محللون يكشفون مدى قدرة روسيا على مواصلة المجهود الحربي بأوكرانيا
تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT
(CNN)-- يمكن لروسيا أن تستمر في مجهودها الحربي في أوكرانيا "لمدة سنتين أو ثلاث سنوات أخرى"، ولكن سيتعين عليها التضحية "بالنوعية مقابل الكمية" لأنها تستبدل الأسلحة المدمرة أو التالفة بأنظمة قديمة مخزنة، وفقًا لتقرير نُشر هذا الأسبوع.
وقدر التقرير الصادر عن المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ومقره المملكة المتحدة (IISS) أن روسيا فقدت عددًا من الدبابات في ساحات القتال في أوكرانيا أكبر مما خسرته عندما شنت غزوها واسع النطاق قبل ما يقرب من عامين، لكن من غير المرجح أن "تتسبب هذه الخسائر بإنهاء القتال في أي وقت قريب.
وقال المركز البحثي: "رغم خسارة مئات المركبات المدرعة وقطع المدفعية شهريًا في المتوسط، تمكنت روسيا من الحفاظ على استقرار أعداد مخزونها النشط" من خلال إعادة تنشيط الأنظمة القديمة، وتعزيز قدرتها الصناعية والشراء من الخارج.
ويقدر المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية أن روسيا قادرة على "مواصلة هجومها على أوكرانيا لسنتين أو ثلاث سنوات أخرى، وربما لفترة أطول".
ويأتي التقرير في الوقت الذي يقترب فيه الغزو الروسي لأوكرانيا من ذكراه السنوية الثانية، حيث تشن قوات موسكو سلسلة من الهجمات على طول الخطوط الأمامية التي يبلغ طولها حوالي 1000 كيلومتر في محاولة لكسر ما وصفه قائد الجيش الأوكراني السابق الجنرال فاليري زالوجني العام الماضي بـ "المأزق".
ومن ناحية أخرى، تتحول أوكرانيا إلى موقف أكثر دفاعي بعد أن فشل هجومها المضاد الذي تباهت به كثيراً في الصيف الماضي في جني المكاسب المرجوة، وبينما تكافح مع القيود المفروضة على قوتها البشرية، بدأت إمدادات الذخيرة من الغرب في النضوب.
أقر مجلس الشيوخ الأمريكي يوم الثلاثاء مشروع قانون مساعدات خارجية بقيمة 95.3 مليار دولار، بما في ذلك 60 مليار دولار لدعم أوكرانيا، مما أدى إلى مواجهة مع مجلس النواب، حيث قال رئيس مجلس النواب مايك جونسون إنه لا يعتزم طرح مشروع القانون على المجلس.
وفي تقريره السنوي المنفصل عن التوازن العسكري، قال المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية إن الإنفاق الدفاعي العالمي زاد بنسبة 9% ليصل إلى مستوى قياسي قدره 2.2 تريليون دولار في عام 2023، في الوقت الذي يتكيف فيه العالم مع ما أسماه "عصر عدم الاستقرار". وقال إن الغزو الروسي دفع الدول الأوروبية إلى زيادة الإنفاق الدفاعي وتعزيز حلف شمال الأطلسي، لكنه قال إن الكثير من التمويل الإضافي "يسعى جاهدا لتصحيح أوجه القصور الناجمة عن سنوات من نقص الاستثمار".
وأشار التقرير إلى أن الاتحاد الأوروبي في طريقه للإخفاق "بفارق كبير" في تحقيق هدفه المتمثل في تسليم مليون قذيفة 155 ملم لأوكرانيا بحلول مارس/ آذار.
وقال المدير العام للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، باستيان جيغيريتش، الثلاثاء: "تجد الحكومات الغربية نفسها مرة أخرى في موقف حيث يتعين عليها أن تقرر ما إذا كانت ستزود كييف بأسلحة كافية لتوجيه ضربة حاسمة، بدلاً من مجرد أسلحة كافية حتى لا تخسر".
خسائر "فادحة"
وفي حين تكبدت روسيا خسائر "فادحة" في المركبات المدرعة منذ فبراير 2022، قال المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية: "هناك القليل من الدلائل على أنها ستتسبب في إنهاء القتال في أي وقت قريب".
وتتبع التقرير الأساطيل النشطة لكل من دبابات القتال الرئيسية في روسيا وأوكرانيا (MBTs)، وناقلات الجنود المدرعة (APCs)، ومركبات المشاة القتالية (IFVs) وغيرها من المعدات. وقد قارن الخسائر المشار إليها من صور ساحة المعركة مع مصادر معلومات أخرى، بما في ذلك البيانات المسربة من البنتاغون وأجهزة التتبع مفتوحة المصدر، لكنه قال إن تقدير الخسائر هو "علم غير دقيق".
