المستشار محمد خفاجي: نتنياهو مجرم حرب استخدم أسلحة الذكاء الاصطناعي فى إبادة غزة
تاريخ النشر: 11th, February 2024 GMT
قال المفكر والمؤرخ القضائى القاضى المصرى الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة بعنوان (انهيار المنظومة الأممية واختلال ميزان العدل الدولى ضد الشعوب المسلمة - قراءة فى أحكام العدل الدولية النظيرة) قال أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو استخدم الذكاء الصناعى فى إبادة غزة , وقد كشف عن ذلك زيارته إلى التشكيل 9900 من شعبة المخابرات في كيريا بتل أبيب , ببيان قدرات وجهود الاستخبارات البصرية في القتال في غزة , إذ قال نتنياهو نصاً " نحن نقاتل حتى النهاية وبمساعدة التكنولوجيا الأكثر تقدما" وقال أيضاً " إن تقنيات جمع المعلومات وقدرات الذكاء الاصطناعي من خلال نظارات الواقع المعزز، تظهر قطاع غزة بمنظور ثلاثي الأبعاد " , وكشف عن ذلك أيضاً بوضوح زيارته لمركز الفضاء الإسرائيلى الذي يتولى جمع المعلومات الاستخبارية باستخدام الأقمار الصناعية.
ويشير الدكتور محمد خفاجى إذا أردنا لمحة عن ثورة الذكاء الاصطناعي في جيش الدفاع الإسرائيلى فالنسمع العقيد يوآف قائد مركز الذكاء الاصطناعي 8200، أثناء مؤتمر "أسبوع الذكاء الاصطناعي" في جامعة تل أبيب إذ قال : "إن علوم البيانات وأدوات الذكاء الاصطناعي التي نستخدمها تزيد بشكل كبير من قدرتنا على إحباط الهجمات الإرهابية" على حد زعمه . ثم يمضى إنها "أهم الأدوات التي قمنا ببنائها وتشغيلها اليوم، هو نظام يعرف كيفية العثور على الأشخاص الخطرين بناءً على قائمة الأشخاص المعروفين الذين تم إدخالهم إلى النظام. ويتم تنفيذ هذه العملية بواسطة النظام في ثوانٍ، وهو ما كان يتطلب في الماضي مئات الباحثين عدة أسابيع لإتمامه." وكشف العقيد يوآف للمرة الأولى أنه "من خلال النظام، يتعرف على قادة فرق الصواريخ التابعة لحماس وبفضل المزيج الفريد بين الإنسان والآلة في الوحدة 8200، تمكنت الآلة من العثور على مجموعة كبيرة من الأشخاص الخطرين ، ونقل المعلومات الناتجة عن الذكاء الاصطناعي إلى محققى قسم الاستخبارات الإسرائيلية ".
ويضيف الدكتور خفاجى أن الدراسات الحديثة جداً أثبتت بالفعل أمثلة على نشر الذكاء الاصطناعي في ساحة المعركة لإبلاغ العمليات العسكرية أو كجزء من أنظمة الأسلحة. فتلك الدراسات أثبتت أن هناك ثلاثة مجالات يتم فيها تطوير الذكاء الاصطناعي لاستخدامه في الحرب يمكن حصرها وهى : 1- التكامل في أنظمة الأسلحة خاصة أنظمة الأسلحة المستقلة 2- استخدامها في العمليات السيبرانية والمعلوماتية 3- دعم "أنظمة دعم القرار" العسكرية , ويمكن استخدام نظام التعرف على الصور بالذكاء الاصطناعي للمساعدة في تحديد الأهداف العسكرية من خلال تحليل لقطات الطائرات بدون طيار، بالإضافة إلى مصادر استخباراتية أخرى .
