الصراع في جمهورية الكونغو الديمقراطية.. لماذا يتصاعد القتال وهل يمكن أن يهدد الاستقرار الإقليمي؟
تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT
تصاعدت الاشتباكات العنيفة بين جيش جمهورية الكونغو الديمقراطية ومتمردي حركة 23 مارس التي يقودها التوتسي والمدعومة من رواندا في شرق الكونغو مما أسفر عن مقتل العشرات وتشريد مئات الآلاف.
وزاد القتال في حرب استمرت عقودا من خطر نشوب صراع شامل بين الكونجو ورواندا قد يجذب جيرانهما وقوى إقليمية من بينها جنوب أفريقيا وبوروندي وأوغندا وتنزانيا ومالاوي.
وفي العاصمة كينشاسا، وعاصمة مقاطعة شمال كيفو جوما، نزل الكونغوليون إلي الشوارع للاحتجاج على تدهور الأمن في الشرق واتهموا المجتمع الدولي بعدم بذل ما يكفي لمحاسبة رواندا على دعمها للمتمردين.
ما هو M23؟وحركة إم23، التي تشير إلى 23 مارس آذار وهو تاريخ اتفاق 2009 الذي أنهى تمردا سابقا بقيادة التوتسي في شرق الكونجو، هي الأحدث في سلسلة من مجموعات المتمردين بقيادة التوتسي العرقية الذين ينتفضون ضد القوات الكونغولية.
واتهمت الجماعة حكومة الكونغو بعدم الالتزام باتفاق السلام لدمج التوتسي الكونغوليين بشكل كامل في الجيش والإدارة.
كما تتعهد بالدفاع عن مصالح التوتسي، وخاصة ضد ميليشيات الهوتو العرقية مثل القوات الديمقراطية لتحرير رواندا، التي أسسها الهوتو الذين فروا من رواندا بعد مشاركتهم في الإبادة الجماعية في عام 1994 التي راح ضحيتها أكثر من 800 ألف من التوتسي والهوتو المعتدلين.
وكان المتمردون قد حاصروا جوما خلال الأسابيع القليلة الماضية ويتمركزون الآن في التلال خارج ساكي، على بعد 25 كيلومترا من جوما، بعد أن أغلقوا الطرق الرئيسية المؤدية إلى شمال وغرب المدينة. وسيكون الاستيلاء على جوما أكبر مكسب عسكري لهم منذ أكثر من عقد.
ما الذي أشعل الثورة الأخيرة؟وفي عامي 2012 و2013، استولت حركة 23 مارس على أجزاء كبيرة من شرق الكونغو ودخلت جوما، المركز الاقتصادي الاستراتيجي، قبل أن تطردهم القوات الكونغولية وقوات الأمم المتحدة إلى أوغندا ورواندا.
وفي مارس 2022، شنت الجماعة سلسلة من الهجمات، وسيطرت على مناطق واسعة في شرق الكونغو، قائلة إن هذه الخطوة كانت ردًا دفاعيًا على هجمات القوات الديمقراطية لتحرير رواندا، التي قالت إنها تتعاون مع الجيش الكونغولي.
ونفى الجيش الكونغولي العمل مع القوات الديمقراطية لتحرير رواندا.
كيف ولماذا تشارك رواندا؟واتهمت حكومة الكونغو ومسؤولون في الأمم المتحدة وقوى غربية من بينها الولايات المتحدة وبلجيكا رواندا بتقديم الدعم لحركة 23 مارس، بما في ذلك الأسلحة والجنود، على الرغم من نفي رواندا المتكرر.
ولرواندا وأوغندا تاريخ طويل من التدخل العسكري داخل الكونغو. وغزت الدولتان أراضيهما في عامي 1996 و1998، بدعوى أنهما كانتا تدافعان عن نفسيهما ضد مجموعات الميليشيات المحلية.
حثت الولايات المتحدة ورواندا، على سحب أفرادها العسكريين من الكونغو وإزالة أنظمة الصواريخ أرض جو.
وألقت رواندا باللوم في التصعيد على قرار الكونغو إنهاء مهمة قوات حفظ السلام الإقليمية. وأضافت أن إجراءاتها اتخذت بسبب التهديدات التي يتعرض لها الأمن القومي لرواندا، بما في ذلك تصريحات المسؤولين الكونغوليين التي تهدد بغزو رواندا.
القوات الإقليمية المعنيةواستمر القتال على الرغم من اتفاقات وقف إطلاق النار العديدة التي توسط فيها زعماء إقليميون، والولايات المتحدة في عامي 2022 و2023. وبسبب الإحباط بسبب عدم فعالية القوات الإقليمية، وخاصة من كينيا، المنتشرة لفرض انسحاب المتمردين، قررت الكونغو إنهاء تفويض القوة الإقليمية. مما أدي إلي انسحابها في ديسمبر.
