فيديو لسيدة مصرية حول غلاء اللحوم يغير حياتها.. ما القصة وكيف علق ناشطون؟
تاريخ النشر: 14th, February 2024 GMT
تفاعل جمهور المنصات في مصر بكثافة مع فيديو نشر بمنصات التواصل لسيدة مصرية تشكو من ارتفاع أسعار السلع الأساسية وخصوصا اللحوم، بسبب الأزمة الاقتصادية في البلاد نتيجة للتراجع الكبير في قيمة الجنيه المصري مقابل الدولار.
وردا على سؤال حول سعر كيلو اللحم قالت السيدة في الفيديو "مابجيبهاش (لم أشترها) بقالي شهور، أنا لسا جوزي متوفى من شهر 7 اللي فات، وماله لا معاش ولا أي حاجة"، حيث حصد الفيديو أكثر من 15 مليون مشاهدة على حسابه في تيك توك.
ووفقا لأرقام الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء المصري، فقد بلغ المعدل السنوي للتضخم العام في مصر خلال يناير/كانون الثاني الماضي 29.8% وهو ما يُضعف القدرة الشرائية للجنيه المصري في الأسواق المحلية.
وكانت السلطات المصرية أعلنت قبل فترة رفع الحد الأدنى للأجور بنسبة 50%، ليصل إلى 6 آلاف جنيه شهريا، وهو ما يعادل 194 دولارا.
وبحسب محللين، فقد انعكست الأزمة الاقتصادية التي تعيشها مصر حاليا بشكل ملحوظ على زيادة أسعار السلع الأساسية، وهو ما يؤثر بشكل مباشر على المواطنين ومشترياتهم وحياتهم اليومية.
وجأر المواطنون بالشكوى من ارتفاع أسعار السلع الأساسية، إذ وصل سعر كيلو اللحم البلدي في الأسواق المصرية إلى نحو 400 جنيه، أي ما يعادل 13 دولارا تقريبا للكيلو الواحد.
إشادة وتعاطف
وتناولت حلقة (14-2-2024) من برنامج "شبكات" بعض تعليقات الناشطين، والتي تفاعلت مع شكوى السيدة من ارتفاع أسعار اللحم، وتباينت بين متعاطف معها بسبب الغلاء، ومن أشاد بعزة نفسها، ورضاها بما تملكه من المال القليل.
فغرد صاحب الحساب أحمد البرشومي متمنيا للسيدة -وابنتها التي ظهرت معها في الفيديو- السعادة "شيء محزن، وست وبنت مؤدبتان، وبرغم الضغط بيبتسمون وروحهم خفيفة، أتمنى لهم راحة البال والسعادة".
من ناحيته، أكد الناشط أبو أدهم حقيقة مشكلة غلاء الأسعار في مصر وقال إن "المشكلة اللي يزعلك (التي تزعلك) إن الست دي صدقني هتاخد الـ400 جنيه تصرفهم في معيشة الشهر وبرده مش هتجيب (ولن تشتري) اللحمة عشان الغلاء الفاحش اللي في مصر".
أما المغرد محمد السيد، فلفت النظر إلى عزة النفس التي تتمتع بها السيدة المصرية، وكتب مغردا "أحلى حاجة في الفيديو دا إن فعلا الغنى غنى النفس وعزة النفس ما تروح تحت أي ظروف".
واتفق الناشط محمد المصري مع تغريدة محمد السيد حول القناعة وعزة النفس، وأضاف "رغم المعاناة اللتي يعيشون فيها وكمية الغلاء الأوفر لدرجة أن في أشياء الناس اتمنعت عنها بسبب قلة الماديات، أكتر ناس يرضون بالقليل ودايما عندهم قناعة".
ومن جهته، أشاد المغرد مصطفى عزام بالناشط الذي نشر الفيديو على حسابه وقال "حتى لو كانت جايزتك (جائزتك) بسيطة بس تقديرك ليهم كبير جدا، أنت رجل محترم".
وبحسب تقارير، فإن مقطع الفيديو الذي نشر للسيدة المصرية وصل إلى رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس ليعيد نشره على حسابه في موقع إكس، وكتب "ممكن لو حد يعرفها يبعتلي تليفونها؟ عينة محترمة من شعبنا".
