RT Arabic:
2025-12-15@07:26:15 GMT

أمريكا تشخصن الصراع في أوكرانيا!

تاريخ النشر: 5th, February 2024 GMT

أمريكا تشخصن الصراع في أوكرانيا!

مقال يلقي باللوم على الولايات المتحدة في الحرب الأوكرانية ويتهمها بشخصنة الصراع وقيادة البلاد إلى كارثة استراتيجية. أليكسي سوبتشينكو – ناشيونال إنترست

تظهر موجة جديدة من الروايات بشأن العملية الروسية في أوكرانيا، بحجة أن أمريكا، وليس روسيا، هي المسؤولة عن الصراع، وأن إدارة بايدن تقوم بشخصنة الصراع من خلال شيطنة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأن مؤسسة السياسة الخارجية الأمريكية اتجهت مرة أخرى لقيادة أمريكا إلى كارثة استراتيجية من خلال الترويج لقضية أوكرانيا.

ومن الأمثلة على ذلك مقال نشر في أكتوبر في مجلة المحافظ الأمريكي بعنوان "الأصول الأمريكية للحرب الروسية الأوكرانية". كتبه كريستوفر لين، أستاذ الشؤون الدولية في جامعة تكساس إيه آند إم، بالاشتراك مع بنجامين شوارتز، المحرر التنفيذي السابق لمجلة السياسة العالمية، وهو يلقي باللوم على أمريكا أولاً في حرب أوكرانيا.

يقدم لين وشوارتز ثلاث حجج أساسية:

أولاً، يمكن أن يُعزى ظهور أوكرانيا المستقلة إلى فشل الولايات المتحدة في دعم الأمين العام للاتحاد السوفييتي ميخائيل جورباتشوف مالياً، وهو ما كان من الممكن أن يساعد في الحفاظ على الاتحاد السوفييتي ككيان جغرافي واحد.

ثانياً، تتحمل الولايات المتحدة المسؤولية عن حرص دول وسط وشرق أوروبا، التي عانت من الواقع القاسي للاحتلال السوفييتي، على الانضمام إلى منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) كضمانة ضد تكرار مثل هذه التجارب. وبدلاً من النظر إلى مخاوف روسيا وحل الناتو، سمحت الولايات المتحدة لهذه الدول بالانضمام.

ثالثاً، تتحمل الولايات المتحدة المسؤولية عن الأزمة الأوكرانية من خلال إعطاء أوكرانيا مؤشراً لعضوية محتملة في الناتو في المستقبل، مما يؤدي في النهاية إلى حرب في أوكرانيا.

ويبدو أن وجهة نظر لين وشوارتز متعاطفة بشكل خاص مع روسيا. وهم يؤكدون أن الاتحاد السوفييتي كانت له مصالح أمنية مشروعة في أوروبا الشرقية، لكنهم يتجاهلون بشكل واضح المخاوف الأمنية المشروعة بنفس القدر لدول أوروبا الشرقية.

كانت دول أوروبا الشرقية حريصة على الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي بعد نهاية الحرب الباردة. ويؤكد لين وشوارتزعلى أن الاتحاد السوفييتي صدّق الضمانات الشفهية من إدارة جورج بوش الأب بأن الناتو لن يتوسع شرقًا. ومع ذلك لم يتم توثيق هذه التأكيدات رسميًا. ولم تمتد هذه الضمانات أبدًا إلى بولندا، أو جمهوريات البلطيق، أو تشيكوسلوفاكيا، أو المجر، أو رومانيا، أو بلغاريا، وذلك لأنه في وقت الكشف عنها، لم يكن غورباتشوف أو بوش الأب يتصوران احتمال خروج هذه الدول من حلف وارسو.

لكن دعونا الآن نحول انتباهنا إلى حلف شمال الأطلسي في وضعه الحالي؛ فهو الآن ليس تحالفاً هائلاً، ويتميز بانخفاض التدريب العسكري وعدم تطوير أنظمة أسلحة جديدة. عندما قال وكيل وزارة الدفاع والتر سلوكومب: "إن حلف شمال الأطلسي ليس تحالفاً ضد روسيا"، كان على حق في الأساس، حيث لم يعد حلف شمال الأطلسي يشكل تهديداً كبيراً لأي أحد. وكان أداؤه في أفغانستان بعيداً عن الإعجاب. أما الصراع في أوكرانيا فهو ليس إلا دليلا إضافيا على محدودياته. وفي عام 2022، لم يحقق سوى ستة أعضاء أوروبيين في حلف شمال الأطلسي هدف الحلف الضئيل المتمثل في تخصيص 2% من ناتجهم المحلي الإجمالي للإنفاق الدفاعي.

