إعداد: عمر التيس تابِع إعلان اقرأ المزيد

ها نحن في الأمتار الأخيرة والحاسمة في كأس الأمم الأفريقية، حيث تجرى الأربعاء مباراتا نصف النهائي:  "أولاد" جنوب أفريقيا يتحدون "نسور" نيجيريا الخارقة انطلاقا من السادسة مساء بتوقيت باريس على ملعب السلام في بواكي، ويواجه منتخب ساحل العاج "العائد من الموت" الكونغو الديمقراطية "الفهود" الذي تقدم بثبات في المسابقة على ملعب الحسن واتارا في شمال أبيدجان في الساعة التاسعة مساء.

ويلعب الفائزان في نهائي البطولة الأحد على ملعب الحسن واتارا، فيما يلعب الخاسران السبت لتحديد المركز الثالث على ملعب فيليكس هوفوات-بوانيي في وسط أبيدجان.

ساحل العاج.. "عدنا من الموت" والآن الهدف هو اللقب

بعد فضيحة الخسارة أمام غينيا الاستوائية برباعية في آخر مباراة من دور المجموعات، كانت "أفيال ساحل" العاج منطقيا خارج المسابقة إلا أن القدر جعلها تنتظر آخر مواجهات المجموعة السادسة بين المغرب وزامبيا لتضمن مكانها كأفضل ثالث.

وبالرغم من ضمان التأهل، لم يكن كثيرون يراهنون على وصول أبناء المدرب إيميرس فاييه -الذي حل بديلا للفرنسي جان لويس غاسيه المستقيل بعد الهزيمة المدوية- إلى هذه المرحلة من المسابقة. لكن "الأفيال" التي عادت من الموت شقت طريقها الوعر بالفوز على منتخبين من بين الأفضل في هذه الدورة، السنغال حاملة اللقب في ثمن النهائي ومالي العنيدة في ربع النهائي بعد مباراتين سجل فيهما "الأفيال" هدفا في نهاية كل مباراة على التوالي (الدقيقة 90، والدقيقة 120).

وأشاد فاييه بعد لقاء مالي بلاعبيه الذين  "لم يستسلموا، وبروح النصر تلك التي دفعتنا للبحث عن إحراز البطولة واللقب". وأضاف "قلت للاعبين أننا متنا بعد الخسارة أمام غينيا الاستوائية، وقمنا من جديد بعد مباراة المغرب مع زامبيا (ساهمت نتيجتها بتأهل ساحل العاج)".

اقرأ أيضاكأس الأمم الأفريقية: "المعجزة لا تنزل من السماء وإنما من صنع اللاعبين" في ساحل العاج

الآن، بات "الأفيال" أكثر تشبثا بنيل لقب البطولة التي تجرى على أرضهم وتلك هي قناعة جماهيرهم التي خرجت للشوارع ثلاث مرات احتفالا بالمرور العسير للأفيال إلى الأدوار الأعلى.

ما تغير في نسخة "الأفيال" مع فاييه مقارنة بالدور الأول هو صلابة أكبر وإصرار أكثر على الفوز بعد التأخر في النتيجة مرتين. وبات "الأفيال" أكثر توازنا دفاعيا بالرغم من خضوعهم لإيقاع لعب الخصوم الذي فرض عليهم في مراحل كثيرة من المباراتين السابقتين.

وكان لعودة سيباستيان هالر الملقب بالمطرقة إلى صفوف "الأفيال" بعد غيابه في الدور الأول للإصابة الأثر الطيب في خط الهجوم، مع مساهمته الفعالة بتمريرتين حاسمتين أمام أسود التيرانغا ونسور مالي. إضافة إلى عنفوان فوفانا سيسوكو، القلب النابض "للأفيال" الذي كسب قلوب العاجيين بأدائه السخي دفاعيا وهجوميا.

الكونغو الديمقراطية.. "ليست كأس المفاجآت بل كأس العمل"

"إنها كأس العمل وليست كأس المفاجآت"، بهذه العبارات رد مدرب الكونغو الديمقراطية الفرنسي سيباستيان ديسابر -الذي خبر ملاعب القارة السمراء أندية ومنتخبات- عن سؤال بشأن النتائج المفاجئة التي شهدتها الدورة.

وعندما نعود لمسيرة "الفهود" في المسابقة، نعلم بالفعل أنه منتخب مثابر وصل إلى هذا الدور بعد دور أول معقد عادل فيه النتيجة مرتين بعد أن كان متأخرا أمام المغرب وزامبيا قبل أن يضمن تأهله بتعادل سلبي أمام تنزانيا.