وقال إن عدد دبابات القتال النشطة في أوكرانيا "لا يزال بالقرب من مستويات ما قبل الحرب"، في حين أن عدد ناقلات الجنود المدرعة ومركبات القتال البرية "زاد بفضل الدعم الغربي". ورغم ذلك، فقد حذر من أن محاولات أوكرانيا لنشر هذه المركبات الإضافية "تجاوز إمدادات المعدات"، مما يعني أن بعض الوحدات لم يكن لديها ما يكفي من المعدات لتكون قريبة من القوة الكاملة.
وفي الوقت نفسه، فقدت روسيا أكثر من 3000 مركبة قتالية مدرعة في العام الماضي وحده، حسبما ذكر التقرير، ولكن تم تعويض ذلك من خلال إعادة تنشيط حوالي 1200 دبابة قتالية وحوالي 2500 مركبة قتالية مدرعة وناقلة جنود مدرعة من المخازن. وفي حين كان هذا يعني مقايضة "الجودة مقابل الكمية"، فقد تمكنت روسيا أيضًا من تصنيع آليات جديدة. وخلص معدو التقرير إلى أن روسيا يمكن أن تحافظ على معدل الاستنزاف الحالي لمدة تصل إلى ثلاث سنوات وربما لفترة أطول.
كما أوضح التقرير بالتفصيل كيف أثبت الاقتصاد الروسي، رغم العقوبات الدولية، مرونته وزاد الإنفاق الدفاعي لعام 2024.
لقد رفعت روسيا ميزانيتها الدفاعية الرسمية لعام 2024 بأكثر من 60٪ على أساس سنوي. وقال جيغيريتش إن إجمالي الإنفاق العسكري يمثل الآن ثلث ميزانيتها الوطنية وسيصل إلى حوالي 7.5% من الناتج المحلي الإجمالي، مما يشير إلى التركيز على مجهودها الحربي.
ونشر المعهد الملكي للخدمات المتحدة (RUSI)، وهو مركز أبحاث آخر، تقريره الخاص هذا الأسبوع حول الأهداف والقدرة العسكرية الروسية المتغيرة.
وقال: "لا تزال روسيا تحافظ على هدفها الاستراتيجي المتمثل في إخضاع أوكرانيا. وهي تعتقد الآن أنها تفوز”.
وقال التقرير إن روسيا ستسعى إلى تحقيق هدفها على ثلاث مراحل.
أولاً، ستهدف إلى مواصلة الضغط على طول الخطوط الأمامية الأوكرانية، واستنزاف ذخائرها وقوتها البشرية.
وأضاف: "بالتوازي مع هذا الجهد، فإن الخدمات الخاصة الروسية مكلفة بكسر عزم شركاء أوكرانيا الدوليين على مواصلة تقديم المساعدات العسكرية".
ثم، بمجرد استنفاد مخزون الذخيرة الأوكرانية، فسوف تشن روسيا عمليات هجومية جديدة لتحقيق مزايا كبيرة في ساحة المعركة، في محاولة لكسب النفوذ على كييف "لإجبارها على الاستسلام بشروط روسية".
وقال التقرير إن روسيا كانت تخطط لتحقيق هذا النصر بحلول عام 2026.
ومع ذلك، أكد معدو التقرير أنه يمكن تجنب هذه النتيجة "إذا استمر شركاء أوكرانيا في توفير ما يكفي من الذخيرة والدعم التدريبي" للقوات المسلحة الأوكرانية من أجل صد الهجمات الروسية في عام 2024.
وقال التقرير: "إذا كانت روسيا تفتقر إلى احتمال تحقيق مكاسب في عام 2025، نظرا لعدم قدرتها على تحسين نوعية القوة في العمليات الهجومية، فإن ذلك سيترتب عليه أنها ستكافح من أجل إجبار كييف على الاستسلام بحلول عام 2026".
أوكرانياروسياالأزمة الأوكرانيةالجيش الروسيتحليلاتفلاديمير بوتيننشر الخميس، 15 فبراير / شباط 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الأزمة الأوكرانية الجيش الروسي تحليلات فلاديمير بوتين قال إن
إقرأ أيضاً:
رماة بوتين السود في أتون حرب أوكرانيا
"فاغنر السود" أو "رماة بوتين" أو المرتزقة الأفارقة، تعددت الأسماء والمقصود واحد، إنهم الأفارقة المقاتلون إلى جانب الجيش الروسي في أوكرانيا.
