عضو أمناء الحوار الوطني: جهود الدولة لجذب الاستثمارات رسالة أمل للمصريين
تاريخ النشر: 22nd, February 2024 GMT
قال الكاتب الصحفي، جمال الكشكي، عضو مجلس أمناء الحوار الوطني، إن ما أعلنه رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، اليوم، من الموافقة على صفقة استثمارية كبرى رسالة أمل للمصريين بأن الدولة المصرية تسعى جاهدة للتعافي وضخ أكبر قدر من الاستثمارات للتعافي والعودة مرة أخرى، في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية التي أرست بآثارها على العالم كله.
وأضاف «الكشكي» لـ«الوطن»، أن جهود الاستثمارات تؤدي في النهاية إلى رفع معدلات الناتج الإجمالي القومي للاقتصاد المصري، مضيفا أن هذا يعنى أن حزمة القوانين والتشريعات التي تتخذها الدولة المصرية تأتي بثمارها المهمة خلال الفترة المقبلة.
جذب مزيد من الاستثماراتولفت عضو مجلس أمناء الحوار الوطني، إلى أن هذه الاستثمارات تكون مغرية لشركات وكيانات اقتصادية أخرى تأتي إلى مصر لتستثمر فضلا عن برنامج الدولة لجذب الاستثمارات واتخاذ خطوات من شأنها توسيع موارد الدولة، لافتا إلى أن هذه الخطوات مرحلة من ضمن مراحل المردود الاقتصادي الأفضل في المستقبل وبالتالي هذه الخطوة ستكون بوجهة كبرى وقبلة لشركات عالمية أخرى ستتوجه للاستثمار في مصر وبالتالي سيكون لها انعكاساتها على الرواج الاقتصادي المصري.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الحوار الوطني الاقتصاد المصري جذب الاستثمار النقد الأجنبي
إقرأ أيضاً:
حين لا تأتي الرسائل!
د. إبراهيم بن سالم السيابي
الحب ليس شيئًا نختاره، ولا بابًا نطرقه بإرادتنا، إنه يتسلل إلينا كما يتسلل الضوء بين ستائر القلب، بهدوء، بخفة، ثم يملأ المكان كله دون أن نشعر؛ فالحب لا يأتي صاخبًا، ولا يعلن نفسه في أول الطريق... يبدأ بنظرة، بضحكة، بحديث عابر، ثم يتحول إلى عمرٍ كامل لا يُمكننا التراجع عنه.
و"هو"… كان من أولئك الذين إذا أحبوا، أحبوا بكُلّهم. لم يكن الحب عنده نزوة، ولا تسلية، ولا فصلًا في رواية تنتهي بعد عدة صفحات، كان إيمانًا داخليًا، صادقًا، يتنفسه كما يتنفس الهواء، ويعيشه كما تُعاش الطمأنينة حين يجد القلب وطنه. كان يرى في الحب ملاذًا، وسكينة، ودفئًا لا يمكن أن يشتريه من العالم كلّه. كان كل ما فيه يخصّ ذاك الحب: ذاكرته، صمته، الأماكن التي مرّ بها، الأغاني التي لم تعد تعنيه إلا لأنها تحمل صوته، عطوره، وطريقة نطقه لاسمه. لم يكن يمرّ على شيء إلا وترك فيه أثرًا منه، كأن من أحبّه أصبح لغة جديدة يقرأ بها كل شيء. كل مكان جلس فيهما معًا، كل طريق مشيا عليه، كل مساء تبادلا فيه حديثًا عاديًا، تحوّل إلى ذكريات لا يشاركها مع أحد.
ثم جاء العيد..
العيد، بما يحمله من فرحٍ للقلوب، من لحظات قرب، من تكبيرات الفجر، ومن انتظار لمن نحبّهم كي يُضيئوا تفاصيل اليوم بكلمة؛ فالعيد موسم المشاعر، ومرآة للقلوب، وفيه تُختبر الذاكرة والمحبّة.
كل الناس كانوا يحتفلون، يرسلون التهاني، يعانقون اللقاء، أما هو، فكان هناك… خلف كل ذلك. لم يكن ينتظر شيئًا من الدنيا في ذلك اليوم، سوى أن يُشعل أحدهم اسمه في هاتفه، برسالة واحدة.
ليست طويلة، لا تحتاج إلى كلمات منمقة، فقط: "عيدك مبارك" كانت كافية أن تردّ له شعوره بالحياة. كان يحمل الهاتف كما لو أنه يحمل روحه فيه. يراه، يفتحه، يُغلقه، ثم يعود إليه، كما يعود العطشان إلى السراب. وفي كل لحظة صمت تمرّ، كان قلبه ينقص شيئًا.
كان العيد يمرُّ من حوله، أصوات التكبير تموج في السماء، الأطفال يركضون بثيابهم الجديدة،
لكن داخله كان صامتًا.. هشًّا.. خاليًا من الفرح؛ فالرسالة التي كان ينتظرها لم تأتِ!
العيد مرّ، والعين ممتلئة بالانتظار، واليد فارغة. هو لم يُعاتب، لم يُظهِر شيئًا، كان فقط يعيش داخله لحظة من الحزن الخفي؛ ذلك النوع من الحزن الذي لا يبكي، لكنه يمكث طويلًا.
لم يكن الأمر مجرد عيد بلا تهنئة؛ بل كان صدىً لخذلان عميق…
لأن من نحبّ، لا ننتظر منه الكثير، فقط أن يتذكر.
أن لا يمرّ بنا مرور الغريب.
ورغم الصمت، لم يتوقف عن الحب.
ولا عن التذكّر.
ولا عن بناء التفاصيل الصغيرة في قلبه كلما مرّت ذكرى، أو عبَر اسمه فجأة في حديث لا علاقة له بشيء.
هو لا يبحث عن حضور، ولا حتى عن وعدٍ قادم، كل ما يريده هو أن يبقى في ذاكرة من أحبّ، كما بقي هو.
تمرُّ عليه الأعوامُ وهو كما هو، قلبه عند أول اللقاء، وصوته داخله يُردّد اسمًا لم يَعد يُقال... لكنّه لا يُنسى.
هو لا يكتب ليُشتكي، ولا ليُسمِع؛ بل لأن الحب حين لا يجد من يُصغي له، يتحوّل إلى كتابة…
إلى نظرة طويلة من النافذة، إلى دعاءٍ خافت في سجدة، إلى شوقٍ يَكبر… ولا يُقال.
وذلك هو... قلب عاش حبًا كبيرًا، وما زال يسكنه كما لو أن الزمن لم يتحرك، كما لو أن العيد لا يبدأ إلا حين تصله تلك الرسالة… ولم تصله بعد.
رابط مختصر