وفي هذه الأثناء، تعمل روسيا على تحديث وتوسيع قواتها البرية. ويزعم لين وشوارتز أن الولايات المتحدة وسعت طموحاتها الجيوسياسية والأيديولوجية بهدف تعزيز هيمنتها في أوروبا من خلال توسع الناتو. ولكن تركيا، التي منعت انضمام السويد إلى الحلف لعدة أشهر، أو المجر المتمردة، من الممكن أن تستخدم كدليل على العكس.

إن أكثر ما يزعجني في هذا المقال هو الفكرة الضمنية التي مفادها أن الروس يختلفون بشكل جوهري عن بقية العالم. وأرى أنه من الأجدر أن نرسخ فكرة استمرار الولايات المتحدة في دعم أوكرانيا، بدلا من تحميل الولايات المتحدة المسؤولية عن الحرب الروسية الأوكرانية.  

المصدر: ناشيونال إنترست

 

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا جورج بوش حلف الناتو دول البلطيق فلاديمير بوتين وارسو الولایات المتحدة حلف شمال الأطلسی فی أوکرانیا من خلال

إقرأ أيضاً:

التصعيد يعود لشرق الكونغو وقلق من تمدد الحرب.. هل انهار اتفاق السلام؟

عاد التوتر من جديد إلى شرق الكونغو الديمقراطية وذلك بعد أقل من أسبوعين من توقيع اتفاق سلام وُصف بـ"التاريخي" في واشنطن بين الرئاسيان الكونغولي فيليكس تشيسيكيدي، والرواندي بول كامي برعاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

فقد وقع البلدان يوم 4 كانون الأول/ ديسمبر الجاري في واشنطن اتفاق سلام برعاية أمريكية يهدف إلى إنهاء سنوات من التوتر والصراع في شرق الكونغو والحيلولة دون تحوله إلى حرب إقليمية.

ونص الاتفاق على تعهد الكونغو بتفكيك جماعات المتمردين الروانديين مقابل التزام رواندا بوقف دعمها لحركة "إم 23" وسحب قواتها من المناطق الحدودية، وإنشاء آلية مشتركة لتبادل المعلومات الاستخباراتية والتنسيق الأمني.

"إم23" تشعل التوتر من جديد
لكن حركة "إم23" المتمردة والمدعومة من رواندا، أشعلت التوتر من جديد بشرق الكونغو الديمقراطية وأعادت الصراع بين كينشاسا (عاصمة الكونغو الديمقراطية) وكيجالي (عاصمة رواندا)، إلى الواجهة وسط قلق متصاعد من أن يتطور الصراع إلى حرب إقليمية.

فقد شنت الحركة المتمردة هجمات على عدة مناطق بشرق الكونغو، ما أسفر عن اندلاع اشتباكات بين عناصر الحركة والجيش الكونغولي المدعوم بآلاف الجنود البورونديين في جنوب كيفو.

وسيطر مقاتلو الحركة على مدينة أوفيرا في إقليم جنوب كيفو وانتشروا في شوارع المدينة التي توصف بالاستراتيجية لوقوعها على ضفاف بحيرة تانغانيقا، فضلا عن موقعها على الطريق الحدودي مع بوروندي.


اتهامات بجر المنطقة للحرب
وفي تصعيد أمريكي واضح اتهمت واشنطن بشكل صريح رواندا بجر المنطقة للحرب وانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار، وتعهدت باتخاذ إجراءات لفرض احترام الاتفاق.

وقال السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة مايك والتز خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي إنه "بدل إحراز تقدم نحو السلام تجر رواندا المنطقة إلى مزيد من عدم الاستقرار والحرب".

وأضاف: "لدينا معلومات ذات مصداقية عن زيادة في استخدام مسيّرات انتحارية ومدفعية من جانب إم 23 ورواندا، بما في ذلك تنفيذ ضربات في بوروندي".

