العمانية: اختتمت كلية الدفاع الوطني بأكاديمية الدراسات الاستراتيجية والدفاعية فعاليات الندوة السنوية للقضايا الاستراتيجية اليوم بعنوان "الذكاء الاصطناعي واستدامة التنمية"، تحت رعاية الفريق الركن بحري عبدالله بن خميس الرئيسي رئيس أركان قوات السلطان المسلحة.

وقد ألقى اللواء الركن بحري علي بن عبدالله الشيدي آمر كلية الدفاع الوطني بأكاديمية الدراسات الاستراتيجية والدفاعية كلمة قال فيها: "إن سلطنة عُمان تولي اهتماما جادا بالذكاء الاصطناعي حيث إن التوجيهات السامية لعاهل البلاد المفدى - حفظه الله ورعاه - بإعداد برنامج وطني تنفيذي لتقنيات الذكاء الاصطناعي وتوطينها تعكس رؤية استراتيجية طموحة واهتماما ساميا لجعل الاقتصاد الرقمي أولوية ورافدا للاقتصاد الوطني، وقد ناقشت الندوة ضمن محاورها الفرص التي سيوفرها الذكاء الاصطناعي في المستقبل القريب للعالم أجمع".

و قدم المشاركون في نهاية الندوة العديد من المبادرات الواقعية القابلة للتنفيذ ورفعها إلى الجهات ذات العلاقة لدراستها واتخاذ ما يلزم تجاهها، وبما يسهم في إيجاد حلول مناسبة لبعض التحديات التي تواجه تطبيقات الذكاء الاصطناعي في سلطنة عمان، خاصة في المجالات التي ركزت عليها الندوة في محاورها الأربعة.

وهدفت الندوة التي نفذتها كلية الدفاع الوطني بالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين من مختلف الجهات الحكومية إلى دراسة ممكنات تكنولوجيا المعلومات، ودراسة التأثيرات الحالية والمستقبلية للذكاء الاصطناعي، والاستفادة منه لتعزيز التنمية المستدامة، ودراسة سبل توظيف الذكاء الاصطناعي في القطاعات المختلفة، وبما يخدم تحقيق أهداف رؤية (عُمان ٢٠٤٠)، إلى جانب تعزيز العمل الوطني المشترك، وتنمية مهارات المشاركين في البحث والتحليل وصياغة المبادرات الوطنية.

وتحدث عدد من المعنيين والمشاركين بالندوة، حيث قال العميد الركن بحري علي بن محمد البلوشي: "إن كلية الدفاع الوطني تسعى من خلال البيئة الأكاديمية التي توفرها إلى المشاركة الفاعلة مع المؤسسات الوطنية بالآراء والحلول والتوصيات العملية والواقعية تماشيا مع مستهدفات رؤية (عُمان 2040) ورؤية الكلية، وقد قام المشاركون في الندوة بدراسة وتحليل واقع الذكاء الاصطناعي في سلطنة عمان والموضوعات الأخرى ذات الصلة".

من جانبه قال العميد الركن سلطان بن سيف المعمري : "إن ندوة القضايا الاستراتيجية تعد أحد أهم الأنشطة والفعاليات التي تنفذها كلية الدفاع الوطني بأكاديمية الدراسات الاستراتيجية والدفاعية ضمن منهاج دورة الدفاع الوطني، ويتم اختيار القضايا وفق متطلبات كل مرحلة للإسهام في الجهود الوطنية الرامية إلى تحقيق أهداف رؤية (عمان 2040)".

كما تحدث العميد (مهندس) ناصر بن مسلم الرزيقي قائلا: "يأتي تنظيم ندوة القضايا الاستراتيجية (الذكاء الاصطناعي واستدامة التنمية) في إطار التعاون والتنسيق الذي تنتهجه كلية الدفاع الوطني مع الشركاء الاستراتيجيين من مختلف المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص والمجتمع المدني لتكون مركزا علميا ومعرفيا؛ تحقيقا لأهداف ورؤية الكلية لرفد مؤسسات الدولة بالعلوم والدراسات الاستراتيجية في مختلف الجوانب والمجالات".

وقال العقيد الركن أحمد بن الذيب المعمري: "تسعى الندوة إلى تحقيق جملة من الأهداف أبرزها تعزيز مهارات البحث والتحليل وصياغة المبادرات الوطنية ودراسة ممكِّنات تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والتأثيرات الحالية والمستقبلية له والاستفادة منه لتعزيز التنمية المستدامة وتوظيفه في الوصول إلى تحقيق أهداف رؤية (عمان 2040)، والخروج بمبادرات وإجراءات تنفيذية تسهم في التوجهات المختلفة والأهداف المنشودة من توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي، وقد تناولت الندوة مجموعة من المحاور الرئيسة أهمها الاقتصاد، وجودة الحياة، والأمن والدفاع، والحوكمة".

