دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)— أبرز رجل الأعمال الإماراتي، خلف أحمد الحبتور، تاريخ مصر وأبرز ما عايشه وسمع عنه لافتا إلى أنه وقع في حب هذا البلد منذ أول زيارة له أواخر الستينيات.

جاء ذلك في تدوينة للحبتور على صفحته بمنصة أكس (تويتر سابقا) وقال فيها: "منذ زيارتي الأولى لجمهورية مصر العربية الحبيبة في آخر ستينات القرن الماضي وقعت في حبها، ولم أستطع التعافي من هذا الحب حتى اليوم ومن الإعجاب الذي يتجدد لدي في كل مرة تطأ قدماي أرضها المبروكة.

. حب مصر ’أم الدنيا‘ ليس حكراً علي، فقد لمس سحرها كل من زارها أو سمع بها".

وتابع: "ففي بداية القرن الماضي، كانت مصر قبلة لأهل الفن والعلم والثقافة والصناعة والاقتصاد، بدأ ذلك في العشرينيات، حيث ازدهرت الفنون والثقافة في مصر، وبدأ الفنانين الأجانب بالتوافد إليها لبناء حياتهم المهنية، حتى الموسيقيين الأمريكيين بحثوا لهم عن موطن في "أم الدنيا" كعازفيّ الجاز الشهيرين بيلي بروكس وجورج دانكان. كما ترسّخ افتتان العالم بالثقافة المصرية القديمة حتى أصبح هوساً دفع أشهر مصممي الأزياء في أمريكا وأوروبا للاستلهام من الحضارة المصرية في أعمالهم. كذلك صناعة الأفلام بدأت بإنتاجات كثيرة عنها".

وأضاف: "وبالنسبة لفن العمارة، فقد طغت الاتجاهات النيو كلاسيكية على أساليب بناء وهندسة أبرز مباني القاهرة حيث تحولت في ذلك الوقت إلى ’باريس على النيل‘، وبرزت فيها مباني أيقونية تقف حتى اليوم شامخة شاهدة على هذا التاريخ العظيم في شوارعها".

واستطرد الحبتور قائلا: "مصر تبرز عالمياً كمقصد سياحي لما تمتلكه من مقومات تميزها على الخارطة العالمية للسياحة بجوانب متنوعة؛ ترفيهية، ثقافية، بيئية، وعلاجية. وهي أيضاً عُرفت بصناعاتها المتفوقة في مجالات عدّة كاستخراج وتصنيع المعادن والصناعات الثقيلة المختلفة، والنسيج والصناعات الغذائية، كذلك بمنتجاتها الزراعية التي يتم توريدها إلى كل بقاع الأرض".

وختم رجل الأعمال الإماراتي تدوينته قائلا: "ولطالما سمعنا عن الشركات العالمية التي كانت تطلق موديلاتها الفاخرة في مصر أولاً مثل شركة رولز رويس، وعن أن مصر كانت تمنح القروض لبعض الدول مثل اليابان. وقد عاصرت شخصياً الحقبة الزمنية التي كانت تشابه أفلام هوليوود الراقية من حيث أناقة أهلها، ورقي أجوائها ونظافة شوارعها وذوق محلاتها...

مصر في كل مراحلها خلابة ودورها كلاعب أساسي على الساحة العالمية لا يمكن ان يتغير. اللهم احفظها واحفظ أهلها وأبعد عن الشر والحسد".

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: الحكومة المصرية تغريدات

إقرأ أيضاً:

حين تمنح المفردات الشرعية: تنبيه للإعلاميين السودانيين

ها قد أعلنت قوات الدعم السريع وأتباعها من المدنيين والحركات المتمرّدة تشكيل حكومةٍ سرعان ما بدأ الإعلام في الإشارة إليها بمصطلح (حكومة تأسيس). يعكس هذا الإعلان، في جوهره، تحوُّلاً في الإستراتيجية بعد فشل الدعم السريع في إحكام السيطرة على العاصمة، والتمدُّد شرقًا وشمالًا. أمام هذا العجز، جاء هذا الإعلان على سبيل التعويض الرمزي بإنشاء كيانٍ مدني ورقي يحاول التغطية على القصور العسكري، وترسيخ وجودٍ إعلامي افتراضي يخلق شرعيةً بديلة، ربما تمهيدًا لدورٍ تفاوضي دولي أو قبول سياسي إقليمي. غير أن الأخطر من هذا الإعلان في ذاته هو كيفية التعامل معه إعلاميًا.

