الأسرار الخفية منذ عام.. صحيفة بوليتيكو الأمريكية تكشف تفاصيل أزمة الأسلحة النووية الروسية للفضاء والمباحثات السرية بين واشنطن وموسكو حولها
تاريخ النشر: 22nd, February 2024 GMT
كشفت صحيفة بوليتيكو الأمريكية، أن أحد أسباب عدم قيام المسؤولين الأمريكيين بنشر معلومات استخباراتية على نطاق واسع حول جهود روسيا لتطوير سلاح فضائي جديد هو أن الإدارة كانت تحاول بدء محادثات لإقناع روسيا بالتراجع عن البرنامج، فقد كان كبار مسؤولي الاستخبارات والإدارة يتواصلون مع روسيا - إلى جانب الهند والصين كوسطاء محتملين - بشأن المشروع لأسابيع قبل أن يصبح علنيًا، وذلك وفقًا لمسؤول أمريكي وشخص مطلع على عملية التواصل.
وقالت المصادر إن المعلومات الاستخبارية أشارت إلى أن روسيا ربما تخطط لبدء اختبارات الجهاز – وهو سلاح فضائي مضاد للأقمار الصناعية يتمتع بقدرات نووية، وقد تم منح كلاهما عدم الكشف عن هويتهما للحديث عن المفاوضات الحساسة الجارية مع موسكو، وذكر الشخصان، أن الإدارة كانت تشعر بالقلق من أنه إذا أصبح البرنامج معروفًا على نطاق أوسع في الكونجرس أو بين الجمهور، فقد يؤدي ذلك إلى إحباط الجهود الناشئة لحمل روسيا على إجهاض تلك الاختبارات، وقالوا إن إدارة بايدن كانت تشعر بالقلق أيضًا من أنه إذا تم الكشف عن تفاصيل المعلومات الاستخبارية، فقد يجف مصدر تلك المعلومات.
تبرئة لإدارة بادين من تهم التباطؤ
وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن توفر هذه الإفصاحات دحض إدارة بايدن لأولئك الذين يجادلون بأنهم كانوا بطيئين للغاية في نشر جهود روسيا على نطاق أوسع، وقد رفض المسؤولون تحديد ما إذا كانت روسيا قد استجابت للتواصل الأولي، لكنهم قالوا إنه منذ أن أصبح البرنامج معروفًا للعامة الأسبوع الماضي، لم تظهر روسيا أي استعداد للمشاركة في هذه القضية، والآن، يشعر المسؤولون الأمريكيون بقلق متزايد من أن روسيا ستمضي قدمًا في اختبار سلاحها النووي المضاد للأقمار الصناعية في الفضاء.
وإذا نجحت روسيا في إطلاقها، فسوف تثبت أنها قد تكون لديها القدرة على تفجير سلاح نووي في الفضاء وإتلاف الأقمار الصناعية التي تعتمد عليها الولايات المتحدة ودول أخرى في الاتصالات والإنترنت والعمليات العسكرية، وقد خفضت الإدارة في السابق مستوى المعلومات الاستخبارية عن روسيا، وخاصة فيما يتعلق بعملياتها في أوكرانيا، جزئيا لممارسة الضغط على موسكو علنا، ولكن المسؤولين قدروا أن المعلومات المتعلقة بالفضاء حساسة للغاية وأن العمل من خلال القنوات الدبلوماسية سيكون أكثر فعالية، وأعربوا عن قلقهم من أنه إذا أصبحت المعلومات علنية فمن المرجح أن تثير غضب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
الـCNN و أخبار مسربة من الاستخبارات الأمريكية
وفي تقرير نشرته شبكة الـCNN الأمريكية بادية هذا الأسبوع، فقد كشفت الشبكة عن محاولة روسيا لتطوير سلاح فضائي نووي من شأنه أن يدمر الأقمار الصناعية عن طريق خلق موجة طاقة هائلة عند تفجيرها، مما قد يؤدي إلى شل مجموعة كبيرة من الأقمار الصناعية التجارية والحكومية التي يعتمد عليها العالم للتحدث عبر الهواتف المحمولة، ودفع الفواتير، وتصفح الإنترنت.
