أكد الإعلامي الأيقونة وائل الدحدوح مدير مكتب قناة الجزيرة في غزة، أن الظروف التي يعمل فيها الصحفيون في القطاع صعبة للغاية وقد تكون مستحيلة، لأن الصحفي يجد نفسه كإنسان مجبرا للصراع للبقاء على قيد الحياة، والوقوف في طوابير المياه والخبز والبحث عن الحماية للعائلة.
وتحدث الدحدوح خلال ندوة «الصحفيون في غزة.

. الموت في سبيل الحقيقة» التي نظمها المركز القطري للصحافة وأدارها الإعلامي عبد العزيز آل اسحاق، بحضور سعادة الأستاد سعد بن محمد الرميحي رئيس مجلس إدارة المركز، وعدد من الإعلاميين والكتاب الصحفيين وجانب كبير من الحضور عن الأوضاع في القطاع.

وقال إن غزة تشكل لـ»إسرائيل» شوكة، وبالتالي كان لدى الاحتلال رغبة في إنهاء هذه الشوكة وإزالتها، وكثير من القادة الإسرائيليين تحدثوا عن أمنياتهم بغرق غزة في البحر وإزالتها وتدميرها، قبل الحرب وفي بداية الحرب، وعبروا عن ذلك دون مواربة وبشكل مباشر، حتى إن بعض التصريحات تشكل في حد ذاتها جرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة، وبالتالي من الواضح أن هناك نية مبيتة، لكن ما حدث في 7 أكتوبر ليس بالهين، فهو بالنسبة لإسرائيل ربما أصعب لحظة تمر بها منذ إنشاء هذا الكيان على أنقاض الشعب الفلسطيني والأرض الفلسطينية.

دعم قطري متواصل
كما أشاد مدير مكتب قناة الجزيرة ومراسلها في غزّة، بموقف دولة قطر الداعم لسكّان غزة، غير المقترن بوقت أو مرحلة معينة، مشيراً إلى أنَّ الدعم القطري تجسد قبل الحرب الحالية عليها والحروب السابقة، وذلك من خلال حزمة من المشاريع المتنوعة، واصفاً موقفها بالأفضل مقارنة بمواقف عدد من الدول الأخرى. ‏وأكد الدحدوح في الندوة أنَّ إسرائيل تمارس سياسة التجويع مع سكان غزة، ويتجلى هذا في اليوم الأول من طوفان الأقصى بإغلاق المعابر كافة لضمان عدم وصول الغذاء والدواء لسكان القطاع بالتوازي مع استهداف المخازن التي يتوفر فيها بعض الإمكانيات التي قد تساعد على صمود أهل غزّة، لافتاً إلى أنه رغم دخول عدد من الشاحنات إلى القطاع إلا أنها تواجه الكثير من العراقيل إلى حين وصولها لمستحقيها. 
‏وأشار الدحدوح في هذا السياق إلى أنَّ المساعدات لا تصل إلى الجزء الشمالي من القطاع لذلك معاناة السكان في تلك المناطق أكثر بكثير من معاناة أهل المنطقة الجنوبي. 

