مع استمرار العمليات العسكرية على قطاع غزة خلال الاحتلال الإسرائيلي يعلن عن تنفيذ عملية عسكرية في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، الأمر الذي رفضه العديد من الدول العربية والغربية بسبب الكارثة الإنسانية الاي سوف تحدث وأيضا من الممكن أن تؤدي إلى إشعال المنطقة أكثر.

تأمين ممرات آمنة

قال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن الجيش الإسرائيلي سوف يقوم بتطهير رفح من حماس.

أوضح نتنياهو، أن الجيش سيضمن "ممرا آمنا" للمدنيين قبل الهجوم المرتقب على مدينة رفح في قطاع غزة، وذلك في مقابلة مع قناة تلفزيونية أميركية تُبثّ الأحد.

وذكر نتنياهو مناطق في شمال رفح: "تم تطهيرها ويمكن استخدامها كمناطق آمنة للمدنيين"، على قوله.

وردّ نتنياهو على المنتقدين القلقين بشأن مصير المدنيين في حال شنّ هجوم على رفح، قائلا: "أولئك الذين يقولون إنّنا يجب ألّا ندخل رفح مُطلقا، يقولون لنا في الواقع إنّنا يجب أن نخسر الحرب، ونترك حماس هناك"

حماس تحذر من "مجزرة"

حذّرت حركة حماس من وقوع "مجزرة" في رفح التي باتت الملاذ الأخير لأكثر من مليون نازح فلسطيني في جنوب قطاع غزّة، مع مواصلة إسرائيل قصفها الكثيف وإصدار رئيس وزرائها توجيهات بإعداد "خطّة لإجلاء" المدنيين من المدينة، ما أثار خشية دولية من هجوم برّي محتمل.

وقالت حماس: "نحذّر من كارثة ومجزرة عالمية قد تُخلِّف عشرات آلاف القتلى والجرحى في حال اجتياح محافظة رفح"، مضيفة: "نحمّل الإدارة الأميركية والمجتمع الدولي والاحتلال المسؤولية الكاملة".

تحذيرات دولية وعربية

حذرت الأمم المتحدة من وضع كارثي في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، في حال أقدمت إسرائيل على تنفيذ تهديدها باجتياح المدينة عسكريا.

كما أعربت فرنسا عن قلقها البالغ بعد الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مدينة رفح في جنوب قطاع غزة، داعية إلى وقف القتال.

واكدت  مصر على رفضها الكامل للتصريحات الصادرة عن مسئولين رفيعي المستوى بالحكومة الإسرائيلية بشأن اعتزام القوات الإسرائيلية شن عملية عسكرية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، محذرة من العواقب الوخيمة لمثل هذا الإجراء، لا سيما فى ظل ما يكتنفه من مخاطر تفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة.

عاجل|مصر تدعو القوى الدولية لتكثيف الضغوط على إسرائيل بعد إعلان استهداف رفح الفلسطينية


وحذّرت الخارجيّة السعوديّة في بيان لها: "من التداعيات البالغة الخطورة لاقتحام واستهداف مدينة رفح في قطاع غزة، وهي الملاذ الأخير لمئات الألوف من المدنيين الذين أجبرهم العدوان الوحشي الإسرائيلي على النزوح".

وحذر مسؤول السياسة الخارجيّة بالاتّحاد الأوروبّي جوزيب بوريل، السبت، من هجوم محتمل للجيش الإسرائيلي في رفح قال إنّه سيكون بمثابة "كارثة إنسانيّة لا توصف"

كيف يتم تحجيم نتنياهو؟

قال الدكتور أحمد فؤاد أنور، الباحث في الشؤون الإسرائيلية، إن قرارات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لاقتحام رفح الفلسطينية ستؤدي إلى إشعال المنطقة لذلك يجب التصدي لتلك القرارات من الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية لمنع نتنياهو وذلك من خلال الضغط الخارجي وأيضا الضغط الداخلي.

وأضاف "فؤاد" لـ "الفجر"،  أن  هناك دور مهم على الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية من أجل وقف هذا الاعتداء الغاشم على قطاع غزة وذلك من خلال مظاهرات كبيرة داخلية.

