غرد خارج السرب.. حزب الخضر البريطاني يتبنى المقاطعة ووقف تصدير الأسلحة لإسرائيل
تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT
لندن- أعاد الموقف من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة رسم خريطة الاصطفاف في صفوف الطبقة السياسية البريطانية، وذلك في عام انتخابي لا تمكن فيه قراءة أغلب المواقف بمنطق عائد الأصوات فقط، بل أيضا بانقسام سياسي وأيديولوجي واضح بشأن التعاطي مع القضية الفلسطينية.
ففي الوقت الذي تتماهى فيه الحكومة البريطانية -بقيادة حزب المحافظين– مع السياسات الإسرائيلية، وتؤيد استمرار الحرب على القطاع، يبرز حزب الخضر في بريطانيا ليكون أحد الأصوات الأشد نقدا لسلوك صناع القرار في لندن.
ودعا حزب الخضر -في بيان له- الحكومة البريطانية إلى تبني نهج أكثر صرامة مع إسرائيل، لدفعها للاستجابة للدعوة لوقف إطلاق النار في غزة، وطالب بمنع إمداد تل أبيب بصادرات الأسلحة، وملاحقة مرتكبي جرائم الحرب من القادة الإسرائيليين ممن يحملون الجنسية البريطانية، إلى جانب فرض مقاطعة على إسرائيل تمنع مشاركة وفودها في الفعاليات الرياضية والفنية.
وحذر الحزب مما وصفه بـ"تواطؤ الحكومة البريطانية مع حكومة إسرائيلية لا يبدو أنها تُلقي بالا للتحذيرات الدولية بشأن التداعيات الكارثية لأي عملية عسكرية محتملة في رفح"، مطالبا المجتمع الدولي بالتدخل لوقف عمليات القتل الجارية بحق المدنيين في قطاع غزة.
يتبنى حزب الخضر في بريطانيا (المعروف أيضا باسم حزب الخضر في إنجلترا وويلز) أيديولوجية يسارية مناهضة للسياسات التقليدية للأحزاب السياسية البريطانية، ومنحازة لقضايا العدالة الاجتماعية وحقوق الأقليات وسياسات حماية البيئة، وتزامن صعوده في الساحة السياسية البريطانية مع ما وُصفت بـ"الموجة الخضراء" في أوروبا.
وشهدت تلك الفترة بروزا لأحزاب الخضر وتحول عملها السياسي من "جماعات ضغط" مناهضة لسياسات الرأسمالية إلى أحزاب سياسية تنافس ببرامج انتخابية على مقاعد البرلمانات الأوروبية، إذ يعد حزب الخضر في بريطانيا رابع قوة سياسية في البلاد، ويتطلع لحصد نسبة تمثيل كبرى خلال الانتخابات البرلمانية المقبلة المرتقبة العام الجاري.
وفي حين دأب خصوم الخضر على وسم خطابهم السياسي بـ"الطوباوي" الذي لا يتسق مع التحديات الآنية التي تواجهها البلاد، فربما لا تغيب حسابات فوز أو خسارة أصوات الناخبين عن أجندة الحزب هذه المرة، وسعيه لتعزيز حظوظه في الانتخابات المقبلة، في الوقت الذي تتصاعد فيه المخاوف في الجوار الأوروبي القريب من استحواذ اليمين الشعبوي على أغلبية مريحة في انتخابات البرلمان الأوروبي المرتقبة منتصف العام الجاري.
وتعد هذه الانتخابات الأولى من نوعها بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وهو ما يطرح تحديا جديدا بالنسبة لأحزب يسار الوسط وأحزاب الخضر، التي تحاول فرض أجنداتها على قادة القارة، ويبدو أن وجودها مهدد أمام الصعود القوي المتوقع لليمين الشعبوي.
ورقة الحربورغم أن التحديات الداخلية تعد الخيط الناظم للبرامج الانتخابية لمختلف الأحزاب السياسية البريطانية، وفي مقدمتها دخول البلاد في حالة انكماش اقتصادي وأزمة القطاع الصحي، فإن تداعيات الحرب على غزة، وحالة الاستقطاب السياسي الحاد التي أثارها الموقف البريطاني من العملية العسكرية الإسرائيلية على أهالي القطاع، يتوقع أن تحتل مركزا متقدما في سلم أولويات الناخب البريطاني.