وقد تحدثت تقارير إعلامية غربية متعددة عن فيلق كبير من الأفارقة يزج بهم الروس في الجبهات الأمامية للقتال بأوكرانيا بعد حملات تجنيد مكثفة شملت كافة أرجاء أفريقيا، واستعملت فيها حوافز مادية كبيرة من رواتب مغرية وجوازات روسية.
غير أن كثيرا من هؤلاء تنقطع أخبارهم بمجرد أن يغادروا بلدانهم، ومنهم من يعلن عن وفاته ومنهم من يقع في الأسر لدى الأوكرانيين ومنهم من لا يزال مفقودا.
قصص كثيرة ومتعددة لأفارقة زُج بهم متطوعين أو مكرهين على خطوط النار بين روسيا وأوكرانيا، ويستعرض هذا التقرير نماذج منها، كما يتناول الموقف الروسي من هذه القصص.
تعتمد موسكو في تجنيدها للمرتزقة الأفارقة على تقديم إغراءات الرواتب الضخمة ومنح الجنسية، وينتهي الحال بالعديد -ممن سافروا من بلدانهم الأفريقية إلى روسيا بهدف العمل أو الدراسة- في جبهات القتال، بحسب تقارير متطابقة، ومن جانبها تنفي روسيا تجنيدها الطلاب قسرا.
وأكد تحقيق لمراسلي قناة فرانس 24 -في كل من السنغال وغانا والكاميرون- أن العديد من هؤلاء الأفارقة انضم طواعية إلى صفوف الجيش الروسي خلال السنوات الثلاث الماضية تحت إغراءات الرواتب الضخمة، أو حتى إمكانية الحصول على الجنسية، لكن طائفة من هؤلاء تعرضت للتجنيد القسري.
وتحدث التحقيق عن شباب من دول أفريقية (هي نيجيريا وزامبيا وغانا وتنزانيا وتوغو وجمهورية أفريقيا الوسطى والكاميرون والسنغال) سافروا إلى روسيا على أمل العثور على فرص عمل، قبل أن ينتهي بهم المطاف على الخطوط الأمامية للقتال.
وأضاف التحقيق أن هؤلاء الأفارقة -الذين يتم إرسالهم للقتال دون تدريب مناسب، وغالبا ما يخدمون في الصفوف الأمامية- قتل بعضهم، والبعض الآخر انتهى الحال به في السجن أو يعلقون على خطوط المواجهة بين روسيا وأوكرانيا يتوسلون حكوماتهم لإعادتهم إلى أوطانهم.
إعلانوكمثال على ذلك، فقد نقلت إذاعة فرنسا الدولية أن 14 غانيا عالقين وسط القتال في دونيتسك (شرق أوكرانيا) كانوا قد أطلقوا نداء طلبا للمساعدة، وذلك في شريط فيديو بثه التلفزيون الوطني، وزعم هؤلاء أنهم تعرضوا للإغراء والخداع من قبل أحد مواطنيهم، وهو لاعب كرة قدم سابق.
وتحدث التحقيق عن معاناة عائلة في السنغال بسبب فقدان ابنها الذي غادر للدراسة في روسيا وهو الآن سجين في أوكرانيا، بعد أن قاتل في صفوف الجيش الروسي.
أفضلية روسية لتجنيد الأفارقةتمتع روسيا بمزايا في أفريقيا تسهل عليها تجنيد المرتزقة الأفارقة، فهي تملك وجودا عسكريا واقتصاديا واسعا في عدة دول في القارة، بالإضافة إلى نشاط مرتزقة فاغنر وسط وشمال القارة، وتحولت هذه الظاهرة إلى ما سمي مؤخرا الفيلق الأفريقي.
وكان تقرير لصحيفة إندبندنت البريطانية بعنوان "راتب، جواز سفر.. هكذا تحاول روسيا تجنيد الأفارقة" قد نقل عن تقارير استخباراتية بريطانية وأوكرانية أن روسيا تغري الأفارقة للقتال في أوكرانيا، حيث تعرض عليهم رواتب مغرية وتعدهم بمنحهم جوازات سفر.
وبحسب التقرير، فإنه للتعويض عن خسائرها الفادحة على الجبهة، والتي تقدر بأكثر من 500 ألف جندي منذ بداية الحرب في أوكرانيا، قررت روسيا تجنيد أعداد كبيرة من المقاتلين، وتركز لهذا الغرض على أفريقيا، وتحديدا على 4 دول وسط القارة، وهي رواندا وبوروندي والكونغو وأوغندا.
وأشارت "إندبندنت" إلى أن روسيا تتمتع بنفوذ كبير في بعض مناطق أفريقيا بفضل استثماراتها في قطاع التعدين ووجود جنودها على الأرض.