الدكتور أحمد فؤاد السيناريوهات المحتملة

أما بخصوص السيناريوهات المحتملة علق الباحث في الشؤون الإسرائيلية، قائلا:" أن هناك ثلاث سيناريوهات محتملة في حرب غزة وهم:" السيناريو الأول: هو وقف إطلاق النار وإلغاء العدوان بشكل تدريجي وهذا السيناريو مستبعد.

السيناريو الثاني: استمرار الحرب من أجل هروب نتنياهو من المحاسبة وذلك أهم لن وترضي به العديد من الدول أبرزهم مصر وهذا سيناريو مستبعد أيضا.

السيناريو الثالث: هو قيام  نتنياهو بعمليات نوعية داخل رفح وهذا السيناريو المقترح من أجل إتمام صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس.

خبير يكشف موقف مصر من اتفاقية السلام حال دخول إسرائيل رفح الفلسطينية (فيديو) أستاذ علوم سياسية: إسرائيل تريد السلام مع مصر.. وتداعيات اقتحام رفح وخيمة ورقة الضغط

أوضح الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، المحلل السياسي الفلسطيني، أن الولايات المتحدة الأمريكية تملك ورقة الضغط الحقيقة على الاحتلال الإسرائيلي خصوصًا أن واشنطن هي الداعم الأكبر إلى تل أبيب.

وأضاف «الرقب» لـ "الفجر"، أن استمرار العملية العسكرية في رفح ستؤدي إلى توتر العلاقات بشكل بين مصر وإسرائيل هذا الأمر لن ترضى عليه الإدارة الأمريكية ولكن في حالة قدرت الإدارة الحالية في الضغط على إسرائيل سوف تضغط من أجل فتح ممرات إنسانية من الجنوب إلى الشمال.

الدكتور أيمن الرقب 

نوه أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أن الولايات المتحدة الأمريكية أعطوا شهر إلى الاحتلال الإسرائيلي من أجل إنهاء عملية رفح وهذا يعني استمرار العمليات العسكرية في شهر رمضان.

“الصحفيين” ترفض التهديدات الصهيونية بشن عملية عسكرية في رفح.. وتعتبر تصريحات بايدن ضوءًا أخضر لاستكمال جريمة الإبادة تُهدد إسرائيل باجتياحها بريًا.. ماذا تعرف عن رفح الفلسطينية؟ أين سيذهب النازحون في رفح لو اجتاحتها إسرائيل؟

قالت الدكتورة رانيا فوزي المتخصصة في الشؤون الاسرائيلية وتحليل الخطاب الاعلامي الصهيوني، إن خطة الاحتلال الإسرائيلي من اجتياح رفح الفلسطينية هو تهجير الشعب الفلسطيني من رفح إلى سيناء وذلك وفق مخططاتهم من أجل تصفية القضية الفلسطينية، مؤكده أن الشعب الفلسطيني سوف يبقي في رفح حتي إذا تم قصف المنازل.

واضافت «فوزي» لـ "الفجر"، أن اجتياح اسرائيل لرفح حماقة ومخاطر دولية خطيرة على نتنياهو من ناحية و بايدن الذي يخوض انتخابات رئاسية  قريبا أمام ترامب وبالتالي القصف الاسرائيلي لرفح أو اجتياح سيسفر عن سقوط  ألف الشهداء وذلك يعني مزيد من التظاهرات والضغط الدولي على الإدارة الأمريكية وقد يؤدي إلى خسارة بايدن وهذا الأمر يرفضه بايدن وإدارة لذلك سوف يقومون بالضغط على نتنياهو.

الدكتورة رانيا فوزي انتشار الشائعات

أشارت إلى أن  في الفترة المقبلة ستزيد الضغوط دوليًا على مصر من خلال  آلية الإعلام الصهيوني، وتصدير الاتهامات إلى مصر وأنها هي المسئولة عن حصار الفلسطينيين وليس اسرائيل.

