إعداد: بهار ماكويي | حسين عمارة تابِع إعلان اقرأ المزيد

 

تمكن قراصنة سيبرانيون مدعومون من إيران من قرصنة برامج منصة بث تلفزيوني في الإمارات العربية المتحدة، حسبما أفاد محللون من مايكروسوفت في تقرير نشر في 6 فبراير/شباط الجاري. وبدلا من البث المعتاد للمنصة، فوجئ المشتركون في هذه الخدمة، مذهولين، بنشرة إخبارية مزيفة عن الحرب في غزة "يظهر فيها مذيع تم إنشاؤه على ما يبدو بواسطة الذكاء الاصطناعي".

وقبل كل ذلك ظهرت على شاشات المشتركين هذه الرسالة: "ليس لدينا خيار سوى اختراق الشبكة لنشر هذه الرسالة وإيصالها إليكم".

اقرأ أيضاالعراق: قرصنة شاشة إعلانات في بغداد وعرض فيلم إباحي لعدة دقائق

يصف أحد سكان دبي، الذين قابلتهم صحيفة "الخليج تايمز"، الموقف قائلا "كنت أشاهد بي بي سي في حوالي الساعة العاشرة والنصف مساء عندما توقف البرنامج فجأة وظهرت صور مفجعة من فلسطين على شاشتي. شاهدت، مذهولا، تجمد شاشتي وعرض رسالة من القراصنة بأحرف كبيرة على خلفية خضراء. تبع هذه الرسالة على الفور نشرة أخبار قدمها مذيع منشأ بواسطة الذكاء الاصطناعي. كان الأمر سرياليا ومخيفا". بينما يقول مستخدم آخر للخدمة "جميع القنوات التي شاهدناها كانت تعرض المحتوى نفسه".

 

لقطة مأخوذة من الشاشة وزعتها مايكروسوفت من النشرة التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي التي قدمها قراصنة مؤيدون لإيران في الإمارات العربية المتحدة. © Microsoft

وكما تصف صحيفة "الغارديان"، بدأ المذيع الذي أنشأه الذكاء الاصطناعي على الشاشة في "تقديم صور لم يتم التحقق منها تظهر الفلسطينيين المصابين والقتلى خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة".

كما تبلغت مايكروسوفت أيضا باختراقات مماثلة في كندا والمملكة المتحدة، موضحة أن "بي بي سي" كانت من بين القنوات المستهدفة، لكن المجموعة التلفزيونية العامة البريطانية لم تتعرض للهجوم مباشرة من قبل القراصنة.

ووفقا لتقرير عن الهجمات الإلكترونية الإيرانية ضد إسرائيل صادر عن مركز تحليل التهديدات التابع لشركة مايكروسوفت، فإن هذه الهجمات حدثت في بداية شهر ديسمبر/كانون الأول وطهران هي من تقف وراءها.

اقرأ أيضاالولايات المتحدة: مكتب التحقيقات الفدرالي يعلن تفكيك شبكة من القراصنة الإلكترونيين تعمل لصالح الصين

 

وفقا لصحيفة "الغارديان"، يعزو محللو مايكروسوفت هذا الهجوم الإلكتروني إلى مجموعة تعرف باسم "كوتون ساندستورم" (عاصفة الرمال القطنية) وهي ليست المحاولة الأولى لها. وقال تقرير أمني سابق صادر أيضا عن مايكروسوفت إن "كوتون ساندستورم (نبتونيوم سابقا) هي هيئة حكومية إيرانية خاضعة لعقوبات وزارة الخزانة الأمريكية لمحاولاتها تقويض نزاهة الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2020".

أول عملية نفوذ إيراني باستخدام الذكاء الاصطناعي

ودائما وفقا "للغارديان"، فقد تتبع أثر هذه المجموعة من القراصنة على منصة الرسائل تلغرام، حيث نشرت مقاطع فيديو تظهر اختراقهم لثلاث خدمات بث عبر الإنترنت باستخدام مقدم أخبار تلفزيوني مزيف.