وحسب أوردته "بي بي سي" البريطانية في تقرير لها، فإن لروسيا نفوذا في أفريقيا يسهل عليها عمليات التجنيد تلك، حيث تتمتع بحضور عسكري على الأرض تبرره بمساعدة دول مثل جمهورية أفريقيا الوسطى وليبيا ومالي والسودان في محاربة المتمردين أو "الإسلاميين".
وتحدث هذا التقرير عن انتشار مقطع فيديو على الإنترنت يزعم أنه يظهر جنودا من جمهورية أفريقيا الوسطى يتعهدون بالانضمام إلى "إخوانهم الروس" كما نظمت مع بداية الحرب في أوكرانيا مظاهرة مؤيدة لروسيا في بانغي عاصمة أفريقيا الوسطى.
وفي واحدة من قصص المهاجرين الأفارقة الذين تم تجنيدهم بالجيش الروسي، روى تحقيق لصحيفة تلغراف البريطانية قصة كاميروني يدعى جان أونانا كان عاطلاً عن العمل بالعاصمة ياوندي، ويكافح لإعالة زوجته و3 أطفال صغار، وفجأة اطلع على إعلان وظيفة في مصنع روسي فانتهز فرصة الحصول على راتب جيد، كما أخبر المحققين الأوكرانيين لاحقًا.
وبعد جهد مضن، حصل الشاب البالغ 36 عامًا على ثمن تذكرة وسافر إلى موسكو في مارس/آذار الماضي، وبدلاً من أن تُقدم له هذه الرحلة حلاً لمعاناته المالية، تسببت له في معاناة أشد كادت تودي بحياته على جبهة القتال شرق أوكرانيا.
وما إن وصل أونانا إلى روسيا حتى احتُجز مع 10 آخرين من الكاميرون وزيمبابوي وغانا وأُبلغوا جميعا أنهم لن يعملوا، وأنهم سيوقعون بدلاً من ذلك عقدًا لمدة عام للانضمام إلى الجيش الروسي للقتال في الحرب على أوكرانيا.
إعلانووُعِد أونانا بأجر كبير وتعرض للضغط لتوقيع العقد، بحسب اعترافاته، كما خضع لتدريبٍ لمدة 5 أسابيع في روستوف ولوغانسك. وخلال التدريب، تمكن من الاتصال بمنزله، ولكن في طريقه إلى الجبهة، صُودرت هواتفه ووثائقه.
وانتهت مسيرة أونانا العسكرية تقريبًا بمجرد بدايتها، حيث طُلب منه هو و8 آخرون احتلال مركز على الجبهة أوائل مايو/أيار الماضي، وبمجرد أن تمركزوا في المكان حتى تم قصفه وقُتل الجميع باستثناء أونانا الذي سقط جريحًا واختبأ بين الأنقاض لمدة أيام، وبمجرد أن تمكن من الخروج تم أسره.
وحسب تقرير تلغراف، فإن روسيا تجبر الأفارقة -وغيرهم من سكان الدول النامية الذين يهاجرون إليها بحثا عن العمل- على الخدمة العسكرية لسد حاجتها لأعداد هائلة من المجندين من أجل تعويض خسائرها الكبيرة في الحرب المستمرة لأكثر من 3 سنوات.
ووفقا للصحيفة، فإن حكومة الكاميرون باتت تشعر بقلق بالغ إزاء أعداد الجنود الذين يُعتقد أنهم يفرون من جيشها ويسافرون إلى روسيا، لدرجة أنها شددت في مارس/آذار القيود على مغادرة العسكريين الدولة الواقعة غرب أفريقيا. وتشير تقديرات على وسائل التواصل الاجتماعي لمقتل حوالي 60 كاميرونيا في الحرب الروسية الأكرانية.
يروي تحقيق تلغراف قصة السنغالي مالك جوب، الذي أُسر مؤخرا لدى القوات الأوكرانية، ويبلغ من العمر 25 عامًا، وكان يدرس في روسيا عندما التقى بمُجنِّدين في مركز تجاري أخبروه أنه يستطيع التسجيل لغسل الصحون في لوغانسك، بعيدًا عن الجبهة، مقابل 5700 دولار شهريًا. لكن بعد أسبوع واحد فقط، أعطي جوب سلاحا وقنابل يدوية وخوذة، ثم اقتيد إلى الجبهة قرب توريتسك.
