بوابة الوفد:
2025-05-14@06:18:56 GMT

شمس الدين الحجاجى وداعاً

تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT

بنى بيته بالأقصر على مقربة من مقام جده «الشيخ أبوالحجاج الأقصرى» وقد جعله على طراز معمارى فريد يجمع بين العمارة الفرعونية والإسلامية، حينما كان يقيم فى الأقصر فى مولد جده أبى الحجاج فقد كان كبير الحجاجية وسيد الساحة الحجاجية التى تقع ملاصقة معبد الأقصر وقبر جده كان الأدباء وأهله وأصدقاؤه يتحلقون حوله، يخدمهم بنفسه فى حب وتواضع، برحيل الناقد الأدبى الكبير الأستاذ الدكتور أحمد شمس الدين الحجاجى أستاذ الأدب بكلية الآداب بجامعة القاهرة تفقد الحركة الأدبية رائدا من رواد الأدب الشعبى والروائى فقد كتب الحجاجى رواية «سيرة الشيخ نور الدين» التى حُوّلت إلى مسلسل تليفزيونى «درْب الطيب» وجاءت هذه الرواية سيرة ذاتية وغيْرية فى أن واحد، قدّم لنا سيرة أبيه الذى عمل قاضيا شرعيا يحل مشكلات أبناء مجتمعه وقد صاحب شيخَه الشيخ الطيب الذى علَّمه وفقَّهه فى أمور العقل والنقل، كان والده درويشا صوفيا مُريدا أخذ عن شيخه الأوراد وأنار له الطريق؛ تنقل لنا هذه الرواية الأحداث الاجتماعية والسياسية والثقافية فى الصعيد ولاسيما الأقصر، كما نشر مسرحيته «الخماسين» وكتب عن السيرة الشعبية ومولد البطل وتناول الأسطورة فى الأدب العربى ولاسيما فى المسرح كما كتب عن الطيب صالح وروايته «عُرس الزين» و»النبوءة أو قَدَر البطل فى السير الشعبية وغير هذه الأعمال التى أفادت المكتبة العربية؛ كما جمع نسخة أخرى من السيرة الهلالية.

كم كان فقْده مؤلما لأنى عرفته منذ أن كنتُ طالبا بالدراسات العليا فكان الرائد الذى لا يكذب أهله ناصحا تلاميذه ومُحبا لهم، كانت علاقته بتلاميذه أقرب إلى علاقة الشيخ بمريديه يتفقد أحوالهم ويساعدهم بالنصيحة والحكمة؛ نال جائزة الدولة التقديرىة فى الآداب وعمل أستاذا زائرا بجامعات عربية وعالمية فكان سفير مصر فى كل مكان، حفَّ طلابَه بمحبته فبادلوه حبا بحب واحترام، فى آخر زيارة لبيته العامر مصطحبا أخى الدكتور طارق النعمان قال لى «لا تنسنى» ولم أدرك أنها وصية مودّع.. أستاذى: وداعا.

مختتم الكلام

قال الشاعر

وما كان يبكينى اللقاء وإنما وراء المُلاقى لاحَ ظلُّ المودّعِ

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

صنع الله إبراهيم بين المحنة والاهتمام الرئاسي.. دلالات ومغزى

في لحظة استثنائية جمعت بين الأدب والسلطة، تصدر الروائي المصري الكبير صنع الله إبراهيم المشهد الثقافي والإعلامي، ليس من خلال رواية جديدة أو موقف سياسي لافت، وإنما عبر محنة صحية ألمّت به، قابلها اهتمام رئاسي أثار الكثير من الأسئلة حول العلاقة بين الدولة ورموزها الفكرية، خاصة أولئك الذين اتخذوا مواقف ناقدة على مدار سنوات طويلة.

كان صنع الله قد تعرض لسقوط في منزله، نُقل على إثره إلى مستشفى معهد ناصر، حيث تبين إصابته بكسر في عنق عظمة الفخذ، وهو ما استدعى تدخلاً جراحيًا دقيقًا لتركيب مفصل صناعي، وبحسب التقارير الطبية، فقد خرج من غرفة العمليات بحالة مستقرة، ويخضع حاليًا لبرنامج تأهيلي للعلاج في المستشفى، تمهيدًا لتعافيه.

لكنّ ما لفت الأنظار لم يكن فقط الجانب الطبي، بل البيان الصادر عن رئاسة الجمهورية، والذي أفاد بمتابعة الرئيس عبد الفتاح السيسي الشخصية لحالة الكاتب الصحية، وبتوجيهه وزارة الصحة لتقديم الرعاية اللازمة له، هذه اللفتة الرئاسية، التي جاءت مفاجئة للبعض، حظيت بتقدير واسع من الأوساط الثقافية، وأعادت فتح نقاش قديم ومتجدد حول موقع المثقف في الدولة المصرية.

بين الأدب والسلطة: مسيرة حافلة بالصدامات

صنع الله إبراهيم ليس كاتبًا عاديًا في تاريخ الأدب العربي، بل هو صاحب مشروع فكري وأدبي نادر، يزاوج بين التوثيق والتخييل، وبين الجرأة السياسية والتحليل الاجتماعي، منذ صدور روايته الأولى "تلك الرائحة" عام 1966، بدا صوته مغايرًا، متمردًا على السائد، ناقدًا للأنظمة، رافضًا للمهادنة، وقد زادت حدة مواقفه في أعمال مثل "اللجنة"، "أمريكانلي"، و"ذات"، حيث مارَس نوعًا من المقاومة الرمزية للنظام السياسي والاجتماعي، مستخدمًا السرد كوسيلة لتفكيك البنى السلطوية.