"هذه هي أول عملية ذات بصمات إيرانية تكتشفها مايكروسوفت ولعب فيها الذكاء الاصطناعي دورا رئيسا في نشر الرسائل"، كما تشير في تقريرها شركة مايكروسوفت.

بالنسبة لعملاق تكنولوجيا المعلومات الأمريكي، تقف طهران وراء هذه العملية والهجمات الإلكترونية الأخرى. في الأسابيع التي أعقبت بدء الحرب بين إسرائيل وحماس، تقول مايكروسوفت إنها لاحظت "التعاون بين الجماعات المرتبطة بإيران"، لا سيما بين قراصنة وزارة الاستخبارات الإيرانية و"وحدات حزب الله الإلكترونية".

يعلق فابريس بوبينو، الأستاذ والباحث في كلية الهندسة والمتخصص في الذكاء الاصطناعي: "الإنجاز ليس إذاعة نشرة تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي، ولكن النجاح بإدخالها في المكان المناسب".

يوضح نيكولاس أرباجيان، نائب رئيس شركة "هيدمايند بارتنرز" المتخصصة في تحليل المخاطر الرقمية: "لم يستهدف الهجوم الإلكتروني القناة التلفزيونية مباشرة ولكن المشغل نفسه، أي ليس المرسل بل المستقبل".

يعتقد هذا الخبير أن العملية الناجحة لهذا النوع من الهجوم تندرج تحت "التحريض والدعاية السياسية". ثم يردف قائلا: "من اللحظة التي يكون لديك فيها أشخاص يشعرون بها، ويعيشونها في منازلهم، وفي خصوصيتهم، يتحقق الهدف منها".

حملة من الهجمات الإلكترونية

بهذا الهجوم، تحاول إيران توكيد مقدرتها على الوصول بهجماتها إلى كل مكان وأي مكان، حتى عندما لا يكون ذلك متوقعا. في تقريرها، كشفت مايكروسوفت أن عمليات التهديد السيبراني القادمة من طهران تضاعفت في الأسابيع التي أعقبت هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وقالت: "زاد نشاط إيران بسرعة من تسع مجموعات كانت تحت مراقبة مايكروسوفت وتنشط في إسرائيل خلال الأسبوع الأول من الحرب إلى 14 بعد أسبوعين فقط من بدء الحرب. زادت الهجمات الإلكترونية من نحو عملية واحدة كل شهرين في عام 2021 إلى 11 في شهر أكتوبر/تشرين الأول 2023 وحده".

في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني، بدأت الجماعات المرتبطة بإيران في توسيع هجماتها الإلكترونية خارج إسرائيل، مستهدفة الدول المتحالفة مع الدولة العبرية. في 22 نوفمبر/تشرين الثاني، اكتشف موظفو إحدى وكالات هيئة المياه في ولاية بنسلفانيا بالولايات المتحدة على شاشات أجهزتهم وجود شعار لمجموعة من القراصنة الإيرانيين التابعين للحرس الثوري، يطلق عليهم "المنتقمون الإلكترونيون"، مصحوبة بهذه الرسالة: "لقد تم اختراقك. تسقط إسرائيل. أي معدات مصنوعة في إسرائيل هي هدف قانوني للمنتقمين الإلكترونيين".

 

رسالة "المنتقمون الإلكترونيون"، وهي مجموعة من القراصنة المنتسبين إلى طهران، على شاشات التحكم في شركة بنسلفانيا للمياه، 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2023. © لقطة من الشاشة Microsoft

ويهاجم القراصنة المؤيدون لإيران وحدات التحكم المنطقية القابلة للبرمجة الإسرائيلية الصنع (PLC). هذه الوحدات هي معالجات مخصصة لتنفيذ برامج التشغيل الآلي في المصانع، ويتم استخدامها، على سبيل المثال، للتحكم في عمليات الإنتاج الصناعية مثل تصنيع الآلات والروبوتات في خطوط التجميع. وفتحت الشرطة الأمريكية تحقيقا جنائيا في الحادثة.

