّس سكان غزة في نطاقات ضيقة يسهل التحكم فيها لاحقا.
الأهداف السياسيةوأشار إلى أن هذه التحركات تأتي أيضا في إطار السعي لتدمير شبكة الأنفاق وإزالة البنية السكنية التي تحتضن المقاومة، وذلك كمحاولة لتحقيق أهداف سياسية واضحة تتعلق بإعادة تشكيل الخارطة السكانية والجغرافية لقطاع غزة بشكل يخدم الخطط الإسرائيلية الطويلة الأمد.
وكانت كتائب القسام قد أعلنت في وقت سابق من الأسبوع الحالي تدمير 3 دبابات من طراز ميركافا بعبوات شديدة الانفجار شرق مخيم جباليا شمالي القطاع، كما استهدفت تجمعات للجنود والآليات في قيزان النجار بقذائف هاون وصواريخ قصيرة المدى من طراز "رجوم 114 ملم"، في دلالة على تنوع الوسائط القتالية المستخدمة.
ومنذ بدء العملية البرية في 27 أكتوبر/تشرين الأول 2023، واصلت المقاومة الفلسطينية تنفيذ كمائن محكمة وعمليات استنزاف واسعة النطاق ضد القوات الإسرائيلية، مع توثيق عشرات الهجمات الناجحة التي أوقعت خسائر بشرية كبيرة في صفوف الاحتلال وأعطبت أو دمرت مئات الآليات العسكرية.
وشدد الدويري على أن المعادلة في الميدان تشير إلى استمرار فاعلية المقاومة، رغم كل الضغوط العسكرية، وهو ما يعني -بحسب تعبيره- أن هدف القضاء الكامل على فصائل المقاومة لا يزال بعيد المنال، وأن ما يحدث يؤكد فشل إسرائيل في تحقيق حسم عسكري واضح حتى الآن.