الخليج الجديد:
2025-06-01@03:45:38 GMT

الأسئلة المفخخة والأجوبة الرئاسية المفككة

تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT

الأسئلة المفخخة والأجوبة الرئاسية المفككة

الأسئلة المفخخة والأجوبة الرئاسية المفككة

هل فكرتم بموضوع تعيين نائب لكم؟ هل تحتاجون لإدارة غزة لشركاء أمنيين من العرب أو غيرهم؟

أمريكا تعول على دور عربي لنزع سلاح المقاومة وتوفير الأمن للاحتلال الإسرائيلي بحسب الرؤية الأمريكية.

أمريكا تبحث عن بديل لمرحلة ما بعد عباس، والسؤال يلاحق الرئيس في كل مكان حيثما حل وأقام، فتعرض عليه حلول عدة.

الانتخابات بكافة أشكالها، وهي مصدر رعب في أمريكا وأوروبا، فلطالما خيبت ظنهم، وبددت أوهامهم تجاه شعوب المنطقة.

أمريكا تريد إعادة تأهيل السلطة لمرحلة ما بعد عباس، وبشكل يضمن تفردها وسيطرتها على المشهد الفلسطيني وفقا للمنطق الأمريكي والإسرائيلي.

السؤال عن نائب للرئيس الفلسطيني يتساوق مع مطالب أمريكية لإصلاح السلطة الفلسطينية، وفقا لمعايير واشنطن التي تذكّر بخطة دايتون بُعيد استشهاد عرفات.

* * *

"هل فكرتم بموضوع تعيين نائب لكم؟ وهل تحتاجون لإدارة غزة إلى شركاء أمنيين من العرب أو غيرهم؟

- هذا الموضوع يخضع للقانون الأساسي الفلسطيني الذي لا يمكن تعديله إلا من خلال عقد المجلس الوطني الفلسطيني، أو في حال إجراء انتخابات عامة وانتخاب مجلس تشريعي جديد يقر تعديل هذه المادة.

بالنسبة إلى الشق الثاني من السؤال، نحن على تشاور وتنسيق مستمرين مع الأشقاء العرب في القضايا كافة. أما في الملف الأمني؛ فعندما تعود السلطة الوطنية الفلسطينية لممارسة صلاحياتها في قطاع غزة، وتصبح العنوان السياسي هناك، فسوف ننظر بإيجابية للتعاون مع جميع الأطراف التي لديها الاستعداد للمساهمة في عملية إعادة إعمار قطاع غزة".

السائل صحيفة الشرق الأوسط اللندنية المقربة من السعودية التي استضافت بدورها لقاءات عقدت مؤخرا لمناقشة مستقبل السلطة وإصلاحها، والإجابة جاءت على لسان رئيس السلطة الفلسطينية في رام الله محمود عباس، خلال لقاء خاص أجرته الصحيفة معه ونشر يوم أمس الخميس.

السؤال عن نائب للرئيس الفلسطيني يتساوق مع المطالب الأمريكية لإصلاح السلطة الفلسطينية، وفقا لمعاير واشنطن التي تذكّر بخطة دايتون بُعيد استشهاد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.

فأمريكا تريد إعادة تأهيل السلطة لمرحلة ما بعد عباس، وبشكل يضمن تفردها وسيطرتها على المشهد الفلسطيني وفقا للمنطق الأمريكي والإسرائيلي، ما دفع محمود عباس لإحالة الجواب الى النظم واللوائح التنظيمية والقانونية، وللانتخابات بكافة أشكالها، وهي مصدر رعب في أمريكا وأوروبا، فلطالما خيبت ظنهم، وبددت أوهامهم تجاه شعوب المنطقة، وهو جواب ذكي ينم عن خبرة ومعرفة بطبيعة السائل والسؤال، وكيفية تفكيكه إلى عناصره الأساسية.

فأمريكا تبحث عن بديل لمرحلة ما بعد الرئيس محمود عباس، والسؤال يلاحق الرئيس في كل مكان وحيثما حل وأقام، فتعرض عليه الحلول كافة؛ نائب للرئيس تارة، ورئيس وزراء تنقل إليه صلاحيات الرئيس تارة أخرى.

وهنا يصطف طابور طويل من المرشحين، بدءا بـ(سلام فياض كرئيس للوزراء، وحسين الشيخ كنائب، وليس انتهاء طبعا بمحمد دحلان؛ الذي يرفض أن يغيب عن دائرة المرشحين).