وفي حديثه مع محاور عسكري أوكراني، يقول جوب "بدأنا نرى جثثًا في الغابة، وجثثا كثيرة في مبانٍ مختلفة، لقد أثر ذلك بي حقًا". وبمجرد أن شاهد تلك المشاهد توارى عن الأنظار وتخلص من زيه العسكري وأسلحته، وهرب، وبعد يومين من المشي تم أسره من طرف الأوكرانيين.
وتحدث تقرير لصحيفة "جون أفريك" في مايو/أيار الماضي عن آلاف من "المجندين المخدوعين" الذين فُقدوا في الحرب الروسية الأوكرانية، وذكر من بين هؤلاء جان كلود سانجوا، وهو طالب كونغولي في لوغانسك، في منطقة شرق أوكرانيا المحتلة من قبل روسيا منذ عام 2014.
وفي زامبيا، تحدث تقرير سابق لإذاعة فرنسا الدولية عن وصول جثمان طالب قُتل في أوكرانيا يدعى ليمخاني ناثان نييريندا، كان قد جندته مجموعة فاغنر من سجن روسي.
وأثار مقتل الطالب -الذي كان يدرس الهندسة النووية في روسيا- جدلا واسعا في زامبيا وسط مطالبات للحكومة بالتحقيق في كيفية مقتله، وكيف ذهب طالب علم وانتهى به الأمر قتيلا في الخطوط الأمامية في حرب لا تعني زامبيا في شيء.
وفي نفس الإطار، نشرت الصحافة التوغولية منتصف أبريل/نيسان الماضي تقريراً عن مواطن يُدعى "دوسيه كوليكباتو" ذهب لدراسة الطب في روسيا قبل أن يتم إرساله دون تدريب إلى الخطوط الأمامية ليقع أسيراً ويصاب بجروح على يد الأوكرانيين.
ويقدّر رئيس منظمة "روسوتروديتشستفو" يفغيني بريماكوف، وهي منظمة تُعنى بنشر المعرفة حول روسيا في الخارج، وجود ما بين 35 ألفا و37 ألف طالب أفريقي في روسيا، تزامنا مع اندلاع الحرب في أوكرانيا.
تجنيد السجناء
وقد نقلت مجلة جون أفريك -في تقرير عن الصحفي النيجيري فيليب أوباجي- أنه مع بداية الحرب في أوكرانيا، تم إرسال نحو 200 من المتمردين السابقين من جمهورية أفريقيا الوسطى إلى روسيا بعد أن غيروا ولاءهم وتلقوا تدريبًا على يد شركة فاغنر الروسية.
إعلانكما زعم أوباجي أن المعتقلين من أفريقيا الوسطى، بمن فيهم المدانون بجرائم خطيرة، تم إرسالهم، في وقت لاحق، للخدمة على الجبهة الأوكرانية، على غرار ما قامت به مجموعة المرتزقة من تجنيد جماعي في السجون الروسية.
وفي شهادة أخرى نقلتها جون أفريك عن مواطن من جمهورية أفريقيا الوسطى تمكن من الفرار من جبهة الحرب في أوكرانيا إلى جمهورية لاتفيا، حيث قال إنه تم تجنيده بشكل مباشر في بانغي من قبل مرتزقة فاغنر أثناء احتجازه بمركز للشرطة.
وزعم هذا الشاهد أن أحد أفراد المليشيات أخذ منه مئات الآلاف من الفرنكات الأفريقية مقابل توقيع عقد للالتحاق بـ"شركة أمنية" روسية ليسافر في ديسمبر/كانون الأول إلى روسيا مع معتقلين سابقين آخرين من جمهورية أفريقيا الوسطى، ضمن مجموعة تتألف من 300 إلى 400 شخص من دول جنوب الصحراء الكبرى.
نفي روسيزعم مسؤولون أوروبيون أن الكرملين يهدد بعدم تمديد تأشيرات الطلاب الأفارقة والعمال الشباب ما لم يوافقوا على الانضمام إلى الجيش، وهو ما تنفيه موسكو على الدوام.
كما نفت الخارجية الروسية أكثر من مرة مزاعم إجبار الأفارقة -وخصوصا الطلاب- على المشاركة في الحرب الدائرة في أوكرانيا مقابل تمديد تأشيراتهم، مؤكدة على الضرر المحتمل الذي قد تُلحقه هذه التقارير بالعلاقات الأفريقية الروسية.
وفي المقابل، تشير أنباء أخرى تم تداولها عن محاولات أوكرانية لتجنيد أفارقة للقتال ضد روسيا، ومن ذلك بيان تم تداوله في السنغال يتحدث عن مساع من السفارة الأوكرانية لحث السنغاليين على القتال ضد روسيا، وهو ما أدانته حكومة السنغال قبل أن تنفي السفارة وجود مساع من هذا القبيل.