كما اتّهم الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسيكيدي، رواندا بخرق التزاماتها، مضيفا: "رغم حسن نيتنا والاتفاق الذي تمّت المصادقة عليه أخيراً، من الواضح أن رواندا تخرق التزاماتها بالفعل".

وتعهد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بالرد على "انتهاك" رواندا اتفاق السلام، مضيفا في منشور عبر منصة إكس: " تشكل تصرفات رواندا في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية انتهاكا واضحا لاتفاقات واشنطن التي وقعها الرئيس ترامب، وستتخذ الولايات المتحدة إجراء لضمان الوفاء بالوعود التي قطعتها للرئيس".

شبح انفجار إقليمي
وحذرت الأمم المتحدة من أن التطورات الجديدة في شرق الكونغو، تنذر بتوسع الصراع، ما قد تكون له تداعيات بالغة الخطورة على الاستقرار بالمنطقة.

وقال مسؤول عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة جان بيار لاكروا، إن هذا الهجوم الجديد "أيقظ شبح انفجار إقليمي لا يمكن تقدير تداعياته".

وأضاف: "الضلوع المباشر أو غير المباشر لقوات ومجموعات مسلحة تأتي من دول مجاورة إضافة إلى التحرك عبر الحدود للنازحين والمقاتلين يزيدان بشكل كبير خطر انفجار إقليمي".

وأبدى المسؤول الأممي خشيته من تفكك تدريجي لجمهورية الكونغو الديمقراطية بسبب اتساع سيطرة حركة "إم 23" على مزيد من الأراضي وإقامتها إدارات موازية.


اقتتال عنيف
وأفادت الأمم المتحدة أنها رصدت اقتتالا عنيفا مقاطعة كيفو الجنوبية، فيما يتدهور الوضع بشكل حاد جراء توقف المساعدات.

وقالت الأمم المتحدة في بيان نشرته عبر موقعها على الإنترنت إن نحو 70 شخصا قتلوا خلال الأيام الأخيرة وتشرد أكثر من 200 ألف آخرين وانقطعت المساعدات الإنسانية عن آلاف آخرين.

وأعلن برنامج الأغذية العالمي تعليق عملياته في جميع أنحاء جنوب كيفو شرق الكونغو، ما أدى إلى قطع الدعم الغذائي المنقذ للحياة عن 25 ألف شخص، وفقا لما ذكره نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق والذي قال للصحفيين في نيويورك: "تتقاسم الأسر المضيفة - التي تعاني أصلا من مستويات طارئة من انعدام الأمن الغذائي - ما تبقى لديها من طعام مع النازحين".

وأغلقت 32 مدرسة على الأقل في أوفيرا، تدعمها منظمة الأغذية العالمية، أبوابها لإيواء الأسر النازحة، ما ترك أكثر من 12 ألف طفل دون وجبتهم الساخنة اليومية الوحيدة. وحذرت منظمات الإغاثة الإنسانية من أن مخزونات الغذاء في المنطقة قد تنفد في غضون أسابيع إذا لم يتم استئناف الوصول إلى الإمدادات وتوفير التمويل.

تعدد اللاعبين يعقد المشهد
ويرى الصحفي المتابع للشؤون الأفريقية محمد الأمين عبدوتي، أن الاتفاق الموقع في واشنطن كان اتفاقا هشا، وبدى واضحا أن تطبيقه سيواجه جملة من الصعوبة.

ولفت في تصريح لـ"عربي21" إلى أن من يعرف تعقيد الصراع في شرق الكونغو الديمقراطية وتعدد للاعبين فيه وتباين أجندة هؤلاء اللاعبين يدرك صعوبة تطبيق الاتفاق.

وأضاف أن الهجمات التي نفذتها "إم23" والتصريحات التي صدرت عن المسؤولين الأمريكيين تؤكد أن اتفاق السلام انهار بالفعل وأن المشهد في شرق الكونغو عاد للمربع الأول.

وتابع: "ستشن حركة إم23 خلال الأيام القادم مزيدا من الهجمات، وستتبادل الأطراف الاتهامات بشأن خرق الاتفاق في ظل حالة الاحتقان الحالية والمتصاعدة".

وأكد أن تمدد الصراع إلى باقي مناطق الإقليمي وارد جدا، إذا لم يحصل ضغط دولي جدي على الأطراف لاحتواء تمدد هذا الصراع.

