تيتو مسعود.. مهندس العبوات الموجهة في كتائب القسام
تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT
قائد في كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ولد عام 1967 في مخيم جباليا، والتحق بصفوف الحركة تزامنا مع الانتفاضة الأولى عام 1987، ثم انضم إلى كتائب القسام عام 1994. شارك في تصنيع القذائف والعبوات الناسفة والموجهة، وفي تصنيع صاروخ القسام الأول "قسام 1" رفقة نضال فرحات.
ولد تيتو محمود مسعود يوم 8 أبريل/نيسان 1967، هُجرت عائلته من بلدة دير سنيد عقب نكبة عام 1948، واستقرت في مخيم جباليا شمال شرقي قطاع غزة. تبنى تيتو قضية تحرير فلسطين وهو في الـ20 من عمره، حين بدأت انتفاضة الحجارة (1987-1993) في المخيم الذي يقطنه وعائلته، وكان كثير التردد على مسجد المخيم، حيث كانت خطابات حركة حماس تصدح بالأرجاء، وتُمهد لمقاومة مسلحة وصراع وجودي.
التجربة النضاليةانخرط مسعود في عمليات مطاردة دوريات الاحتلال الإسرائيلي ورشقها بالحجارة تزامنا مع الانتفاضة الأولى، وأخذ على عاتقه مسؤولية مراقبة ورصد الدوريات الراجلة في حارات المخيم.
انضم إلى صفوف حركة حماس عام 1987 وانخرط في العمل الحركي فيها من كتابة الشعارات على الجدران، إلى توزيع البيانات، وصولا إلى متابعة وتعقب العملاء داخل المنطقة.
كانت أول عملية عسكرية شارك فيها هي عملية استهداف على الخط الشرقي من جباليا 1987، حيث هاجم مع عدد من مقاتلي كتائب القسام بالرشاشات إحدى دوريات الاحتلال المتمركزة في المنطقة، وأدت العملية إلى مقتل اثنين من جنود الاحتلال.
عام 1989 شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة شملت قادة من الحركة، وكان من بينهم تيتو، وقضى 4 أشهر في سجن النقب الصحراوي. بعد إطلاق سراحه التحق بمجموعات الردع التابعة لحركة حماس، والتي كانت تعرف حينها بمجموعات الصاعقة الإسلامية، وعملت على مراقبة وتصفية العملاء المتعاونين مع قوات الاحتلال.
اعتقله الاحتلال الإسرائيلي مجددا يوم 24 ديسمبر/كانون الأول 1990، وأمضى 3 سنوات في السجون الإسرائيلية. انتسب عام 1994 للجهاز العسكري في حركة حماس (كتائب القسام)، وشارك في عدة عمليات عسكرية، حتى صنفته إسرائيل ضمن الأسماء التي تشكل خطرا على أمنها.
في عام 1996 واجهت حركة حماس حملة اعتقالات واسعة شنتها السلطة الفلسطينية، طالت مسعودا وعددا من رفاقه من القادة السياسيين والعسكريين للحركة. فقضى 4 سنوات في سجن جهاز الأمن الوقائي، الذي كان يرأسه محمد دحلان، ووُصفت تلك الحملة بـ"ضربة عام 1996″، وتعرض فيها المساجين خلال فترة اعتقالهم لأساليب تعذيب قاسية.
كان لمسعود دور بارز في انتفاضة الأقصى عام 2000، فقبل اندلاعها بيومين أطلق النار على حاجز عسكري لجنود الاحتلال في مستوطنة نتساريم -آخر المستوطنات الإسرائيلية في قطاع غزة- مما أدى إلى مقتل اثنين منهم.
التجربة العسكريةعُرف مسعود بأنه مهندس العبوات الموجهة في كتائب القسام، وبرز بمهارات استثنائية في هندسة المتفجرات والقنابل، وصناعة مختلف أنواع العبوات الناسفة، بما في ذلك العبوات الموجهة والأرضية وقذائف الهاون والأنيرجا المضادة للأفراد.
بعد انتفاضة الأقصى رافق مسعود القائد العام لكتائب القسام صلاح شحادة لأكثر من 7 أشهر، إذ كان ضمن فرقة الحماية الخاصة به ويشاركه في المهمات جميعها.
الإنجازاتيعود أصل فكرة تصنيع صواريخ القسام إلى نضال فرحات وتيتو مسعود اللذين صنعا أول صاروخ قسامي، وأطلقا عليه اسم القسام (1)، وقد بلغ مداه آنذاك 2.5 كيلومتر. بعد 4 أشهر، وتحديدا يوم 26 أكتوبر/تشرين الأول 2001، سقط أول صاروخ محلي الصنع "القسام 1" داخل مستوطنة "سديروت" التي تبعد حوالي 1.5 كيلومتر من قطاع غزة.
وتبنت كتائب القسام هذه العملية، وقد أنهى تيتو مسعود مع رفيقه نضال فرحات صناعة صواريخ القسام (2) و(3) قبل استشهادهما. منذ ذلك الحين، بدأت حركة حماس في غزة بتصنيع الصواريخ المحلية وتزويد الفصائل الفلسطينية المقاومة بها خلال الفترة (2001-2005).
الاغتيالاستهدفت مروحية إسرائيلية من طراز أباتشي مساء يوم الأربعاء 11 يونيو/حزيران 2003 سيارة كانت تقل تيتو مسعود وبرفقته سهيل أبو نحل أثناء مرورهما من مفترق الشجاعية بقطاع غزة، مما أدى إلى استشهادهما على الفور.
