يمانيون | تقرير تحليلي
بينما تتخبط “إسرائيل” في متاهة الهزائم النفسية والعسكرية، تتقدم اليمن بهدوء وثبات كأكثر الجبهات حيوية وتأثيرًا في الصراع الجاري.

ومن موقع جغرافي بعيد، وبعقيدة لا تعرف التراجع، تؤكد صنعاء ـ كما يرى المحللون العرب ـ أن التوازن في المنطقة لم يعد مرهونًا بقوة السلاح وحده، بل بعقيدة النصر وثقة المؤمن بوعد الله.

فمن العمليات الذكية في البحر، إلى الضربات الدقيقة في العمق المحتل، مرورًا بالحصار المحكم الذي يخنق موانئ العدو، تكشف التصريحات المتعددة للمحللين والخبراء أن اليمن لم يعد مجرد داعم لفلسطين، بل لاعبًا استراتيجيًا يرسم ملامح معركة وجودية متعددة الأبعاد، عقائدية واقتصادية وعسكرية.

من الدعم إلى القيادة الميدانية – تحوّل نوعي في الدور اليمني
في خضم التغيرات الكبرى في مشهد المواجهة، تبرز ملاحظة محورية: اليمن لم يعد يكتفي بدور المساندة، بل تصدر مشهد القيادة في ساحة المقاومة.

هذا التحول يُعدّ نتيجة مباشرة لنقل المواجهة من الخطاب إلى الميدان، ومن التفاعل إلى الفعل المؤثر.

الدكتور علي حمية، الخبير في الشؤون العسكرية الاستراتيجية، أكّد أن اليمن بدأ خطواته مبكرًا في هذه المعركة منذ ما يقارب العشرين شهرًا. فقد انتقل من احتجاز السفن في البحر الأحمر إلى تنفيذ عمليات إنزال، ثم الاستهداف المباشر لسفن وموانئ العدو.

واليوم، وصل إلى مرحلة “التوجيه البحري الذكي”، حيث بات اليمن يوجّه السفن بلغة الاتصالات الدولية، ما يدلّ على امتلاك منظومة استخباراتية مهنية.

“ما يجري هو تحالف إرهاب عالمي ضد غزة، لكن اليمن يواجه هذا التحالف بقدرة نادرة على الفعل الاستراتيجي الهادئ”، يقول حمية، لافتًا إلى أن اليمن يدير عملياته بأقل كلفة ميدانية وأقصى تأثير دولي.

العمق الاقتصادي في سلاح اليمن – خنقٌ استراتيجي بلا معركة برية
المواجهة اليوم لم تعد مقتصرة على صواريخ أو طائرات، بل دخلت ساحة الاقتصاد والتجارة الدولية. هنا، تتجلى أهمية الضربات اليمنية في البحر الأحمر، والتي عطلت فعليًا خطوط إمداد الطاقة العالمية، وأربكت موانئ حيفا وأم الرشراش، دون أن تطلق عشرات الصواريخ دفعة واحدة.

يؤكد الدكتور حمية أن اليمن “يعرف متى وأين يضرب”، ما يعكس تفوّقًا في التوقيت وتحديد الأهداف الحساسة. وقد أثبتت عملية إغراق سفن مثل “ماجيك سيز” و”إيترنيتي سي”، أن اليمن لا يتعامل بردود فعل، بل بمنهجية شاملة تُربك العدو اقتصاديًا دون استنزاف قدراته.

“طلقة واحدة في التوقيت المناسب تغيّر مسار التجارة العالمية”، بهذه العبارة لخّص الموقع البحري “Stripes” ما تقوم به صنعاء.

من الردع إلى الهيمنة التكتيكية – اليمن يصوغ قواعد اشتباك جديدة
في ظل الصراع، لا تكفي الضربات إن لم تكن جزءًا من هندسة عسكرية عقلانية تُعيد رسم حدود الصراع.

اليمن تجاوز مرحلة الدفاع أو حتى الردع، ودخل مرحلة فرض الهيمنة التكتيكية على كيان العدو.

المحلل السياسي محمد هزيمة يرى أن اليمن أصبح “قوة إقليمية تُعيد تعريف المواجهة” بفعل الإدارة العقلانية للضربات الدقيقة.

“ليست المسألة صواريخ فحسب، بل كيف تُدار، ومتى تُستخدم، وما هي الرسائل التي ترافقها”، يقول هزيمة، موضحًا أن القيادة اليمنية تجمع بين التوقيت، والرسالة، والردع المحسوب.

وهو ما يفسر الضربات الأخيرة التي استهدفت مطار اللد، بالتزامن مع فشل العدوان الصهيوني في عملية “الراية السوداء”، ما أكّد هشاشة المنظومة الدفاعية للعدوّ، وتحوّل اليمن إلى فاعل صانعٍ للقرار في معركة الردع.

