الأزياء التراثية ويوم التأسيس
تاريخ النشر: 22nd, February 2024 GMT
يوم التأسيس هو مناسبة وطنية مهمة للاحتفاء بتاريخ المملكة ودولتها الأولى ومؤسسها الإمام محمد بن سعود في العام 1727م، ثم تتحد بعد ذلك في مملكة ودولة سعودية قائدة بفضل جهود وتضحيات الملك عبد العزيز “رحمه الله” ومن بعده أبناؤه الملوك حتى العهد الميمون لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء.
ما سأتناوله في هذه المناسبة الوطنية ،هو الملابس أو الأزياء التراثية السعودية التي تربطنا بتاريخنا ويوم تأسيس مملكتنا، على اعتبار أن تلك الأزياء التراثية هي جزء أساسي في ثقافات الشعوب، ولها دور كبير في نسج الانتماء الوطني، فما أحرانا في يوم التأسيس بعكس أصالتنا وموروثنا الوطني الغني فمن خلالها نستدعي أمجاد الماضي.
وعلى صعيد الاحتفال بيوم التأسيس ودور أزيائنا التراثية في إبراز ذلك المجد ، تلامس تلك الأزياء التراثية الواقع الزاهر في يوم التأسيس، فيمكن لوزارة التعليم أن تلزم مدارسها بأن يضع الطلاب على ثيابهم والطالبات على مراييلهن دلالات ورموزا تاريخية دالّة على يوم التأسيس، ممّا يساهم في ترسيخ قيمة الإنتماء الوطني لأولئك الطلاب والطالبات، أمّا الدوائر الحكومية ، فيمكنها أن تلزم موظفيها وموظفاتها في مناسبة يوم التأسيس ، أن يرتدوا شعاراً أو رمزاً تراثياً تاريخياً مصمّماً على أزيائهم ، ومعبّراً عن عظمة ذلك اليوم وعن أصالتنا، والأمل معقود على الجهات المختصة لإقامة فعاليات ،تكون كفيلة بربط المواطن والمقيم بالجذور السعودية الأصيلة ،من خلال ثقافة أزيائنا، وأن تكون مناسبة يوم التأسيس دائمة وحاضرة تحدث عن حضارة وثراث وعراقة المملكة.
والأمل معقود على وزارة الثقافة ممثلة في هيئة التراث وهيئة الأزياء التي تقوم بأدوار كبيرة في هذا الجانب في إطار رؤيتها وأهدافها الطموحة ، أن تبادر إلى إقامة فعاليات خاصة بالملابس التراثية السعودية تتماشى مع يوم التأسيس.
وهنالك عدة اقتراحات لاستنهاض تراث وثقافة وحضارة أزيائنا وملابسنا، فمن الممكن إقامة عرض أزياء سنوي عالمي كبير يستقطب كل المصممين السعوديين ليشاركوا في تصميم التراث والثقافة بل الحضارة السعودية التي تعكسها أزياؤنا التراثية مع استصحاب روح العصر والتطور في تلك التصاميم، بل واجتراح فعالية لدعوة كل المصممين العالميين من أجل وقوفهم على تراثنا وثقافتنا خاصة في جانب أزيائنا التراثية ويمكن إدخالها في فعاليات هيئة الترفيه. كما يمكننا إدخال مادة الأزياء التراثية في مناهج الجامعات وإقامة مسابقات في مراكز الأحياء بالمدن عن تصاميم الأزياء التراثية بحيث يتم الإعلان عن أجمل تلك الأزياء الفائزة في المسابقات، بجانب أهمية أن يتبنّى رجال وسيدات الأعمال المواهب المبدعة في تصاميم جوانب تراثنا العريق لا سيما أزياؤنا التراثية الأصيلة.
وأخلص إلى أن الأزياء التراثية السعودية ، عريقة وتتكئ على إرث تليد ، ونريد من المصممين لدينا، الالتفات إليها ورفدها بإبداعاتهم لتستصحب الأصالة المعاصرة ولتتماشى هذه الملابس مع التطور وإيقاع العصر ، فعندما يحاول كل واحد من هؤلاء المصممين أن يبرز جانباً من الجوانب الجميلة في التصاميم التراثية لملابسنا ويضيف إليها ، تأتي النتائج مبهرة ورائعة، لا سيما أن تلك الأزياء التراثية السعودية في فترة تأسيس الدولة السعودية الأولى ،هي إرث باق خالد في قلوبنا والحفاظ عليها وتطويرها يعني تمسكاً بهويّتنا الأصيلة ، فما أروع أن نحتفي بها عند استحضارنا لتضحيات ومجاهدات أجدادنا الأبطال خاصة في يوم التأسيس فتلك سانحة لإعادة إحيائها وتطويرها ليتماشى العريق جنباً إلى جنب مع الجديد المعاصر.