ويرى الدكتور محمد خفاجى أن تطبيقات أسلحة الذكاء الاصطناعى يمكن أن تؤدي إلى إلحاق الضرر بالمدنيين إذا فشل المجتمع الدولي وتخلى عن دوره فى حماية البشرية , باتباع نهج يركز على الإنسان في كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في النزاعات المسلحة. وهناك خطورة حقيقية على الشعوب من استخدام الذكاء الاصطناعي الذى يعد أقوى سلاح فى عصرنا في صنع القرار في النزاعات المسلحة والتطبيقات العسكرية , وتأثيرها المميت على البشرية, ويؤكد أن الخطورة بمكان أن الأنظمة القائمة على الذكاء الاصطناعي يمكن أن تفيد عملية صنع القرار العسكري بشأن استخدام الأسلحة النووية , وهنا ستكون الطامة الكبرى بإبادة الأمم وليس الشعوب فحسب .لذا يجب الالتزام بالحد الأدنى وهو قواعد القانون الدولى الإنسانى لحين إفاقة المجتمع الدولى وتقنين حدود استخدام الذكاء الاصطناعى فى النزاعات المسلحة , ذلك إن استخدام الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي في النزاعات المسلحة له آثار إنسانية وقانونية وأخلاقية وأمنية خطيرة على البشرية .
ويوضح الدكتور خفاجى إن سوء استخدام القوات الإسرائيلية الحالى لحرب الذكاء الاصطناعي ضد الفلسطينيين في غزة يستلزم الحاجة الملحة إلى فرض حظر أو لوائح دولية بالقانون الإنساني الدولى بشأن المتطلبات العسكرية للنزاعات المسلحة، والقاعدة الأساسية الواجبة الاتباع هي أنه "يجب على جميع الأطراف التمييز، في جميع الأوقات، بين المقاتلين والمدنيين".وحظر الهجمات العشوائية، خاصة على المناطق المكتظة بالسكان خاصة وأن الوضع سيئ جداً للنازحين فى مدينة رفح الفلسطينية الحدودية مع مصر .
ويشير إلى نقطة هامة جداً على مستوى الدول العظمى فيقول أن الولايات المتحدة الأمريكية وانجلترا وإسرائيل جادلت بأن القانون الدولي الإنساني كافٍ لتنظيم تطوير الأسلحة التكنولوجية المستقلة في رسالة إلى اتفاقية أسلحة تقليدية معينة، بل كتبت حكومة أمريكا أن آلات الذكاء الاصطناعي "تنشر القوة بشكل أكثر دقة وكفاءة"، وبالتالي تقلل - من وجهة نظر أمريكا - "مخاطر إلحاق الضرر بالمدنيين والأعيان المدنية".وتدعي انجلترا أن القانون الدولي الإنساني "يوفر إطارًا قويًا وقائمًا على المبادئ لتنظيم أنظمة الذكاء الاصطناعى" , والرأى عندى إن قتل إسرائيل لأكثر من 28 ألف فلسطيني أثبت العكس , حيث أدى استخدامها على نطاق واسع لحرب الذكاء الاصطناعي إلى العديد من انتهاكات حقوق الإنسان , فقد شهد العالم المتقدم وشعوبه المنتفضة , إبادة سكان غزة بالاعتماد على نظام الذكاء الاصطناعي الذي يولد الأهداف بشكل أراه " غير دقيق ومتحيز " يكاد يكون مطابقًا " للقصف العشوائي " كما هو الحال في قطاع غزة مما سمح لهم بقصف مساحة واسعة من الأرض العربية بآلات الذكاء الاصطناعي.
كما يشير خفاجى لنقطة أخرى هامة على مستوى القانون الدولى الإنسانى بقوله أن أسلحة الذكاء الاصطناعي، التي توصف بأنها "الثورة الثالثة في الحرب"،يظل تطبيقها في الحرب قضية مثيرة للخلاف دون حظر بموجب القانون الدولي العرفي أو لوائح محددة تسمح باستخدامه , وأن غياب اللوائح القانونية يوفر للدول الحد الأدنى من التوجيه بشأن نشر أسلحة الذكاء الاصطناعي الخطرة على الشعوب . وهى تداعيات كارثية ، فإن استخدام القوات الإسرائيلية الحالي لحرب الذكاء الاصطناعي ضد الفلسطينيين في غزة يؤكد على أن الحاجة أضحت ملحة إلى فرض حظر بقاعدة دولية أو لوائح دولية.