كما قال الدكتور أحمد بن طالب الجابري: "في إطار التطورات العالمية المتسارعة في التقنيات المتقدمة وتطبيقاتها نظمت كلية الدفاع الوطني ندوة (الذكاء الاصطناعي واستدامة التنمية) التي اشتملت على العديد من المحاضرات والحوارات والمناقشات مع المختصين في المجالات المتنوعة كالصحة والتعليم والخدمات الحكومية والبنية الأساسية".

تجدر الإشارة إلى أن الندوة السنوية للقضايا الاستراتيجية تأتي ضمن منهاج ومقررات دورة الدفاع الوطني الحادية عشرة، حيث شارك في الندوة عدد من الجهات الحكومية بسلطنة عُمان، وعدد من الأكاديميين والاختصاصيين.

حضر فعاليات ختام الندوة عدد من المكرمين، وعدد من قادة قوات السلطان المسلحة والأجهزة العسكرية والأمنية، وعدد من أصحاب السعادة، وعدد من كبار الضباط والضباط بقوات السلطان المسلحة والأجهزة العسكرية والأمنية، والمشاركون في دورة الدفاع الوطني الحادية عشرة، وعدد من الأكاديميين والاختصاصيين وجمع من المدعوين.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی فی کلیة الدفاع الوطنی وعدد من

إقرأ أيضاً:

سام ألتمان: الذكاء الاصطناعي القادم لن يكرّر.. بل يبتكر

في عصرٍ تتسابق فيه الابتكارات وتتجاوز حدود الخيال يوماً بعد يوم، يطلّ سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة أوبن ايه آي، برؤية جديدة تقفز نحو مستقبل يعيد تعريف معنى التفكير والإبداع. في مقال حديث بعنوان "التفرّد اللطيف" يضع ألتمان تصورًا جريئًا: ليس فقط أن الذكاء الاصطناعي سيفهم العالم، بل سيبدأ قريبًا باكتشافه من جديد. أنظمة قادرة على طرح أفكار غير مسبوقة، صياغة فرضيات علمية، وتوليد رؤى لم تخطر حتى على عقول كبار الباحثين.
اقرأ أيضاً.. سام التمان: "أوبن إيه آي" ليست شركة عادية ولن تكون كذلك أبداً

مستقبل الذكاء الاصطناعي كما يتصوره ألتمان
عرض الرئيس التنفيذي لشركة أوبن ايه آي،، سام ألتمان، في مقاله الجديد بعنوان "التفرّد اللطيف"، رؤيته للمستقبل القريب الذي سيرتبط ارتباطًا وثيقًا بتطور الذكاء الاصطناعي. وكما هي عادته، قدّم ألتمان تصورًا مستقبليًا طموحًا حول الذكاء الاصطناعي العام (AGI)، مشيرًا إلى أنه بات قريبًا من التحقق، مع حرصه على التقليل من وطأة توقيت وصوله الفعلي.وفق موقع "تك كرانش" المتخصص في موضوعات التكنولوجيا.

يركز المقال على أن الأعوام الخمسة عشر المقبلة ستشهد تحوّلًا جذريًا في مفاهيم العمل والطاقة وغيرها من الشؤون التي تخص المجتمعات، بفضل أنظمة ذكاء اصطناعي قادرة على تقديم رؤى جديدة وغير مسبوقة. ويعتقد ألتمان أن العام 2026 قد يكون لحظة محورية، حيث من المرجّح أن تظهر أنظمة قادرة على توليد أفكار مبتكرة ومفاهيم لم يصل إليها البشر بعد.

الذكاء الاصطناعي كمولّد للرؤى الجديدة
يشير ألتمان إلى توجه واضح داخل أوبن ايه آي، لتطوير نماذج ذكاء اصطناعي لا تكتفي بفهم المعلومات أو تنظيمها، بل تتخطى ذلك إلى توليد أفكار جديدة أصيلة. وقد ألمح الشريك المؤسس ورئيس أوبن ايه آي،، غريغ بروكمان، في أبريل الماضي إلى أن نماذج o3 وo4-mini تم استخدامها بالفعل من قبل العلماء لتوليد أفكار مفيدة وجديدة.