الانهيار الداخلي للعدو – صواريخ اليمن تُسرّع الانفجار الداخلي
لا يمكن فهم تأثير اليمن دون النظر إلى الجبهة المقابلة. كيان العدوّ يعيش مأزقًا داخليًا متصاعدًا، سياسيًا واجتماعيًا ونفسيًا.

المحلل السياسي عدنان الصباح يربط بين دقة الضربات اليمنية وتسارع الاضطراب داخل المجتمع الصهيوني.

“لم تعد الهزيمة ميدانية فحسب، بل تحوّلت إلى أزمة وجودية داخل الكيان”، يقول الصباح، مشيرًا إلى أن أصوات الجنرالات الإسرائيليين باتت تعترف بأن الحرب فقدت جدواها، مع تأكيدهم أن “الجبهة اليمنية مفتوحة وستبقى مفتوحة”.

ويشير إلى أن حالة الهلع، وفرار المستوطنين، وانهيار الثقة في نتنياهو وحكومته، كلها عوامل تضافرت بفعل الضربات المتتالية، ما أجبر العدو على السعي لوقف إطلاق النار كخيار اضطراري وليس تفاوضي.

الإعلام الغربي في مأزق – بين التشويه والاعتراف
ويرى الكاتب والصحفي خالد بركات أن تأثير العمليات اليمنية فرض نفسه على الإعلام الغربي، رغم محاولات التعتيم والتشويه.

فصحف كبرى مثل “نيويورك تايمز” لجأت إلى نشر تقارير تتهم اليمن بتلفيق عمليات الإنقاذ، وهو ما اعتبره بركات “انحدارًا مهنيًا” لا يغيّر من الحقائق الميدانية شيئًا.

“اليمن يفرض قواعد الاشتباك، والغرب يواجه حرجًا أخلاقيًا وسياسيًا”، يقول بركات، مضيفًا أن واشنطن نفسها اضطرت لإدانة الضربات بعدما كانت تتجاهلها، في إشارة إلى مدى تأثير القرار اليمني على التوازن السياسي والإعلامي الدولي.

اليمن… من جبهة مقاومة إلى عمود فقري في معركة الوعي والتحرير
ما يجمع عليه جميع المحللين أن اليمن لم يعد مجرد طرف في معادلة “الداعم للمقاومة”، بل أصبح فاعلًا مركزيًا يعيد صياغة معادلات الصراع مع العدو الصهيوني.

فمن عقيدة متجذرة، إلى اقتصاديات حرب محسوبة، إلى إدارة دقيقة للعمليات، يثبت اليمن أن المعركة ليست صواريخ فحسب، بل منظومة متكاملة من الوعي القيادي، والتكتيك العسكري، والإسناد العقائدي الشعبي.

وفي ظل عجز واشنطن، وانكشاف هشاشة الاحتلال، وتخاذل الأنظمة العربية، تبدو صنعاء اليوم أكثر من مجرد عاصمة في الخريطة؛ إنها قلبٌ نابض لمشروع مقاومة متصاعد، وصوتٌ عقائديّ يُعبّر عن ضمير الأمة.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: أن الیمن لم یعد

إقرأ أيضاً:

اليمن يرسم معادلة البحر الأحمر.. كابوس الردع البحري يدفع العدو للتوسل بوقف العدوان على غزة

يمانيون | تقرير
من جديد، يجد كيان الاحتلال الصهيوني نفسه أمام متغير استراتيجي خطير قلب المعادلات التي كانت تمنحه هامش المناورة والهيمنة، فاليمن، ذلك البلد الصامد تحت الحصار منذ عقد، استطاع أن ينقل المعركة إلى قلب المصالح الحيوية للعدو في البحر الأحمر والمحيط الهندي، وأن يفرض معادلة ردع شاملة جعلت كل سفينة تفكر مرتين قبل أن تقترب من البحر الأحمر، أو تتعامل مع الكيان الصهيوني.

في الأيام الأخيرة، نفذت القوات المسلحة اليمنية عمليات بحرية نوعية استهدفت سفنًا شاركت بشكل مباشر في نقل البضائع إلى موانئ العدو، وذلك في سياق مستمر لم يتوقف منذ بدء عمليات “نصرة غزة”.

الإعلام الغربي، ومن خلفه الآلة الدعائية للعدو، حاول الترويج لفكرة أن ما يجري تصعيد استراتيجي جديد، لكن صنعاء كانت واضحة: “العمليات مرتبطة بحظر قائم لم يُرفع أصلًا”.

المعركة البحرية.. من التكتيك إلى الاستراتيجية
منذ انطلاق “طوفان الأقصى”، تبنت صنعاء موقفًا مبدئيًا عبّرت عنه القيادة مرارًا بأن معركة غزة ليست شأنًا فلسطينيًا فقط، بل هي معركة أمة، واليمن جزء أساسي فيها.