 

النص الفرنسي: بهار ماكويي | النص العربي: حسين عمارة

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل كأس الأمم الأفريقية 2024 ريبورتاج قرصنة مكتب التحقيقات الفيدرالي إف بي آي الإمارات العربية المتحدة إيران إسرائيل الحرب بين حماس وإسرائيل الذكاء الاصطناعي للمزيد للمزيد كأس الأمم الأفريقية 2024 كرة القدم منتخب نيجيريا ساحل العاج الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا بواسطة الذکاء الاصطناعی الهجمات الإلکترونیة هذه الرسالة من القراصنة

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي يدخل عالم التسوق

تستعد مجموعات عملاقة في مجال التكنولوجيا لطرح أدوات مساعدة في التسوق الرقمي تتيح للمستخدمين تجربة السلع افتراضيا بعد البحث عن أفضل الأسعار والنماذج التي تناسب مختلف الأذواق، حتى أن في استطاعتها، بحال السماح لها، دفع ثمن المشتريات.
يقول أنجيلو زينو المحلل في شركة "سي اف ار ايه" للبحوث CFRA Research  إن "هذه هي المرحلة التالية في عالم التسوق".
وأصبحت هذه الثورة ممكنة بفضل ظهور برامج الذكاء الاصطناعي التي لم تعد تكتفي بالإجابة على الأسئلة أو إنشاء محتوى على غرار مساعدي الجيل الأول، بل أصبحت قادرة على أداء الكثير من المهام عند الطلب بلغة الحياة اليومية.
كشفت شركة "غوغل"، الأسبوع الماضي، عن ميزات تسوق في محرك البحث المُحسّن بالذكاء الاصطناعي، "إيه آي فاشن" AI Fashion الذي "يُقلل وقت البحث من أيام إلى دقائق"، بحسب فيديا سرينيفاسان رئيسة قسم الإعلان والتجارة في المجموعة .
في حالة الملابس، بات يُمكن للذكاء الاصطناعي إنشاء صورة للشخص المعني مرتديا بدلة أو قميصا يُفضّله، مع مراعاة القياسات والشكل بناءً على الخامة والقصّة.
يمكن للمستخدم، بعد ذلك، تحديد الحد الأقصى للسعر والسماح لمحرك "غوغل" بالبحث في الإنترنت حتى يجد عرضا مُطابقا، حتى لو استغرق الأمر ساعات أو أياما.
يمكن للعميل بعد ذلك إتمام عملية الشراء باستخدام منصة الدفع "غوغل باي" Google Pay.
وقال المحلل في شركة "تكسبوننشل" آفي غرينغارت "إنهم ينافسون أمازون قليلاً"، معتبرا أن التسوق "وسيلة لتحقيق الربح" من الذكاء الاصطناعي، إذ يمكنه زيادة عدد الزيارات وإيرادات الإعلانات.
في نهاية أبريل، أضافت "أوبن إيه آي" ميزة تسوق إلى "تشات جي بي تي" تستجيب لطلب يتضمن أفكارا للمنتجات وتقييمات المستهلكين وروابط لمواقع التجار.
وبحسب موقع "تك كرنش" المتخصص، لن تحصل الشركة الناشئة، التي تتخذ مقرا في كاليفورنيا، على نسبة من إيرادات التجارة الإلكترونية المُحققة عبر هذه القناة.
الشراء "نيابة" عن المستخدمين
قدّمت شركة "بربلكسيتي إيه آي" Perplexity AI الناشئة أيضا في نوفمبر عرضا لمشتركي خدمتها المدفوعة يتيح لهم إكمال عمليات الدفع من دون مغادرة التطبيق.
يتوقع أنجيلو زينو أن "المنصات الأخرى ستحتاج إلى أن تحذو حذوها، وسيصبح هذا الوضع الطبيعي".
