في عالم سريع ومتغير.. هل يمكن الحفاظ على الصداقة مدى الحياة؟
تاريخ النشر: 7th, February 2024 GMT
كثيرة هي الصور الضاحكة للأصدقاء عبر مواقع التواصل، كما تحتل منشورات دعم الأصدقاء هي الأخرى مساحة هائلة في المنشورات اليومية لأغلب المتابعين، لكن الغريب أن الوجوه تتغير كل فترة، وأن أصدقاء صورة اليوم ليسوا هم الأشخاص في الصورة المنشورة بعد فترة، تتشابه الصفات والكلمات بينما يختلف الأشخاص.
ولكن هل تعتقد في وجود صداقة أبدية؟ تجيب التجارب بالنفي، لا ديمومة في العلاقات، ولا صداقة تستمر كما بدأت للأبد، ليس ضروريا أن يكون أحد طرفي الصداقة مخطئا حتى تنتهي العلاقة، في بعض الأحيان تكون النهاية حتمية وأفضل للطرفين، لكن سوء الفهم والحدود غير المعروفة دائما ما يؤديان إلى مشكلات ينتج عنها تآكل تلك الصداقة بالتدريج بديلا عن نهاية سريعة بحدث واحد ومحدد.
تجيب المعالجة النفسية جينفر جيرلاخ، في مقال أوردته بموقع سيكولوجي توداي، أنها من خلال عملها التقت بالكثير من الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الصداقات، يشعرون دائما بالوحدة بسبب انتهاء صداقتهم التي طالما اعتبروها أبدية، تقول جينفر "إن الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 17 و21 عاما، معرضون بشكل خاص للتحول في الصداقات".
بالطبع هذا أمر مرهق عندما يتعلق الأمر بالصديق المقرب، وفي محاولة منها لمساعدة هؤلاء الشباب وضعت المعالجة النفسية 6 أسئلة من شأنها أن تحافظ على الصداقة:
كيف حالك؟سؤال من كلمتين، بسيط وسهل، لكن هذا السؤال العرضي يحمل الكثير من الأهمية، خاصة حين يكون هذا التواصل في الأوقات المهمة للطرف الآخر، مثل الذكرى السنوية لوفاة مقرب له، أو بعد شهور من ولادة طفل جديد مع مراعاة كيف تكون الظروف النفسية حينها.
هذا الاهتمام يوطد من قوة الصداقة، فلا معنى لسؤال "كيف حالك" وجميع الأحوال جيدة، لكن القيمة الحقيقية للسؤال تبدأ عند الأوقات الصعبة.
"هل أنت مستعد للحديث حول .."يفضل البعض الصمت في الأوقات الصعبة، ومع ذلك فإن جزءا من الصداقة هو مشاركة الصعوبات التي نتعرض لها في الحياة، والمفتاح الذي يسهل الولوج لهذا الباب هو السؤال عن الاستعداد للتحدث معك حاليا عن شيء تمر به دون أن يشعر الطرف المأزوم أنه يطلب دعما أو ينتظر تعاطفا أو يلقي بمشاكله على الآخرين.
ما الوقت المناسب للاتصال؟فرضية أننا أصدقاء مقربون وبالتالي متاح لنا الاتصال في أي وقت، قد تشكل ضغطا متواصلا على طرفي الصداقة، بوجود حدود وخطوط فاصلة بسؤال مباشر من الممكن أن يوفر الكثير من المضايقات ليس من السهل التعبير عنها.
ماذا يمكنني أن أفعل لأكون بجانبك؟في بعض الأحيان نعلم أن شخصا ما يعاني، لكن لا نعرف كيف نساعده. إن مطالبة شخص إخبارنا إذا كان هناك طريقة يفضلها للمساعدة.
هناك شيء أعتقد أننا نحتاج للحديث عنهلا وجود لعلاقة بالعالم تخلو من الصراع، المشاكل جزء مهم من دورة حياة العلاقة، والتعامل مع الصراع بالحديث عنه والتعامل معه دون أن يتحول الأمر لمشكلة أو قطيعة، من الأشياء التي تنجو بالعلاقة من الهاوية الحتمية إذا استمر الصمت والتجاهل هو مستوى التعامل في الصراعات.
لا تدع علاقة الصداقة تسقط في فخ الطاقة السلبية طيلة الوقت، ليصبح محور لقاءكما هو الحديث عن السلبيات والأزمات التي تمر بكل منكما، لكن امنحا أيضا بعض الوقت للطاقة الإيجابية والحديث عن الأمور الجيدة التي تمر بكما، سواء في العلاقات الخاصة أو العمل أو أي إنجاز يحققه أحدكما.
