جريدة الرؤية العمانية:
2025-07-28@03:44:38 GMT

حين لا تأتي الرسائل!

تاريخ النشر: 10th, June 2025 GMT

حين لا تأتي الرسائل!

 

 

د. إبراهيم بن سالم السيابي

الحب ليس شيئًا نختاره، ولا بابًا نطرقه بإرادتنا، إنه يتسلل إلينا كما يتسلل الضوء بين ستائر القلب، بهدوء، بخفة، ثم يملأ المكان كله دون أن نشعر؛ فالحب لا يأتي صاخبًا، ولا يعلن نفسه في أول الطريق... يبدأ بنظرة، بضحكة، بحديث عابر، ثم يتحول إلى عمرٍ كامل لا يُمكننا التراجع عنه.

و"هو"… كان من أولئك الذين إذا أحبوا، أحبوا بكُلّهم. لم يكن الحب عنده نزوة، ولا تسلية، ولا فصلًا في رواية تنتهي بعد عدة صفحات، كان إيمانًا داخليًا، صادقًا، يتنفسه كما يتنفس الهواء، ويعيشه كما تُعاش الطمأنينة حين يجد القلب وطنه. كان يرى في الحب ملاذًا، وسكينة، ودفئًا لا يمكن أن يشتريه من العالم كلّه. كان كل ما فيه يخصّ ذاك الحب: ذاكرته، صمته، الأماكن التي مرّ بها، الأغاني التي لم تعد تعنيه إلا لأنها تحمل صوته، عطوره، وطريقة نطقه لاسمه. لم يكن يمرّ على شيء إلا وترك فيه أثرًا منه، كأن من أحبّه أصبح لغة جديدة يقرأ بها كل شيء. كل مكان جلس فيهما معًا، كل طريق مشيا عليه، كل مساء تبادلا فيه حديثًا عاديًا، تحوّل إلى ذكريات لا يشاركها مع أحد.

ثم جاء العيد..

العيد، بما يحمله من فرحٍ للقلوب، من لحظات قرب، من تكبيرات الفجر، ومن انتظار لمن نحبّهم كي يُضيئوا تفاصيل اليوم بكلمة؛ فالعيد موسم المشاعر، ومرآة للقلوب، وفيه تُختبر الذاكرة والمحبّة.

كل الناس كانوا يحتفلون، يرسلون التهاني، يعانقون اللقاء، أما هو، فكان هناك… خلف كل ذلك. لم يكن ينتظر شيئًا من الدنيا في ذلك اليوم، سوى أن يُشعل أحدهم اسمه في هاتفه، برسالة واحدة.

ليست طويلة، لا تحتاج إلى كلمات منمقة، فقط: "عيدك مبارك" كانت كافية أن تردّ له شعوره بالحياة. كان يحمل الهاتف كما لو أنه يحمل روحه فيه. يراه، يفتحه، يُغلقه، ثم يعود إليه، كما يعود العطشان إلى السراب. وفي كل لحظة صمت تمرّ، كان قلبه ينقص شيئًا.

كان العيد يمرُّ من حوله، أصوات التكبير تموج في السماء، الأطفال يركضون بثيابهم الجديدة،

لكن داخله كان صامتًا.. هشًّا.. خاليًا من الفرح؛ فالرسالة التي كان ينتظرها لم تأتِ!

العيد مرّ، والعين ممتلئة بالانتظار، واليد فارغة. هو لم يُعاتب، لم يُظهِر شيئًا، كان فقط يعيش داخله لحظة من الحزن الخفي؛ ذلك النوع من الحزن الذي لا يبكي، لكنه يمكث طويلًا.

لم يكن الأمر مجرد عيد بلا تهنئة؛ بل كان صدىً لخذلان عميق…

لأن من نحبّ، لا ننتظر منه الكثير، فقط أن يتذكر.

أن لا يمرّ بنا مرور الغريب.

ورغم الصمت، لم يتوقف عن الحب.

ولا عن التذكّر.