وفي اليوم التالي، نشر الناشط الذي نشر الفيديو تغريدة على حسابه وقال "مهندس نجيب بنفسه كلمني، هيدخل هبة معهد خاص في الجونة (وهي مدينة منتجعات سياحية بالغردقة تملكها عائلة ساويرس)، وكمان هتشتغل أحلى شغل، ده غير إن كل المصاريف دفعت، أنا مبسوط جدا إن ربنا جعلني سببا في فرحتهم".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: على حسابه فی مصر
إقرأ أيضاً:
لماذا وكيف ومتى ستتدخل اسرائيل في حرب السودان؟ (1)
1 لماذا هذا السؤال الآن ؟ لأن سلسلة المقالات والأخبار التي تتدفق منذ العام الماضي في الميديا الأمريكية والإسرائيلية والعالمية والإماراتية حول الوجود الإيراني في السودان ليست فعلاً دعائياً ، إنما هي تدبير مقصود يهيئ الرأي العام الإسرائيلي والأمريكي والعالمي والأفريقي لفكرة التدخل الإسرائيلي في السودان.
2
تتهيأ الأجواء للتدخل الإسرائيلي بناء على سردية تقول إن استئناف العلاقات الدبلوماسية بين السودان وإيران في يوليو 2024، والذي أنهى انقطاع العلاقات منذ 2016، ساهم في تعاظم التدخل الإيراني في السودان، وخاصة بعد اندلاع الحرب الجارية حاليًا، والتي شملت تسليحًا وتدريبًا ومساعدات لوجستية. فالسردية المزعومة تدعى ان السودان يشتري من إيران الطائرات بدون طيار، ويفتح لها المجال لبناء قاعدة في البحر الأحمر، يبنى انفاق تحت الجبال،كما أن وكلاء إيران يتولون تهريب السلاح إلى غزةوهو تهديد يماثل تهديد الحوثي للملاحة في البحر الأحمر!!.
3
بدأت سيمفونية الأكاذيب تعزف منذ سبتمبر 2024 ، وتأسست على فكرة اختلاق الأكاذيب كما رأينا في كذبة أسلحة الدمار الشامل في العراق، وكما حدث في حصار قطر (2017) حين قيل إنها تتعاون مع إيران دون دليل، وهي نفسها التي شُنّت تحت رايتها حرب على إيران في 2025، بذريعة نواياها النووية. وهي ذاتها التي قصفوا بها السودان في مصنع الشفاء (1998)، بذريعة إنتاج أسلحة محرمة، وهي أيضًا الذريعة التي عوقب بسببها السودان في 2025 بتهمة استخدام أسلحة كيميائية ضد الجنجويد دون أي دليل.
4
كيف تشتغل معزوفة الأكاذيب التي تهيئ المسرح لفعل قادم ؟ إنها معزوفة إعلامية تشترك فيها الاستخبارات العسكرية وأجهزة الأمن ومراكز البحوث والمواقع الإخبارية والصحف وبرامج التلفزة ووسائل التواصل الاجتماعي، في أمريكا وأوروبا وإسرائيل والإمارات وأفريقيا (الكونغو) وحتى السودان، جميعها تعزف لحنًا واحدًا، يتنوع في الشكل لكنه موحد في الجوهر: رسم صورة الأكذوبة التي تربط إيران بالسودان، وتهول خطرها على أمن إسرائيل والبحر الأحمر وحلفاء أمريكا.
5
نبدأ من الصحافة الإسرائيلية. في 1 يوليو 2025، نشرت صحيفة The Jerusalem Post مقالاً بعنوان: “Sudan’s Terror Gatekeeper: Why Israel Must Take Down Iran’s Man in Khartoum” وصف فيه الكاتب الإسرائيلي الرئيس البرهان بأنه “بوابة إيران نحو البحر الأحمر”، مؤكداً أن إسرائيل تعتبره تهديدًا يجب مواجهته، سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة.
6
في 7 أبريل 2025، كتب فريق تحرير صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” تقريرًا بعنوان: “إسرائيل قلقة من تقارب السودان، شريك اتفاقات أبراهام، مع إيران” وأفادت هيئة البث الإسرائيلية “كان” أن إسرائيل تشعر بالقلق من تقارب السودان مع إيران، بينما يسعى السودان للحصول على دعم في ظل الحرب الأهلية. وأشار التقرير إلى أن البرهان لجأ إلى إيران بعد أن خابت آماله في تلقي دعم من إسرائيل. ونقل التقرير عن مصدر مقرب من البرهان (مجهول) قوله إن السودان مضطر للتعاون مع أي طرف يزوّده بالسلاح.
7
أصدر مركز ألما الإسرائيلي تقريرا في 10 أبريل 2025 (مركز “ألما” الإسرائيلي (Alma Research and Education Center) هو مؤسسة بحثية إسرائيلية تُعنى بالشؤون الأمنية والعسكرية في منطقة الشرق الأوسط، مهمته رصد نشاطات إيران في المنطقة، خاصة فيما يتعلق بنقل الأسلحة، بناء البنى التحتية العسكرية، واستخدام الدول كقواعد خلفية مثل سوريا والسودان واليمن.)