ووفقا لثلاثة مصادر مطلعة على الاستخبارات الأمريكية حول السلاح، أعطت هذه المصادر شبكة CNN فهمًا أكثر تفصيلاً لما تعمل عليه روسيا – والتهديد الذي يمكن أن تشكله – مما كشفت عنه الحكومة الأمريكية سابقًا، وقد أثار النائب الجمهوري مايك تورنر من ولاية أوهايو، رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب، حالة من الجنون في واشنطن يوم الأربعاء عندما أصدر بيانا قال فيه إن لجنته لديها معلومات تتعلق بتهديد خطير للأمن القومي"، بحلول يوم الجمعة، أكد الرئيس جو بايدن علنًا أن تيرنر كان يشير إلى قدرة نووية روسية جديدة مضادة للأقمار الصناعية، لكن المسؤولين رفضوا بشدة مناقشة الأمر بشكل أكبر، مشيرين إلى الطبيعة السرية للغاية للاستخبارات.
الأبحاث الروسية منذ أكثر من عام
وبحسب صحيفة بوليتيكو، فإن كبار مسؤولي الاستخبارات والإدارة كانوا منذ أكثر من عام التقدم الذي تحرزه روسيا في إنتاج سلاحها النووي المضاد للأقمار الصناعية الموجود في الفضاء، ويجمعون معلومات عن تصميماته وتجميعه واختباراته، لكن في الأسابيع الأخيرة، أصبحت الإدارة تشعر بقلق متزايد من أن موسكو ستتخذ الخطوة لإطلاق جهازها، وقد شاركت تلك المخاوف - والمعلومات الاستخبارية المقابلة - مع مجموعة مختارة من المشرعين في الكابيتول هيل، وقال الشخص المطلع على الأمر إن كبار المسؤولين في الإدارة أخبروا المشرعين أنهم يريدون إبقاء المعلومات الاستخبارية قريبة حتى تتمكن من مراقبة التقدم الروسي واختبارها المحتمل.
وقد وضع كبار المسؤولين في مجتمع الاستخبارات والبيت الأبيض ووزارة الخارجية في يناير خطة لمحاولة إقناع روسيا بالتراجع عن طريق ممارسة الضغط الدبلوماسي من خلال وسطاء، وبالفعل تواصل المسؤولون الأميركيون مع نظرائهم في الصين والهند، وأثاروا قضية القدرات المتقدمة والفضاء الروسي، وشددوا على الخطر واحتمال تعرض أقمارهم الصناعية للضرر أيضاً، كما وضعوا أيضًا خططًا لمزيد من التواصل مع ممثلين من تلك الدول في مؤتمر ميونيخ الأمني في 17 فبراير، ويعد كلا البلدين موطنًا لشركات الأقمار الصناعية الخاصة الكبرى ولديهما قدرات إطلاق فضائية مستقلة.
الجمهوريون يسربون الأخبار
وكان من المقرر أن يطلع مستشار الأمن القومي جيك سوليفان المشرعين على هذه الخطط قبل أن يصدر رئيس المخابرات بمجلس النواب مايك تورنر (جمهوري من ولاية أوهايو) الأسبوع الماضي بيانًا غامضًا، مما أثار موجة من القصص حول المخابرات والأسلحة الروسية المضادة للأقمار الصناعية، وقد تحدث وزير الخارجية أنتوني بلينكن مع نظرائه في كل من الصين والهند في الأيام الأخيرة، بما في ذلك في مؤتمر ميونيخ الأمني، وفي ظهور له في برنامج "واجه الصحافة" على قناة إن بي سي يوم الأحد، قال تيرنر إنه يعتقد أن التهديد الذي يشكله السلاح النووي الروسي المضاد للأقمار الصناعية "خطير للغاية".