ولا عن بناء التفاصيل الصغيرة في قلبه كلما مرّت ذكرى، أو عبَر اسمه فجأة في حديث لا علاقة له بشيء.

هو لا يبحث عن حضور، ولا حتى عن وعدٍ قادم، كل ما يريده هو أن يبقى في ذاكرة من أحبّ، كما بقي هو.

تمرُّ عليه الأعوامُ وهو كما هو، قلبه عند أول اللقاء، وصوته داخله يُردّد اسمًا لم يَعد يُقال... لكنّه لا يُنسى.

هو لا يكتب ليُشتكي، ولا ليُسمِع؛ بل لأن الحب حين لا يجد من يُصغي له، يتحوّل إلى كتابة…

إلى نظرة طويلة من النافذة، إلى دعاءٍ خافت في سجدة، إلى شوقٍ يَكبر… ولا يُقال.

وذلك هو... قلب عاش حبًا كبيرًا، وما زال يسكنه كما لو أن الزمن لم يتحرك، كما لو أن العيد لا يبدأ إلا حين تصله تلك الرسالة… ولم تصله بعد.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

من رسائل خادشة إلى تهديد وابتزاز.. كشف ملابسات واقعة سائق التجمع الأول

كشفت وزارة الداخلية تفاصيل واقعة تحرش وابتزاز إلكتروني أثارت موجة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد تداول مقطع فيديو ظهرت فيه فتاة تروي تعرضها لمضايقات من أحد سائقي خدمات النقل الذكي، عقب انتهاء رحلتها.

وبحسب ما ورد في البلاغ، فقد أكدت الفتاة، وهي طالبة تقيم بدائرة قسم شرطة التجمع الأول في القاهرة، أنها فوجئت عقب نزولها من السيارة التي استقلتها عبر تطبيق للنقل الذكي، بأن السائق بدأ في إرسال رسائل ذات محتوى خادش عبر هاتفها الشخصي، وعندما تجاهلت التواصل معه، تحولت الرسائل إلى تهديدات مباشرة، حيث حاول ابتزازها بصور مفبركة.

وفور تلقي الأجهزة الأمنية بالمديرية بلاغًا بالواقعة، تم تتبع المعلومات وتحديد هوية المتهم، وتبين أنه مقيم بدائرة قسم شرطة الشروق. وبمداهمة مكان إقامته تم ضبطه، وعُثر بحوزته على السيارة التي استخدمها في تنفيذ الرحلة، وتبين أنها منتهية التراخيص.

وبمواجهته، أقر المتهم بارتكاب الواقعة على النحو الذي جاء في أقوال الفتاة، مؤكدًا قيامه بإرسال الرسائل والتهديد باستخدام صور غير حقيقية بهدف ابتزازها.

وقد تم التحفظ على السيارة، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق المتهم، في إطار جهود وزارة الداخلية للتعامل الحازم مع جرائم التهديد الإلكتروني، وانتهاك الخصوصية، والتحرش باستخدام وسائل التواصل الحديثة.

 



مقالات مشابهة

  • المحكمة تبرئ فتاة من تهم ابتزاز طبيب عبر واتساب بالتجمع
  • واتساب يختبر ميزة جديدة لتنظيم الرسائل والتنبيه بالمحادثات المهمة
  • واتساب يختبر ميزة لاستيراد صور الملف الشخصي من فيسبوك و إنستجرام
  • من رسائل خادشة إلى تهديد وابتزاز.. كشف ملابسات واقعة سائق التجمع الأول
  • البريد يكشف كيفية التعرف على الرسائل الاحتيالية
  • توافق برج العقرب مع العذراء .. هل ناجحين في الحب ؟
  • الرسائل الواضحة والمهمة التي بعث بها الأستاذ أحمد هارون
  • براد بيت عن علاقة جينيفر أنيستون الجديدة: سعيد لأنها وجدت الحب من جديد
  • واتساب يختبر ميزة “ذكرني” لتسهيل متابعة الرسائل المهمة
  • ماراثون احتفالي بالإسكندرية وانطلاق قوافل الخير بالتزامن مع العيد القومي