قال مركز الما في تقريره إن إيران تستخدم السودان كجسر بري لنقل الأسلحة إلى حماس وحزب الله، في خطوة تهدد الأمن الإسرائيلي. وجاء فيه أن “الدول المجاورة للسودان لا تملك القدرة على تدمير مثل هذه المنشآت، ما يعزز فرضية أن إسرائيل هي الجهة المستهدفة”. وكشف التقرير عن قاعدة إيرانية تحت الأرض داخل السودان، مزودة بأنظمة دفاعية متقدمة، صُممت – وفق التقديرات – لمواجهة سلاح الجو الإسرائيلي.
8
في تقرير لمركز بروكسل للسياسات (سبتمبر 2024)، جاء أن التقارب بين الخرطوم وطهران وبدء تسليم طائرات مسيرة من طراز مهاجر وشاهد قد غيّر ميزان القوى في المعركة لصالح الجيش السوداني، مما أثار قلقًا إسرائيليًا.
9
أما مركز تشاتام هاوس، فقد ذكر في تحليل أواخر 2023 أن السودان يمثل نقطة التقاء بين المشاريع الجيوسياسية الإيرانية والإسرائيلية في أفريقيا. وإذا لم يُحتوَ هذا الصراع، فإن احتمال تدخل إسرائيل عبر وكلاء أو أدوات غير مباشرة قائم.
10
أشارت مجموعة الأزمات الدولية (فبراير 2024) إلى أن النفوذ الإيراني في شرق أفريقيا من خلال السودان بات يشكل مصدر قلق لإسرائيل، لا سيما مع استخدام ممرات لوجستية في البحر الأحمر تربط إيران بحماس وحزب الله.
11
في ديسمبر 2023، ذكرت وكالة بلومبرغ أن إيران زوّدت قوات البرهان بطائرات مسيّرة، وفي أبريل 2025 وزعمت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” أن البرهان طلب دعمًا عسكريًا من إسرائيل، لكن طلبه رُفض، فتوجه لاحقًا إلى طهران.
12
في منتصف يونيو 2025، نشرت صحيفة “جيروزاليم بوست” سلسلة تحقيقات بعنوان: “Israel weighs response to Iranian drone deliveries to Sudanese military” قالت فيها أن إسرائيل تراقب بقلق تنامي التعاون بين السودان وإيران. وأشارت إلى أن الجيش الإسرائيلي ناقش خيارات عسكرية لكبح النفوذ الإيراني في السودان، مثل شن غارات جوية على مستودعات أو خطوط إمداد، أو تنفيذ هجمات سيبرانية دقيقة.
13
في تقرير لشبكة “عاين” بعنوان “نكسة عسكرية لإيران تضع الجيش السوداني في حالة من الترقب”، ورد أن إيران أعادت علاقاتها العسكرية مع الجيش السوداني بعد فترة وجيزة من اندلاع الحرب، ومنحته ميزة جوية من خلال الطائرات المسيّرة والتدريب والذخيرة.
14
عن قناة Gunaz.tv، نُقل في 7 أبريل 2025 أن إسرائيل “قلقة حيال صفقة البرهان مع الشيطان” (في إشارة لإيران)، وأن البرهان اضطر للتعاون مع إيران لعدم حصوله على مساعدات من إسرائيل.
15
في 15 أبريل 2025، نشر موقع MintPress News تقريرًا بعنوان: “Iran’s Military Presence in Sudan: UAE–Israel Plot Backfires”زعمت فيه أن إيران شاركت في إنشاء قواعد تحت الأرض، وطائرات، وجنود داخل السودان، بالتعاون مع الحرس الثوري الإيراني، مما أثار مخاوف في تل أبيب وأبو ظبي.
16
كتب طال بئيري (Tal Beeri)، مدير الأبحاث في مركز ألما، تقريرًا بعنوان: “إعادة حساب الطريق – ممر إيران وحزب الله إلى لبنان” نُشر في 10 أبريل 2025، أكد فيه أن إيران تستغل الفوضى في السودان لتعزيز وجودها، وتسعى لإحياء الخيار السوداني كممر بديل لنقل الأسلحة، كما كان الحال قبل 15 عامًا.
17
هذا هو ملخص ما نُشر في المراكز البحثية والإعلامية من تقارير، كما نشرت عشرات المواقع الإخبارية ومراكز الأبحاث تقارير مزيفة مدفوعة الثمن، لتهيئة الجو للزج بإسرائيل في حرب السودان، لمصلحة الراعي الإقليمي لقوات الجنجويد، الذي ينفق بسخاء على الصحف والمراكز التي تصدر تقاريرها حسب الطلب وبناءً على الخطة.نواصل
عادل الباز
إنضم لقناة النيلين على واتساب