وينتهى الدكتور خفاجى إلى أن نتنياهو مجرم حرب يجر المنطقة للنار ,خاصة أنه أمر الجيش بالتحضير لإخلاء رفح تمهيداً لشنّ عملية عسكرية في المدينة التي يتكدّس فيها أكثر من مليون شخص من سكانها والنازحين إليها من شمال ووسط القطاع بل إنه طلب – حسبما أعلنت القناة 13 الإسرائيلية - إعادة تعبئة جنود الاحتياط من أجل الاستعداد للاجتياح العسكري في رفح. ورغم أن العالم يحذر نتنياهو من عملية رفح إلا أنه منذ ساعات قليلة في مقابلة مع شبكة ABC الإخبارية الأمريكية قال : " أن من يقول لنا لا تدخلوا رفح يريدون أن نخسر الحرب" , والحقيقة إن عينه اليمنى على التهجير القسرى وعينه اليسرى فى ذات الاتجاه بحجة القضاء على حماس، إنه يجر أمريكا - كما جرها من قبل بأسلحتها المساهمة فى الإبادة - لحرب إقليمية من أجل مستقبله السياسى وليس من أجل أمن إسرائيل لتعيش مع فلسطين كدولتين , وأرى أنه لا سبيل للعالم من إسقاط نتنياهو سوى من داخل إسرائيل ولو اجتمع العالم عليه .
ويختتم على الرغم من أن الرئيس الأمريكي جو بايدن بسبب كبر السن تضعف ذاكرته السياسية ,فيقول كلاماً مجافياً للحقيقة , فهو من قال "الولايات المتحدة ستدافع عن تايوان"، وقال إنه "ملتزم بأمن إسرائيل"، ثم قال : "أنا لا أتفق مع كلام نتنياهو" وأخيراً قال إن "الرأي العام العالمي قد يتحول" كأن عقله الرئاسى الباطن يقول أن اجتياح رفح يسبب ضرراً سياسياً للولايات المتحدة الأمريكية وضرراً سياسياً لنفسه. فلا مفر من أن نتنياهو مجرم حرب بأسلحة الذكاء الاصطناعى يجب أن يحاكم أمام المحكمة الجنائية الدولية ومقرها لاهاى .
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: إستخدام الذكاء الاصطناعي القانون الدولي الانساني القاضي المصري القانون الدولي المجتمع الدولي النزاعات المسلحة الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المعلومات الاستخبارية الذکاء الاصطناعى الذکاء الاصطناعی النزاعات المسلحة استخدام الذکاء أسلحة الذکاء
إقرأ أيضاً:
البشر يتبنون لغة الذكاء الاصطناعي دون أن يشعروا
في ظاهرة تبدو كأنها خرجت من قصص الخيال العلمي، كشفت دراسة حديثة أن البشر بدؤوا بالفعل تبني أسلوب لغوي يشبه إلى حد كبير أسلوب الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل تشات جي بي تي.
هذا التحول الصامت، الذي رصده باحثون في معهد "ماكس بلانك لتنمية الإنسان" في برلين، لم يقتصر على المفردات فحسب، بل امتد إلى بنية الجمل والنبرة العامة للحديث، مما يثير تساؤلات عميقة حول مستقبل اللغة والتنوع الثقافي في عصر هيمنة الآلة ومنطقها في التفكير.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"كل ما نريده هو السلام".. مجتمع مسالم وسط صراع أمهرة في إثيوبياlist 2 of 2سيرة أخرى لابن البيطار بين ضياع الأندلس وسقوط الخلافةend of list تسلل إلى حواراتنا اليوميةاعتمدت الدراسة، التي لم تنشر بعد في مجلة علمية وتتوفر حاليا كنسخة أولية على منصة (arXiv)، على تحليل دقيق لمجموعة ضخمة من البيانات اللغوية، شملت ما يقرب من 360 ألف مقطع فيديو من منصة يوتيوب الأكاديمية و771 ألف حلقة بودكاست. وقام الباحثون بمقارنة اللغة المستخدمة في الفترة التي سبقت إطلاق" تشات جي بي تي" في أواخر عام 2022 وما بعدها، وكانت النتائج لافتة.