الأسئلة السابقة وضعتها جينفر جيرلاخ للحفاظ على الصداقة، لكن ماذا عن هدمها والتصرفات التي تسيء إليها ولا يعترف بها صديقك قبل انفصالك عنه؟
كيف يؤدي انهيار الصداقة لفقدان ثقتك بالآخرين؟تحكي منال حسين (38 عاما) عن الصداقة التي استمرت أكثر من 50 عام، بين أمها وصديقتها، "في وقت سابق سقطت أمي على الأرض، وتسبب سقوطها في خضوعها لعملية جراحية دقيقة لعلاج كسر في الفخذ، في تلك اللحظات كانت صديقة أمي ذات الـ70 عاما تجلس على كرسي في المشفى لا تغادره حتى تطمئن على صديقة عمرها"، بينما تتذكر منال، التي تعمل معلمة بإحدى المدارس، الوقت الذي انقطعت فيه علاقتها بصديقتها المقربة بعد أن وصفتها بأبشع الصفات على موقع التواصل الاجتماعي عقب خلاف بينهما.
انتهاء الصداقة بين منال وصديقتها المقربة بعد علاقة طويلة استمرت قرابة 8 سنوات، جعلها تفقد الثقة في نفسها، وبدأت رحلة من العلاج النفسي لتوقف شعورها السلبي تجاه نفسها وفقدان ثقتها في الآخرين.
توضح الطبيبة النفسية سارة حبيب، أخصائية الطب النفسي، للجزيرة نت، الأسباب الأكثر شيوعا لانهيار الصداقات حاليا، وهي الأسباب التي قد لا يراها البعض تستحق، مثل مشاركة أحاديث خاصة ومعلومات لآخرين، ربما يقدم الصديق تبريرا منطقيا على تلك الفعلة، لكنه يبقى في نظر صديقه غير جدير بالثقة وبالتالي يزداد الشعور بعدم الارتياح.
وتضيف حبيب "الغياب في الأحداث الهامة، والصديق الذي لا يدعمك بوجوده في ترقيتك أو زفافك أو المواقف المؤلمة، تعد من أهم الأسباب التي يشعر الطرف الآخر فيها أنه بلا أهمية وهذا يؤدي إلى نوع من التباعد العاطفي".
تضيف حبيب أيضا أن عدم الاعتراف بالخطأ والاعتذار عن فعل مؤذ هو من أكثر الأسباب التي تتكرر عند الحديث عن فقدان الصداقات، والشعور بالتجاهل ورفض الاعتراف يؤدي بالضرورة إلى التشكيك في العلاقة من أساسها.
لماذا أنا؟الأسوأ دائما ما يحدث عندما يبدأ طرف في سؤال نفسه "لماذا أنا؟" ويمكن لصدمة مثل صدمة انتهاء الصداقة أن تتسبب في معتقدات سلبية حول الذات، وتدفع شعورنا بالأمان والثقة نحو هاوية لا مستقر لها.
تقول سارة حبيب "يجب عدم رفع التوقعات في الصداقة، والحفاظ على نسبة من الاحتمالات التي تجعلنا قادرين على التأقلم مع المواقف السلبية التي ربما تأتي وتؤثر على الصداقة، كما أن الصداقات من المفضل أن تكون بين أشخاص متكافئي التجارب والظروف وبينهم الكثير من المبادئ المشتركة، بالطبع ليس هناك شخص يشبه الآخر تماما، لكن الوقوف على قاعدة واحدة من المبادئ العامة قد يضمن أن تستمر الصداقة لفترة أطول مهما مرت بها العواصف".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: على الصداقة
إقرأ أيضاً:
تحذيرات علمية أم تنبؤات فلكية؟.. زلزال اليونان يُعيد الجدل حول عالم الزلازل الهولندي
في الساعات الأولى من صباح الأربعاء 14 مايو 2025، ضرب زلزال بقوة 6.4 درجة على مقياس ريختر منطقة جزيرة كريت جنوب اليونان، وشعر به سكان القاهرة الكبرى وعدة محافظات في مصر، دون تسجيل أضرار أو إصابات.
المعهد القومي للبحوث الفلكيةوبحسب المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، وقع الزلزال على بعد 431 كيلومترًا شمال مدينة رشيد بعمق بلغ 76 كيلومترًا، واستمرت الهزة أقل من 20 ثانية. وفيما وصفه البعض بأنه "زلزال منتصف الليل"، سادت حالة من الذعر المحدود بين السكان، خاصة أن الهزة الأرضية كانت واضحة رغم بعدها الجغرافي عن مصر.
