أكد السفير محمد العرابي رئيس المجلس المصري للعلاقات الخارجية، أن مصر تعيش في حدود من نار بإقليم مضطرب في عالم أهوج، وهو ما يضع أعباء ضخمة على السياسة الخارجية المصرية.


جاء ذلك خلال مشاركة السفير العرابي في المائدة المستديرة الثانية للمؤتمر السنوي لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية والتي عقدت اليوم الثلاثاء تحت عنوان "دوائر السياسة الخارجية المصرية: الآمال والتحديات" والتي تحدث خلالها كذلك السفير أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية وآن سكو نائب سفير الاتحاد الأوروبي بالقاهرة.

. وأدار المائدة المستديرة الدكتور صفي الدين خربوش أستاذ العلوم السياسية.


وقال محمد العرابي، إن شكل العلاقات الدولية اختلف إلى حد كبير، فمنذ انهيار سور برلين عام 1989 كانت وحدة القياس للتحولات الدولية الحادة تستغرق عشر سنوات ثم أصبحت تستغرق سنة ثم شهراً.. فمنذ أزمة كورونا عام 2020، شهدنا كذلك الانسحاب الأمريكي من أفغانستان ثم الحرب الروسية الأوكرانية، ثم أحداث السودان وغزة.. وهكذا أصبحت الأحداث متلاحقة وهو ما يظهر صعوبة الأوضاع الاستراتيجية للدولة المصرية وصعوبة التخطيط الاستراتيجي للسياسة الخارجية لمصر.


وأضاف أن مصر استطاعت أن تعبر كل هذه المصاعب بثبات، وأن تعمل بكفاءة واضحة في مواجهة هذه التحديات، مشيرا إلى أن بعض الدول تحاول السير في طريق مصر في تعاملها مع القضايا الكبيرة.


ولفت إلى أن مصر استطاعت أيضا أن تحقق توازنا بين المبادئ الأخلاقية والمصالح الاقتصادية خلال الحرب الروسية الأوكرانية، حيث نجحت مصر في الإبقاء على علاقات ناجحة مع كل من روسيا وأوكرانيا. 


وأكد أن هناك سمات أصبحت طاغية حاليا على السياسة الخارجية، منها على سبيل المثال، أن العديد من الأحداث أصبحت عابرة للحدود، مثل الأوبئة والأزمات الاقتصادية والمسيرات والتي أصبحت لغة جديدة في العلوم العسكرية. 


وأوضح أن الحدود الفعلية أصبحت تقف فقط كحائل أمام انتقال البشر، رغم أن بعض الأحداث العالمية تضطر ملايين البشر للتحرك. وأضاف أن الإرهاب على سبيل المثال أصبح عابرا للحدود.


وأكد أنه في ظل كل هذه التحديات استطاعت مصر انتهاج سياسة خارجية صلبة ومبنية على دعائم قوية.


وضرب مثلا بأزمة ليبيا حيث كان لمصر موقف مؤثر في مؤتمر برلين 1 و2. وأشار إلى أن حجم التحديات هائل وهو ما يتطلب سياسات خارجية قوية ومواقف صلبة مثلما ظهر في أحداث غزة.


واختتم بأن السياسة الخارجية لمصر قصة نجاح واعتبر أن ذلك تحليل دقيق، مؤكدا أننا نستطيع أن نسير على نفس النهج خلال الفترة القادمة رغم الأعباء التي يواجهها صانع القرار.
 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: السیاسة الخارجیة

إقرأ أيضاً:

مها أبو الوفا رشوان.. شابة من صعيد مصر تقتحم ميادين السياسة على خطى والدها

في وقت تتجه فيه الأنظار نحو تمكين الشباب والمرأة داخل العمل العام، تبرز مها أبو الوفا رشوان كأحد الوجوه الجديدة التي تجمع بين الإرث العائلي العريق، والكفاءة المهنية العالية، والطموح السياسي الصاعد، في مشهد متجدد يعبّر عن تحوّلات حقيقية داخل المجتمع المصري.

تنتمي مها إلى واحدة من العائلات المعروفة في صعيد مصر، فهي الابنة الوسطى للواء أبو الوفا رشوان، أحد أبطال حرب أكتوبر، والرئيس السابق للسكرتارية الخاصة للرئيس الأسبق حسني مبارك، وهو ما منحها خلفية قوية عن معنى الانتماء الوطني والعمل العام من موقع المسؤولية، لكنها لم تتكئ على هذا الإرث فقط، بل اختارت أن تخط لنفسها مسارًا مختلفًا يعتمد على الاجتهاد والتعليم والعمل الميداني.

