أهداف سياسية وطمع في الحكم.. لماذا يصر نتنياهو على اجتياح رفح؟
تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT
دخلت الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الفلسطينية حماس يومها 132، وسط عناد نتنياهو وحكومته المتطرفة لشن هجوم على مدينة رفح رغم المفاوضات والتحذيرات الدولية المستمرة.
شنت القوات الإسرائيلية صباح اليوم هجمات على مواقع في خان يونس وفي رفح، وعبر الفلسطينيون عن مخاوفهم من شن إسرائيل هجوما بعد انتهائها من خان يونس.
وتوعد أمس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعملية "قوية" في رفح "بعد" السماح للسكان المدنيين بمغادرة المدينة الواقعة في الطرف الجنوبي من قطاع غزة المحاصر.
وقال نتنياهو، في رسالة بالعبرية على حسابه الرسمي على تطبيق تلجرام: "سنقاتل حتى النصر الكامل، وهو ما يتضمن تحركا قويا في رفح، وذلك بعد السماح للسكان المدنيين بمغادرة مناطق القتال".
جاءت هذه تصريحات فيما تستمر المفاوضات للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل وحماس الأربعاء في القاهرة وسط مخاوف من عملية برية إسرائيلية في مدينة رفح.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن نتنياهو مُصر على تنفيذ هجوم على رفح و90% من حكومته مع شن الحرب على رفح.
وأوضح الرقب ـ في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن كل الأمور تتم الان على اخلاء كتلة سكانية كبيرة جدا من رفح وتخفيف عدد السكان، معقبا: نتنياهو يريد استمرار الحرب وتحقيق أي انتصار ليتمكن من النجاح في الانتخابات خاصة وان شعبيته تراجعت كثيرا لذلك كل ما يقوم به نتنياهو الآن هو فقط من اجل البقاء في الحكم او لتغير الصورة النمطية ليتم انتخابه مرة أخرى لان أسهمه تراجعت وفق اخر استطلاعات للقنوات الإسرائيلية.
الهدف الأسمى لنتنياهوومن جانبه، قال الدكتور حامد فارس، أستاذ العلاقات الدولية، إن خطة نتنياهو لاجتياح رفح هو الهدف الأسمى لكي تستمر هذه الحكومة الي أطول فترة ممكنه في الحكم.
وأوضح فارس ـ في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن هذه المعركة هي معركة وجودية شخصية لـ نتنياهو حتى وان كان على حساب المنطقة او على حساب إسرائيل، فالعملية العسكرية في رفح ستودي الي احداث موجه من التوترات الكبيرة في المنطقة باعتبار ان قيام مثل هذه العملية سيؤثر على الامن القومي المصري وهو الامر الذي لن تسمح به مصر.
وعبرت أستراليا وكندا ونيوزيلندا، اليوم الخميس، عن قلقها البالغ إزاء مؤشرات على أن إسرائيل تخطط لهجوم بري على رفح.
وحذرت الدول، في بيان مشترك، صدر ردا على تقارير عن عملية عسكرية إسرائيلية مزمعة في رفح، من أن "أي عملية عسكرية موسعة في رفح ستكون كارثية، وآثارها ستكون مدمرة على المدنيين الفلسطينيين".
كما حذرت وزيرة الخارجية الألمانية، من شن هجوم عسكري على مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وقالت إن حدوث ذلك سيشكل كارثة إنسانية، وفق تعبيرها.
وأضافت الوزيرة أنالينا بيربوك الأربعاء، خلال مؤتمر صحفي عقدته في القدس، أن هناك 1.3 مليون شخص نزحوا إلى رفح، يعيشون حالياً في مساحة ضيقة جداً ولا يوجد أي مكان آخر يذهبون إليه وفي حال شن جيش الاحتلال الإٍسرائيلي، لهجوم على المدينة في ظل هذه الظروف، ستكون كارثة إنسانية.
وجاءت هذه التصريحات في وقت أعلن الاحتلال الإسرائيلي، أنها بصدد التحضير لهجوم وشيك على مدينة رفح جنوبي القطاع، من أجل تحقيق انتصار على حماس وفق ما ذكر مسؤولين إسرائيليين.
وحذرت الأمم المتحدة لثلاثاء من اجتياح عسكري إسرائيلي محتمل لرفح بجنوب قطاع غزة، قائلة إن الهجوم قد "يؤدي إلى مذبحة" في المدينة الواقعة بجنوب القطاع الفلسطيني المكتظة بما يزيد على مليون نازح.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: رفح نتنياهو غزة اجتياح رفح إسرائيل حماس مدینة رفح فی الحکم فی رفح
إقرأ أيضاً:
محللون إسرائيليون: لهذه الأسباب فشلنا في تحقيق أهداف حرب غزة
ركّزت وسائل إعلام إسرائيلية اهتمامها على مرور 600 يوم على حرب غزة، وحمّلت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية– مسؤولية استمرار الحرب "دون تحديد ما الذي يريده في نهايتها".
