يمانيون – متابعات
تثبت الهجمات الأمريكية والبريطانية على اليمن، والتي كان آخرها مساء أمس السبت على عدد من المدن اليمنية منها العاصمة صنعاء، أن الولايات المتحدة تستخف بالعالم كله وعلى استعداد أن تجعل الجميع يدفع ثمناً باهظاً، فقط من أجل حماية إسرائيل وتوسيع نفوذها في المنطقة العربية، وفق خطة الشرق الأوسط الجديد الذي وعد به نتنياهو منذ سنوات، لكن المعادلات الآن تختلف تماماً عمّا كان حينها، وهناك قوى ظهرت بقوة وغيرت جميع الحسابات، وأبرزها أنصار الله في اليمن، والتي أصبحت تحظى بالتفاف شعبي مساند لكل ما تفعله من أجل إسناد الشعب الفلسطيني أو من أجل كسر الهيمنة الأمريكية، وهو ما لم يسبقها إليه أحد في المنطقة.

السيناريو الأكثر قرباً من الواقع الآن، هو مقابلة التصعيد بالتصعيد، وهو ما سبق وأن وعد به السيد القائد عبدالملك الحوثي، في أكثر من مقام، ومن المحتمل أنه لن يتأخر كثيراً، وربما نكون على موعد مع نمط جديد من العمليات العسكرية، ومرحلة جديدة من الرد اليمني، خصوصاً أن ذلك الرجل لا يتحدث عن شيء إلا ويشاهده العالم واقعاً ملموساً على الأرض، ولطالما قال إنه لا الترهيب ولا الترغيب سيثنيهم عن مساندتهم للشعب الفلسطيني، ولن يوقفوا عملياتهم في البحر الأحمر ضد السفن الإسرائيلية أو المرتبطة بإسرائيل إلا بوقف العدوان على قطاع غزة ورفع الحصار عن أبناء القطاع.

وعلى قاعدة التصعيد بالتصعيد، قال عضو المكتب السياسي لأنصار الله حزام الأسد، إنهم مستعدون للذهاب بالمعركة مع الولايات المتحدة وبريطانيا إلى أبعد ما يمكن لهما تخيله، مؤكداً في منشور على منصة إكس: “المعركة واحدة في غزة والضفة ولبنان واليمن والعراق وسوريا، والعدو واحد، ولن نقبل بتجزئة هذه المعركة، ولسنا متحرجين من التحالف مع أحرار أمتنا لمساندة أهلنا في غزة، أو متخوفين من مآلات الحرب علينا، ولدينا الاستعداد الكامل بفضل الله للذهاب بهذه المعركة إلى أبعد مدى قد يتخيله الأمريكي والإسرائيلي والبريطاني”.

التبجح الأمريكي لم يعد مستفزاً لليمنيين فقط، بل أصبح أمام سمع وبصر العالم الذي بات ينظر إليه بعيون الحقيقة التي طالما ضللته الولايات المتحدة عن رؤيتها عقوداً من الزمن، وطيلة هذه العقود وهي تستعرض أنها راعية الحريات والحقوق الإنسانية، لكنها الآن تتعرى أكثر من أي وقت مضى، فها هي تعطي الحق لنفسها في الوجود عسكرياً في المنطقة العربية بشكل عام وفي اليمن بشكل خاص، وتشرعن لنفسها استباحة السيادة الوطنية في عموم بلدان المنطقة، وتقتل وتنهب وتنتهك الكرامات، وإذا ما تحرك أحد هذه البلدان للدفاع عن نفسه وسيادة أرضه وكرامته، مستنداً إلى كل القوانين الدولية والإنسانية، تطلق التوصيفات الإرهابية، التي تعتبر ذلك من خلالها فعلاً معادياً ومنتهكاً للقوانين والأعراف الدولية، ويحتشد إلى جانبها حلفاؤها في المنطقة والعالم مؤيدين حتى وإن كانوا غير مقتنعين، وهو منطق بات معروفاً عن الولايات المتحدة وأكثر وضوحاً عن ذي قبل، وفي الوقت نفسه أكثر مقتاً ورفضاً لدى غالبية شعوب العالم.

خلال الأسابيع الماضية ظلت الولايات المتحدة تسوق سرديتها المعطوبة بأنها لا تريد التصعيد في اليمن، وفي المنطقة بشكل عام، وخلال الساعات الماضية نفذت أكبر تصعيد منذ بدء الأزمة في البحر الأحمر، وقبلها بساعات صعدّت عسكرياً في العراق وسوريا، وحتى بعد دقائق على غاراتها في اليمن صرح مسؤولها أن ذلك ليس تصعيداً، وهو استخفاف غير مسبوق بالمؤسسات الدولية الأممية، الحقوقية والإنسانية وأيضاً بشعوب العالم، لكن ما يراه العالم أجمع هو أن الولايات المتحدة لا تفعل سوى التصعيد منذ بدأت عسكرتها للبحر الأحمر في نوفمبر الماضي.

ويرى مراقبون أن الولايات المتحدة سوف تستمر في إبقاء البحر الأحمر معسكراً مغلقاً، لتستمر حمايتها لإسرائيل وتغطيتها على جرائمها المتصاعدة في غزة، حتى وإن كان الثمن مصالح العالم كله ومصالح الشعب الأمريكي على وجه الخصوص، حتى أن حكام واشنطن يظهرون بكل هذا الكم الهائل من النفاق أمام العالم كما لو أنهم لا يزالون رعاة البقر الذين احتلوا كل تلك البلاد وأبادوا سكانها الأصليين، وهي عودة إلى أصولهم بقوة وإصرار، فالتحضر والإنسانية التي ظلوا يسوقونها ويلصقونها بأنفسهم كانت مجرد ثوب لا يناسب مقاساتهم.