فبعد أن شهدت البلاد طول الأشهر الأربعة الماضية مظاهرات حاشدة تطالب بوقف الحرب على القطاع، وسط ارتفاع نسبة البريطانيين المؤيدين لتبني بلادهم موقفا يدعو لوقف فوري لإطلاق النار، كان حزب الخضر قد طالب بوقف استهداف المدنيين منذ بدء الحملة العسكرية، معتبرا أن الفراغ السياسي وغياب حل يلبي الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني أدى إلى تنامي خطاب الكراهية واتساع دائرة العنف والصراع في المنطقة.
وواصل الحزب خلال الأشهر الماضية تبنيه خطابا ناقدا للدور الذي تلعبه الحكومة البريطانية في هذا الصراع، ودعمها غير المشروط للعمليات العسكرية الإسرائيلية ضد ما يصفها بـ"المذبحة المروعة" ضد أهالي قطاع غزة.
انتقاد حزب العماللكن دائرة النقد الحاد الذي وجهه حزب الخضر للحكومة امتدت لتشمل أيضا حزب العمال، أحد أبرز أحزاب المعارضة، الذي تتقاطع أدبياته السياسية مع التوجه اليساري لأحزاب الخضر، إذ يرى الخضر أن تلكؤ زعيم العمال كير ستارمر في الدعوة لوقف فوري لإطلاق النار في غزة يوازي السلوك السياسي الذي تتبناه الحكومة البريطانية الداعمة لإسرائيل.
في المقابل، يحاول زعيم حزب العمال، الذي عمقت مواقفه المؤيدة لاستمرار الحرب ضد القطاع الشروخ في صفوف كوادر حزبه وقواعده الانتخابية، تدارك أزمة حزبه الداخلية، عبر صياغة موقف متمايز عن توجه خصمه السياسي حزب المحافظين، لكن من دون إثارة غضب اليمين وداعمي إسرائيل.
و قال ستارمر -خلال خطاب له أمام مؤيدي حزبه في أسكتلندا- إن "وقفا دائما لإطلاق النار في غزة يجب أن يحدث الآن"، في الوقت الذي يستعد فيه مجلس العموم البريطاني يوم الأربعاء للتصويت للمرة الثانية على قرار بوقف فوري لإطلاق النار في غزة طرحه الحزب الوطني الأسكتلندي، يُخشى أن يدخل الحزب على إثر ذلك في طور آخر من الانقسامات والسجالات الحادة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: السیاسیة البریطانیة الحکومة البریطانیة لإطلاق النار حزب الخضر فی النار فی غزة
إقرأ أيضاً:
تصاعد الحرب بين إيران وإسرائيل: هل يبقى حزب الله خارج المعركة؟
تشهد الساحة الإقليمية تصعيداً خطيراً في المواجهة بين إيران وإسرائيل، مع ازدياد وتيرة الضربات الجوية والاستهدافات المتبادلة، وتصاعد التهديدات بين الطرفين. هذه المواجهة لم تعد محصورة بين دولتين، بل باتت مرشحة للتوسع، مع إمكان دخول أطراف إقليمية ودولية على خط النار، مثل الولايات المتحدة التي تراقب الموقف عن كثب، وكذلك الفصائل العراقية المرتبطة بمحور المقاومة والتي قد ترى في اشتعال الجبهة فرصة لفرض حضورها السياسي والعسكري.
لكن السؤال الأهم يبقى: ماذا عن حزب الله؟ وهل من مصلحته الانخراط في هذه الحرب؟
في الظاهر، لا يبدو أن الحـزب يسعى إلى دخول المواجهة. بل على العكس، تشير المعطيات إلى أن مصلحته الآنية تكمن في البقاء خارجها. فمنذ بداية المواجهة الإيرانية-الإسرائيلية، اعتمد الحــزب خطاباً محسوباً بعناية، يعبّر فيه عن دعمه السياسي والمعنوي لطهران دون أن يربط نفسه عملياً بمصير المعركة. ويبدو أن الحــزب اتخذ هذا الموقف انطلاقاً من دروس المواجهة الأخيرة مع إسرائيل، التي كلفته ثمناً معنوياً وعسكرياً ليس قليلاً، وكشفت عن ثغرات في الجبهة الشمالية اللبنانية لا يريد تكرارها في حرب أكبر قد تتجاوز قدراته وظروفه.