ومن هذا المنطلق، انطلقت عمليات البحرية اليمنية كذراع من أذرع محور المقاومة، ليس لإرباك العدو فقط، بل لقطع شرايين اقتصاده ومنعه من الاستفادة من موقعه الجغرافي في ممرات الملاحة.

العمليات البحرية اليمنية تطورت تدريجيًا، من استهداف سفن محددة بأسلحة صاروخية أو طائرات مسيرة، إلى فرض معادلة الحظر الكامل على السفن المرتبطة بالعدو، أو تلك التي ترفض الخضوع للتفتيش اليمني أو تعبر موانئ محتلة.

هذه المعادلة أجبرت كثيرًا من شركات الشحن العالمية على إعادة حساباتها، بل ودفعت بعضها إلى وقف التعامل مع الكيان الصهيوني كليًا.

فاينانشيال تايمز: التأمين يقفز من 300 ألف إلى مليون دولار
بحسب ما كشفته صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية، فإن أقساط التأمين على السفن التي تمر عبر البحر الأحمر ارتفعت بشكل غير مسبوق لتصل إلى 1% من قيمة السفينة، وهو رقم مرعب في عالم الملاحة.

على سبيل المثال، سفينة تبلغ قيمتها 100 مليون دولار، ارتفعت تكاليف تأمينها لرحلة واحدة فقط من 300 ألف دولار إلى مليون دولار.

هذه الأرقام ليست مجرد معطيات اقتصادية، بل هي مؤشر على مدى جدية التهديد اليمني، وعلى فقدان الكيان الصهيوني وحلفائه القدرة على السيطرة على الممرات البحرية كما كانوا يفعلون سابقًا.

الشركات الكبرى بدأت بالفعل في تغيير مساراتها، مفضّلة رأس الرجاء الصالح رغم طول المسافة وارتفاع التكاليف، وهو ما يشير إلى أن قرار صنعاء قد أصبح مؤثرًا في الاقتصاد العالمي.

السفن المستهدفة.. ليست عشوائية
المواقع العالمية المتخصصة في الملاحة البحرية، إضافة إلى وكالات مثل رويترز، أكدت أن السفينتين اللتين تم استهدافهما مؤخرًا كانتا قد زارتا موانئ الكيان الصهيوني في السابق، ما يضعهما ضمن قائمة الأهداف المحددة للقوات المسلحة اليمنية.

وهذه النقطة تؤكد مجددًا أن العمليات اليمنية ليست عمليات تخريبية أو عشوائية، بل مبنية على معلومات استخباراتية دقيقة، وتحترم قواعد الاشتباك التي حددتها صنعاء منذ البداية: لا استهداف للسفن المحايدة أو غير المرتبطة بالعدو.

هذا المستوى العالي من الانضباط والدقة، سواء في اختيار الأهداف أو في استخدام الوسائل القتالية (صواريخ موجهة، طائرات مسيرة بعيدة المدى، أسلحة بحرية تكتيكية)، جعل من اليمن قوة بحرية يحسب لها حساب حتى من قبل الدول الكبرى، وخصوصًا في ظل فشل الأساطيل الأمريكية والبريطانية في تأمين الحماية للسفن.

صحف صهيونية: وقف العدوان على غزة قد يوقف الصواريخ اليمنية
في سياق متصل، نقلت صحيفة إسرائيل هايوم العبرية عن مسؤولين صهاينة كبار أن الكيان يدرس بجدية سيناريوهات متعددة لوقف العمليات اليمنية، أبرزها وقف الحرب على غزة.

وأوضح المسؤولون أن استمرار الضربات اليمنية، سواء عبر البحر أو الصواريخ التي تستهدف الأراضي المحتلة، بات يشكل خطرًا على الأمن القومي للكيان، وأن “كل الجهود لإيقافها عبر الحرب أو التخريب أو الوساطات باءت بالفشل”.

بل إن البعض داخل دوائر القرار الصهيونية، بحسب ما تنقله الصحيفة، يعتقد أن اليمن اليوم يمثل تهديدًا وجوديًا متزايدًا، خصوصًا في ظل امتلاكه صواريخ بعيدة المدى ودقيقة، إضافة إلى قدرات متطورة على توجيه الطائرات المسيرة، مع تزايد التقارير الاستخباراتية التي تشير إلى وجود طواقم فنية ترافق عمليات الإطلاق لضمان دقة الإصابة.

صحيفة تليغراف: براعة يمنية في تطوير المسيرات والصواريخ
صحيفة تليغراف البريطانية بدورها أشارت إلى تقييم استخباراتي يؤكد أن اليمنيين أصبحوا يمتلكون قدرات تصنيع محلية للطائرات المسيرة والصواريخ بعيدة المدى، وأنهم لم يعودوا يعتمدون على تهريب السلاح أو الدعم الخارجي.