جذور الصراع
يعد الصراع بين الكونغو الديمقراطية ورواندا أطول صراع بمنطقة البحيرات الكبرى بأفريقيا، حيث بدأ التوتر بين البلدين منذ حقبة الاستعمار البلجيكي، لكنه تصاعد بشكل كبير على خلفية اتهام رواندا للكونغو بإيواء جماعات مسلحة معارضة لها.

واستمر هذا التوتر في التفاقم بعد أن اتهمت أيضا الكونغو الديمقراطية، رواندا، بدعم "حركة 23 مارس" (M23) ومحاولة احتلال أراضيها الغنية بالمعادن مثل الذهب وغيره.

وتأسست هذه الحركة (M23) سنة 2012 على يد منشقين عن الجيش الكونغولي، بحجة أن الحكومة المركزية في العاصمة كينشاسا لم تف بالتزاماتها معهم وفقا لاتفاقية سلام أبرمتها معهم عام 2009 وأنهوا بموجبها تمردهم وانضموا إلى القوات المسلحة للبلاد.

وتمكنت الحركة خلال السنوات الأخيرة من السيطرة على العديد من المناطق في الكونغو الديمقراطية، خصوصا في شرق البلاد الذي تنتج مناجمه كميات كبيرة من الذهب، بالإضافة إلى العديد من المعادن الأخرى.

وتقول الحركة، إنها تدافع عن مصالح "التوتسي" خاصة ضد "مليشيات الهوتو العرقية" مثل القوات الديمقراطية لتحرير رواندا التي أسسها "الهوتو" الذين فروا من رواندا بعد مشاركتهم في حملة إبادة جماعية عام 1994 لأكثر من 800 ألف من "التوتسي".

وعلى مدى السنوات الماضية ظلت كينشاسا (عاصمة الكونغو) تؤكد أن رواندا تسعى إلى نهب مواردها الطبيعية، لكن الأخيرة تنفي وتتحدث عن التهديد الذي تشكّله الجماعات المسلحة المعادية لها في شرق جمهورية الكونغو، خصوصا تلك التي أنشأها زعماء من الهوتو، وتعتبرهم مسؤولين عن الإبادة الجماعية للتوتسي في رواندا عام 1994.

ومطلع العام الجاري تصاعدت حدة الصراع في شرق الكونغو الديمقراطية، ما تسبب في نزوح مئات الآلاف من السكان إلى بلدان مجاورة.

وخلف هذا الصراع خلال السنة الحالية فقط أكثر من 7 آلاف قتيل، كما أنه تسبب في عمليات لجوء ونزوح واسعة، فضلا عن تداعياته الاقتصادية والصحية.

وتعد منطقة شرق الكونغو ساحة صراع تتداخل فيها عوامل داخلية وإقليمية، وتنتشر فيها جماعات متمردة ومليشيات محلية تسعى للسيطرة على الموارد الطبيعية، خاصة المعادن.

مقالات مشابهة

  • أمريكا ترامب وصدام حضارات مع أوروبا
  • علماء للجزيرة نت: أصول القطط المنزلية ترجع إلى شمال أفريقيا
  • التصعيد يعود لشرق الكونغو وقلق من تمدد الحرب.. هل انهار اتفاق السلام؟
  • ويتكوف يزور برلين لبحث حرب أوكرانيا وقادة أوروبا يطالبون بضمانات
  • هل ستصادر أمريكا المزيد من أصول النفط الفنزويلية؟.. ترامب يرد
  • ترامب: غزو أوكرانيا يشبه فوز أمريكا في مباراة الهوكي معجزة على الجليد
  • رويترز: الولايات المتحدة تسعى لنشر قوات دولية في غزة مطلع العام المقبل
  • أوكرانيا تعلن استعادة بلدتين من الجيش الروسي قرب مدينة استراتيجية
  • أكد عدم اطلاعهم عليها بعد.. مسؤول بالكرملين: قد لا نرحب بالمقترحات الأمريكية الأخيرة بشأن الصراع في أوكرانيا
  • صدع يضرب ضفتي الأطلسي| ترامب يهدد بالتصعيد ضد أوروبا.. وقادة القارة العجوز يتعهدون بالاستقلال عن واشنطن