«صحة الشيوخ» توصي بتكثيف حملات التوعية بطرق الاستخدام الرشيد للمضادات الحيوية
تاريخ النشر: 5th, February 2024 GMT
عقدت لجنة الصحة والسكان بمجلس الشيوخ اجتماعا برئاسة النائب الدكتور حسين خضير وكيل اللجنة، وبحضور الدكتور عمرو حجاب، وكيل اللجنة، النائب الدكتور أسامة فهيم أمين سر اللجنة، لمناقشة الاقتراح برغبة المقدم من النائب محمد السباعي بشأن «بيع المضادات الحيوية في الصيدليات إلا بوصفة طبية».
قبل اكتشاف المضاد الحيوي الأول منذ حوالي قرن كان هناك العديد من الوفياتوأوضح النائب محمد السباعي، مقدم الاقتراح برغبة، أنه قبل اكتشاف المضاد الحيوي الأول منذ حوالي قرن كان هناك العديد من الوفيات، نتيجة إصابتهم بأمراض بسيطة أو جروح طفيفة، وذلك بسبب افتقار الأطباء للأدوات اللازمة لمعالجة أشكال العدوى البكتيرية، وكان لاكتشاف المضادات الحيوية تأثيرا جذريا غير وجه الطب، ولكن هذا التأثير يخفت بسرعة شديدة اليوم، إذ إن البكتيريا تزداد مقاومة للمضادات الحيوية، لأن للبكتيريا قدرة على التكيف مع البيئات الجديدة، شأنها شأن كل الكائنات الحية، وفي كل مرة تتعرض فيها البكتيريا للمضادات الحيوية، ثمة احتمال بسيط أن تتكيف معها وتعيش رغما عنها، وأنه في حال تركت مقاومة مضادات الميكروبات بدون عمل تداخلات للحد منها، فإن الجائحة التالية التي سنواجهها يمكن أن تكون بكتيرية والتي تسمى «الجائحة الصامتة»، لعدم توفر الأدوية اللازمة لعلاجها.
وأشار النائب محمد السباعي إلى أن إنتاج المضادات الحيوية خلال السنوات الأخيرة قليل جدا، بسبب عدم قدرة الشركات العالمية على التصنيع في هذا المجال، نظرا لتزايد قدرة الميكروبات على مقاومة المضادات بسرعة تفوق قدرة الشركات على ابتكار الأدوات اللازمة لمكافحتها ومنظمة الصحة العالمية تقدر أنه إذا استمرت التطورات الحالية في هذا الشأن، فإنه قد يموت بسببها 10 ملايين شخص كل عام بحلول 2050، مما يجعل مقاومة مضادات الميكروبات أكثر خطورة من أمراض داء السكري، والسل، وفيروس نقص المناعة البشري (الإيدز) مجتمعة.
وأكد السباعي ضرورة مراجعة الاستراتيجية الوطنية التي أطلقتها وزارة الصحة يوم الاثنين 8 نوفمبر 2023 لترشيد استخدام مضادات الميكروبات، والتي لا تحقق الأهداف التي نأملها في ترشيد استخدام المضادات الحيوية، وتجريم بيعها دون وصفة طبية.
ومن جانبها أوضحت الدكتورة شيماء فؤاد-مدير عام الصيدلة الإكلينيكية بوزارة الصحة، أن الوزارة أطلقت الخطة التنفيذية لمكافحة المقاومة لمضادات الميكروبات، والذي يسعى إلى تشجيع الاستخدام الرشيد للمضادات الحيوية، وتعزيز جهود مراقبة مقاومة مضادات الميكروبات، والارتقاء بمستوى الالتزام بمعايير مكافحة العدوى، من خلال التعاون بين المواطنين ومقدمي خدمات الرعاية الصحية، وأنه يتم حالياً تكثيف الجهود والتنسيق بين كافة القطاعات والإدارات المعنية بالوزارة، لتحقيق المستهدف، والحد من الميكروبات المقاومة لمضادات الميكروبات، وذلك بالتنسيق مع وزارات التعليم العالي، والزراعة والبيئة، للتركيز على التثقيف ورفع مستوى معرفة المواطنين ومقدمي الخدمات الطبية، بالاستخدام الرشيد لمضادات الميكروبات، إلى جانب تعزيز مراقبة مقاومة مضادات الميكروبات لرصد انتشارها في المجتمع ومرافق الرعاية الصحية، لتحديد اتجاهات مقاومة مضادات الميكروبات، والإستراتيجيات الفعالة لمكافحتها.
واستعرضت الدكتور رشا زيادة -مساعد رئيس هيئة الدواء المصرية، جهود الهيئة الخاصة بمقاومة مضادات الميكروبات، والتي تتمثل في: متابعة مراقبة استهلاك مضادات الميكروبات؛ حيث انضمت الهيئة إلى منصة النظام العالمي لترصد ومراقبة استهلاك مضادات الميكروبات GLASS- AMC منذ عام 2020، ويتم حساب معدلات استهلاك مضادات الميكروبات على المستوى الوطني سنويا الأمر الذي يسهم في اتخاذ القرارات وتطوير السياسات واللوائح لمضادات الميكروبات، وكذلك التعاون مع المؤسسات الدولية ومؤسسات الدولة للعمل على مواجهة هذا التهديد والتخفيف من عواقبه؛ حيث تعد هيئة الدواء المصرية عضوا في الشبكة الدولية للوكالات التنظيمية لمكافحة مقاومة مضادات الميكروبات RAGNA والتي تسعى إلى تبادل الخبرات وصياغة المقترحات المختلفة بشأن مقاومة مضادات الميكروبات من منظور صحي واحد.