وكان مسؤولو بايدن يعملون خلف أبواب مغلقة لثني روسيا عن اختبار سلاح فضائي، وقالت الإدارة علناً إن التهديد الذي يشكله سلاح موسكو النووي المضاد للأقمار الصناعية ليس ملحاً، وفي حين استثمرت روسيا المزيد من الأموال في برامجها الفضائية في السنوات الأخيرة، فإن الولايات المتحدة لا تزال تتفوق بكثير على موسكو في قدراتها، وحتى لو حاولت موسكو إطلاق سلاحها، فليس من الواضح أنها ستنجح، وقال جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، للصحفيين في 14 فبراير: "لدى مجتمع الاستخبارات مخاوف جدية بشأن رفع السرية عن هذه المعلومات الاستخبارية على نطاق واسع، ويقدرون أيضًا أن البدء بالمشاركة الخاصة بدلاً من نشر المعلومات الاستخبارية على الفور يمكن أن يكون نهجًا أكثر فعالية بكثير".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المعلومات الاستخباریة الأقمار الصناعیة سلاح فضائی على نطاق
إقرأ أيضاً:
الإدارة الأمريكية..المصداقية في مهب الريح
بعد مرور ستة أشهر على إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وظهور ملامح السياسة الخارجية في عدد من الملفات وخاصة القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وحرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي فإن هناك سؤالا مهما يتعلق بمصداقية هذه الإدارة والتناقضات التي ظهرت في أكثر من ملف.
فيما يخص القضية الفلسطينية فإن الإدارات الأمريكية منذ عام ١٩٤٨ وهي تنحاز إلى الكيان الإسرائيلي لأسباب تتعلق بتأثير اللوبي الصهيوني في واشنطن وقضايا فكرية عديدة مما جعل الكيان يعربد ويشن الحروب على الدول العربية وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني من خلال الاستقواء بالإدارات الأمريكية التي تدعم الكيان بالسلاح والمعونات الاقتصادية والدعم اللوجستي وتبادل الكثير من التقنيات علاوة على المعلومات الاستخباراتية. إذن على مدى عقود أدرك الكيان الصهيوني بأنه يستطيع شن الحروب وانتهاك قوانين الشرعية الدولية وعدم الانصياع لقرارات الأمم المتحدة.
إن الإدارات الأمريكية المتعاقبة ومنها إدارة ترامب هي التي جعلت الكيان يقوم بكل تلك الأفعال الوحشية ضد الشعب الفلسطيني، وهو الأمر الذي جعل نتنياهو وحكومته المتطرفة يتمادون في ارتكاب الأعمال الإجرامية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وعموم فلسطين لأن الكيان يدرك بأن واشنطن سوف تقف مع الكيان الصهيوني ضد أي قرار يدين إسرائيل في مجلس الأمن الدولي، علاوة على تقديم الدعم العسكري بل وتهديد الدول التي تنشد الإنصاف والعدالة للشعب الفلسطيني. كما أن الإدارة الأمريكية الحالية قد أعطت الضوء الأخضر كي يواصل نتنياهو المجازر البشعة التي يندى لها جبين الإنسانية حيث يعاني مليونا فلسطيني في القطاع من شبح المجاعة ،خاصة الأطفال والنساء وكبار السن، حيث فقدت الكثير من الأرواح.
منذ دخوله البيت الأبيض في العشرين من يناير الماضي يواصل الرئيس الأمريكي ترامب تصريحاته المتناقضة، ولعل أكثر تلك التصريحات والتي دخلت مفهوم الخداع الاستراتيجي هو أن المفاوضات الأمريكية الإيرانية كانت تجري بشكل جيد بعد مرور خمس جولات ناجحة في كل من مسقط وروما، حيث لعبت الديبلوماسية العمانية دورا محوريا لخفض التصعيد والتوتر في المنطقة والتوصل إلى حل عادل ومنصف وملزم في قضية الملف النووي الإيراني، وفي لحظة أدهشت العالم شن الكيان الصهيوني الحرب غير المسوغة على الجمهورية الإسلامية الإيرانية ودخلت المنطقة والعالم في أجواء الحرب وما ترتب عليها من مشكلات كبيرة. والسؤال الموضوعي هنا هل يمكن أن يقدم نتنياهو على شن الحرب على إيران دون التنسيق مع الرئيس الأمريكي ترامب؟ الإجابة هو أن الكيان الصهيوني لا يقدم على أي خطوة دون التشاور مع واشنطن ومع ذلك لم يراع ترامب مناخ المفاوضات الإيجابي بل استخدم الخداع الاستراتيجي وانحدر إلى سلوك لا يليق بالرئيس الأمريكي الذي يقود أقوى دولة في العالم وتقود النظام الدولي الأحادي. وتكرر الخداع الاستراتيجي مرة أخرى في ضربة عسكرية غير متوقعة أقدمت عليها إدارة ترامب بقصف المفاعلات النووية السلمية الإيرانية دون وجود قرار دولي وهو قصف غير مبرر وله تداعياته الخطيرة.