الهزات الارتدادية وتطمينات رسميةأكد الدكتور شريف الهادي، رئيس قسم الزلازل بالمعهد، أن الزلزال هو الهزة الرئيسية، موضحًا أن أي توابع محتملة ستكون أضعف. وأشار إلى أن الزلزال رغم قوته لم يمثل خطرًا على الأراضي المصرية، وأن الشبكة القومية للزلازل تتابع الموقف لحظة بلحظة.
في الوقت ذاته، تم رصد هزات ارتدادية خفيفة في مناطق مثل شمال مرسى مطروح بقوة 4.2 و2.6 ريختر، لكنها لم تكن محسوسة على نطاق واسع.
فرانك هوغربيتس.. بين التحذير والجدل
وسط هذه التطورات، عاد إلى الواجهة اسم فرانك هوغربيتس، عالم الزلازل الهولندي المثير للجدل، الذي نشر فيديو عبر حسابه على "يوتيوب" قبل نحو 10 ساعات فقط من وقوع الزلزال، تحدث فيه عن "أيام حرجة زلزاليًا" بين 15 و17 مايو، مستندًا إلى ما وصفه بـ "الهندسة الكوكبية".
هوغربيتس أشار في الفيديو إلى أن الفترة الحالية تشهد ما سماه بـ "تقارب كوكبي استثنائي" شبيه بما حدث قبل زلزال تركيا المدمر في فبراير 2023، الذي تجاوزت قوته 7.8 ريختر. ورغم أنه لم يذكر مصر أو اليونان تحديدًا، فقد اعتبر متابعوه أن الفيديو يتضمن "تحذيرًا مبكرًا غير مباشر" لما وقع.
تحذيرات غير مدعومة علميًا؟تحليلات وتحذيرات هوغربيتس تثير انقسامًا واسعًا داخل المجتمع العلمي. العديد من العلماء يتهمونه بنشر "تنبؤات زلزالية غير دقيقة"، حيث لا يستند إلى نظريات جيولوجية مثبتة، بل إلى ما يُعرف بـ "الهندسة الفلكية"، وهو مفهوم غير معترف به في الأوساط الأكاديمية المتخصصة بالزلازل.
في مصر، قال الدكتور شريف الهادي تعليقًا على التنبؤات غير الرسمية:
"لا توجد أي طريقة علمية حتى الآن للتنبؤ بموعد أو موقع الزلازل بدقة، وكل ما يُثار من اجتهادات لا يقوم على أساس جيولوجي سليم."
في اليوم السابق لوقوع زلزال كريت، كتب هوغربيتس منشورًا جديدًا على منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، حذر فيه من احتمال نشاط زلزالي خلال الأيام المقبلة في مناطق تشمل:
المحيط الهندي، باكستان، أفغانستان، والهند.
وقال في الفيديو الأخير:
"من 15 إلى 19 مايو، قد نشهد نشاطًا زلزاليًا كبيرًا جدًا. هناك هندسة كوكبية حساسة، وإذا تكررت ظروف مشابهة لما رأيناه في فبراير 2023، فقد نشهد زلازل تفوق 8 درجات، وهو أسوأ سيناريو ممكن."
رغم تقاطع توقيت تحذير هوغربيتس مع وقوع الزلزال، لا تزال الأوساط العلمية تؤكد أن الزلازل لا يمكن التنبؤ بها بدقة، وأن أي تقارب في التواريخ لا يُعد دليلًا علميًا، بل قد يكون مجرد مصادفة زمنية.
ومع أن بعض المتابعين يعتبرون تحذيراته "دقيقة جزئيًا"، فإن الخبراء يشددون على أن مثل هذه التنبؤات قد تثير الهلع دون فائدة حقيقية، في ظل غياب الأدلة العلمية الداعمة.
أهمية التوعية.. لا التهويل
وبينما يتصاعد الجدل حول التحذيرات غير الرسمية، تبقى الحقيقة الثابتة أن الاستعداد المجتمعي والتوعية هي السلاح الأهم في مواجهة مخاطر الزلازل، مهما كان مصدرها أو توقيتها.
في هذا السياق، نشرت المعاهد الجيولوجية في مصر واليونان إرشادات للتصرف الآمن أثناء الزلازل، مشددة على أهمية:
البقاء في أماكن آمنة.عدم استخدام المصاعد.تجنب الهلع والتصرف بهدوء.متابعة التعليمات الرسمية فقط.