بنى بيته بالأقصر على مقربة من مقام جده «الشيخ أبوالحجاج الأقصرى» وقد جعله على طراز معمارى فريد يجمع بين العمارة الفرعونية والإسلامية، حينما كان يقيم فى الأقصر فى مولد جده أبى الحجاج فقد كان كبير الحجاجية وسيد الساحة الحجاجية التى تقع ملاصقة معبد الأقصر وقبر جده كان الأدباء وأهله وأصدقاؤه يتحلقون حوله، يخدمهم بنفسه فى حب وتواضع، برحيل الناقد الأدبى الكبير الأستاذ الدكتور أحمد شمس الدين الحجاجى أستاذ الأدب بكلية الآداب بجامعة القاهرة تفقد الحركة الأدبية رائدا من رواد الأدب الشعبى والروائى فقد كتب الحجاجى رواية «سيرة الشيخ نور الدين» التى حُوّلت إلى مسلسل تليفزيونى «درْب الطيب» وجاءت هذه الرواية سيرة ذاتية وغيْرية فى أن واحد، قدّم لنا سيرة أبيه الذى عمل قاضيا شرعيا يحل مشكلات أبناء مجتمعه وقد صاحب شيخَه الشيخ الطيب الذى علَّمه وفقَّهه فى أمور العقل والنقل، كان والده درويشا صوفيا مُريدا أخذ عن شيخه الأوراد وأنار له الطريق؛ تنقل لنا هذه الرواية الأحداث الاجتماعية والسياسية والثقافية فى الصعيد ولاسيما الأقصر، كما نشر مسرحيته «الخماسين» وكتب عن السيرة الشعبية ومولد البطل وتناول الأسطورة فى الأدب العربى ولاسيما فى المسرح كما كتب عن الطيب صالح وروايته «عُرس الزين» و»النبوءة أو قَدَر البطل فى السير الشعبية وغير هذه الأعمال التى أفادت المكتبة العربية؛ كما جمع نسخة أخرى من السيرة الهلالية.
كم كان فقْده مؤلما لأنى عرفته منذ أن كنتُ طالبا بالدراسات العليا فكان الرائد الذى لا يكذب أهله ناصحا تلاميذه ومُحبا لهم، كانت علاقته بتلاميذه أقرب إلى علاقة الشيخ بمريديه يتفقد أحوالهم ويساعدهم بالنصيحة والحكمة؛ نال جائزة الدولة التقديرىة فى الآداب وعمل أستاذا زائرا بجامعات عربية وعالمية فكان سفير مصر فى كل مكان، حفَّ طلابَه بمحبته فبادلوه حبا بحب واحترام، فى آخر زيارة لبيته العامر مصطحبا أخى الدكتور طارق النعمان قال لى «لا تنسنى» ولم أدرك أنها وصية مودّع.. أستاذى: وداعا.
مختتم الكلام
قال الشاعر
وما كان يبكينى اللقاء وإنما وراء المُلاقى لاحَ ظلُّ المودّعِ
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
«أبوظبي للغة العربية» ضمن جولة الأدب العالمية لمنصة «OverDrive»
أبوظبي (وام)
حلّت أبوظبي ضيفة لمدة شهر كامل على جولة الأدب العالمية، التي تنظمها منصة «OverDrive»، لتسليط الضوء على الإنتاج الثقافي في مجموعة مدن مختارة حول العالم، إذ خصّصت المنصة شهر يونيو الماضي للاحتفاء بالإرث الأدبي والثقافي لإمارة أبوظبي، ضمن مبادرة التعاون الثقافية التي جمعتها بمركز أبوظبي للغة العربية.
وتُعرف «OverDrive» بأنها منصة متخصّصة في مجال الكتب الرقمية، وتوزيع المحتوى الرقمي، مثل الكتب الإلكترونية، والكتب الصوتية، والمجلات، وخدمات استعارة الكتب، وتخدم نحو 30 ألف مكتبة عامة، وأكاديمية، ومدرسة، حول العالم، وتقدم لمستخدميها خصائص متقدمة تشمل خيارات البحث الذكي، وتحديد تنسيقات الكتب، وإدارة الاستعارات، بالإضافة إلى حفظ الملاحظات، والإشارات المرجعية تلقائياً، وتتيح إمكانية إرجاع الكتب من دون رسوم تأخير. وجاء اختيار أبوظبي ضيفاً لهذه الجولة، تقديراً لدورها في إثراء المحتوى العربي عبر ما تديره من مبادرات ومشاريع رائدة.
ووفّرت الجولة لجمهور القرّاء، والباحثين، والمهتمين حول العالم، فرصة الوصول إلى مئات العناوين الإلكترونية من إصدارات مركز أبوظبي للغة العربية، تغطّي مجالات متنوعة تشمل الترجمة، والرواية، والشعر، والفكر، وكتب الأطفال، وغيرها من التصنيفات المعرفية، وأتاحت الوصول إليها باستخدام تطبيق «Libby» لاستعارة الكتب الإلكترونية، والصوتية، وتطبيق «Kanopy».
وقال سعيد حمدان الطنيجي، المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية، إن هذا التعاون يأتي في إطار الحملة المجتمعية لدعم القراءة المستدامة، التي أطلقها المركز بداية العام، وهو التعاون الثاني بعد تعاون الجانبين خلال شهر رمضان الماضي. وأضاف أن هذه الخطوة تنسجم مع الرؤية الإستراتيجية للمركز التي يسعى من خلالها إلى تعزيز حضور اللغة العربية، ونشر الثقافة، والمعرفة، وتمكين المحتوى العربي رقمياً، ودعم جهود التحوّل الرقمي المعرفي المستدام، وتفعيل الإفادة من ميزات الذكاء الاصطناعي ومعطيات العصر الرقمي في إثراء ثقافة المجتمع، والتعريف بما تتضمنه اللغة والثقافة والأدب العربي من ذخائر أدبية وفكرية، ومعرفية.