‏صعوبات العمل الصحفي 
وتناول وائل الدحدوح في حديثه كمّ الصعوبات والتحديات التي يواجهها الصحفي الفلسطيني خاصة من يمارس المهنة في ميدان المعركة في رقعة من على الأرض تقبع تحت الحصار والعزلة منذ أكثر من 17 عاماً، مؤكدًا أنّ الصحفي لا يهدأ للحظة بل يبقى دوماً في حالة ترقب مع مجريات وتطورات الأوضاع في تلك الأرض التي يلازمها القصف وأصوات الطائرات على الدوام، فضلًا عن أعداد الشهداء والجرحى الذين يتضاعفون تباعاً، واصفاً ممارسة مهنة الصحافة في تلك الرقعة من الأرض بأنها غاية في الصعوبة، لذا على الصحفي الفلسطيني أن يقرر في ظل شح الخيارات ما إذا كان يريد أن ينحاز إلى المهمة الإنسانية ؟ وبالتالي يقوم الصحفي بدوره على أكمل وجه، أم أنَّه سيفضل الابتعاد والإنزواء في منزله خشية من مجريات الحرب، وإن كان لا يوجد ما يمنع أي صحفي فلسطيني من اتخاذ هذا القرار فهو إنسان في كل الأحوال. 
في السياق ذاته أجاب الدحدوح عن سؤال بشأن الهدف مما تقوم به إسرائيل من استهداف للصحفيين، مؤكداً أنَّ ما تقوم به إسرائيل بالرغم من أنها سياسة قديمة تنتهجها إلا أنها جاءت في هذه المرة مضاعفة في حجم ما واجهته في السابع من أكتوبر 2023 من قبل المقاومة الفلسطينية عند اجتيازها الحاجز إلى منطقة غلاف غزة فضلًا عن إطلاق وابل من الصواريخ على إسرائيل، وهو الحدث الذي لم يكن متوقعاً بالنسبة إليها، لذا تسعى لاستهداف رجال الصحافة والإعلام للتعتيم على جرائمها ومنذ قرابة الأربعة أشهر استهدفت 130 صحفيًا وإعلامياً، الأمر الذي يدل على أنّ ما يقوم به جيش الاحتلال هو سياسة ممنهجة لقتل صوت الحقيقة.
وعرج الدحدوح في حديثه على الصعوبات التي واجهها خلال عمله خلال تغطية حرب طوفان الأقصى، بدءًا من اجبارهم على مغادرة مكتب الجزيرة في قطاع غزة الذي أخذ سنوات لتجهيزه بأعلى المعايير، وصولا إلى انقطاع التيار الكهربائي، وقلة الغذاء والعديد من الصعوبات التي لم يكن يراها المشاهد، مؤكداً أنَّ القرارات السليمة من وحي التجربة خففت الخسائر التي أبقت على بعض الإمكانات، لافتاً إلى أنَّ الصحفي إلى جانب مهنته كان يصطف في طابور لأكثر من ساعتين للحصول على بضعة أرغفة من الخبز. 

‏أجواء صباح 7 أكتوبر
وأشار الدحدوح إلى أنَّه في صباح السابع من أكتوبر كان يتجهز للخروج إلى عمله، إلا أنه سمع صوت عدة صواريخ متوقعاً أنها تدريب عسكري للمقاومة، إلا أنها استمرت وهو الأمر الذي دفعه للنظر من خلال النافذة علَّه يفسر ما يسمع إلا أنه وجدها باتجاه الشرق، معتقداً أيضا قد يكون هناك خلل في المنظومة خاصة أنه لم يسبق الأمر أي تصعيد من الجانب الإسرائيلي، الأمر الذي دفعه للتوجه إلى مقر الجزيرة في غزة قائلاً قبل خروجه لأسرته «وطنوا أنفسكم لثلاثة أو أربعة أشهر قادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، نراكم على خير.» لتكون هذه آخر ما قاله لذويه قبل استشهادهم.
‏وتناول الدحدوح في حديثه سياسة التهجير القسري بعد التصعيد الأخير على مدينة رفح التي كانت تحتضن 300 ألف نسمة، والآن تضم ما لا يقل عن مليون ونصف المليون نسمة، إلا أنه وبالرغم من صعوبة الموقف للقصف العنيف واستهداف الاحتلال المتواصل لمقدرات الحياة فيها إلا أن أهالي رفح نزحوا إلى مناطق الداخل كخان يونس ووسط قطاع غزة، فهذا أمر له مدلولاته في أن أهالي رفح لن يخرجوا من أراضيهم، وعلى الرغم من صمودهم إلا أن مخطط التهجير لم ينته بعد.
وكرم سعادة سعد الرميحي في آخر الندوة وائل الدحدوح حيث تم تسليمه درع المركز.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر وائل الدحدوح قناة الجزيرة قطاع غزة المركز القطري للصحافة وائل الدحدوح الدحدوح فی إلا أنه إلا أن إلى أن

إقرأ أيضاً:

حماس: تسلمنا من الوسطاء مقترح ويتكوف الجديد وندرسه بمسؤولية

أعلنت حركة حماس ، اليوم الخميس، 29 مايو 2025، أنها استلمت عبر الوسطاء المقترح الجديد الذي قدمه المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، مشيرة إلى أنها تقوم حالياً بدراسة المقترح بمسؤولية عالية.