واستشهد في العملية أيضا 5 مدنيين كانوا على مقربة من المكان. وشُيع جثمان تيتو يوم الخميس 12 يونيو/حزيران 2003 ودُفن في مقبرة الشهداء الشرقية بقطاع غزة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: کتائب القسام حرکة حماس
إقرأ أيضاً:
هذه مخرجات مفاوضات الدوحة بشأن وقف حرب غزة.. سقف مرتفع
انتهت جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي في العاصمة القطرية الدوحة، بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة وعقد صفقة تبادل للأسرى، تزامنا مع تلويح تل أبيب بتنفيذ عملية برية واسعة في القطاع وزيادة مجازرها الدموية بحق الفلسطينيين.
وأكد القيادي في حركة حماس طاهر النونو أنهم "لم يلمسوا أي جدية من الاحتلال الإسرائيلي في المفاوضات غير المباشرة بالدوحة"، مضيفا أن "أولوية نتنياهو هي كرسي الحكم والحفاظ على ائتلافه الحكومي".
تعنت الاحتلال
وشدد النونو في تصريحات تابعتها "عربي21" على أننا "بحاجة إلى ضغط كبير عربيا ودوليا على الاحتلال لوقف العدوان على غزة"، مشيرا إلى أن "الاحتلال يتعنت في المفاوضات، لكننا لن نترك سبيلا لوقف العدوان على شعبنا، وواجبنا عدم ترك أي مدخل يمكن أن يوقف العدوان".
وطالب بإدخال المساعدات الإنسانية فورا بوصفها حق أصيل، لا يرتبط بالمفاوضات، مؤكدا أن "مرحلة الصفقات الجزئية انتهت وقد جربناها وانقلب عليها الاحتلال بشكل أحادي، ووافقنا على الجولة الحالية من المفاوضات خاصة أنها دون شروط مسبقة".
ولفت إلى أن "حماس" مستعدة لإطلاق كل الأسرى لدى المقاومة، مقابل اتفاق جاد، يضمن إنهاء العدوان والانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة.
وأردف بقوله: "تعاملنا بجدية مع الإدارة الأمريكية، من أجل ان يقوموا بالضغط لإدخال المساعدات الإنسانية إلى شعبنا والانخراط بمفاوضات جادة، ولسنا نادمين على إطلاق سراح الأسير عيدان ألسكندر، وأثبتنا للعالم أننا لسنا الطرف المعطل للاتفاق، والإدارة الأمريكية مطالبة بسرعة إدخال المساعدات وعدم ربطها بالمفاوضات".
وفيما يتعلق بالبيان الختامي للقمة العربية في بغداد، قال النونو إنه "جيد لكننا نريد حلولا وجهودا ملموسة، لتخفيف المعاناة عن شعبنا والضغط لإنهاء الحرب".
سقف مرتفع
وفي هذا الصدد، وصف الكاتب والمحلل السياسي وسام عفيفة، جولة المفاوضات الأخيرة في الدوحة بأنها عبارة عن "جس نبض"، قائلا: "نحن في انتظار الجولات الأخرى".
وأوضح عفيفة في قراءة أرسلها لـ"عربي21" أنه "في أروقة الدوحة، دارت اليوم جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بين المقاومة والاحتلال، لكن لا دخان أبيض حتى الآن"، بحسب تعبيره.
وتابع قائلا: "الجولة أقرب إلى جس نبض واستكشاف نوايا، منها إلى تفاوض حقيقي يُبنى عليه"، منوها إلى أن "وفد الاحتلال بدأ مرتفع السقف، بطلب إطلاق سراح أسراه دون أن يتضمن ذلك إنهاء الحرب".
وذكر أن "الجولة الحالية خالية من العروض الجدية حتى الآن، وتبدو كأنها محاولة لامتصاص الضغط الداخلي والدولي المتزايد على حكومة نتنياهو".
واستدرك: "لكن مع تصاعد الاحتجاجات داخل الكيان، وتزايد الضغوط الأمريكية والغربية، قد تحمل الجولات المقبلة مفاجآت… فالمشهد السياسي لم يعد يحتمل المناورة طويلاً".
تقدم يتطلب عدة أيام أخرى
وعلى الصعيد الإسرائيلي، نقل المراسل السياسي بارك رافيد عن مسؤول أمريكي مطلع، أنه "تم إحراز تقدم في مفاوضات الدوحة بشأن صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة، لكن سيتطلب الأمر عدة أيام أخرى".
ولفت رافيد إلى أن "رئيس وزراء قطر، اجتمع هذا المساء مع رئيس وفد التفاوض التابع لحماس، خليل الحية، لمناقشة الملف ومعرفة ما إذا كانت حماس ستوافق في نهاية المطاف على اتفاق جزئي لا يؤدي إلى وقف فوري للحرب".
وبحسب ما نقله رافيد عن مسؤول إسرائيلي، فإنّ "استعداد حماس لاستئناف المفاوضات جاء نتيجة لخطوات الجيش على الأرض لتوسيع العملية البرية في القطاع، بالإضافة إلى ضغط أمريكي على قطر، التي بدورها مارست الضغط على حماس"، وفق زعمه.
في غضون ذلك، رأى الوزير المتطرف بحكومة الاحتلال إيتمار بن غفير، أن "مرونة حماس المفاجئة في المفاوضات ليس لأنها أصبحت فجأة محبة للسلام، بل لأن الجيش شدد من قبضته عليها، ولهذا السبب هذا ليس وقت التراجع ومنح حماس فرصة لالتقاط الأنفاس".
واستكمل بن غفير تحريضه قائلا: "بل يجب الضغط على دواسة البنزين حتى آخرها حتى إخضاع حماس"، مشددا على ضرورة "الدخول بكل القوة إلى غزة وإنهاء المهمة: احتلال، والسيطرة على الأرض، وسحق العدو، وتحرير أسرانا بالقوة".