سيباستيان ديسابر مدرب الكونغو الديمقراطية في مؤتمر صحغي بأبدجان. 6 فبراير/شباط 2024. © بيار روني-فورمس/ إف أم أم

وفي ثمن النهائي، أجبرت "الفهود" المنتخب المصري -أحد المرشحين لنيل اللقب- على الاحتكام لركلات الجزاء حسمها الكونغوليون لصالحهم ليضمنوا مكانا في ربع النهائي تغلبوا فيه على منتخب "السيلي ناسيونال" الغيني (الفيل الوطني).

وباتت شهية زملاء المخضرم سيدريك باكامبو مفتوحة لحصد اللقب، وهو طموح مشروع بالنظر إلى القوة البدنية والانضباط التكتيكي بقيادة صاحب الشخصية القوية شانسيل مبيبيا، مدافع مرسيليا الفرنسي. وينتظر الكونغوليون أيضا أن يكرر مهاجم برنتفورد الإنكليزي يوان ويسا انطلاقاته السريعة التي أثمرت هدفا في ربع النهائي.

"الدفاع أولا" مع نيجيريا بيسيرو.. والبقية تأتي

في نصف النهائي الثاني على ملعب السلام بواكي، تواجه نيجيريا -التي تميزت بتوازنها وهدوئها منذ بداية البطولة- منتخب جنوب أفريقيا الذي نال إعجاب الجميع بطريقة لعبه الجماعية اقتداء بأفضل ناد في بلاد "البافانا بافانا"، صندوانز بطل الدوري الأفريقي.

في صفوف "النسور الخضراء الخارقة"، يؤكد المدرب البرتغالي جوزيه بيسيرو باستمرار أن هدفه هو "عدم استقبال الأهداف أولا" وهو أمر مستجد على لاعبي نيجيريا المعروفين منذ عقود بأسلوب لعبهم الهجومي. وكأن بالبرتغالي بيسيرو مؤمن أنه لا يمكن لأي منتخب أي يحصد اللقب دون دفاع حصين.

ولم تتلق شباك النيجيريين سوى هدف واحد في أول مباراة، فيما نجح زملاء "المقنع" فيكتور أوسيمهن في تسجيل ستة أهداف.

ومن شاهد مباريات نيجيريا في هذه الدورة يلاحظ أسلوب اللعب المتوازن والتزام الصبر للوصول إلى شباك المنافسين، في تغير كبير مقارنة بنسخ سابقة كانت فيه النسور الخضراء تسيطر على المباريات طولا وعرضا لكنها خرجت بخيبات متكررة بعد فوزها باللقب في 2013.

الكل على أهبة الاستعداد ????

من سينجح في التأهل إلى النهائي والمحاربة من أجل رفع الكأس؟ ????#TotalEnergiesAFCON2023 | #أمم_إفريقيا_2023 pic.twitter.com/6anE9O8A4L

— CAF - عربي (@caf_online_AR) February 6, 2024 جنوب أفريقيا.. اللعب الجماعي كلمة السر

بثمانية لاعبين من فريق صندوانز في التشكيلة الأساسية، قدم أبناء المدرب البلجيكي المخضرم هوغو بروس أداء جماعيا جميلا في الأدوار السابقة بالرغم من بداية متعثرة أمام مالي. وأحدث "البافانا بافانا" أكبر مفاجأة في المسابقة بإقصاء منتخب المغرب -المرشح الأبرز لنيل اللقب- من ثمن النهائي. قبل أن يتخطى الرأس الأخضر في ربع النهائي بركلات الترجيح.

يقول بروس بخصوص اعتماده على لاعبي الفريق الأصفر: "هم معتادون على اللعب سويا، هناك أمور تلقائية بينهم. المدافعون الأربعة من صنداونز، يتفاهمون جيدا جدا، وكمدرّب ليس هناك من عمل كبير لأقوم به (في هذا الإطار). الأمر مختلف إذا كان لديك أربعة لاعبين من أندية مختلفة، إذ يتعّين عليك العمل على الأشياء التلقائية. يخوضون سويا دوري أبطال أفريقيا، ما يعني امتلاكهم خبرة أوسع وأعلى مستوى من الدوري المحلي".

اقرأ أيضامن هو البلجيكي هوغو بروس المدرب الذي أنهى مشوار المغرب والركراكي في كأس الأمم الأفريقية؟

وأبرز لاعب تألق حتى الآن في صفوف "البافانا بافانا" هو دينامو وسط الميدان تيبوهو موكوينا إضافة إلى الحارس رونوين ويليامز الذي تصدى لأربع ركلات ترجيح من أصل خمسة أمام القروش الزرقاء، في رقم قياسي غير مسبوق على مستوى المسابقات الكروية الدولية في مختلف القارات.