درست مها في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وتخصصت في الإعلام – قسم التسويق والاتصال المؤسسي، ثم أكملت دراساتها بمجال إدارة الأعمال والأنثروبولوجيا، وهو ما مكّنها من تطوير نظرة عميقة ومختلفة لإدارة العلاقات المؤسسية والسلوك البشري داخل سوق العمل، خاصة في مجالات الضيافة والسياحة.

اقتحمت التسويق بخطى واثقة

بدأت مسيرتها العملية في قطاع التسويق بإحدى الشركات القابضة، قبل أن تلتحق بشبكة فنادق ومنتجعات "روتانا"، حيث أثبتت نفسها كواحدة من الكفاءات الصاعدة، لتتدرج سريعًا حتى شغلت منصب مديرة التسويق الإقليمي. وفي وقت لاحق، انتقلت إلى سلسلة "ريستا" الفندقية لتقود حملاتها داخل مصر ولبنان، وتساهم في تطوير صورة العلامة التجارية وتعزيز حضورها عبر المنصات الرقمية.

لم يكن نجاح مها في القطاع السياحي عاديًا، بل حصدت عدة إشادات دولية، كان أبرزها اختيارها ضمن قائمة أفضل 100 قائد تسويق في الشرق الأوسط لعام 2023، وفقًا لتصنيف Hotelier Middle East، تقديرًا لدورها الريادي في تحويل حسابات الفنادق المصرية إلى منصات جذب إلكتروني ومجتمعي.

امتداد النجاح المهني لعالم السياسة

وبالتوازي مع هذا النجاح المهني، قررت مها أن تمتد بخبراتها إلى ساحة العمل السياسي، لتضع بصمتها في مجال طالما هيمنت عليه الوجوه التقليدية، فانضمت إلى أمانة الشباب المركزية بحزب الجبهة الوطنية، كخطوة تعكس إيمانها العميق بدور الشباب في صنع القرار، وقدرتهم على صياغة واقع جديد يعبّر عن أحلام الناس، وخاصة في الصعيد.

وترى مها أن ما تعلمته من عالم التسويق – من استماع للناس، وفهم للمتغيرات، وصناعة حلول حقيقية – يمكن نقله إلى السياسة من أجل بناء خطاب جديد يتصل مباشرة بالمواطن، ويؤسس لحالة من التفاعل بين ممثلي الشعب والناس في الشارع.


رحلة مها أبو الوفا رشوان ليست مجرد قصة نجاح شخصي، بل نموذج مصري لامرأة طموحة، بدأت من التعليم والعمل، وتمددت إلى السياسة والمجتمع، لتؤكد أن التغيير يبدأ حين تمتلك القدرة على ربط المسارات المختلفة في مشروع وطني شامل.

طباعة شارك مها أبو الوفا رشوان حزب الجبهة الجبهة الوطنية البرلمان النواب

مقالات مشابهة

  • مها أبو الوفا رشوان.. شابة من صعيد مصر تقتحم ميادين السياسة على خطى والدها
  • السياسة وثقافة العولمة
  • إعلام إسرائيلي: إسرائيل أصبحت دولة جرباء وهي تعيش انحطاطا غير مسبوق
  • عاجل. الخارجية الألمانية: إسرائيل أصبحت ضمن الأقلية في موقفها من المسألة الفلسطينية
  • وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مستهل لقائه وزير الخارجية والمغتربين أسعد حسن الشيباني في موسكو: نتمنى أن يتجاوز الشعب السوري التحديات، ونتطلع لزيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى روسيا
  • ليل مضطرب في ميسان.. نزاع عشائري وحرائق تطال محال ومنازل (صور وفيديو)
  • طقس مضطرب وأمطار رعدية تضرب عدة محافظات يمنية
  • بالصور: تحت السقف المهدد في غزة.. تعيش أم إسلام
  • مدير معبر جديدة يابوس عبد الرزاق المصري لـ سانا: قمنا بالتنسيق مع الجانب اللبناني لتسهيل إجراءات قافلة العودة الطوعية الأولى للاجئين السوريين من لبنان والتي تضم 72 لاجئاً، بما في ذلك إعفاؤهم من دفع أي رسوم وتقديم كل الخدمات لهم وتنظيم استقبالهم
  • مشاريع تنموية جديدة لتعزيز العرض الصحي وتعزيز البنيات التحتية والرياضية بإقليم اشتوكة