أطلقت "أمازون" مساعدها الرقمي "روفوس" في سبتمبر، تلاه في أوائل أبريل وضع "Buy for Me" ("اشترِ نيابة عني") الذي يتيح إجراء عملية شراء مباشرة من موقع بائع تجزئة خارجي، خارج منصة أمازون.
في منتصف مايو، أشار هاري فاسوديف كبير مسؤولي التكنولوجيا في مجموعة "وول مارت" إلى وصول وكيل الذكاء الاصطناعي إلى منظومتها، لكنه أوضح أن الشركة ترغب أيضا في العمل مع منصات أخرى ليتمكن مساعدوها من التوصية بمنتجاتها.
في نهاية أبريل، كشفت كل من "فيزا" و"ماستركارد"، أكبر شركتي دفع في العالم، عن بنية تقنية جديدة تُمهد الطريق للشراء المباشر من جانب وكيل رقمي عبر شبكتيهما.
تتوقع إليز واتسون من شركة "كلاركستون" للاستشارات أن "على تجار التجزئة الآن التفكير في كيفية تحسين" مكانتهم من خلال أداة مساعدة عاملة بالذكاء الاصطناعي، وفهم "المعلومات التي ستجعل المنتج أكثر جاذبية لكل وكيل رقمي".
وتضيف "لا يتعين على أدوات المساعدة هذه الكشف عن أنواع المعلومات التي تعطيها الأولوية. لذا، سيُجبَر التجار على تجربة الخوارزمية واختبارها".
لا يتوقع أنجيلو زينو تحولا في هيكلية التجارة الإلكترونية. ويرى أن هذا النموذج الجديد سيفيد غوغل، وكذلك ميتا التي يتوقع دخولها عالم أدوات المساعدة على التسوق.
ويقول المحلل "ربما جمعوا معلومات عن المستهلكين أكثر من أي شركة أخرى. ولهذا، يُعتبرون منذ زمن بعيد بأنهم من الرابحين المحتملين في هذا التحول نحو الذكاء الاصطناعي".
ستُحسّن غوغل ملفات المستهلكين بناءً على عمليات البحث السابقة التي أجروها، لكنها تُؤكد أن المستخدمين سيُضطرون إلى الموافقة صراحةً على استخدام معلومات إضافية مثل رسائل البريد الإلكتروني أو التطبيقات الأخرى.
ويتساءل كريس جونز من شركة "بي اس اي كونسلتينغ" PSE Consulting "هل يمكننا الوثوق بالآلات لتشتري نيابة عنا؟"، مضيفا "ستعتمد المرحلة التالية من التجارة الإلكترونية على هذا السؤال".

أخبار ذات صلة الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل عمليات التوظيف بحلول 2040 محرر "صور جوجل" الجديد: ذكاء اصطناعي يقترح ويعيد ابتكار الصور المصدر: آ ف ب

مقالات مشابهة

  • لماذا لن يُفقدنا الذكاء الاصطناعي وظائفنا؟
  • تحذير سعودي لإيران: قبول العرض الأمريكي بشأن النووي أو حرب مع "إسرائيل"
  • رسالة سعودية لإيران.. إما قبول الاتفاق النووي أو الحرب مع إسرائيل
  • الذكاء الاصطناعي يثير ضجة حول عادل إمام
  • تحذير سعودي لإيران: قبول العرض الأمريكي بشأن النووي أو حرب مع إسرائيل
  • الذكاء الاصطناعي يقلب موازين البحث في في غوغل
  • الذكاء الاصطناعي.. إلى أين يقود العالم؟
  • الذكاء الاصطناعي يدخل عالم التسوق
  • الذكاء الاصطناعي والدراما العراقية.. صراع بين تطور التقنية السريع وبطء الواقع
  • خالد بن محمد بن زايد: الإمارات ترسخ مكانتها كوجهة رائدة عالمياً للبحث والتطوير في الذكاء الاصطناعي