وفي مايو، وافقت مجموعة تنمية الجنوب الأفريقي (سادك) المكونة من 16 عضواً على إرسال مهمة عسكرية إلى شرق الكونغو لمساعدة البلاد على معالجة حالة عدم الاستقرار والتعامل مع الجماعات المسلحة.
وخلافا لقوات شرق أفريقيا، تتمتع قوات مجموعة تنمية الجنوب الأفريقي، التي تضم قوات من جنوب أفريقيا ومالاوي وتنزانيا، بتفويض هجومي لدعم جيش الكونغو في قتال الجماعات المتمردة.
وقالت جنوب أفريقيا إنها ستساهم بـ 2900 جندي، وذكرت أن اثنين من جنودها قتلاًوأصيب ثلاثة آخرون بقذيفة هاون في شرق الكونغو.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
واشنطن بوست: التراجع عن دعم الديمقراطية يقوّض مكانة أميركا
في تحول جذري عن السياسات التقليدية للولايات المتحدة، اختارت إدارة الرئيس دونالد ترامب، بتوجيه وزير خارجيتها ماركو روبيو، إلى تقليص الدور الأميركي في دعم الديمقراطية في العالم، بحسب صحيفة واشنطن بوست.
وانتقدت هيئة تحرير الصحيفة في افتتاحيتها هذا التوجه، ووصفته بأنه خطأ يقلل من أهمية الانتخابات الحرة والنزيهة في العالم باعتبارها مسألة في صميم السياسة الخارجية الأميركية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2معاريف: الأمراض النفسية للجنود وباء صامت يقوّض المجتمع الإسرائيليlist 2 of 2إعلام إسرائيلي: إسرائيل أصبحت دولة جرباء وهي تعيش انحطاطا غير مسبوقend of listوجاءت الافتتاحية تعليقا على توجيه أصدره روبيو للعاملين في وزارته في وقت سابق من الشهر الجاري، يوليو/تموز، بضرورة "تجنب إبداء الرأي بشأن نزاهة أو عدالة أو شرعية" الانتخابات التي تُجرى في الدول الأجنبية.
يأتي هذا التحول -بحسب الصحيفة- عقب خطاب ألقاه ترامب في مايو/أيار الماضي، انتقد فيه رؤساء أميركا السابقين لأنهم "كانوا يلقون المحاضرات على الآخرين في كيفية الحكم".
وقد شدد ترامب على أن وظيفته هي "الدفاع عن أميركا وتعزيز المصالح الأساسية في الاستقرار والازدهار والسلام"، وليست فرض القيم.
وأشارت هيئة تحرير واشنطن بوست إلى أن مواقف الولايات المتحدة تأرجحت بين الواقعية والمثالية، ولطالما كانت على استعداد لغض الطرف عن الاستبداد وانتهاكات حقوق الإنسان من أجل تعزيز مصالحها الإستراتيجية.
ولفتت إلى أن روبيو نفسه كان، حتى وقت قريب، من أبرز المدافعين عن الديمقراطية، إذ دعم بقوة المعارضة في فنزويلا، وأدان القمع في هونغ كونغ، ورعى تشريعات تعزز حقوق الإنسان.
ترامب شدد على أن وظيفته هي "الدفاع عن أميركا وتعزيز المصالح الأساسية في الاستقرار والازدهار والسلام"، وليست فرض القيم
لكن الصحيفة رأت أن التوجيه الجديد يفتح الباب لتناقضات واضحة، حيث يسمح فقط بـ"استثناءات نادرة" للتعليق على الانتخابات، إذا كانت هناك "مصلحة أميركية واضحة ومقنعة".
وهنا يكمن الإشكال، فعندما يناسبهم الأمر، لا يتردد ترامب وإدارته في إلقاء المحاضرات على دول معينة -حتى وإن كانت حليفة- في كيفية العيش وإدارة شؤونها.
إعلانويرى المنتقدون أن هذا الشرط يُستغل انتقائيا لخدمة أجندات سياسية ضيقة، كما يظهر في تصريحات ترامب وروبيو الأخيرة.
فالرئيس الأميركي لم يتردد في مهاجمة رئيس البرازيل اليساري لولا دا سيلفا بسبب محاكمة سلفه جايير بولسونارو.
كما انتقد روبيو تصنيف الحكومة الألمانية لحزب يميني متطرف على أنه تهديد للديمقراطية، بل وشكك في شرعية الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، رغم أن التوجيه الرسمي يحضّ على الصمت، وفق هيئة تحرير الصحيفة.
ويحذّر المقال الافتتاحي من أن هذا الاستخدام الانتقائي للقيم يُقوّض المصداقية الأخلاقية للولايات المتحدة على الساحة الدولية.
فحين تُستخدم المبادئ بطريقة "متناقضة"، حتى المواقف المبدئية تبدو مدفوعة بمصالح سياسية، ويؤدي ذلك -بحسب الصحيفة- إلى إضعاف الثقة في التزام أميركا بالديمقراطية، ويُثبّط آمال الشعوب والحركات المؤيدة للحرية والشفافية في العالم، على حد تعبير واشنطن بوست.