وناقش الإعلام الإسرائيلي أيضا وضع تل أبيب في ظل المفاوضات الحالية، للتوصل إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وأسباب طول أمد الحرب.
وبعد انقضاء 600 يوم على الحرب، يقول محلل الشؤون العسكرية في القناة الـ13 ألون بن دافيد "لا نرى أفقا لتحقيق هدفي الحرب، وهما: إطلاق سراح المخطوفين (الأسرى)، وهزيمة حركة المقاومة الإسلامية (حماس)".
بدوره، أعرب المحلل السياسي في القناة الـ13 رفيف دروكر عن قناعته بأن شعور نتنياهو بالخزي بسبب هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 "لا يمكن أن يُمحى بعودة الأسرى المحتجزين ووقف إطلاق النار".
ووفق دروكر، فإن نتنياهو لا يمتلك تصورا واضحا لمحو ذلك، لكنه يفعل ذلك بالقوة والمزيد من القوة.
أما رئيس الأركان الإسرائيلي الأسبق غادي آيزنكوت فكشف تفاصيل ما جرى في المجلس الوزاري المصغر (الكابينت) في 25 أكتوبر/تشرين الأول 2023 للتصويت على العملية البرية الإسرائيلية في قطاع غزة.
إعلانوقال آيزنكوت إنه جرى خلال الاجتماع عرض أهداف الحرب والخطة التي تقضي بـ"تفكيك حماس، وتحقيق سيطرة عملياتية، وإقامة نظام مدني جديد في غزة".
لكن هذه الخطة شهدت عراقيل عدة، بعد الإدراك -حسب آيزنكوت- بأن هناك أهدافا معلنة وأخرى مخفية لدى بعض أعضاء المجلس الوزاري المصغر، إذ لديهم تصور مختلف بشأن قطاع غزة قائم على حكم عسكري واحتلال وإعادة الاستيطان.
ووفق آيزنكوت، فإن الخطة العسكرية كانت ناقصة أيضا، بعد التوصية بشن هجوم بري من الناحية الجنوبية للقطاع، لكن ما جرى كان هجوما في الجهة الشمالية.
وشدد على أن الإشكالية الأكبر تبقى عدم استعداد نتنياهو للتعامل مع الجانب السياسي الأهم الذي يجب أن يتحقق وهو "اليوم التالي للحرب"، مؤكدا أنه لم يتحقق أي من أهداف الحرب بعد مرور عام و7 أشهر.
من جانبه، طالب مقدم احتياط إلياف ديكشتين إسرائيل بأن تتخذ قرارا بالتضحية بالجنود الأسرى، "فالجندي الأسير بالنسبة له هو مثل الجندي القتيل"، وهو ما أثار غضب وحفيظة عائلات الأسرى.
أما محلل الشؤون السياسية في القناة الـ12 أمنون أبراموفيتش، فقال إن حكومة نتنياهو تبعث برسالة مفادها "إن أردت أن يتم إنقاذك من الأسر، فأنت بحاجة لجواز سفر أميركي".
ووجّه محلل الشؤون السياسية في القناة الـ12 غاي بيليغ رسالة إلى نتنياهو قال فيها "قليل من الرأفة، فنحن نئن تحت وطأة حكمك ونظامك الحاكم"، مضيفا أن "المخطوفين (الأسرى) يحتضرون في الأنفاق".
وطالب بيليغ نتنياهو بالرأفة بـ"عائلات الأسرى، وجنود الجيش الذين ترسلهم في معركة عبثية، ودولة إسرائيل بعد ما فعلته بها".
ووفق التقديرات الإسرائيلية، فإنه لا يزال هناك 58 أسيرا محتجزا في غزة، 20 منهم -على الأقل- يُعتقد أنهم أحياء.
وحتى الآن ترفض الحكومة الإسرائيلية إنهاء الحرب ضمن أي اتفاق محتمل، بل إنها هددت مرارا بالمضي قدما بعمليتها الحالية "عربات جدعون" إذا لم تسفر المحادثات الجارية عن اتفاق.
إعلانوكانت تل أبيب قد انقلبت على اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، الذي تم التوصل إليه في يناير/كانون الثاني الماضي، إذ استأنفت الحرب على غزة في 18 مارس/آذار الماضي.