اقرأ أيضاالحارس الجنوب أفريقي رونوين وليامس يكشف سر تصديه لركلات الترجيح

 

وسبق لبروس البالغ 71 عاما أن حقق كأس الأمم الأفريقية في 2017 مع الكاميرون ويأمل في إعادة نفس الإنجاز لكنه يقول "أعرف أن التتويج مرتين صعب جدا".

على الورق، تبدو نيجيريا وساحل العاج الأقرب للعبور للمباراة الختامية. لكن هذه النسخة من كأس الأمم الأفريقية بالذات أثبتت أن الحقيقة الوحيدة هي "الميدان" وليست التوقعات والتكهنات ولا حتى التاريخ. فمن سيكون في نهائي النسخة 34 من المسابقة؟ سنعرف الإجابة هذا المساء.

 

عمر التيس

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: كأس الأمم الأفريقية 2024 الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا ريبورتاج كأس الأمم الأفريقية جنوب أفريقيا نيجيريا ساحل العاج الكونغو الديمقراطية كأس الأمم الأفريقية 2024 للمزيد منتخب ساحل العاج منتخب جنوب أفريقيا منتخب نيجيريا الكونغو الديمقراطية للمزيد كأس الأمم الأفريقية 2024 كرة القدم رياضة الأردن الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا الکونغو الدیمقراطیة کأس الأمم الأفریقیة فی ربع النهائی ساحل العاج على ملعب من الموت

إقرأ أيضاً:

المشاط تجتمع بـ7 سفراء أفارقة لتعزيز التكامل الاقتصادي في مؤتمر «أفريقيا التي نريدها»

عقدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، اجتماعًا موسعًا مع 7 من سفراء الدول الأفريقية، شملت دول الجزائر، والكونغو الديمقراطية، ومالاوي، والكاميرون، وأوغندا، والسنغال؛ وذلك في إطار فعاليات المؤتمر الاقتصادي المصري الأفريقي الأول، الذي نظمته صحيفة «الأهرام إبدو» تحت عنوان «أفريقيا التي نريدها: تكامل وشراكة من أجل المستقبل».

وشهد اللقاء مناقشات حول جهود تحقيق التنمية في القارة والعلاقات المشتركة بين مصر والدول الشقيقة والصديقة من أجل مواجهة التحديات التي تواجه الدول الإفريقية، وتعزيز الترابط بين الدول من خلال مشروعات البنية التحتية المشتركة، وزيادة معدلات التبادل التجاري والاستثمارات المشتركة، وخلق شراكات فعالة بين القطاع الخاص.

تعاون مشترك

وأكدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، أن  الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، يُشدد باستمرار على دفع التعاون والتكامل مع دول القارة لخلق مستقبل اقتصادي مشترك، موضحة أن العمل الأفريقي المشترك السبيل الوحيد لمواجهة التحديات والصراعات وبناء نموذج تنموي يقوم على تبادل الخبرات.

سعر الدولار اليوم في مصر بمستهل تعاملات الأحد الصباحيةمع اقتراب رأس السنة.. سلامة الغذاء تكثف زياراتها للفنادق والمطاعم

وأضافت أن تحقيق التنمية في قارة أفريقيا يتوقف على توثيق الروابط والتكامل بين دول القارة التي تُعد تكتلًا اقتصاديًا غنيًا بالموارد قادر على القيام بدور محوري في الاقتصاد العالمي، مشيرة إلى أن مصر تحرص كل الحرص على بذل الجهد لوقف النزاعات والصراعات التي تعيق التنمية بدول القارة.

وأوضحت أن العلاقات التي تربط مصر بشركائها وأشقائها في قارة أفريقيا ليست مجرد رسائل دبلوماسية لكنها التزام فعالي بتعزيز العمل المشترك، من خلال نفاذ القطاع الخاص المصري للقارة عبر مشروعات بنية أساسية وتحتية هامة وتنفيذ مشروعات الربط مثل مشروع القاهرة كيب تاون، فضلًا عن التعاون المستمر لتبادل الخبرات مع دول القارة لإعداد دراسات الجدوى للمشروعات، وتعظيم الاستفادة من خبرات مصر في مجال التعاون الدولي والتمويل الإنمائي.