وسط هذه المعمعة، يجب أن نُذكّر بأن اللغة ليست محايدة، وفي ظلّ بيئات النزاع، كالتي نعايشها الآن، لا تكون اللغة مجرَّد وسيلة للتوصيل، بل تتحوَّل إلى أداة صراعٍ رمزي. ومن نافلة القول إن مسؤولية الإعلام لا تتوقَّف عند نقل الأحداث، بل تشمل كيفية توصيفها. وحين تصبح اللغة أداة شرعنة أو تجريم، فإن التدقيق في كلّ مصطلح واجبٌ مهني وأخلاقي.

في سياق الإعلان المشار إليه آنفًا، فإن استعمال الإعلاميين والكتّاب والمراسلين مصطلح (حكومة تأسيس) وما في حُكْمِه بلا تحفُّظ من شأنه إضفاء شرعيةٍ ذهنية وسياسية غير مستحقَّة؛ إذْ ترسّخ هذه الاستعمالات في اللاوعي الجمعي صورةً لكيانٍ حقيقي وفاعل ومستقر. ومع التكرار، يحدث ما يسمّيه علماء النفس واللسانيات بـ(تثبيت المفهوم بالاعتياد)؛ أي أن شيوع الكلمة يُنتج واقعًا جديدًا في ذهن المتلقّي في الداخل والخارج، ويدفعه تكرارها بلا تفكيكٍ أو تشكيك إلى التعامل مع هذا الكيان الورقي كما لو كان سلطةً ماثلة، تمتلك صفات الدولة ومؤسَّساتها. وهنا يتسرَّب الوهم إلى الإدراك العام، ويصبح الإعلام شريكًا، عن غير قصد، في تعويم كيانٍ بلا مشروعية، وربما في إرباك الرأي العام، وإضعاف وضوح الصراع الحقيقي الذي يدور في البلاد بين دولةٍ تُختطَف، وميليشيا تحاول تلبُّس ثوب المدنية.

هناك أمثلة كثيرة في التاريخ الحديث يتجلَّى فيها دور اللغة في ترسيخ مفاهيم قد تكون غير دقيقة أحيانًا، أو لترويج تصوُّراتٍ محدَّدة في أحيان أخرى. فعلى سبيل المثال، كرَّرت وسائل الإعلام اسم تنظيم الدولة الإسلامية في سنواته الأولى كما هو، وهو ما ساهم في ترسيخ صورة (الدولة) في ذهن الرأي العام العالمي. لاحقًا، صحَّحت المؤسسات الإعلامية الكبيرة مسارها، وبدأت تقول (ما يُسمَّى بالدولة الإسلامية)، أو تستعمل المختصر (داعش) أو كلمة (تنظيم) لتُضعِف فكرة الدولة. كما أدَّى ترديد كلمة (الشرعية) في عبارة (الحكومة الشرعية في اليمن) إلى تكريس هذه الصورة ذهنيًا، حتى بدت وكأنها تملك زمام السلطة فعليًا، رغم وجودها في الخارج.