وهنا تصطف العديد من الدول خلف هذا الخيار أو ذاك عربيا وغربيا، والكل يخطب ود الرئيس عباس، ويحاول أن يغازله ويوجهه إلى أحد هذه الخيارات التي تعكس أيضا تنافسا حادا بين الدول العربية، خصوصا الخليجية المتنافسة.

الشق الثاني من السؤال، متعلق بالشركاء الأمنين، وهو الأشد خطورة في ظل الدعوات لنزع سلاح المقاومة من قبل الاحتلال وأمريكا، وفي ظل المأزق الأمريكي والإسرائيلي بعد طوفان الأقصى، والذي يتطلب نقل عبء المعركة الى الجانب العربي، لتتحول من مواجهة بين الفلسطينيين والاحتلال؛ إلى مواجهة وحرب استنزاف عربية - عربية، فأمريكا تعول على دور عربي لنزع سلاح المقاومة وتوفير الأمن للاحتلال الإسرائيلي بحسب الرؤية الأمريكية.

ختاماً.. أسئلة مفخخة تعكس طبيعة المرحلة، وحالة التدافع بين الاحتلال والمقاومة من جهة، ومن جهة أخرى تعكس مأزق السلطة لما بعد طوفان الاقصى، وما بعد حقبة الرئيس عباس، وأخيرا تعكس وبقوة حالة التنافس الخفي والمعلن بين الدول العربية، خصوصا الخليجية، حول المكانة الجيوسياسية المتخلقة من رحم التطبيع الموهوم والمبشر به أمريكيا.

*حازم عياد كاتب صحفي من الأردن

المصدر | السبيل

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: أمريكا إسرائيل فلسطين الاحتلال المقاومة السلطة محمود عباس لمرحلة ما بعد

إقرأ أيضاً:

إحسان عباس و«معرفة» التراث العربي

(1)

ظللتُ عمرًا لا أقارب بين المرحوم الدكتور شوقي ضيف، وغيره من كبار الدارسين والمتخصصين في آداب اللغة العربية وعلومها؛ فالرجل مؤسسة أكاديمية ثقافية «تاريخية» كانت تسير على قدمين؛ قدَّم للمكتبة العربية أكبر مجموعة مؤلفة باللغة العربية تقريبا تغطي كل مجالات وفروع الدراسة الأدبية والنقدية واللغوية والبلاغية؛ ويكفي فقط أن نشير إلى موسوعته المذهلة (تاريخ الأدب العربي) بأجزائها العشرة التي تغطي عصور وحقب الأدب العربي (العصر الجاهلي، والعصر الإسلامي، والعصر العباسي الأول، والعصر العباسي الثاني.. إلخ).

إلى أن بدأت أتصل بتراث المرحوم الدكتور إحسان عباس؛ الذي كان التلميذ الأنبه والأنبغ لشوقي ضيف والأكثر تمثلًا لأفكاره حول «الموسوعية» و«شمولية» التأليف والإنتاج، والجمع بين الحديث والقديم، التأليف والتحقيق والترجمة، وكذلك الجمع بين الكتب التي يصح القول عنها: إنها وضعت لأغراضٍ «تعليمية» أو غيرها التي يصح أن يقال عنها: إنها وضعت لأغراض «بحثية» أو «نظرية» أو «تأريخية».. إلخ.

ولا أنسى أبدًا دراسته التي لم يكتب مثلها أحد إلى اليوم، سواء في موسوعيتها، أو شمولها، أو عمق نظراتها، أو حداثة مقارباتها. أعني دراسته عن «تاريخ النقد الأدبي عند العرب: نقد الشعر من القرن الثاني حتى القرن الثامن الهجري» التي تعد أشمل وأكمل مرجع في موضوعها إلى اليوم.

وأقيس على ذلك دراساته الكاشفة عن «تأثير الأدب اليوناني في الأدب العربي». وهي الدراسات التي تكشف عن تأصُّل عنصر «المقارنة» في إنجازات إحسان عباس التأليفية في الدراسات الأدبية والنقدية، الأمر الذي ساعده عليه معرفته العميقة بالآداب الأوروبية القديمة، وتعمقه في دراسة الأدب العربي ونقده قديمًا وحديثًا.

(2)

والمرحوم الدكتور إحسان عباس (1920-2003) واحدٌ من الأساتذة الأكاديميين والنقاد النادرين الذين لا يوجدون في ثقافتنا العربية إلا على سبيل الاستثناء، وفي «الفرط بعد الفرط» كما يقول القدماء.