وأكدت الحركة في بيان صحفي، أنها تتعامل مع المقترح بما يحقق مصالح الشعب الفلسطيني، ويضمن إغاثته، ويؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة .

ووفقا لمصادر مطلعة، ينص المقترح على إطلاق سراح 10 رهائن أحياء لدى حماس والإفراج عن 18 جثة لرهائن قضوا خلال احتجازهم. مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين ويتم تنفيذ الصفقة على مرحلتين خلال أسبوع.

ويقترح المخطط وقف إطلاق نار لمدة 60 يوما، يتم خلاله إجراء مفاوضات مكثفة للتوصل إلى اتفاق دائم ينهي القتال.

وفي حال فشل الأطراف في التوصل إلى اتفاق نهائي خلال هذه الفترة، يحق لإسرائيل استئناف العمليات العسكرية، أو مواصلة المفاوضات مقابل الإفراج عن رهائن إضافيين.

اقرأ أيضا/ بالفيديو: الاحتلال يستهدف عناصر شرطة ومدنيين وسط غـزة في "مجزرة السرايا"

ويعد هذا الطرح محاولة جديدة لكسر حالة الجمود في مسار التهدئة، وسط تفاقم الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة واستمرار الضغط الدولي لإنهاء القتال.

ويتضمن المقترح أيضا عودة إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، ولكن بإشراف الأمم المتحدة، وليس عبر الشركات الخاصة، كما كان معمولا به في الفترة الماضية.

كما ينص على انسحاب الجيش الإسرائيلي من المناطق التي سيطر عليها خلال عملية "القوة والسيف"، في إشارة إلى مناطق محددة داخل قطاع غزة احتلتها القوات منذ بداية العمليات البرية.

ويأتي هذا المقترح في وقت تشهد فيه غزة كارثة إنسانية متفاقمة، وسط دعوات دولية متزايدة للتهدئة وتبادل إنساني للأسرى، فيما تسود حالة من الترقب لمسار المفاوضات خلال الأيام المقبلة.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين "الألكسو" تُصادق على مجموعة من القرارات لصالح فلسطين مصطفى: خطط استراتيجية وتحرك سريع لإعادة الحياة إلى غزة بعد وقف الحرب الأورومتوسطي: 10% من فلسطينيي غزة ضحايا للإبادة الإسرائيلية الأكثر قراءة استئناف عمل عدة مخابز في غزة بعد دخول كميات محدودة من الدقيق رومانيا تستدعي السفير الإسرائيلي لديها احتجاجا على استهداف الوفد في جنين تفاصيل محادثات ترامب ونتنياهو بشأن الوضع في غزة الأمم المتحدة: استشهاد 148 امرأة وطفلا و9 صحافيين في غزة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • 60 شهيدًا في غزة اليوم.. وارتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية إلى 54381 شهيدًا منذ أكتوبر 2023
  • كل الدعم والمحبة.. تريزيجيه يوجه رسالة مؤثرة لـــ الريان القطري
  • إمام عاشور: زيزو هنأني بعد الفوز بالدوري.. وهذه رسالتي لميسي قبل كأس العالم للأندية
  • التليفزيون العراقي يحتفل بـ 60 عاما على تأسيسه
  • الدكتور وائل بدر يوضح.. نسبة نجاح عملية تغيير مفصل الركبة في مصر
  • محلى نجع حمادي يعقد ندوة تثقيفية حول حماية المستهلك
  • مناقشة سبل تذليل التحديات المالية التي تواجه الصناعيين في حماة
  • حماس: تسلمنا من الوسطاء مقترح ويتكوف الجديد وندرسه بمسؤولية
  • مراحل عربات جدعون التي أقرها نتنياهو لتهجير سكان غزة
  • الإيجار القديم ومال الوقف.. تفاصيل المؤتمر الصحفي الأسبوعي لرئيس الوزراء