وحذرت المتخصصة في الشؤون الاسرائيلية وتحليل الخطاب الاعلامي الصهيوني، الشعب المصري والعربي من أجل الحذر من دعوات إسرائيل الكاذبة التي تريد تصفية القضية الفلسطينية.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: رفح رفح الفلسطينية اسرائيل أمريكا فلسطين نتنياهو الحكومة الإسرائيلية مصر سيناء الاحتلال الإسرائیلی رفح الفلسطینیة مدینة رفح فی الشؤون قطاع غزة من أجل فی رفح فی حال

إقرأ أيضاً:

كيف ترى مراكز الأبحاث الإسرائيلية إيران؟ وبماذا تُوصي نتنياهو؟

تُبدي مراكز الأبحاث الإستراتيجية في إسرائيل اهتماما كبيرا بإيران ودورها في المنطقة والعالم، وبعد هجوم طوفان الأقصى الذي نفذته المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وشن حرب "السيوف الحديدية" من قِبل إسرائيل على قطاع غزة، زاد الاهتمام، وتكاثرت الدراسات التي تناقش دور إيران في دعم المقاومة الفلسطينية ومحور المقاومة بشكل عام، وكذلك المقترحات الخاصة بخيارات التعامل مع إيران وصولا إلى إضعاف قوتها.

ونشر مركز الجزيرة للدراسات ورقة تحليلية مطوّلة للكاتب والأكاديمي نهاد الشيخ خليل، بعنوان "النقاش الإستراتيجي حول إيران في مراكز الأبحاث الإسرائيلية"، حاول خلالها الإجابة على السؤالين التاليين:

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2هل تعجّل الضربات الإسرائيلية من قنبلة إيران النووية؟list 2 of 2مفاوضات إيران النووية على وقع التهديد.. هل تحل المرونة التكتيكية عقدة التخصيب؟end of list ما أبرز الأفكار التي تداولتها مراكز الأبحاث الإستراتيجية الإسرائيلية في التعامل مع إيران منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الانتخابات؟ هل يوجد فرق في توجهات مراكز الأبحاث الإسرائيلية فيما يتعلق بالتعامل مع إيران؟

وللإجابة على السؤالين، عملت الدراسة على قراءة مجموع المقالات والدراسات التي تم نشرها على موقعين إلكترونيين لمركزين مهمين من مراكز الأبحاث الإستراتيجية الإسرائيلية المتخصصة في الأمن القومي، وهما: معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي (INSS)، ومعهد دراسات الأمن القومي والإستراتيجية الصهيونية (مسجاف).

تمهيد

نُشر على موقع مركز مسجاف قبيل إجراء الانتخابات الأميركية، وعلى وجه التحديد في شهر أكتوبر/تشرين الأول 2024، 7 مقالات، أما مركز دراسات الأمن القومي فلم ينشر في هذا الشهر أية مقالات بشأن إيران.

ويبدو من خلال استعراض الأفكار الرئيسية الواردة في الجزء التمهيدي من الدراسة أن الباحثين في الشأن الإستراتيجي في معهد مسجاف قدّروا -قبيل فوز ترامب- أن قدرة الردع الإيرانية قد ضعفت، بسبب الضربات التي تلقاها حلفاء إيران، إضافة إلى الضربة الجوية التي وجهتها إسرائيل لإيران.

ويعتقد هؤلاء الباحثون -وهم يوسي منشروف، وموشيه فوزايلوف، وإيلي كلوتشتاين، ويوسي كزفيرفيسر- أن ما أصاب قدرة إيران على الردع أو الهجوم ربما يدفعها باتجاه تسريع إنتاج القنبلة النووية كوسيلة لتعزيز الردع، لكنه في كل الأحوال وضع إيران أمام معضلة إستراتيجية ناتجة عن محدودية خياراتها، وخشيتها من ضربة إسرائيلية أميركية قد تعرّض نظامها الحاكم للخطر، إضافة إلى مشاكلها الداخلية المتفاقمة والمتعددة اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا، إلى جانب ما أثارته الحالة الجديدة من أسئلة داخل إيران بشأن نظريتها الأمنية والعسكرية.

إعلان

المحور الأول: الأوضاع الداخلية الإيرانية الضاغطة على النظام

يتناول هذا المحور 9 مقالات نُشرت على موقعي مركزي الأبحاث، 6 منها على موقع معهد مسجاف، و3 على موقع معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي. أما مقالات معهد مسجاف، فقد كتب 3 منها إيلي كلوتشتاين، والرابع كتبه يوسي منشروف، أما الخامس فمن إعداد دافيد فيمبرج، والسادس من كتابة جلعاد إردان.