ودأبت بعض وسائل الإعلام على تجنُّب مصطلح (إسرائيل) إلا في حالات الاقتباس، والاستعاضة عنه بعبارة (الكيان الصهيوني)، واستعمال مصطلح (قوات الاحتلال) أحيانًا بدلاً من (القوات الإسرائيلية)، مقاومةً للاعتراف الرمزي، وهو قرارٌ لغوي نابع من موقفٍ سياسي واضح.
هذه الحساسيَّة في اختيار الألفاظ مهمّة جدًا، لأنها تعكس المواقف؛ فعلى سبيل المثال، وصفت قناة الجزيرة أزمة قطر مع دول الخليج عام 2017 بـ(الحصار)، بينما سَمّتها القنوات السعودية والإماراتية (مقاطعة)، وهو ما يعكس اختلافًا في الزاوية السياسية والإعلامية لتأطير الأزمة. وعلى نحوٍ مماثل، كانت الجزيرة تصف الإطاحة بالرئيس المصري الراحل محمد مرسي عام 2013 بأنها (انقلاب)، بينما صوَّرتها وسائل إعلام أخرى على أنها (ثورة)، وهو اختلافٌ تحريري يعكس التوجُّه السياسي لكلّ وسيلة. كما لوحظ اعتماد الإعلام السعودي كلمة (وفاة) عند الحديث عن قتلى سعوديين أو مقيمين، مقابل استعمال كلمة (قتل) ومشتقَّاتها عند الإشارة إلى قتلى الحوثيين. هذا التباين ليس لغويًا فحسب، بل يعكس موقفًا تحريريًا من كلّ حالة، ويُظهِر كيف يُستعمَل اللفظ للتقليل من وقع الخسائر (الوطنية)، أو لتأجيج العداء تجاه الآخر. وبالنظر إلى مصطلح (suicide bomber)، فقد تباينت ترجماته حسب القناة والسياق، فتراوحت بين (انتحاري)، و(فدائي)، و(استشهادي).

من هذا المنطلق، نوصّي الإعلاميين السودانيين والمدوّنين، وحتى الكُتَّاب في منشوراتهم الشخصية على وسائط التواصل الاجتماعي، بعدم استعمال مصطلح (حكومة تأسيس)، بل الاستعاضة عنه بعبارات مثل، (كيان تأسيس)، أو (ما يُعرَف بحكومة تأسيس)، أو (الكيان المدني التابع لقوات الدعم السريع) بحسب السياق. ولمَّا كانت الكلمة موقفًا، والتوصيف مسؤولية، فلا تمنحوا الشرعية مجانًا لهذا الكيان الذي وُلِد ميتًا، وهو أقرب إلى ورقة ضغطٍ سياسية وإعلامية من مشروع دولةٍ بديلة. هذا الكيان قد يعيش بعض الوقت بوصفه مظلةً تجميلية لقوةٍ عسكرية غير شرعية، لكنه لا يملك في صيغته الحالية مقوّمات السيادة، أو الديمومة، أو القبول الشعبي والدولي.

والأخطر من الاعتراف الضمني بهذه الكيانات هو تطبيع وجودها عبر التكرار اللغوي. وهذا ما يجب أن يتفاداه الإعلامي المسؤول؛ لأن الكلمات، في نهاية المطاف، ليست أدوات نقلٍ فحسب، بل أدوات خلقٍ للواقع أو تشويهه.
فمن يُعيد للمفردات حيادها؟ ومن يحمي الوعي من سطوة التكرار؟
خالد محمد أحمد

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • طيور الخير تحلق مجدداً فوق غزة بدعم إماراتي متواصل
  • 110 ملايين ريال قروضا من بنك التنمية في النصف الأول بنسبة نمو 13%
  • تحكيم إماراتي لبطولة الأردن لبناء الأجسام
  • فضيحة مدوية.. شاهد ما الذي كانت تحمله شاحنات المساعدات الإماراتية التي دخلت غزة (فيديو+تفاصيل)
  • الاحتلال يزعم سماحه بمد خط للمياه المحلاة من رفح بدعم إماراتي
  • حين تمنح المفردات الشرعية: تنبيه للإعلاميين السودانيين
  • الاختباء ما ضعف… هو حضن هادي بتقدّمه لنفسك لما الدنيا تتعبك
  • ترامب: أنفقنا 60 مليون دولار منذ أسبوعين على الطعام لغزة ولم يذكر أحد ذلك.
  • تنسيق الجامعات الأهلية 2025.. مصاريف كل جامعة والحدود الدنيا للقبول
  • وفد إماراتي يبحث تعزيز التعاون في قطاع الطيران مع الصين