من أبرز مواقفه السياسية، رفضه في عام 2003 تسلُّم جائزة الرواية العربية من وزارة الثقافة المصرية، في مؤتمر رسمي شهده كبار مسؤولي الدولة. يومها صعد إلى المنصة، وأعلن رفضه الجائزة احتجاجًا على ما وصفه بـ"الاستبداد والفساد والتبعية"، وهو الموقف الذي اعتبره كثيرون قمة في النبل والنزاهة الفكرية، فيما رأى فيه البعض خروجًا على تقاليد التقدير الأدبي.

الرئيس والمثقف: هل تغيرت المعادلة؟

في ضوء هذه الخلفية، يبدو الاهتمام الرئاسي بحالة صنع الله إبراهيم حدثًا ذا دلالة رمزية كبيرة، فالرئيس المصري يضع ثقله في متابعة حالة كاتب عُرف عنه انتقاده الجريء للسلطة، بل وعلاقته المتوترة بالدولة منذ سنوات، وقد فُسّر ذلك على أنه تأكيد على أن الدولة الجديدة، بما تحمله من توجهات نحو بناء الجمهورية الجديدة، تسعى لاحتواء المثقفين، وفتح باب المصالحة مع رموز الفكر، أياً كانت مواقفهم السابقة.

ردود الفعل الثقافية: تقديرٌ وتفاؤلٌ حذر

أثارت متابعة الرئيس لحالة صنع الله إبراهيم ارتياحًا في الوسط الثقافي، وكتب كثير من المثقفين عبر وسائل التواصل الاجتماعي معبرين عن تقديرهم لهذه الخطوة، وإعتراف بأهمية دور المثقف في بناء الدولة، ونشر المعرفة، ورفع الوعي.

المثقف الذي لا يموت

أزمة صنع الله إبراهيم الصحية، والاهتمام الرئاسي بها، تكشف عن لحظة فارقة في علاقة الدولة بالمثقف: لحظة ربما تكون بداية لتقدير أوسع وأعمق لدور الكلمة في تشكيل الوعي العام، وفي دعم مشروع الدولة الوطنية، إنها فرصة لإعادة النظر في سياسات الثقافة، وفي كيفية دعم المبدعين، لا بوصفهم أفرادًا، بل باعتبارهم ضمير الأمة وروحها الناقدة.

وفي كل الأحوال، يظل صنع الله إبراهيم حيًّا في وجدان القراء، لا برواياته فقط، بل بمواقفه التي ظلّت، حتى في شيخوخته، تذكّرنا بأن للمثقف دورًا يتجاوز الترف الفكري، ليكون شاهدًا على عصره، وناقدًا له.

و تنفيذًا لتوجيهات  الرئيس عبد الفتاح السيسى، بمتابعة الحالة الصحية للأديب الكبير بشكل مستمر، وتقديم الدعم الكامل له، فقد زار الدكتور أحمد هنو وزير الثقافة، صباح اليوم، الكاتب والروائى الكبير صنع الله إبراهيم، بمستشفى معهد ناصر، للاطمئنان على حالته الصحية.

وتمنى الوزير خلال زيارته بسرعة الشفاء العاجل لـ صنع الله إبراهيم، حيث إن الوزارة لا تنسى أبناءها من الرموز الثقافية والأدبية، الذين قدموا للوطن الكثير وأسهموا في تشكيل الوعي الثقافي والمعرفي للمجتمع.

وجاءت هذه الزيارة تعبيرًا عن التقدير العميق للمكانة الأدبية والفكرية التي يحتلها صنع الله إبراهيم، باعتباره أحد أبرز رموز الأدب العربي المعاصر.

طباعة شارك الأدب والسلطة صنع الله إبراهيم المشهد الثقافي موقف سياسي

مقالات مشابهة

  • مناهج التعليم.. مناكد الأدب
  • وداعاً للبقع المزعجة.. حلول سحرية من مطبخك لا تُصدق
  • صنع الله إبراهيم بين المحنة والاهتمام الرئاسي.. دلالات ومغزى
  • تأجيل محاكمة وزير العدل الأسبق “الطيب لوح” بتهمة الثراء غير المشروع
  • سيرة ذاتية ضعيفة.. من هو البروفيسور مدرب الأهلي المحتمل وتفاصيل التعاقد
  • في ذكرى رحيل الأديب والشاعر والصحفي سعد الدين إبراهيم
  • سيرة ذاتية متواضعة.. من هو خوسيه ريفيرو مدرب الأهلي المحتمل؟
  • الصاروخ والمُسيرة من بين المعاناة: اليمن يصنع قراره من نور القرآن لا من فتات العالم
  • مفيدة شيحة: عامر منيب صاحب الأثر الطيب والسيرة الحلوة ويحترم زوجته
  • الوثائقية تروي سيرة الزعيم كما لم تُروَ من قبل.. رحلة فنية وإنسانية لعادل إمام في فيلم جديد