• باحثة وكاتبة سعودية
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: التراثیة السعودیة یوم التأسیس تلک الأزیاء
إقرأ أيضاً:
فعاليات ختامية واسعة للأنشطة والدورات الصيفية بالحديدة
يمانيون | الحديدة
شهدت محافظة الحديدة، اليوم الخميس، فعاليات ختامية واسعة للأنشطة والدورات الصيفية، التي نُظمت في عموم المديريات تحت شعار “علم وجهاد”، وسط حضور رسمي وتربوي واجتماعي يعكس حجم الاهتمام الكبير بهذا المشروع التربوي المتجذر في صلب مشروع الثورة.
ففي مديرية الحوك، أُقيم حفل اختتام بمدرسة الشهيد السيد حسن نصر الله الصيفي النموذجي بمربع الربصة، بحضور عدد من قيادات الإرشاد والتربية، من بينهم عبدالرحمن الورفي وعلي صومل وعبدالإله الحمزي، إلى جانب مسؤول تربية المديرية مصطفى المغارم وعميد أكاديمية القرآن الكريم زيد الكحلاني. هذا الحضور الواسع للمسؤولين يترجم المكانة التي باتت تحتلها هذه الدورات في مسار المواجهة الشاملة، إذ لم تعد مجرد فعاليات تعليمية موسمية، بل تحولت إلى جبهة معرفية تسهم في تحصين الجبهة الداخلية ثقافيًا وفكريًا.
وفي مديرية الميناء، نظّمت مدرسة عمار بن ياسر فعالية مماثلة، حضرها مدير المديرية عبدالله الهادي وأمين عام المجلس المحلي حسن رسمي وعدد من التربويين والشخصيات الاجتماعية. ويعكس هذا الزخم في الحضور من مختلف مستويات المسؤولية حرص المجتمع المحلي على المشاركة الفعلية في رعاية الجيل الصاعد، انطلاقًا من قناعة راسخة بأن المعركة ضد العدوان لا تُخاض بالسلاح وحده، بل كذلك بالوعي والتربية الراسخة على قيم القرآن والهوية.
أما في مديرية التحيتا، فقد تميزت الفعالية بعروض كشفية وثقافية نُظمت في قريتي الجبلية والحجروفة، بحضور مسؤول التعبئة صديق فتيني ونائبه وعدد من قيادات القطاع التربوي. وقد عكست هذه الفعاليات جانبًا تعبويًا وروحيًا يعزز الشعور بالمسؤولية والانتماء الوطني في نفوس المشاركين، ويؤكد أن الريف اليمني، رغم الاستهداف، لا يزال منبعًا متجددًا للثبات والإيمان.
وفي زبيد، اختتمت أنشطة عدد من المدارس الصيفية، من بينها مراكز تحمل أسماء شهداء وقادة كبار، ما يربط النشء مباشرة بتاريخ النضال وروحية الفداء. كما شهدت مديرية الجراحي فعاليات متميزة في عدة مدارس، تخللتها عروض طلابية أبرزت ما اكتسبه المشاركون من مهارات علمية وثقافية، تؤهلهم ليكونوا عناصر فاعلة في المجتمع المقاوم.
وخلال جميع الفعاليات، ألقيت كلمات عبّرت عن أهمية هذه الدورات في بناء وعي الأجيال الناشئة، مشيدة بمخرجاتها التي باتت تتجاوز التلقين إلى التكوين الجاد في مجالات الثقافة القرآنية والفكر المقاوم. هذا التوجه يُعد امتدادًا مباشرًا لتوجيهات قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، الذي يولي اهتمامًا خاصًا لهذه الأنشطة، إدراكًا منه لدورها المركزي في مشروع بناء الإنسان اليمني الحر والمحصن ضد الحرب الناعمة والاستلاب الثقافي.
لقد أثبتت فعاليات الحديدة، في ختام أنشطتها الصيفية، أن هذا المشروع التربوي ليس مجرد استجابة ظرفية، بل هو خيار استراتيجي تُراهن عليه الثورة لبناء جيل واعٍ، ثابت، ومنتمي، قادر على الاستمرار في مواجهة العدوان الأمريكي السعودي، ومحصن ضد محاولات الاختراق الفكري والثقافي التي تُعد أخطر أدوات العدوان في هذه المرحلة.
إن إقامة هذه الفعاليات في محافظة لا تزال تتعرض لضغوط إنسانية واقتصادية نتيجة الحصار، يكشف عن حجم الصمود الشعبي والتربوي، ويؤكد أن الحديدة – كما هي في خطوط النار – تواصل دورها القيادي في ميادين الوعي والتربية، مُجسّدة بجدارة معادلة: “العلم جبهة، والقرآن سلاح، والنشء ميدان مقاومة”.