كما أن هيئة الدواء المصرية تبنى محور التوعية بمقاومة مضادات الميكروبات، والذي يعد أحد الركائز الأساسية في خطة مقاومة مضادات الميكروبات وتقنين صرفها؛ حيث تعمل الهيئة على التوعية والتدريب للفئات المختلفة كحملة (خليك واعى بلاش مضاد حيوي بدون داعى)؛ كما تسعى إلى تعزيز قاعدة المعرفة والأدلة؛ من خلال إصدارات اللجنة القومية للاستخدام الرشيد لمضادات الميكروبات "المشكلة بهيئة الدواء المصرية"، والتي تضم جهات مختلفة مثل وزارة الصحة والسكان، وزارة التعليم العالي، والهيئة العامة للرعاية الصحية، ومنظمة الصحة العالمية، بالإضافة إلى الخبراء من عدة جهات؛ حيث تهدف إلى الحد من الاستخدام غير الآمن وغير الرشيد للمضادات الميكروبية؛ بما ينعكس إيجابا على المريض المصري.
مقاومة المضادات الحيوية آخذة في الارتفاع إلى مستويات خطيرةومن جانبهم أوضح أعضاء اللجنة أن مقاومة المضادات الحيوية آخذة في الارتفاع إلى مستويات خطيرة بأنحاء العالم كافة، وهي تهدد قدرتنا على علاج الأمراض المعدية الشائعة، ويوجد قائمة متزايدة من عدوى الالتهابات - مثل الالتهاب الرئوي والسل وتسمم الدم والسيلان- التي أصبح علاجها أصعب، بل مستحيل أحياناً، بسبب ضعف قدرة المضادات الحيوية على العلاج، وتؤدي إساءة استعمال المضادات الحيوية والإفراط في استعمالها إلى تسريع وتيرة مقاومتها جنباً إلى جنب مع تردي الوقاية من عدوى الالتهابات ومكافحتها، ويمكن اتخاذ خطوات على جميع مستويات المجتمع للحد من تأثير تلك المقاومة وتقييد نطاق انتشارها والذي يزداد في الحالات التي يتنسى فيها شراء تلك المضادات من دون وصفة طبية لأغراض الاستعمال البشري أو الحيواني، وأوضح سيادتهم أنه إذا لم نعجّل في اتخاذ الإجراءات اللازمة لإدارة هذه القضية الحيوية والاستفادة من تطبيق منظومة التأمين الصحى الشامل في الحد من الاستخدام العشوائى للمضادات الحيوية، فإننا مقدمون على عصر ما بعد المضادات الحيوية الذي يمكن أن تصبح فيه عدوى الالتهابات الشائعة والإصابات الطفيفة قاتلة مرة أخرى
وفى نهاية الاجتماع أوصت اللجنة بالآتي: التنسيق بين كافة جهات الدولة المعنية لتكثيف حملات التوعية المجتمعية من خلال وسائل الاعلام المختلفة، وإصدار الرسائل التوعوية بطرق الاستخدام الرشيد للمضادات الحيوية لتجنب أضرارها المستقبلية على الصحة العامة.
الإسراع من وتيرة تطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل على مستوى الجمهورية بما يسهم في تقييد الاستخدام العشوائى للمضادات الحيوية دون وصفة طبية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: التأمين الصحي الشامل المضادات الحيوية الصحة التأمين الصحي مقاومة مضادات المیکروبات لمضادات المیکروبات الاستخدام الرشید للمضادات الحیویة المضادات الحیویة الدواء المصریة
إقرأ أيضاً:
الرعاية الصحية: حماية صحتنا تتم من خلال طريقة استخدامنا للدواء
قالت الدكتورة أسماء فكري منسق برنامج الاستخدام الأمثل لمضادات الميكروبات بهيئة الرعاية الصحية، إن حفظ الحياة يبدأ من وعي صغير سواء كان فكرة أو كلمة أو تصرف صح في وقته الصح، مشيرة إلى أن أعظم الطرق لحماية صحتنا ليست بالدواء ولكن بطريقة استخدامنا للدواء، موضحة أن الهيئة بدأت استخدام تفعيل برامجها منذ 2021، وأن برنامج الاستخدام الأمثل لمضادات الميكروبات يعد برنامجا استراتيجيا يدعم الجهود العالمية والوطنية منذ 2018.
وأشارت فكري، خلال مداخلة عبر قناة اكسترا نيوز، إلى أن العمل خلال العامين الأخيرين ركز على تتبع أنماط الاستهلاك ومعرفة المضادات الأخطر التي يتم وصفها ومستويات الإتاحة أو الرقابة أو التقييد، إلى جانب تعزيز دور المعامل والمزارع في التأكد من توافق المضاد الحيوي مع نتيجة المزرعة، مؤكدة أن الهيئة تعمل بالتنسيق مع مختلف الهيئات الصحية لرصد مستويات مقاومة الميكروبات على مستوى الجمهورية.
وحول فعاليات الأسبوع العالمي لمضادات الميكروبات، أوضحت «فكري» أن الحملة ترتكز على 4 محاور، أولها تدريب الطواقم الطبية من أطباء وصيادلة وتمريض وأخصائيي مكافحة عدوى ومايكروبيولوجي، بإجمالي مستهدف يصل إلى 4000 فرد، للتدريب على البروتوكولات الحديثة وأنماط الاستهلاك، بالإضافة إلى أنه «إمتى أوصف المضاد الحيوي»، لافتة إلى أن المحور الثاني فيركز على حملات التوعية للمرضى بنسبة تغطية 95% وبمستهدف 10 آلاف مريض، عبر أنشطة تفاعلية داخل ساحات الانتظار لتبسيط مفاهيم مقاومة الميكروبات وخطورة إيقاف الجرعات أو استخدام مضادات دون وصفة.