أدهم شرقاوي : لمن يسأل: أينَ الله؟ ولماذا لا ينتقمُ لغزَّة؟!
تاريخ النشر: 13th, February 2024 GMT
روى مسلمٌ، وأحمدُ، والنّسائيُّ، وأبو داود، من حديث أبي هريرة:
أنَّ النبيَّ ﷺجاءَه ناسٌ من أصحابه فقالوا : يا رسولَ اللهِ، نجدُ في أنفسِنا الشيءَ نُعَظِّمُ أن نتكلَّمَ به، ما نحبُّ أنَّ لنا الدُّنيا وأنَّا تكلمْنا به!
فقال لهم النَّبيُّ ﷺ: أوَ قَدْ وجدتموه؟
قالوا: نعم!
فقال لهم النّبيُّ ﷺ: ذاك صريحُ الإيمانِ!
الأزماتُ والفِتنُ ملعبُ الشّيطان، وفُرصتُه السّانحة ليُفسدَ على المُؤمنِ إيمانه، ويعبثُ بمقامِ اللهِ في قلبه، ونحن بشرٌ نهاية المطاف، تخفى علينا حكمة الله جلَّ في علاه في بعض الأمور، وليس لنا من الأمر إلا ما نُشاهده، وتدور في العقل أسئلة، يخاف المرءُ أن يتحدّث بها، ويدفعها بالاستغفار، وهذا ليس من نواقض الإيمان بل من كماله، فكلما غابتْ عنكَ الحكمة فسلِّمِ الأمرَ لصاحب الأمر، هو أعدل وأرحم من أن يُراجع في قضائه، أو أن يُسأل عمّا قدَّره في ملكه، وكُلنَّا عبيدٌ في مُلكه!
سيقولُ لكَ الشيطانُ: أين اللهُ عمّا يجري في غزّة، ألا يغضبُ للأطفال يُنتشلون أشلاءً من تحت الأنقاض؟
ألا ينتقمُ للنساء تُبعثر الصواريخ أجسادهُنَّ؟
ما ذنبُ العجائز أن يُقتلنَ، وما ذنبُ الشُّيوخ أن يُسْحلنَ؟
أليس قادراً على أن يُعطّل الطائرات، ويُلجمَ المدافع؟
أوّلاً: هذه الدُّنيا دار امتحانٍ لا دار جزاء، واللهُ هو الذي يسألُ عبده عمّا فعلَ فيما امتحنه به، لا العبدُ هو الذي يسألُ ربّه: لِمَ امتحنتني في هذا؟ فلنتأدّبْ!
ثانياً: إنَّ الأشياء تُؤخذُ بمحصّلتها النهائية وليس بظرفها الحالي، فلو شهدتَ فرعون يُلقي أبناء الماشطة في الزيت المغلي حتى تطفو عظامهم، ثم يُلقيها معهم حتى تطفو عظامها أيضاً، لسألتَ سُؤال العبد المُتلهّف للانتقام: أين الله؟ ما ذنبُ الأطفال أن يُقتلوا بهذه البشاعة؟ ولمَ لا يدفعُ عن هذه المسكينة؟
ثم ما الذي حدثَ بعدها؟
فرعون أطبقَ الله تعالى عليه البحر وهو خالدٌ مُخلّد في النّار، والماشطة وأولادها شمَّ النبيُّ ﷺ ريحهم في الجنة ليلة المعراج!
ثالثاً: إنَّ الله سبحانه يُملي للظالم ثم يأخذه أخذ عزيز مقتدر، ولكن من قال لكَ أن كلّ الظلم موعده الدُّنيا، فلمَ كان يومُ القيامة إذاً، ولأيِّ شيءٍ كان السراط والميزان والحساب، ولأيِّ شيءٍ خُلقتِ الجنّة والنّار!
أصحاب الأخدود أُحرقوا جميعاً في الدُّنيا، وأنطقَ اللهُ تعالى الرّضيع ليقول لأمه: اثبتي فإنّكِ على الحق! فخاضت غمار النّار!
ولم يُحدّثنا اللهُ تعالى أنه انتقمَ لهم في الدُّنيا، ولكنّه سيفعلُ هذا يوم القيامة!
المعاركُ ليست بنتائجها الظّاهرة، فإن ربحتَ كلّ الصراعات ثمّ أُلقيتَ في النّار فإنّك خاسر، وإن سُحقتَ وأُحرقتَ وأنتَ على الحقّ فأنتَ فائز!
رابعاً: لو أنفذَ اللهُ تعالى انتقامه عند كلّ ظلمٍ لانتفى مبدأ الامتحان في الدُّنيا من أساسه!
ولو ربحَ الحقُّ كلّ جولةٍ في صراعه مع الباطل لامتلأتْ صفوفه بعُبَّاد النّتائج!
ولكنَّ الله تعالى أراد هذه الدُّنيا زلزالاً للقلوب، وصاعقةً للمبادىء!
فإنْ لم يكُنْ عدوانٌ وإجرامٌ فكيفَ سيُمتحنُ العبادُ بفريضة الجهاد، ثمّ ينقسمون إلى مجاهدين ومتخلّفين، وإلى مُناصرين ومُخذّلين، وإلى مُنفقين في سبيل اللهِ وباخلين في سبيل الشّيطان!