وأشارت الدكتورة رانيا المشاط، إلى أن اللجان المشتركة تعتبر واحدة من الآليات المبتكرة لتعزيز العلاقات، حيث انعقدت مؤخرًا اللجنة المشتركة المصرية الجزائرية؛ وهذه اللجان تساهم في تعزيز الأولويات واستكشاف مجالات التعاون المشترك.

كما أشارت «المشاط»، إلى ملف التحول الأخضر والموارد التي تتمتع بها القارة لتصبح مركزًا للطاقة المتجددة في ضوء ما تتفرد به من موارد طبيعية، وفي هذا الصدد فإن مصر ودول القارة تعزز شراكتها مع البنك الدولي لتنفيذ مبادرته الخاص بإتاحة الطاقة المتجددة لـ 300 مليون نسمة في القارة.

 وتطرقت إلى دور بنك التنمية الأفريقي وغيره من المؤسسات الدولية في الدعوة إلى تعزيز مشاركة القطاع الخاص.

وقالت الوزيرة : «بصفتي محافظ مصر في البنك الدولي، والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، وغيرهما من المؤسسات، فإن هناك اهتماماً متزايدًا عالميًا بتعزيز التعاون مع أفريقيا. وقد أضاف البنك الأوروبي مؤخرًا دول أفريقيا جنوب الصحراء إلى دول العمليات، وهو ما يعكس الاتجاه العالمي نحو القارة».

ونوهت بأن وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، أطلقت في عام 2024 استراتيجية للتعاون جنوب جنوب والتعاون الثلاثي، لتعظيم الاستفادة من التعاون بين بلدان الجنوب والتعاون الثلاثي لتوسيع نطاق الحلول التنموية وبناء شراكات عابرة للحدود. وذكرت أن التكامل مع الأشقاء الأفارقة امتداد لدور مصر التاريخي في الدفاع عن مصالح القارة. 

وخلال اللقاء، أكد السفراء الأفارقة تقديرهم للجهود التي يقوم بها  الرئيس عبد الفتاح السيسي، لتعزيز العمل الأفريقي المشترك، ومحاولة وضع حلول جذرية لما تواجهه القارة من تحديات، وتحقيق الترابط والتكامل بين الدول على مختلف الأصعدة، خاص في ظل ما تمتلكه القارة من إمكانيات طبيعية وبشرية ثرية.

كما عبّر السفراء المشاركون، عن تقديرهم لما تقوم به وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، من جهود من خلال الدبلوماسية الاقتصادية والتنسيق في المحافل الدولية لإعلاء صوت القارة ومطالبها.

وطرح السفراء الأفارقة عددًا من المبادرات والمقترحات، أبرزها تعزيز السياحة البينية الأفريقية عبر ربط شبكات السياحة المصرية بقنوات السياحة في دول القارة لخلق مسارات جديدة، تشمل السياحة البيئية وسياحة الغابات والمناطق الطبيعية، والاستفادة من قدرة مصر على جذب السياح الأجانب لإعادة توجيه جزء من الحركة السياحية نحو دول أفريقية أخرى، فضلاً عن تعزيز التعاون في مجالات: "التعليم، الصحة، الاتصالات، وتبادل الخبرات بين المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص في دول القارة".
 

طباعة شارك وزارة التخطيط دول إفريقيا التنمية المستدامة الكاميرون الكونغو

مقالات مشابهة

  • تركتها تواجه الموت وحدها.. التحقيقات تكشف خطة أم للتخلص من مولودة غير شرعي
  • عمرو أديب يكشف التحديات التي تواجه الانتخابات خلال الإعادة -(فيديو)
  • الأمم المتحدة: غزة تواجه أزمة مياه خانقة وسط مخاوف من تفشي الكوليرا
  • التحديات التي تواجه المؤسسات الصغيرة بالبلاد
  • وزير الرياضة لـ المفتي: حريصون على التصدي معا للظواهر السلبية التي تواجه الشباب
  • المشاط تجتمع بـ7 سفراء أفارقة لتعزيز التكامل الاقتصادي في مؤتمر «أفريقيا التي نريدها»
  • جوميز يكشف سبب سقوط الفتح أمام الهلال في ربع النهائي
  • مصرع 20 شخصا إثر غرق قارب غربي الكونغو الديمقراطية
  • بعثة الهلال السوداني تتوجه الى الكونغو لمواجهة كروية جديدة في دوري أبطال أفريقيا
  • التهامي يستعرض مع الإيسيسكو التحديات التي تواجه المنظومة التعليمية بالسودان في هذه الفترة