أول ما يميز إحسان عباس «الناقد» هو جمعه بين الخبرة التراثية بعلوم العرب القديمة والوعي المعاصر بتيارات الأدب والنقد في العالم الأوروبي - الأمريكي، وهو الأمر الذي جعله يجمع ما بين أصالة المعرفة ومعاصرة المعالجة والاختيار، إضافة إلى درجة عالية من الرهافة في معالجة النصوص الإبداعية وتناولها.

وتقترن هذه الرهافة العالية، بحسب جابر عصفور، بنوعٍ من الحدس النفاذ الذي يبين عن العلاقات الخفية التي تنبني عليها الأعمال والظواهر، والذي يكشف عن الظلال المتدرجة من المعاني والإيحاءات التي تشعها النصوص في كل اتجاه.

ولا ينفصل ذلك كله عن وعي «نظري» يتسم برحابة الأفق وشمول النظرة والمرونة الفكرية التي لا تسجن نفسها في أي إطار ضيق أو جامد. وإذا كان ناقدًا عالميًا كبيرًا مثل بول دي مان قد تحدث عن العمى والبصيرة في ممارسة النظريات النقدية أو الأدبية، فإن بصيرة إحسان عباس النقدية ظلت تنقذه دائمًا من عمى النظريات المحدودة الرؤية، وتفتح وعيه على الجديد دائمًا لكن بما لا يتنكر للقديم، أو يتعارض مع تنوع المجالات التي عمل بها إحسان عباس. كانت هذه إطلالة مركزة على قيمة إحسان عباس أستاذا أكاديميا وناقدا ممتازا.. فماذا عن إحسان عباس محقق التراث الفذ الذي قدم للثقافة العربية وللمكتبة التراثية مجموعات رائعة من الكتب التي عكف على تحقيقها ونشرها والتقديم بين يديها للقارئ المعاصر؟

(3)

في مقال الأسبوع الماضي من (مرفأ قراءة) توقفتُ عند واحد من أعمال إحسان عباس الكبرى؛ وحاولتُ أن أبيِّن إلى أي حد كان هذا الكتاب العظيم في «تاريخ النقد الأدبي عند العربي» أهم كتاب كتب باللغة العربية (فيما أرى) في دائرة البحث النقدي والمنهجي عند العرب، لم يسبق إلى تبويب وتفصيل وتفريع وترتيب للمسائل والموضوعات مثلما قدم، ولم أقرأ ما يجاوزه أو يتفوق عليه عرضا وتحليلا ويسرا وانسيابية وشمولا إلى هذه اللحظة. هذا فضلا على جلائه الكامل لما أسداه العرب في النقد الأدبي من خلال الرؤية العصرية واكتشافه أنهم قاموا بدور كبير جدًّا لا يقل عن دور أية أمة أخرى في هذه الدائرة.

لكن إحسان عباس فضلًا على موسوعيته في التأليف والترجمة؛ وكل كتاب قام بتأليفه في هذه الدائرة أو تلك، وكذلك في الترجمة، يمثل ركنًا من أركان المجال المعرفي الذي كتب فيه هذا الكتاب أو ذاك المرجع، فإنه بالإضافة إلى ذلك، قد قدَّم للمكتبة العربية مجموعات من كتب التراث العربي المحققة أوفى تحقيق وأكمله، وكل كتاب منها كان يمثل حلقة من حلقاتنا التراثية (الأدبية كانت، أم التاريخية، وفي كتب الطبقات والتراجم، وفي علوم اللغة والبلاغة، وفي مجموعات الشعر الكبرى ودواوينه البارزة.. إلخ) التي لا غنى عنها ولا بديل لها لمن أراد أن يطلع على عيون التراث العربي، ويبدأ رحلة مقاربته وقراءته بغية التعمق فيه والوصول إلى جواهره الدفينة وجوهره أيضًا.

(4)

هذا وتكشف سيرة إحسان عباس الذاتية عن استغراقه في تحقيق كتب التراث منذ كان شابا يافعا وكان ينطوي على عشقه منذ سنواته الجامعية الباكرة، في أواخر الأربعينيات ومطالع الخمسينيات من القرن الماضي، فقد تخرج في قسم اللغة العربية بكلية الآداب، جامعة القاهرة، سنة 1949، قبل أن يحصل على درجة الدكتوراه من القسم نفسه سنة 1952.

