بوابة الوفد:
2025-05-09@23:13:20 GMT

"الشابو" تحذير أخير

تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT

هذا خطر يهدد الدولة ويتطلب تكاتف الشعب والمسئولين للقضاء عليه، فقد صار مخدِّر "الشابو" وما شابهه حديث الناس ومصدر اهتمامهم بعدما شاهدنا من الحوادث ما تشيب له القلوب، شاب يقتل أبواه وهو يضحك وآخر يلقى بأبنائه من بلكونة الدور الثالث حتى يلعبوا بالشارع وآخر يشعل النار في شقته وأسرته بداخلها ويجلس على السلم سائلا المطافئ عما يحدث ولماذا جاءوا؟ وغير ذلك من الحوادث المُحزنات المبكيات.

. شباب يدمنون من أول جرعة ثم يتحول إلى مُروّج بعد أن يفلِس ويبيع كل ممتلكاته وممتلكات أسرته تحت تهديد السلاح، وبات الشابو يُصنّع في أماكن معروفة.. ويتكون الشابو من الميثامفيتلمين مع خليط من المركبات المؤثرة على الأعصاب لتقليل التكلفة وهو منشط ويعطى إحساسا بالبارانويا والاحساس بالعظمة إضافة الى الهلاوس العدوانية التي تؤذي المتعاطي نفسه وأقاربه ومَن حوله؛ وعلاجه عرضي وتوجد صعوبة في السيطرة على المريض إضافة الى إمكان إيذائه طاقم العلاج مع احتمالية رجوعه سريعًا بعد الشفاء الى التعاطي مرة أخرى. الشرطة وحدها لن تستطيع القضاء عليه ولابد من مساعدة الأهالي بالإبلاغ عن أي تاجر وعن أي متعاط وهنا يأتي دور الشرطة التي يجب أن تجفف المنابع وأن تلقي القبض على تُجّاره وأن تنشئ الدولة والقطاع الخاص والجامعات مستشفيات علاج الإدمان في كل محافظة وأن يُلقى القبض على المتعاطين ونأخذهم عنوة إلى هذه المراكز العلاجية، وقد شاهدت أبًا ربط ابنه بالسلاسل واقتاده عنوة إلى مستشفى بأسوان ليعالجه من إدمان الشابو، مطلوب مستشفى في كل محافظة حتى نساعد هؤلاء الضحايا ليتعافوا من هذا الموت الجنوني المدمر فقد صار المتعاطي خطرا على نفسه وعلى المجتمع، هل يتطلب الأمر إنشاء المجلس القومي لمكافحة المخدرات وعلاج المدمنين.. نعم نحن في أمَسّ الحاجة لهذا المجلس الذى أراه ضروريا وآمل أن أرى هؤلاء التجار الذين يبيعون لأبنائنا هذه السموم معلَّقين على المشانق إثر عدالة ناجزة لا تراعى فيهم رحمة وإنا لمنتظرون.

مختتم الكلام

قال ابن الفارض:

إنْ كان منزلتي في الحبِّ عندكمُ

ما قد رأيتُ فقد ضيَّعْتُ أيامي

 

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: خطر ث الناس حديث الناس

إقرأ أيضاً:

أزمة منتصف العمر

في منتصف العمر بين الشباب والشيخوخة، أي بين الأربعين أو الخمسين، وحينما تتباطأ خطى الأيام، يجد الإنسان نفسه في مواجهة هادئة مع حياته، ذلك عندما تداهمه فجأة “أزمة منتصف العمر”، وهو مصطلح يقصد به في علم النفس مرحلة يمر بها بعض الأشخاص عادة بين سن الأربعين والخمسين، ويشعرون خلالها بمراجعة حياتهم وإنجازاتهم وأحلامهم الماضية، ويرافقها أيضًا شعورهم بمواجهة بعض مشاعر القلق، أو الندم، أو الخوف من التقدم في العمر، أو قد ترافقها رغبة في تغيير نمط الحياة، أو تحقيق أحلام مؤجلة، كتعدد الزواج مثلا، أو البحث عن وظيفة أفضل، أو غيرها.
“أزمة منتصف العمر”، ليست مرضًا نفسيًا، لكنها فترة طبيعية من التأمل وإعادة التقييم، ولا تأتي دائمًا في شكل صاخب أو مأساوي، بل قد تبدأ بهمسة عابرة أثناء صباحٍ عادي، أو نظرة طويلة في مرآة مزدحمة بالذكريات، وفي هذه اللحظة، يطرح الأنسان على نفسه سؤالًا يبدو بسيطًا في ظاهره، لكنه يحمل وزن العمر بأكمله: ماذا حققت؟ وأين ذهبت أحلامي القديمة؟
إنّ “أزمة منتصف العمر” لا تعني بالضرورة أزمة وجودية حادة كما تصفها الروايات أو الأفلام، بل هي في أحيان كثيرة عملية صامتة لإعادة تقييم المسار، وأبرز ما يمّيزها محاولة الإنسان التكيّف مع الأماني غير المحققة، كعدم الحصول على الوظيفة المناسبة، أو فتاة أو فارس الأحلام. وهنا يبدأ الإنسان في إعادة قراءة فصول حياته، ويستعرض محطات عبرها دون أن يتوقف طويلًا، وأحلامًا حملها يومًا ثم تركها تسقط، ربما بفعل الزمن، أو تغير ترتيب الأولويات، ثم يكتشف في لحظة مكاشفة صادقة، أن بعض الأحلام لم تُنجز، وأن سنوات العمر التي كان يراها سابقًا بلا نهاية، أصبحت معدودة ومحسوبة، ويرى نفسه بين طموحات شابة ما زالت تسكن داخله، وواقع عملي وأسري رسم معالمه بطريقة مختلفة تمامًا عمّا تخيله في بداية المشوار. وفي هذه المرحلة يشعر الإنسان أنه فجأة، تغيرت نظرته إلى حياته، فالوظيفة التي كانت يومًا مصدرا للفخر، باتت روتينية تستهلكه دون أن تمنحه شعور الرضا، والشغف القديم بمواهب مثل الكتابة أو الفن أو السفر صار هامشيًا، مؤجلًا دومًا لمستقبل قد لا يأتي، والأحلام الكبرى التي طالما خطط لها، أصبحت أحاديث مؤجلة مع النفس، بلا يقين بتحقيقها.
ومع هذا الشعور، تظهر الحاجة إلى التكيُّف مع واقع جديد، فكيف يمكن للإنسان أن يتعامل مع الأماني غير المحققة، دون أن يقع في فخ الإحباط أو جلد الذات؟ فمنهم، وهو الصنف الأول الذي يعترف دون قسوة أن بعض الأحلام كانت جزءًا من مرحلة عمرية معينة، وما كان يناسب طموحات الشاب المليء بالحماس، قد لا يناسب الشخص الناضج الذي تغيرت أولوياته، وأن الاعتراف بعدم تحقيق كل شيء، لا يعني الفشل، بل يعكس مسارًا طبيعيًا لتطور الإنسان وتجدد اهتماماته عبر السنين.
أما الصنف الثاني فهو الذي يحتفي بما تحقق بالفعل، كتكوين علاقات صادقة، أو خوض تجارب ناجحة في الحياة، أو تكوين أسرة مستقرة، أو حتى لحظات صبر وشجاعة، على اعتبار أنها إنجازات تستحق أن يحتفي بها الإنسان، بدلًا من أن يحتقرها مقارنة بأحلام مثالية رسمها في وقتٍ سابق.
أما الصنف الثالث، فيبدأ بإعادة صياغة أحلامه، على اعتبار أن الأحلام لا تموت، لكنها تتغير أحيانًا، فلربما لم يتحقق حلم السفر حول العالم، لكن أثري عالمه الداخلي بقراءة عن ثقافات جديدة، أو تعلم لغة أجنبية طالما كان يحبها، على اعتبار أن الأحلام ليست نصوصًا جامدة، بل يمكن تشكيلها لتناسب مراحل الحياة المختلفة، دون التخلي عن جوهر الشغف.
أما الصنف الرابع والأخير، فيفضل الرضا بالواقع دون الاستسلام، على اعتبار أن الرضا الحقيقي لا يعني أن يتخلى الإنسان عن الطموح، بل أن يتوقف عن معاقبة نفسه على كل فرصة ضاعت، والفرق بين الرضا والاستسلام هنا: أن الأول ينبع من قبول واعٍ للذات وما مرت به، والثاني يولد من اليأس، وبين الاثنين، تبنى حياة متزنة أكثر واقعية وإنسانية.
والحديث حول هذا الموضوع، أعتقده مهمًا لكل منهم يعيشون هذه المرحلة، أو من يتعامل مع أفراد يعيشون هذه المرحلة، لكن المساحة المتاحة هنا قد لا تسمح بالتوسع أكثر ممّا تم عرضه وتدوينه، ولكن خلاصة الأمر: أن أزمة منتصف العمر ليست نهاية الطريق، بل فرصة ثمينة لإعادة ترتيب الأولويات وتصحيح المسار، وهي دعوة للتصالح مع الذات، ولرؤية الماضي والحاضر بعين ناضجة لا ترهقها المثالية، ولا تجلدها الأخطاء، على اعتبارها لحظة يجب أن يعترف فيها الإنسان بأنه، رغم كل ما لم يتحقق، لا يزال قادرًا على أن يحيا بسعادة، ويتنفس بشغف، ويواصل رحلته وهو أكثر حكمة وواقعية، حتى لو لم يصعد  كل القمم التي حلم بها صغيرًا، لكنه بالتأكيد قطع مسافات لم يكن يظن أنه سيقطعها، وهذا وحده، في ميزان الحياة، كافٍ ليُقال له: “لقد عشت حياتك”.

al_mosaily@

مقالات مشابهة

  • في الميناء وطرابلس.. القوات تدعم هؤلاء
  • من ظهر السبت حتى الاثنين... يُمنع هؤلاء من السير في محافظتَي لبنان الشمالي وعكّار!
  • شنآن بين تجار "البازارات" ومالك عقار بالمنطقة السياحية بأكادير (فيديو)
  • مداهمات في الشمال.. هؤلاء سقطوا في قبضة الجيش
  • خالد بيبو يكشف المستور: كولر ظلم هؤلاء النجوم.. وكنتُ الدرع الذي يحميه من الغضب الجماهيري
  • الهامشيون
  • من يقاوم الجنجويد ويدعم دولته ضد الغزاة، يحق له نقد الجيش نقدا عادلا لا يخلو من وعي إستراتيجي
  • المستشار.. أم الشاغر؟
  • شاب يقتل زوجته ويصيب والدته بـ«شاكوش» في المحلة بسبب إدمان الشابو
  • أزمة منتصف العمر