بوابة الوفد:
2025-12-14@10:00:53 GMT

«المستعربون» ومسرح الخيانة

تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT

تتسلل إلى نفسك من الوهلة الأولى بعد عملية اغتيال ثلاثة فلسطينيين داخل مستشفى «ابن سينا» فى مدينة «جنين» بالضفة الغربية، التى نفذتها وحدة «المستعربين» الإسرائيلية متنكرين فى أزياء نسائية وأطقم طبية، يوم الثلاثاء الماضى، أن تل أبيب قد بدأت فى تغيير قواعد اللعبة والعودة إلى منهج العصابات التى قامت عليها دولة الاحتلال مثل «الهاجناه» و«بالماخ».

ويزداد هذا التسلل توغلاً إلى النفس بعد التناول المكثف لوسائل الإعلام العربية والعالمية فى إبراز تلك الواقعة كحدث فريد من نوعه، ثم نشر تقارير حول تلك الوحدة من «المستعربين» وماهيتها وما قامت به خلال الفترات السابقة، ولكن بعد البحث والتروى ستجد أن الأمر مختلف، وستعرف أن وجوه المجرمين والكومبارس تتغير وتتبدل على مسرح الخيانة مع ثبات النص على خشبة العرض المسرحى.

فبعد عامين تقريباً من فشل جيش الاحتلال فى قمع انتفاضة الحجارة الأولى، منذ اندلاعها يوم التاسع من ديسمبر 1987، كشف التليفزيون الإسرائيلى النقاب عن وجود وحدات «المستعربين» السرية، وأظهر جنود يتنكرون فى أزياء نسائية ورجال مسنيين، يقتربون من أحد البيوت، وفجأة وعلى غرار أفلام «هوليوود» يلقى هؤلاء الجنود بالكوفيات جانباً ثم يشهرون أسلحتهم لاعتقال عدد من الشبان العرب!.

هذا السيناريو هو نص المسرحية تقريباً التى تم تنفيذها فى مستشفى «ابن سينا»، مع اختلاف الأجواء وعدد القتلى وحجم الدمار والإبادة الجماعية الممنهجة التى تحدث الآن، والسؤال البديهى هنا، لماذا يتم الكشف عن تلك الوحدات السرية من «المستعربين» الآن؟!

لن تختلف الإجابة اليوم عن العقود السابقة ويمكن حصرها فى هدفين، الأول يدخل فى إطار الحرب النفسية لزعزعة المقاومة وزرع الشك بين أعضائها أو المتعاطفين معها، عن طريق إبراز عمليات تلك الوحدات، بنشر تقارير على لسان جنودها وكيف كانوا يندسون فى أحداث الانتفاضة الأولى ويقذفون جيش الاحتلال بالحجارة!

الهدف الثانى هو البحث عن ورقة التوت الأخيرة التى تستر عورات جيش الاحتلال أمام الإسرائيليين، وتصدير مشهد كاذب بالسيطرة على مقدرات الحرب، وأن «المستعربين» نموذج لجيش صغير قادر على حرب العصابات والقضاء على قيادات المقاومة وتصفيتها، كما حدث من قبل وذكرت مصادر عسكرية إسرائيلية أن من بين 25 ألف معتقل فلسطينى فى انتفاضة الحجارة الأولى قامت وحدات «المستعربين» باعتقال عشرة آلاف منهم!

القصة لم تنتهِ هنا، فوسط التقارير والمعلومات الكثيرة التى نشرت حول تلك الوحدة منذ الكشف عنها، هناك تقرير نشرته صحيفة «هاآرتس» نقلته جريدة الرأى فى 21 أكتوبر 1998، تناول قصة وحدة «المستعربين» من البداية على لسان مؤسسها «شموئيل موريه»، و«عاموس مانور» الذى عيِّن رئيساً لجهاز الأمن العام فى الخمسينيات، تناول التقرير قضية لم يسبق الإشارة إليها أو الإعلان عنها أو حتى الحديث حولها، وهى قضية زواج جنود «المستعربين» اليهود من عربيات مسلمات وتكوين عائلات وإنجاب أبناء!