وقد عمل إحسان عباس ضمن فريق (تحقيق التراث) الذي أشرف عليه طه حسين، ورعاه أحمد أمين، وضم إلى جانب إحسان عباس أسماء أعلام بارزين من أبناء جيله؛ مثل شوقي ضيف، وعبدالحميد عابدين، وعبدالعزيز الأهواني، ولطفي عبدالبديع، ومصطفى ناصف، وعبدالقادر القط.. وغيرهم.

ونظرة على قائمة أعمال إحسان عباس في دائرة تحقيق التراث، والدراسات التراثية، تدلك على غزارة التحقيق، وعمق التناول، وفرادة التأليف في الموضوعات؛ وهذه مجرد عينة وليس إحصاء استقصائيا دقيقا:

كتب عن «فن السيرة» (1956)، وكتب في التراث عن الحسن البصري (1952) وأبي حيان التوحيدي (1956) والشريف الرضي (1959) والأدب الأندلسي (1962)، وحقق ما حقق من «رسائل أبي العلاء المعري» النثرية (1950) و«رسائل ابن حزم الأندلسي» (1955) وكتاب «التقريب» لابن حزم الرصافي البلنسي (1960) وديوان القَـتَّال الكلابي (1961) وديوان لبيد بن ربيعة العامري (1962) وشعر الخوارج (1963).

فإذا أضفنا إلى ما سبق تحقيق «الكتيبة الكامنة» لابن الخطيب (1963) والأجزاء الثمانية من كتاب «وفيات الأعيان» لابن خلكان (1968-1972) و«طبقات الفقهاء» للشيرازي (1970) ناهيك عن «التذكرة الحمدونية» لابن حمدون، و«معجم الأدباء» لياقوت الحموي، و«كتاب الخراج» لأبي يوسف.

وفي هذه الدائرة أيضًا، دائرة تحقيق وإخراج كتب التراث القيمة، لا يمكن إغفال التحقيقات التي اشترك فيها مع أساتذته، أو زملائه من مجايليه، مثل تحقيق «خريدة القصر» (قسم مصر) للعماد الأصفهاني الذي اشترك في تحقيقه (1952) مع أستاذيه أحمد أمين، وشوقي ضيف، وكذلك كتاب «فصل المقال في شرح كتاب الأمثال» للبكري (1958) بالاشتراك مع زميله عبدالمجيد عابدين، و«جوامع السيرة» لابن حزم الأندلسي بالاشتراك مع ناصر الدين الأسد.

(5)

وقد ظل إحسان مترهبنًا للعلم وحده، لا يشغله عنه شاغل إلى أيامه الأخيرة، ويروي المرحوم الدكتور جابر عصفور عنه أنه ما من مرة قابله فيها إلا وحدثه عن مشروع يشغله، تحقيقًا أو تأليفًا، خصوصًا بعد أن ترك هموم الترجمة لشقيقه بكر الذي كان لوفاته أعمق الأثر في نفسه، واكتفى هو بما ترجم من أعمال تدخله في دائرة المترجمين العظام. يقول جابر عصفور: «وقد أبلغني -قبل أن يشتد عليه المرض، ويقعده عن متابعة إنجازاته- أنه يعمل في كتابة تاريخ شامل لبلاد الشام، شرع في كتابته منذ أن استقر به المقام في العاصمة الأردنية، وأنجز منه ثمانية أجزاء، وصلت بتاريخ بلاد الشام إلى مشارف العصر العثماني». ولا أعلم حتى كتابة هذه السطور إن كان قد أنجز هذا المشروع الضخم أم لا.

مقالات مشابهة

  • إحسان عباس و«معرفة» التراث العربي
  • نائب إطاري: سيبقى العراق تحت الحكم الإيراني رغم أنف أمريكا وحلفائها العرب
  • لتدشين المرحلة الثانية من المبادرة الرئاسية"احلم".. .وزير الزراعة فى جولة بمزرعة ومصنع هيلثي بالشرقية اليوم
  • عاجل || إسرائيل تمنع الصفدي من لقاء عباس (تفاصيل)
  • في كمبالا.. الرئيس البورندي يستقبل مالك عقار نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي
  • الصفدي يطلع على الانجازات التي حققتها سلطة إقليم البترا
  • مصطفى بكري: إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية يضمن الاستقرار في ليبيا
  • الرئيس التنفيذي لشركة أورباكون القابضة رامز الخياط: الاتفاقيات التي تم توقيعها اليوم ستحول سوريا من دولة لديها عجز في مجال الطاقة إلى دولة مصدرة لها
  • بدء التصويت المبكر للانتخابات الرئاسية في كوريا
  • طائرة فاخرة من قطر تدخل الخدمة الرئاسية الأمريكية