استراتيجية الحذر هذه تنطلق من حسابات عقلانية. فإذا ما تمكنت إيران من الصمود والانتصار في المواجهة، سيكون الحــزب من أبرز المستفيدين. إذ سيستعيد حينها محور المقاومة زخمه، وستتراجع مفاعيل التقدم الإسرائيلي، وستُفرض معادلات جديدة تسمح للحــزب بتعزيز موقعه من دون أن يستهلك طاقاته في معركة استنزاف.
أما إذا خسرت إيران هذه الجولة أو خرجت منها ضعيفة، فبقاء الحـزب خارجها سيعني أنه لم يُستنزف معها، وبالتالي يمكنه الحفاظ على قدراته ومكانته في الداخل اللبناني وفي معادلة الردع الإقليمية.
في نهاية المطاف، لا يُستبعد أن تتسع رقعة الحرب بشكل تدريجي، وأن تفرض التطورات نفسها على الجميع. لكن في الوقت الراهن، يفضل الحــزب التموضع كطرف مراقب لا كطرف مقاتل. وبهذا التموضع، يحاول الحفاظ على معادلة الردع من دون توريط لبنان في حرب مفتوحة، مستفيداً من موقعه الرمزي كحليف لإيران، دون أن يدفع ثمناً مباشراً في حال تغيرت موازين القوى.
المصدر: خاص "لبنان 24" مواضيع ذات صلة انهيار أسواق الأسهم الخليجية بسبب تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل Lebanon 24 انهيار أسواق الأسهم الخليجية بسبب تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل 16/06/2025 12:01:34 16/06/2025 12:01:34 Lebanon 24 Lebanon 24 تصعيد متبادل بين إيران وإسرائيل يطال المرافق الحيوية: معركة كسر الإرادات تشتدّ Lebanon 24 تصعيد متبادل بين إيران وإسرائيل يطال المرافق الحيوية: معركة كسر الإرادات تشتدّ
16/06/2025 12:01:34 16/06/2025 12:01:34 Lebanon 24 Lebanon 24 وزراء خارجية مصر والسعودية والأردن والبحرين يبحثون سبل احتواء التصعيد بين إيران وإسرائيل Lebanon 24 وزراء خارجية مصر والسعودية والأردن والبحرين يبحثون سبل احتواء التصعيد بين إيران وإسرائيل
16/06/2025 12:01:34 16/06/2025 12:01:34 Lebanon 24 Lebanon 24 ما هي أسوأ السيناريوهات في الحرب بين إيران وإسرائيل؟ Lebanon 24 ما هي أسوأ السيناريوهات في الحرب بين إيران وإسرائيل؟
16/06/2025 12:01:34 16/06/2025 12:01:34 Lebanon 24 Lebanon 24 لبنان خاص مقالات لبنان24 تابع قد يعجبك أيضاً
في الجنوب.. هذا ما فعلته دورية من "اليونيفيل"
Lebanon 24 في الجنوب.. هذا ما فعلته دورية من "اليونيفيل"
04:56 | 2025-06-16 16/06/2025 04:56:08 Lebanon 24 Lebanon 24 قرار جديد من "الضمان".. ماذا فيه؟
Lebanon 24 قرار جديد من "الضمان".. ماذا فيه؟
04:23 | 2025-06-16 16/06/2025 04:23:40 Lebanon 24 Lebanon 24 التصعيد العسكري يضع العالم بمواجهة 3 مسارات... ولبنان أمام معضلة حقيقية
Lebanon 24 التصعيد العسكري يضع العالم بمواجهة 3 مسارات... ولبنان أمام معضلة حقيقية
04:00 | 2025-06-16 16/06/2025 04:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 بدء جلسة مجلس الوزراء في بعبدا
Lebanon 24 بدء جلسة مجلس الوزراء في بعبدا
03:47 | 2025-06-16 16/06/2025 03:47:00 Lebanon 24 Lebanon 24 الحجار: لا أحد يريد إقحام لبنان بالحرب
Lebanon 24 الحجار: لا أحد يريد إقحام لبنان بالحرب
03:37 | 2025-06-16 16/06/2025 03:37:01 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة
في منتصف الليل.. ما حدث لنانسي عجرم سيُفاجئكم! (صور)
Lebanon 24 في منتصف الليل.. ما حدث لنانسي عجرم سيُفاجئكم! (صور)
07:40 | 2025-06-15 15/06/2025 07:40:00 Lebanon 24 Lebanon 24 صناعة لبنانية 100 %.. "سكاي ليرة" أول سيارة طائرة كهربائية بمواصفات عالمية وبأسعار تنافسية (فيديو)
Lebanon 24 صناعة لبنانية 100 %.. "سكاي ليرة" أول سيارة طائرة كهربائية بمواصفات عالمية وبأسعار تنافسية (فيديو)
09:30 | 2025-06-15 15/06/2025 09:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 توفي بشكل مُفاجئ داخل منزله.. الموت يؤلم فنانة شهيرة بأعز الناس والنيابة تأمر بفتح تحقيق رسمي (صورة)
Lebanon 24 توفي بشكل مُفاجئ داخل منزله.. الموت يؤلم فنانة شهيرة بأعز الناس والنيابة تأمر بفتح تحقيق رسمي (صورة)
23:00 | 2025-06-15 15/06/2025 11:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 حاول أهله ايقاظه صباحا ولكنه كان قد فارق الحياة.. وفاة مُفاجئة لنجل فنان شهير (صورة)
Lebanon 24 حاول أهله ايقاظه صباحا ولكنه كان قد فارق الحياة.. وفاة مُفاجئة لنجل فنان شهير (صورة)
02:00 | 2025-06-16 16/06/2025 02:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 لبنان على حافة الحرب... وقرار الحزب اتخذ؟
Lebanon 24 لبنان على حافة الحرب... وقرار الحزب اتخذ؟
22:42 | 2025-06-15 15/06/2025 10:42:25 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك عن الكاتب
علي منتش Ali Mantash @alimantash أيضاً في لبنان
04:56 | 2025-06-16 في الجنوب.. هذا ما فعلته دورية من "اليونيفيل" 04:23 | 2025-06-16 قرار جديد من "الضمان".. ماذا فيه؟ 04:00 | 2025-06-16 التصعيد العسكري يضع العالم بمواجهة 3 مسارات... ولبنان أمام معضلة حقيقية 03:47 | 2025-06-16 بدء جلسة مجلس الوزراء في بعبدا 03:37 | 2025-06-16 الحجار: لا أحد يريد إقحام لبنان بالحرب 03:36 | 2025-06-16 إسرائيليون سيأتون إلى حدود لبنان.. خبر يكشف التفاصيل فيديو بعد هجومها المدمّر على إيران... إسرائيل تعلن الانتهاء من عملية واسعة ضد الدفاعات الجوية الإيرانية
Lebanon 24 بعد هجومها المدمّر على إيران... إسرائيل تعلن الانتهاء من عملية واسعة ضد الدفاعات الجوية الإيرانية
04:19 | 2025-06-13 16/06/2025 12:01:34 Lebanon 24 Lebanon 24 أصيب بمرض نادر.. فنان قدير يُثير موجة واسعة من التعاطف بعد إطلالته الأخيرة (فيديو)
Lebanon 24 أصيب بمرض نادر.. فنان قدير يُثير موجة واسعة من التعاطف بعد إطلالته الأخيرة (فيديو)
04:21 | 2025-06-11 16/06/2025 12:01:34 Lebanon 24 Lebanon 24 مُفاجأة.. فنان يعود الى الغناء بعد وفاته بـ14 عاماً! (فيديو)
Lebanon 24 مُفاجأة.. فنان يعود الى الغناء بعد وفاته بـ14 عاماً! (فيديو)
01:42 | 2025-06-11 16/06/2025 12:01:34 Lebanon 24 Lebanon 24
Download our application
مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد عربي-دولي بلديات 2025 متفرقات أخبار عاجلة
Download our application
Follow Us
Download our application
بريد إلكتروني غير صالح Softimpact
Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24