هذا التحوّل نحو الذكاء الاصطناعي القادر على الإبداع النظري لا يقتصر على أوبن ايه آي، وحدها، بل أصبح هدفًا مشتركًا لدى العديد من الشركات المنافسة.

سباق الاكتشاف العلمي بين شركات الذكاء الاصطناعي
في مايو الماضي، نشرت شركة جوجل ورقة علمية حول "AlphaEvolve"، وهو وكيل برمجي يقدم حلولاً رياضية مبتكرة. وفي  الشهر نفسه، أعلنت شركة "FutureHouse"، المدعومة من الرئيس التنفيذي السابق لجوجل، إيريك شميدت، أن أداتها الذكية نجحت في تحقيق اكتشاف علمي حقيقي. أما شركة Anthropic فقد أطلقت مبادرة لدعم البحث العلمي باستخدام الذكاء الاصطناعي.

أخبار ذات صلة «عجمان للتميز الحكومي» يعزز ثقافة الابتكار في بيئة العمل الذكاء الاصطناعي يوجه المسيّرات رغم العوائق الطبيعية

تسعى هذه الشركات، إن نجحت، إلى أتمتة أحد أهم جوانب العملية العلمية: توليد الفرضيات، مما قد يمكنها من اختراق مجالات صناعية ضخمة مثل اكتشاف الأدوية، وعلوم المواد، وغيرها من التخصصات ذات الطابع البحثي العميق.

الصعوبات التي تواجه الذكاء الاصطناعي في مجال الإبداع
بالرغم من التقدّم، لا يزال المجتمع العلمي متحفظًا تجاه قدرة النماذج الحالية على توليد رؤى أصلية. كتب توماس وولف، كبير العلماء في Hugging Face، مقالًا  أوضح فيه أن أنظمة الذكاء الاصطناعي لا تزال عاجزة عن طرح الأسئلة العظيمة، والتي تُعد أساس أي اختراق علمي كبير.

كما صرّح كينيث ستانلي، وهو باحث سابق في أوبن ايه آي، ويقود الآن شركة "Lila Sciences"، أن المشكلة الأساسية تكمن في أن النماذج الحالية لا تمتلك حسًّا حقيقيًا بما هو إبداعي أو مثير للاهتمام، وهي خاصية ضرورية لتوليد فرضيات جديدة ذات قيمة.

ما يمكن أن يحمله المستقبل القريب
إذا تحققت توقعات ألتمان، فإن العام 2026 قد يمثل لحظة فاصلة تنتقل فيها أنظمة الذكاء الاصطناعي من أدوات تحليلية إلى شركاء فاعلين في إنتاج المعرفة العلمية. هذا التحوّل قد يغيّر شكل الأبحاث في مجالات مثل الفيزياء، والرياضيات، والكيمياء الحيوية، وحتى الفلسفة.

لكن التحدي الأكبر يكمن في الوصول إلى نماذج قادرة على طرح أفكار غير متوقعة أو بديهية أو ربما قابلة للاختبار والتجريب وقادرة على فتح آفاق جديدة للفهم البشري.

مقال سام ألتمان لا يُعد مجرد تأمل في المستقبل، بل يُحتمل أن يكون إشارة إلى خارطة طريق تسير عليها أوبن ايه آي، في المرحلة المقبلة.

والسؤال المفتوح الآن هو: هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يصبح يومًا ما شريكًا فكريًا حقيقيًا للإنسان في رحلته لفهم العالم؟.
لمياء الصديق (أبوظبي)

مقالات مشابهة

  • التحديات السريرية في تشخيص وعلاج اضطرابات الغدة الدرقية فى ندوة بجامعة أسيوط
  • تحذير.. الذكاء الاصطناعي يهدد السلم المجتمعي في العراق
  • ندوة ثقافية في ريمة حول ذكرى يوم الولاية
  • ندوة ثقافية في الزيدية بذكرى يوم الولاية
  • زاكورة تحتضن ندوة حول إصابات البطن “الصامتة” الناتجة عن الحوادث والاعتداءات
  • ندوة توعوية بكنيسة ف أو بحري حول البيئة وترشيد الاستهلاك
  • المعهد القومي لعلوم البحار: تعاون مشترك لتوظيف الذكاء الاصطناعي في حماية السواحل ومواجهة تغيرات المناخ"
  • سام ألتمان: الذكاء الاصطناعي القادم لن يكرّر.. بل يبتكر
  • «معًا نحمي أولادنا من التدخين».. ندوة توعوية لـ «الشباب المصري»
  • السبع يوضح أهم مميزات ⁧‫الذكاء الاصطناعي‬⁩ في نظام ⁦‪ iOS 26