وتباكى التقرير عن تلك المأساة بعد قرار حل تلك الوحدات وعن مصير هؤلاء الأبناء، وهويتهم، فهم «يهود» من وجهة نظر المسلمين لأن الأب يهودى، ومسلمون من وجه نظر اليهود لأن الأم عربية مسلمة، وتساءل التقرير عندما يصل هؤلاء الأبناء إلى مرحلة التجنيد للجيش إلى أين يذهبون؟ وإلى أى هدف يصوبون بنادقهم؟ ثم تباكى التقرير أكثر عن تلك الجريمة اللا أخلاقية فى حق الجنود «المستعربين» الذين أصيب بعضهم بحالة انفصام ذاتى نتيجة الانفصال عن أولادهم وزوجاتهم!

وعلينا أن نصدق أن هذا القاتل المحترف الذى لا يحتاج إلى تبريرات لسفك دماء الضحايا من الأطفال والرجال والنساء واغتصاب الأرض، أصيب بانفصام ذاتى نتيجة تلك الإنسانية المفرطة!

أخطر ما جاء فى هذا التقرير ما قاله «موريه» بأنه: «عندما يجرى الحديث عن وحدات «المستعربين» فإن المقصود بذلك هو الوحدات العسكرية مثل «شمشمون» و«دوفدفان» التى تختلف فى طبيعتها عن وحدات «المستعربين» التى عرفناها، فالمستعربون اليوم يتخفون فى صورة عربى ويتوجهون فى مهمة محددة لمرة واحدة، ثم يعودون إلى قواعدهم، أما المستعرب الحقيقى فهو الشخص الذى يعيش كعربى تماماً فى حى ووسط عربيين، ويبنى بيتاً وأسرة!

والخلاصة.. ربما تكون عودة وحدة «المستعربين» إلى مسرح الأحداث هى ورقة التوت الأخيرة لإنقاذ «نتنياهو» من الرحيل بعد فشله فى القضاء على حركة المقاومة وتصفية قياداتها رغم بشاعة المذابح التى ارتكبها وحجم الدمار الهائل الذى ألحقه بغزة وأهلها.

فى النهاية.. ربما تشكل وحدات «المستعربين» خطراً كبيراً لا يمكن إنكاره أوالاستهانة به، لكن الأخطر هم «المستعربون» الذين تم زرعهم بيننا كعرب، يأكلون مما نأكل ويشربون مما نشرب، وربما يلعنون إسرائيل فى اليوم ألف مرة، وهم فى الحقيقة أبطال وكومبارسات عروض مسرح الخيانة مع إخوانهم من المتصهينيين العرب!

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أشرف عزب المستعربون مدينة جنين

إقرأ أيضاً:

نيللي كريم تعيش حالة انتعاش فني بـ3 أفلام

تعيش الفنانة نيللي كريم انتعاشة فنية كبيرة فى السينما،  بعدما عُرض لها ثلاثة أفلام دفعة واحدة فى مهرجانين كبيرين، هما مهرجان الجونة فى دورته الثامنة الذى أقيم فى شهر أكتوبر الماضى، ومهرجان البحر الأحمر فى دورته الخامسة المقامة حالياً فى جدة.

ليوناردو دي كابريو يكشف سر نجاحه فى السينما ياسمين عبد العزيز تتصدر التريند.. هل تعيش قصة حب؟ تايلور سويفت تتعثر في اختيار الأفضل من أغانيها الناجحة عبلة كامل مطلوبة على جوجل.. لهذا السبب نقابة المهن التمثيلية تشكر الرئيس السيسي على رعاية كبار الفنانين بروفات ترابيزة تجمع أبطال مسلسل "أنا وهو وهم" وانطلاق التصوير خلال أيام دينا الشربيني تواجه مرضًا خطيرًا في أول ظهور لها مع صدقي صخر.. تفاصيل ابن سائق محمد صبحي يقلب الرواية المتداولة رأسًا على عقب .. تفاصيل أبويا عنده 65 سنة.. نجل سائق محمد صبحي يفجر مفاجأة غير متوقعة عن واقعة الانفعال مهرجان البحر الأحمر السينمائي يعلن عن شراكة استراتيجية للارتقاء بصناعة الرسوم المتحركة .. تفاصيل

وتسجل نيللى تواجدها فى السينما بعد غياب دام عامين منذ فيلم "ع الزيرو" الذى قدمته مع محمد رمضان.