وهذا التطور، بحسب الصحيفة، يجعل من صنعاء لاعبًا استراتيجيًا صاعدًا في معادلات الردع الإقليمي.

ما يعنيه هذا التقييم هو أن العقوبات، والحصار، والهجمات الجوية، وحتى الحرب الاستخباراتية، لم تفلح في إضعاف القدرات اليمنية، بل ساهمت في تسريع بناء منظومة ردع ذات طابع وطني مستقل، قائمة على التجريب، والتطوير، والانضباط الاستراتيجي.

محللون: الضغط اليمني كشف هشاشة كيان العدو
يرى مراقبون أن بحث العدو عن مخرج تفاوضي أو سياسي مع اليمن، ولو على شكل وساطات غير مباشرة، يعكس التحول في موازين القوة.. فالمعادلة التي كانت قائمة على الردع الصهيوني الكامل، وحصر قدرات محور المقاومة في الرد المحدود، باتت اليوم مقلوبة.

اليمن اليوم يضرب حيث يشاء، في توقيت يحدده هو، ووفق استراتيجية تخدم معركة غزة بشكل مباشر.. هذا ما عبر عنه أحد المحللين العسكريين في كيان الاحتلال لقناة كان 11، عندما قال: “الضغط من اليمن يجعلنا نعيد النظر في جدوى استمرار الحرب على غزة… نحن نخسر على الجبهتين”.

البحر الأحمر.. اليمن يتحول إلى عقدة استراتيجية
من الناحية الجغرافية، يشكل اليمن بوابة جنوب البحر الأحمر، وسيطرته على مضيق باب المندب تعني قدرته على التحكم في أحد أهم الممرات البحرية في العالم، والذي يربط آسيا بأوروبا عبر قناة السويس.

وما يجري اليوم، ليس مجرد تهديد صاروخي، بل هو تأسيس لواقع استراتيجي جديد يربك التحالفات الدولية، ويعيد رسم خريطة النفوذ البحري.

الولايات المتحدة، رغم إعلانها تشكيل تحالف بحري، لم تنجح في حماية السفن، واضطرت إلى سحب العديد منها من المنطقة.. أما الكيان الصهيوني، فبات أقرب إلى العزلة البحرية الكاملة، مع انعدام القدرة على تأمين خطوط الإمداد.

اليمن يرسم معادلة ردع جديدة بأيدٍ وطنية
ما يجري في البحر الأحمر، وما يرافقه من عمليات صاروخية دقيقة في العمق الصهيوني، هو إعلان صريح بأن اليمن اليوم حاضر في معادلة الردع الكبرى لمحور المقاومة.

فمن بحر الحديدة إلى سواحل عسقلان، باتت الضربات اليمنية تفرض توقيت المعركة واتجاهاتها، وتُجبر العدو على إعادة حساباته أمام قوة لا تخضع للابتزاز ولا تتأثر بالضغوط.

ولأول مرة منذ عقود، يتحرك القرار الصهيوني متأثرًا بضغط قادم من صنعاء، حيث ترتفع كلفة العدوان يومًا بعد آخر، ويغدو وقف الحرب على غزة خيارًا اضطراريًا أمام كيان فقد هيبته أمام اليمنيين.

لقد أثبتت صنعاء أن السيادة لا تقاس بحجم الجغرافيا، بل بإرادة المواجهة، وأن اليمن، رغم الحصار والعدوان، قادر على صناعة معادلات الردع، وفرض إرادته في البر والبحر والجو، حتى تُكسر قيود غزة وتنتصر فلسطين.

مقالات مشابهة

  • اليمن والعالم العربي.. الخط الفاصل
  • الوزراء الإسباني: ممارسات إسرائيل ستبقى راسخة في الأذهان
  • إقرار صهيوني بصعوبة القضاء على التهديد من اليمن
  • صحفي لبناني: اليمن نجح في تحويل البحر الأحمر إلى ساحة ردع استراتيجية
  • إعلام العدو: توقف حركة الملاحة الجوية في مطار “بن غوريون” إثر صاروخ من اليمن
  • اليمن يرسم معادلة البحر الأحمر.. كابوس الردع البحري يدفع العدو للتوسل بوقف العدوان على غزة
  • الضربات اليمنية تغيّر قواعد اللعبة في البحر الأحمر .. هل تدخل أمريكا حربًا بحرية جديدة لإنقاذ الكيان الصهيوني؟
  • ماجك سيز ليست الأخيرة .. اليمن يعلن معادلة ’’لا ممر آمن حتى تتنفس غزة’’
  • هآرتس: وقف العدوان على غزة هو الحل الأفضل لتجنب صواريخ اليمن