لاحظ الفريق البحثي زيادة حادة في استخدام ما أطلقوا عليه "كلمات جي بي تي"، وهي مفردات يفضلها النموذج اللغوي، مثل "delve" (يتعمق)، "meticulous" (دقيق)، "realm" (عالم/مجال)، "boast" (يتباهى/يتميز)، و"comprehend" (يستوعب). هذه الكلمات، التي كانت نادرة نسبيا في الحوار اليومي العفوي، شهدت طفرة في الاستخدام. على سبيل المثال، ارتفع استخدام كلمة "delve" وحدها بنسبة 48% بعد ظهور تشات جي بي تي.
وللتأكد من هذه "البصمة اللغوية"، قام الباحثون باستخلاص المفردات التي يفضلها النموذج عبر جعله يعيد صياغة ملايين النصوص المتنوعة. ووجدوا أن استخدام هذه الكلمات في كلام البشر المنطوق ارتفع بنسبة قد تصل إلى أكثر من 50%، مما يؤكد أن التأثير لم يقتصر على النصوص المكتوبة، بل امتد إلى المحادثات اليومية.
تغير في الأسلوب والنبرةالمفاجأة الكبرى في الدراسة لم تكن في المفردات فحسب، بل في النبرة الأسلوبية العامة. لاحظ الباحثون أن المتحدثين بدؤوا يتبنون أسلوبا أكثر رسمية وتنظيما، وجملا أطول، وتسلسلا منطقيا يشبه إلى حد كبير المخرجات المنظمة للذكاء الاصطناعي، بعيدا عن الانفعالات العفوية والخصوصية اللغوية. هذه الظاهرة تعني أننا نشهد مرحلة غير مسبوقة: البشر يقلدون الآلات بطريقة واضحة.
إعلانيصف الباحثون ما يحدث بأنه "حلقة تغذية ثقافية مغلقة" (closed cultural feedback loop)؛ فاللغة التي نعلمها للآلة تتحول، بشكل غير واع، إلى اللغة التي نعيد نحن إنتاجها.
يقول ليفين برينكمان، أحد المشاركين في الدراسة: "من الطبيعي أن يقلد البشر بعضهم بعضا، لكننا الآن نقلد الآلات"، في مشهد يؤكد تحول الذكاء الاصطناعي إلى مرجعية ثقافية قادرة على التأثير في الواقع البشري.
تآكل التنوع اللغويرغم الطابع الطريف الذي قد تبدو عليه هذه الظاهرة، فإن الدراسة تحمل في طياتها تحذيرا جادا حول مستقبل التنوع الثقافي واللغوي. يلفت الباحثون الانتباه إلى أن اعتمادنا المفرط على أسلوب لغوي موحد، حتى لو بدا أنيقا ومنظما، قد يؤدي إلى تآكل الأصالة والتلقائية والخصوصية التي تميز التواصل الإنساني الحقيقي.
وفي هذا السياق، يحذر مور نعمان، الأستاذ في معهد "كورنيل تك"، من أن اللغة عندما تكتسب طابع الذكاء الاصطناعي قد تفقد الآخرين ثقتهم في تواصلنا، لأنهم قد يشعرون بأننا نسعى لتقليد الآلة أكثر من التعبير عن ذواتنا الحقيقية.
تشير الدراسة إلى أن ما بدأ كأداة للمساعدة في الكتابة والبحث قد تحول إلى ظاهرة ثقافية واجتماعية مرشحة للتوسع. فإذا كان الإنترنت قد أدخل على لغتنا اختصارات تقنية مثل "LOL"، فإن ما يحدث اليوم هو انعكاس مباشر لعلاقة أعمق وأكثر تعقيدا بين الإنسان والذكاء الاصطناعي.
وتؤكد هذه النتائج أن اللغة ليست مجرد كلمات، بل هي مرآة للسلطة الثقافية ومنبع للهوية. ومع تحول الذكاء الاصطناعي إلى جزء من هذه السلطة، فإن تبنينا لأسلوبه قد يعني أننا، وبشكل غير محسوس، نفقد جزءا من شخصيتنا وهويتنا اللغوية الفريدة في ساحة معركة هادئة تكتب فيها فصول جديدة من تاريخ التواصل البشري.