وشاركت نيللى كريم فى مهرجان الجونة بفيلم "هابى بيرث داى"، الذى وقع عليه الاختيار لافتتاح فعاليات المهرجان بعد جولته الدولية الناجحة، إذ حصد ثلاث جوائز بارزة فى مهرجان ترايبيكا السينمائى بنيويورك، تشمل: جائزة أفضل فيلم روائى دولى، جائزة أفضل سيناريو دولى، وجائزة نورا إيفرون لأفضل مخرجة، كما شارك فى عدة مهرجانات عالمية أخرى.

ويشارك في بطولة الفيلم إلى جانب نيللى كريم كل من شريف سلامة، حنان مطاوع، الطفلة ضحى رمضان، وحنان يوسف، وهو من تأليف سارة جوهر بمشاركة المخرج محمد دياب، الذى شارك أيضاً فى إنتاجه إلى جانب عدد من المنتجين منهم أحمد الدسوقى، أحمد عباس، أحمد بدوى، داتارى ترنر، والممثل الأميركى جيمى فوكس.

 مهرجان البحر الأحمر السينمائى

أما فى مهرجان البحر الأحمر السينمائى، فقد حضرت نيللى كريم بفيلمين يعرضان لأول مرة عالمياً، الأول هو فيلم "القصص" الذى ينافس ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان على جوائز اليسر، والثانى هو فيلم "جوازة ولا جنازة" المعروض ضمن برنامج "روائع عالمية"، والذى يضم مجموعة من أهم إنتاجات العام الجديدة فى أول عرض لها بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وتدور أحداث فيلم "القصص" بين عام 1967 ونهاية الثمانينيات، حيث يتتبع العمل رحلة أحمد، عازف البيانو الطموح، الذي تنشأ بينه وبين فتاة نمساوية صداقة من خلال المراسلة، ومع مرور الوقت تتطور هذه العلاقة إلى قصة حب عميقة تتحدى المسافات والظروف السياسية والاجتماعية فى تلك الفترة، بينما يتمسك كل منهما بالأمل فى مستقبل يجمعهما.

أما فيلم "جوازة ولا جنازة" فيتناول قصة تمارا، الشابة التى تنتمى إلى أسرة عريقة فقدت جزءاً كبيراً من مكانتها المادية، وتحاول إنقاذ ما تبقى من استقرار عائلتها وضمان مستقبل ابنها على من زواج سابق، تسعى تمارا لتحقيق ذلك من خلال الاستعداد للزواج من حسن الدباح، رجل الأعمال الثرى الذى يملك واحدة من أكبر إمبراطوريات اللحوم فى الشرق الأوسط وينتمي إلى طبقة "الأثرياء الجدد".

وقبل أسبوع واحد من حفل الزفاف، تقرر العائلتان قضاء سبعة أيام معاً فى منتجع صحراوى لمتابعة التحضيرات النهائية، وخلال هذه الأيام تتكشف التناقضات الكبيرة بين العائلتين، وتتزايد التوترات وسط مظاهر المجاملات الرسمية، ويزداد الوضع تعقيداً بظهور عمر، حب تمارا السابق، الذى يتولى إدارة الترتيبات الفنية للزفاف، بما فى ذلك تصميم تمثال صخري ضخم خصصه للحفل، ومع اقتراب موعد الزواج، يتحول هذا التمثال إلى سبب رئيسى لسلسلة من الأحداث التي تهدد بإفساد اليوم المنتظر.

مقالات مشابهة

  • البابا تواضروس: الهاتف المحمول أنهى عصر «الإنسانية».. والجماهير تصفق لـ«شخصيات فارغة»
  • الرجل الشقلباظ!
  • أسبوع من الأمطار.. صدور التقرير الأول عن المنخفض الجوي على أجواء السلطنة
  • «فخ» كأس العرب
  • نيللي كريم تعيش حالة انتعاش فني بـ3 أفلام
  • التقرير المبدئي وضح وفاتها بسبب الضرب المبرح.. محامي عروس المنوفية يوضح تقرير الطب الشرعي
  • فؤاد باشا سراج الدين .. الرجل الذى علم المصريين معنى الكرامة
  • الوجوه الثلاثة!!
  • حماس ترفض وتستهجن التقرير الصادر عن منظمة العفو الدولية
  • الرقابة المالية تصدر التقرير السنوي لأداء صناديق التأمين الخاصة لعام 2024