ويتضح من مجموعة مقالات معهد مسجاف أنها ركّزت على تعدد وتنوع وشمول المشاكل الداخلية الضاغطة على إيران، والتي تمتد من أزمة الطاقة إلى ضعف الخدمات الصحية وقلّة الإقبال على المشاركة في الانتخابات، بالإضافة إلى الاحتجاجات الشعبية وإبداء الرغبة العلنية في تغيير النظام، والتي يمكن لها مجتمعة أن تولِّد لدى القيادة الإيرانية قابلية للتنازل إذا ما مُورست عليها ضغوط هائلة، وذلك من أجل الحفاظ على بقاء النظام.

وجاءت مقالات معهد دراسات الأمن القومي في هذا المحور في 3 مقالات، واحد من إعداد داني سيترونيفيتش، واثنان منها من إعداد راز تسيمت.

ويتضح من المقالات الثلاثة أن باحثي مركز دراسات الأمن القومي ركّزوا على الأزمات الاقتصادية الداخلية في إيران، وتأثير هذه الأزمات على النظام، لكنها اختلفت عن مقالات مركز مسجاف، حيث أبرزت ضغوطا متناقضة يتعرض لها النظام الإيراني، فمن جهة تتعرض القيادة الإيرانية لاعتراض الرأي العام، ومن جهة أخرى فإنها تتعرض لضغوط القاعدة الثورية الأيديولوجية للنظام، والتي تطالب باتخاذ مواقف متشددة إزاء إسرائيل.

كما تطرقت إلى وجود تصدعات داخل القاعدة الأيديولوجية للنظام، حيث يتفق التيار البراغماتي والتيار الراديكالي التقليدي على ضرورة خفض التصعيد، في حين يشدد التيار الراديكالي الثوري على ضرورة التصعيد، لكن في النهاية فإن المقالات سابقة الذكر لا ترى في الأزمات الداخلية تهديدا آنيا للنظام الحاكم في إيران، وأنها ربما تشكّل تهديدا على المدى البعيد.

المحور الثاني: الانكشاف الإيراني على الصعيد الأمني والعسكري والسياسي

يتناول هذا المحور 3 مقالات من إعداد باحثي معهد مسجاف: اثنان من إعداد يوسي منشروف، والثالث من إعداد إيلي كلوتشتاين.

تؤكد المقالات الثلاثة على أن الأرض باتت تهتز تحت أقدام إيران بفعل التهديدات، ويرى باحثو مسجاف أن التحولات السياسية منذ فوز ترامب، إضافة إلى الضربات العسكرية الإسرائيلية، قد أظهرت إيران مكشوفة أمنيا وعسكريا، وأن مواصلة الضغط سيحقق المزيد من المكاسب.

المحور الثالث: رسم صورة ذهنية سلبية لإيران

يشمل هذا المحور 9 مقالات، 8 منها منشورة على موقع معهد مسجاف، والتاسع على موقع معهد دراسات الأمن القومي. وكتب يوسي منشروف 4 من مقالات مسجاف، وكتبت نواه لزيمي اثنين، وإيلي كلوتشتاين كتب مقالا واحدا، وكتب دافيد فينبرج مقالين، وأحد المقالات السابقة مشترك بين يوسي منشروف ونواه لزيمي، أما مقال معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي فهو من إعداد راز تسيمت.

ويبدو من خلال استعراض المقالات الثمانية أن هناك توجها لدى باحثي مركز مسجاف نحو رسم صورة ذهنية سلبية عن إيران، تدعم اتجاه الحسم معها، وقد أوضح أحد هذه المقالات -قبل سقوط نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد- أن إيران تخطط للهجوم على إسرائيل من الجولان، ومقال آخر أوضح أن إيران لا تتوقف عن تهريب الأسلحة لحلفائها.

إعلان

وبعد بدء المفاوضات بين أميركا وإيران، ركّزت المقالات على أن مشاركة إيران في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 لا تقتصر على التدريب والتخطيط، بل إن إيران شاركت فعلا في الهجوم، وتم توجيه نداء للحكومة بتوظيف هذه الأدلة من أجل إدانة إيران، التي وصفوها باستغلال وقت المفاوضات لتطوير قدراتها النووية وإيصالها إلى نقطة اللاعودة، إضافة إلى تطوير قدراتها الدفاعية والهجومية، وأنه يجب عدم منح إيران هذه الفرصة.