– إبراهيم القانص

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی المنطقة فی الیمن

إقرأ أيضاً:

نتنياهو يهدد بضربات جديدة ضد إيران وترامب لا يعارض!

أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، استعداد إسرائيل لتوجيه ضربات جديدة إلى إيران، في حال استئناف طهران سعيها لامتلاك سلاح نووي، بحسب ما كشفته وسائل إعلام أمريكية نقلاً عن مصادر مطلعة.

وبحسب المصادر ذاتها، ألمح ترامب لنتنياهو بأنه لا يعارض ضربة إسرائيلية محتملة ضد إيران إذا ما تجاوزت الخطوط النووية الحمراء، مبدياً في الوقت نفسه رغبته في تفادي مزيد من الانخراط العسكري الأمريكي في المنطقة، وتمسكه بخيار الحل الدبلوماسي.

وفي السياق ذاته، أكد مسؤول إسرائيلي أن تل أبيب قد لا تنتظر ضوءًا أخضر أمريكيًا لمواصلة الهجمات على المنشآت النووية الإيرانية، لافتًا إلى أن طهران لا تزال تمتلك جزءًا من مخزونها من اليورانيوم في منشأة أصفهان، رغم الضربات السابقة.

صور أقمار صناعية تكشف آثار الضربة الإيرانية لقاعدة العديد.. وخامنئي يتوعد بالمزيد

أظهرت صور التقطت عبر الأقمار الصناعية، أضراراً لحقت بقاعدة العديد الجوية الأمريكية في قطر جراء هجوم صاروخي إيراني يوم 23 يونيو، ضمن تصعيد متزايد في التوتر بين إيران والولايات المتحدة بالمنطقة.

وتُظهر الصور التي وفرتها شركة “بلانت لابس” اختفاء قبة مثلثية كانت تضم معدات اتصالات آمنة، فيما تأكد لاحقاً أن صاروخاً باليستياً إيرانياً أصاب هذه القبة، بحسب المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) شون بارنيل، رغم ذلك، بقيت بقية القاعدة سليمة إلى حد كبير، بعد أن نقلت الولايات المتحدة طائراتها منها قبيل الهجوم، تزامناً مع تحذيرات وإشارات من إيران حول توقيت الهجوم.

ويأتي هذا الهجوم رداً إيرانياً على غارات أمريكية استهدفت منشآت نووية إيرانية، في ظل تصاعد التوترات التي بلغت ذروتها بعد سلسلة هجمات متبادلة في العراق وقطر.

في سياق متصل، أصدر المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي رسالة تهديد مباشرة للولايات المتحدة عبر حسابه على منصة “إكس”، أكد فيها قدرة بلاده على استهداف مواقع أمريكية “مهمة” في المنطقة، مشيراً إلى أن هجوم إيران على قاعدة العديد الجوية لم يكن إلا “صفعة قاسية وساحقة”.

وأوضح أن الرد الإيراني سيستمر متى شاءت الجمهورية الإسلامية، محذراً من أن أي تدخل أمريكي إضافي أو دعم لإسرائيل سيقابل برد عسكري مباشر.

وترافقت التهديدات الإيرانية مع صورة كاريكاتورية تظهر تمثال الحرية وقد أصابه الضرر، في تصعيد إعلامي وسياسي واضح يعكس التوترات المتصاعدة في المنطقة.

يُذكر أن الهجوم على قاعدة العديد أعقبه وساطة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أدت إلى وقف إطلاق النار في الحرب التي استمرت 12 يوماً بين إيران وإسرائيل، مما حال دون تحول الصراع إلى مواجهة إقليمية أوسع.

تبقى قاعدة العديد الجوية في قطر نقطة استراتيجية رئيسية للوجود العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط، ما يجعلها في قلب الصراعات الإقليمية والدولية، وسط مراقبة دولية حثيثة لتطورات الوضع الأمني والسياسي في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • هل انتهت هدنة البحر الأحمر؟ ما تداعيات هجمات الحوثيين على الولايات المتحدة واستقرار المنطقة؟
  • الحوثيون يهاجمون "غروندبرغ" ويتهمونه بالإنحياز ويهددون بالتصعيد
  • رسوم جمركية جديدة.. ترامب يشعل فتيل الحرب التجارية مجدددا وأوروبا بين التصعيد والتهدئة
  • نتنياهو يهدد بضربات جديدة ضد إيران وترامب لا يعارض!
  • ترامب: الولايات المتحدة كانت ميتة وأصبحنا الاقتصاد الأفضل في العالم
  • إسرائيل تطالب الولايات المتحدة بتجديد ضرباتها على الحوثيين
  • اليمن في قلب المعركة.. عقيدةٌ راسخة وتفوّقٌ استراتيجي يُربك العدوّ ويُعيد صياغة معادلات الصراع
  • موقع بحري يقرّ بفرض اليمن معادلة ردع جديدة
  • منظمة بريطانية: هل حققت الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل أهدفها العسكرية في اليمن ؟!
  • صنعاء.. قبائل قيفة تنفذ اعتصاماً في ميدان السبعين للمطالبة بالإفراج عن مختطفي قرية "حمة صرار" وتتوعد بالتصعيد