وعلى ضوء ذلك فإن الستة الأشهر الأولى من فترة إدارة ترامب تميزت بالتناقضات والمواقف التي لا تتسم بالمصداقية والنزاهة حيث الدعم اللامحدود لنتنياهو الذي صدرت بحقة مذكرة اعتقال من محكمة الجنايات الدولية باعتباره مجرم حرب، علاوة على المظاهرات الشعبية داخل الولايات المتحدة الأمريكية التي تطالب ترامب بوقف المجازر التي ترتكبها إسرائيل على مدى ٢٢ شهرا، ومع ذلك تصدر تصريحات متناقضة من ترامب حول أهمية توصيل المساعدات لسكان القطاع، وفي الوقت نفسه يغض الطرف عن جرائم الاحتلال بل ويعترض على نية الحكومة الفرنسية الاعتراف بدولة فلسطين خلال انعقاد أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر القادم في مدينة نيويورك.
ويتكوف مبعوث الرئيس الأمريكي ترامب للشرق الأوسط وبعد موافقة حركة حماس وبقية الفصائل الفلسطينية على الاتفاق مع الوسطاء مصر وقطر خرج بتصريحات تحمل حماس مسؤولية تعثر المفاوضات، بل وهدد بإخراج المحتجزين من قطاع غزة من خلال طرق أخرى، وتخلى ويتكوف عن استغلال فرصة التوافق والتوقيع على الاتفاق بين الكيان الإسرائيلي وحركة حماس وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني.
كما أن الرئيس الأمريكي ترامب هدد الدول التي تتعاون مع دول بريكس بمزيد من الرسوم التجارية، وعلى ضوء ذلك كيف يمكن تخيل أن تكون الولايات المتحدة الأمريكية وسيطا نزيها حول القضية الفلسطينية وهي تتناقض في سلوكها والتصريحات؟ وأعطت نتنياهو وحكومته المتطرفة المزيد من الوقت حيث معاناة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة حيث كارثة الجوع.
ولا شك أن الموقف الفرنسي بالاعتراف بدولة فلسطين هو موقف إيجابي ومقدر وعلى باقي الدول الغربية كبريطانيا وألمانيا أن تتخذ الخطوة نفسها. كما أن المؤتمر الدولي حول فلسطين الذي عقد مؤخرا في نيويورك حول أهمية حل الدولتين يعد هو الإطار الصحيح الذي ينبغي على إدارة ترامب أن تدعمه. إن الصراع في الشرق الأوسط لن ينتهي ولن يكون هناك استقرار أو أمن للكيان الإسرائيلي حتى قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية. هذا هو الحل السياسي الصحيح والواقعي وعلى الولايات المتحدة الأمريكية إذا كانت تنشد السلام الشامل لإسرائيل والمنطقة أن تضغط على الكيان الإسرائيلي للقبول بحل الدولتين. إن نضال الشعب الفلسطيني سوف يتواصل ولا يمكن للكيان المحتل أن ينعم بالسلام طالما يواصل احتلال الأراضي الفلسطينية ويحرم الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة التي أقرتها الأمم المتحدة والشرعية الدولية، ومن هنا فإن الإدارة الأمريكية ومن خلال سلوكها السياسي الداعم لسياسة نتنياهو تكون مشاركة في المأساة الإنسانية وتخلت عن دورها القيادي في العالم ويكون ترامب قد أخل بوعوده الانتخابية حول ضرورة إنهاء الحروب في الشرق الأوسط والعالم والتفرغ للتعاون الاقتصادي.