المحور الرابع: التحالفات الإسرائيلية الإقليمية والدولية لضرب إيران

يشمل هذا المحور 17 مقالا، 13 من بينها على موقع معهد مسجاف، و4 على موقع معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، وكتب مقالات معهد مسجاف نواه لزيمي، ويوسي منشروف، وإيلي كلوتشتاين، ودافيد فينبرج، وزكي شالوم، أما جلعاد إردان، ومئير بن شابات، ورفائيل بن ليفي فقد أسهموا بمقال واحد لكل منهم.

وركّزت المقالات الواردة في هذا المحور على أن هناك حاجة ماسة لبناء تحالف دولي وإقليمي لمواجهة أنشطة إيران المتعلقة بتسريع تخصيب اليورانيوم، أو تطوير منظومات الدفاع والهجوم.

وفيما يتعلّق بالمفاوضات الدائرة بين الولايات المتحدة وإيران فإنها يجب ألا تقتصر على وقف البرنامج النووي وتفكيك كل ما له علاقة به من أسلحة ومعدات، بل يجب أن يشمل الاتفاق منع تطوير الصواريخ، بالإضافة إلى قطع إيران علاقتها مع حلفائها.

والتأكيد على أن إيران لا يمكن أن تتوقف عن المناورة، ولهذا يجب تحقيق نصر حاسم معها، يؤدي إلى تغيير النظام الحاكم، وأن اللحظة الراهنة مناسبة للقيام بذلك بعد ما أصاب إيران ومحورها من ضعف، وأن التفاوض لن يأتي بنتائج جيدة إلا إذا تم تطبيق النموذج الليبي في الاتفاق، أما نموذج اتفاق 2015 في عهد الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، فإنه سيُبقي إيران قادرة على مواصلة تخصيب اليورانيوم والحصول على القنبلة النووية في أي لحظة في المستقبل.

وبخصوص المقالات الأربعة التي نشرها موقع دراسات الأمن القومي، فأحدها من إعداد داني سيترونيفيتش، والثاني من إعداد إلداد شابيط وسيما شاين، أما الثالث فمن إعداد تامير هايمان وراز تسيمت، والمقال الرابع من إعداد إلداد شابيط.

ويبدو من خلال استعراض مضمون المقالات الأربعة أنها تؤكد أن إيران قادرة على الوصول إلى القنبلة النووية، لكنها لم تتخذ القرار بعد، وهذا يعني أنها تفتح الباب أمام الحل الدبلوماسي، كما تشير المقالات إلى ضرورة التعاون الدولي (خاصة الأميركي الإسرائيلي) من أجل التوصل لاتفاق، وضمان تنفيذ هذا الاتفاق.

الخاتمة والاستنتاجات

يتضح من مجمل المقالات التي تناولتها هذه الدراسة أن هناك جملة من الأفكار التي يدور حولها النقاش، وتشكّل أرضية للبدائل التي تفكر فيها نخبة الخبراء الإسرائيليين في الشأن الإيراني، وهي:

قدّر باحثو معهد مسجاف -قبيل فوز ترامب- أن قدرة الردع الإيرانية قد ضعفت، بسبب الضربات التي تلقتها إيران وحلفاؤها. يعتقد هؤلاء الباحثون أن ما أصاب قدرة إيران على الردع أو الهجوم ربما يدفعها باتجاه تسريع إنتاج القنبلة النووية وسيلة لتعزيز الردع، لكنه في كل الأحوال وضع إيران أمام معضلة إستراتيجية ناتجة عن محدودية خياراتها، وخشيتها من ضربة إسرائيلية أميركية قد تعرّض نظامها الحاكم للخطر، إضافة إلى مشاكلها الداخلية المتفاقمة. عبّر باحثو معهد مسجاف عن تطلعهم إلى استمرار سعي إسرائيل لإضعاف إيران. يعتقد هؤلاء الباحثون أن المشاكل الداخلية المتنوعة في إيران قد تولّد لدى القيادة الإيرانية قابلية للتنازل إذا ما مُورست عليها ضغوط هائلة، وذلك من أجل الحفاظ على بقاء النظام. يعتقد باحثو مركز دراسات الأمن القومي أن الأزمات الاقتصادية الداخلية في إيران مؤثرة على سلوك النظام الإيراني. أوضح باحثو مركز مسجاف أن فوز ترامب ولّد ذعرا لدى الإيرانيين، تم التعبير عنه بالميل للتفاوض والتصالح، وأن استمرار الضغط على إيران هو الذي سيحقق الأهداف وليس التفاوض. تكثر في كتابات باحثي معهد مسجاف محاولات رسم صورة ذهنية سلبية لإيران، بدءا من إمداد حلفائها بالأسلحة، والمشاركة عمليا في هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وأن إيران تستغل وقت المفاوضات لتطوير قدراتها النووية والصاروخية والدفاعية، وتطالب بالحسم مع إيران. طالب باحثو معهد مسجاف ببناء تحالف دولي وإقليمي لمواجهة أنشطة إيران المتعلقة بتسريع تخصيب اليورانيوم، أو تطوير منظومات الدفاع والهجوم. طالبت الدراسات بألا يقتصر الاتفاق المتوقع إبرامه بين إيران والولايات المتحدة على وقف البرنامج النووي، بل يجب أن يشمل الاتفاق منع تطوير الصواريخ، بالإضافة إلى قطع إيران علاقتها مع حلفائها. أكد الباحثون أن إيران لا يمكن أن تتوقف عن المناورة، ولهذا يجب تحقيق نصر حاسم معها، يؤدي إلى تغيير النظام الحاكم، وأن اللحظة الراهنة مناسبة للقيام بذلك. أكد باحثو معهد دراسات الأمن القومي أن إيران قادرة على الوصول إلى القنبلة النووية، لكنها لم تتخذ القرار بعد، وهذا يعني أنها تفتح الباب أمام الحل الدبلوماسي. أشار هؤلاء الباحثون إلى أن إسرائيل تتابع المفاوضات وتستعد لخيار عسكري في حال فشل التفاوض، أو جاءت بنتائج غير مرضية لحكومة إسرائيل. أبدت دراسات المركز شكوكا إزاء قدرة الردع والتفاوض على الوصول إلى اتفاق يُرضي أميركا وإسرائيل، لكنها لم تتحمس للخيار العسكري، وأوصت الحكومة الإسرائيلية بأخذ مصالح ترامب بعين الاعتبار، وهذه نقطة خلاف جوهرية مع ما يطرحه باحثو معهد مسجاف الذين يرون أن الحل يتمثل في واحد من اثنين: إما صفقة على النموذج الليبي، أو ضربة عسكرية تؤدي إلى إسقاط النظام الإيراني. أبدى باحثو معهد دراسات الأمن القومي تحفظا على التعويل على الضربة العسكرية، ويرون أنها يمكن أن تأتي بنتائج عكسية، لأنها لن تُسقط النظام، بل قد تدفعه للسعي الحثيث نحو امتلاك القنبلة النووية. إعلان

مقالات مشابهة

  • مصطفى بكري يستعرض أسوأ السيناريوهات وخيارات الحرب الإيرانية الإسرائيلية
  • لجنة الأزمات تستعرض السيناريوهات وآليات التعامل مع مستجدات الصراع الإيراني ـ الإسرائيلي
  • سفير إيران بالأمم المتحدة: إسرائيل مصدر عدم الاستقرار ومستعدون لجميع السيناريوهات
  • أردوغان: إسرائيل تُشعل المنطقة.. وتركيا مستعدة لكل السيناريوهات
  • بيان دولي بشأن التسوية الفلسطينية بعد التصعيد الإسرائيلي
  • الحكومة الفلسطينية تجدد مطالبتها بفتح المعابر مع قطاع غزة
  • الحكومة الفلسطينية: حصار غزة يتنافى مع مبادئ القانون الدولي الإنساني
  • قمة مجموعة السبع في كندا.. من الحاضرون وما القضايا المطروحة؟
  • بعد 4 أيام.. عبد المنعم سعيد يكشف السيناريوهات المقبلة لـ الحرب الإيرانية الإسرائيلية.. فيديو
  • كيف ترى مراكز الأبحاث الإسرائيلية إيران؟ وبماذا تُوصي نتنياهو؟