خامساً: إنَّ مخاضَ امرأة واحدة يصحبه طلقٌ وألم ودم، هذا والميلاد طفل! فكيف بمخاض أُمّة كاملة والميلاد ميلاد عزٍّ ودولة!
إنّكَ لو كنتَ في قريشٍ حين أوتدَ أبو جهلٍ لسُميّة في الأرض وربطها ثمّ أنفذَ فيها حربتَه لقلتَ كما تقول الآن: أين الله؟
وإني أسألكُ : فأين سُميّة الآن وأين أبو جهل؟!
وإنكَ وقتذاك لو رأيتَ بلالاً على رمضاء مكّة والصخرة على صدره، وأميّة بن خلفٍ يطلبُ يأمره أن يذكر اللاتَ وهُبل، وهو يُرددُّ بما بقي فيه من نفسٍ: أحدٌ، أحد!
لقلتَ : أين الله الأحد؟!
وإني أسألكَ الآن: فأين بلالٌ الآن وأين أُميّة!
ثمَّ وإن كنتَ لا ترى من النّصر إلا ما يكون في الدُّنيا، فأنتَ وقتذاك ما كنتَ تحسبُ أن نصراً سيأتي! ولكنك تعلمُ الآن أنّ مكّة قد فُتحت، دخلها الذين كانوا يُعذّبون فيها من أبوابها الأربعة في وضح النّهار!
إنَّ للرّب الحكيم توقيته في الحوادث، فإن فهمتَ فالزَمْ، وإن لم تفهَمْ فسلِّمْ!.
المصدر: الوحدة نيوز
كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة الدكتور عبدالعزيز المقالح السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي أین الله فی الد
إقرأ أيضاً:
اغتنم الفرصة الذهبية.. أدعية مستجابة في ساعة الاستجابة… لا تفوّت الدعاء الآن
اغتنم الفرصة الذهبية.. أدعية مستجابة في ساعة الاستجابة… لا تفوّت الدعاء الآن.. في أيامنا المليئة بالانشغال والضغوط، تظل لحظات القرب من الله هي الملاذ الآمن الذي ينعش القلوب ويطمئن الأرواح. ومن بين هذه اللحظات، تبرزساعة الاستجابة كفرصة عظيمة لا تُقدّر بثمن، خاصة في يوم الجمعة، حيث يُرجى فيها إجابة الدعاء وتبديل الحال بأمر الله.
ما هي ساعة الاستجابة؟هي ساعة في يوم الجمعة لا يُوافقها عبدٌ مسلم يسأل الله فيها شيئًا إلا أعطاه، كما أخبرنا الحبيب المصطفى ﷺ. وقد رجّح العلماء أنها تكون في الساعة الأخيرة من نهار الجمعة قبل المغرب، لذا يُستحب فيها الإكثار من الدعاء والاستغفار والصلاة على النبي ﷺ.
أدعية مستحبة في ساعة الاستجابةإليك مجموعة من الأدعية المباركة التي وردت عن النبي ﷺ أو عن السلف الصالح، يمكنك ترديدها الآن:
"اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله، ما علمتُ منه وما لم أعلم"
"اللهم اغفر لي ولوالدي، واهدِ قلبي، ويسر أمري، وبارك لي في رزقي وأهلي"
"اللهم ارزقني توبة نصوحًا، واغسل قلبي من الذنوب كما يُغسل الثوب الأبيض من الدنس"
"اللهم إنك عفوٌ كريم تحب العفو فاعفُ عني"
"يا رب ارزقني ما أتمنى، وحقق لي ما أرجوه، واجعلني ممن ناديتهم فلبوا، وغفرت لهم فأحببتهم"
فضل الدعاء في ساعة الاستجابة أغتنم ساعة الاستجابة يوم الجمعة...ردد أفضل أدعية يوم الجمعة للمغفرة وزيادة الرزق عشان دعوتك تتقبل.. اعرف ساعة الاستجابة في يوم الجمعةقال رسول الله ﷺ:
"في يوم الجمعة ساعة لا يوافقها عبدٌ مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله شيئًا إلا أعطاه إياه" (رواه البخاري ومسلم)
وهي ساعة لا تُرد فيها الدعوات، ويُستحب فيها التضرع والخشوع ورفع اليدين والتوسل باسم الله الأعظم.
وهي فرصة لتجديد العهد مع الله، وطلب العفو، وسؤال الهداية، وسكينة القلب.
كيف تستعد لساعة الاستجابة؟توضأ واستقبل القبلة.اجلس في خلوة مع الله تعالى.أكثر من الاستغفار والصلاة على النبي.ابدأ بـ حمد الله والثناء عليه.تضرع بإلحاح، وادعُ لنفسك، وأهلك، وأمتك.ادعُ بأدعية جامعة، مأثورة، وصادقة من القلب.تذكير محبلا تنسَ أن تصلي على النبي محمد ﷺ كثيرًا في هذه الساعة، فقد قال:
"إن أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم عليّ صلاة"، فاجعل لسانك رطبًا بها، فهي من مفاتيح قبول الدعاء.