لقد انكشف الكيان الصهيوني بشكل فاضح أمام المجتمعات الغربية واصبح الكيان منبوذا، وعدد من قيادته مطلوب للعدالة والبعض الآخر غير مرغوب في دخوله لعدد من الدول الغربية. كما أن الإدانات من منظمات حقوق الإنسان ومن منظمات الإغاثة واضحة ضد الكيان الصهيوني الغاصب، والذي يعد أبشع احتلال عرفه التاريخ الحديث بارتكابه جرائم بشعة ضد الشعب الفلسطيني والشعوب العربية خلال سبعة عقود.
إن أمام الإدارة الأمريكية مسؤولية أخلاقية وقانونية وإنسانية لوقف مجازر الاحتلال وضرورة وقف تلك المأساة التي تنقل للعالم عبر شاشات التلفزة وشبكات التواصل الاجتماعي حول العالم، ومن المعيب أن تتفرج دولة عظمى كالولايات المتحدة على تلك الإبادة الجماعية، وهي تتشدق بقضايا حقوق الإنسان والحريات والعدالة والمساواة والتي ينص على دستور الولايات المتحدة الأمريكية. كما أن الكونجرس الأمريكي عليه التزام أخلاقي، وهناك عدد من أصوات النواب تدين سلوك الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة . كما أن المجتمع المدني في الولايات المتحدة الأمريكية يقوم بدور إيجابي في فضح الممارسات الإجرامية الإسرائيلية.
ويمكن القول ومن خلال متابعة لإدارة ترامب بأن التناقض السياسي هو سيد الموقف وأن استخدام الخداع الاستراتيجي هو من السقطات الكبيرة التي لا تليق بسياسة دولة عظمى ينبغي أن يكون لها دور منصف وعادل يتماشى مع الأسس التي قامت عليه الدولة الأمريكية والآباء المؤسسون. الولايات المتحدة الأمريكية ينبغي أن لا تقبل بأن يورطها الكيان الصهيوني في مواقف متناقضة ويضعها في مواجهة أخلاقية وقانونية حتى مع الشعب الأمريكي، وحتى إذا كانت هناك مصالح كبيرة وتعاطف أمريكي تاريخي مع الكيان الصهيوني لكن هذا لا يعني السير بشكل ممنهج وغير عقلاني مع ممارسات نتنياهو وحكومته المتطرفة، أو إذا كان ترامب يعترف بان ما يحدث في قطاع غزة للشعب الفلسطيني هو أمر فضيع ولا يحتمل، فإن عليه أخذ الخطوة الشجاعة لوقف تلك الحرب لإنقاذ ملايين الأرواح، أما إذا كانت تلك التصريحات تدخل في إطار التناقض الذي يواصله منذ ست أشهر فإن إدارته تكون قد سجلت فشلا كبيرا في إدارة ملفات السياسة الخارجية لتقع الإدارة الأمريكية في فخ سياسة نتنياهو المتطرفة التي أصبحت عدد من الدول الغربية تتنصل منها وتدعو إلى إدانتها. المبعوث الأمريكي ويتكوف بدلا من بذل جهوده الديبلوماسية لإنهاء الحرب في قطاع غزة وإنهاء الكارثة الإنسانية والإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني بدا بتصريحات مستفزة يتحدث فيها عن خطط التطبيع والسلام المزعوم وهو تناقض صارخ لا يتماشى مع المناخ المتوتر في المنطقة. وعلى ضوء ذلك فإن الجهود الديبلوماسية لا بد أن تتواصل حتي الوصول إلى اتفاق ينهي الحرب وأكبر المآسي الإنسانية في قطاع غزة التي شاهدها العالم وهو في حالة ذهول من كم الحقد والكراهية والإجرام التي يحملها نتنياهو وعصابته المتطرفة.