أوستن يؤكد لغالانت الحاجة لخطة تضمن سلامة المدنيين برفح قبل اجتياحها
تاريخ النشر: 23rd, February 2024 GMT
أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن الوزير لويد أوستن بحث هاتفيا مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في خان يونس جنوبي قطاع غزة.
وقال البنتاغون إن أوستن أثار مع غالانت الحاجة لخطة تضمن سلامة أكثر من مليون شخص لجؤوا إلى مدينة رفح جنوبي القطاع قبل بدء أي عملية هناك، كما أثار -أيضا- الحاجة لتجنب الاشتباك مع منظمات إنسانية، وضمان وصول مزيد من المساعدات للمدنيين.
وخلال الأسابيع الأخيرة صدرت تصريحات عديدة عن الرئيس الأميركي جو بايدن ومسؤولين آخرين بإدارته أعربوا خلالها عن قلقهم بشأن العملية العسكرية الإسرائيلية المرتقبة في رفح، وما قد ينجر عنها من تداعيات إنسانية صعبة، لكن تلك التصريحات لم تعزّز بأي إجراء عملي للضغط على حكومة الحرب الإسرائيلية لثنيها عن اجتياح المدينة، التي تؤوي مليونا و400 ألف فلسطيني أغلبهم نازحون.
وكانت صحيفة بوليتيكو نقلت الأربعاء الماضي عن 3 مسؤولين أميركيين قولهم إن إدارة بايدن لن تعاقب إسرائيل إذا ما أقدمت على شن حملة عسكرية في مدينة رفح، دون توفير الحماية للفلسطينيين بالمدينة.
وقالت الصحيفة إن المسؤولين الثلاثة -الذين فضلوا عدم الكشف عن هُوياتهم- أخبروها أن واشنطن لا تخطط لتوبيخ إسرائيل، مما يعني أن القوات الإسرائيلية يمكنها دخول رفح، وإلحاق الأذى بالمدنيين في المدينة دون التعرض لأي عواقب من الولايات المتحدة الأميركية.
ويرى مراقبون أن هذه المعلومات تمثل ضوءا أخضر من الإدارة الأميركية لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للمضي قدما في خطته لاجتياح المدينة، التي تعدّ آخر ملجأ لمئات آلاف النازحين، رغم الإدانة الدولية والتحذيرات المتصاعدة، مما سيترتب على ذلك من مجازر للمدنيين الأبرياء.
وأمس الخميس أفادت وكالة "بلومبيرغ"، نقلا عن مصادر مطلعة، أن مسؤولين إسرائيليين يقرّون سرا بأنهم لا يملكون إستراتيجية محددة لكيفية نقل مليون و400 ألف مدني من رفح، أو المدة التي سيستغرقها ذلك، كما لا يعرفون المكان الذي قد ينقلونهم إليه.
وأوضحت الوكالة أن مسؤولين غربيين يعتقدون أن إسرائيل ستنفذ عمليتها العسكرية في رفح مهما كلفها الأمر، غير أنهم يشعرون بالقلق بشأن الموعد النهائي للهجوم الذي حُدّد في شهر رمضان.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
بن سلمان يؤكد في واشنطن العمل على تطبيع العلاقات مع إسرائيل "في أقرب وقت ممكن"
الرياض- قال ولي العهد السعودي في البيت الأبيض الثلاثاء 18 نوفمبر 2025، إنه يريد المضي نحو تطبيع العلاقات مع إسرائيل وإرساء "حل الدولتين"، متعهدا بزيادة استثمارات بلاده في الولايات المتحدة إلى تريليون دولار في أول زيارة له إلى واشنطن منذ سبع سنوات.
وقال بن سلمان في المكتب البيضوي بعيد استقبال حافل من الرئيس الأميركي دونالد ترامب "نرغب في أن نكون جزءا من الاتفاقات الإبراهيمية. لكننا نريد أيضا التأكد من أن الطريق نحو حلّ الدولتين مرسوم بوضوح".
وأضاف أنه أجرى "مناقشة بنّاءة" بشأن هذا الملف مع ترامب، مؤكدا "سنعمل على ذلك لضمان تهيئة الظروف المناسبة في أقرب وقت ممكن لتحقيق هذا الهدف".
ويولي الرئيس الأميركي أهمية كبيرة لتعزيز العلاقات مع السعودية الغنية بالنفط، لا سيما في سعيه لتحويل وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في غزة إلى سلام إقليمي دائم.
لكنّ الخطوات الأولية نحو تطبيع العلاقات السعودية الإسرائيلية مقابل ضمانات في مجالي الأمن والطاقة عُلّقت عقب هجوم حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 وما أعقبه من حرب إسرائيلية مدمرة في غزة.
واستهل ترامب اللقاء في البيت الأبيض بإشادة بسجل الأمير "المذهل" في مجال حقوق الإنسان. وتطرق إلى مقتل جمال خاشقجي عام 2018 قائلا "لقد حدثت أمور"، واصفا الصحافي القتيل بأنه "مثير للجدل للغاية".
كما هاجم ترامب إحدى الصحافيات متهما إياها بـ"إحراج" الأمير محمد بأسئلتها حول جريمة القتل التي أشارت الاستخبارات الأميركية في تقرير لها إلى أن الأمير وافق عليها، قائلا إن الأمير الزائر "لم يكن يعلم شيئا عنها".
وردّ الأمير السعودي قائلا إن مقتل خاشقجي وتقطيع أوصاله داخل القنصلية السعودية في إسطنبول كان "خطأ كبيرا"، مؤكدا أن الموضوع شكل محور تحقيق شامل "ونحن نبذل كل ما في وسعنا لئلا يتكرر".
- تريليون دولار -
وأبلغ ولي العهد السعودي ترامب بزيادة قيمة الاستثمارات السعودية البالغة 600 مليار دولار التي وعده بها خلال زيارته للمملكة في أيار/مايو.
وقال بن سلمان في المكتب البيضوي "في إمكاننا اليوم وغدا أن نعلن أننا سنزيد مبلغ الـ600 مليار إلى نحو تريليون دولار (ألف مليار) للاستثمار".
كذلك، رحب ترامب بولي العهد السعودي في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض، حيث أُطلقت نيران المدفعية ترحيبا، قبل أن يشاهدا عرضا جويا صاخبا لمقاتلات عسكرية أميركية. ثم أطلع الرئيس الجمهوري البالغ 79 عاما الأمير على معرض جديد لصور الرؤساء في حديقة الورود.
وأقامت السيدة الأولى ميلانيا ترامب في وقت لاحق الثلاثاء عشاء فاخرا تكريما للزائر السعودي أعلن خلاله الرئيس أنه قرر تصنيف المملكة العربية السعودية حليفا رئيسيا من خارج حلف شمال الأطلسي (ناتو).
- "دمر حياتي" -
على صعيد آخر، وقّع الجانبان الثلاثاء اتفاقات في مجالَي الطاقة النووية لأغراض مدنية والدفاع.
وأعلنت الإدارة الأميركية أن البلدين صادقا على "إعلان مشترك" حول الطاقة النووية لأغراض مدنية "يُنشأ بموجبه الأساس القانوني للتعاون الذي تصل قيمته إلى مليارات الدولارات على مدى عقود" و"يجري بما يتوافق مع قواعد معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية".
وأضاف المصدر أن ترامب "أعطى موافقته على اتفاق لبيع أسلحة يتضمن طائرات إف-35"، وهي طائرات مقاتلة أميركية ذات تكنولوجيا متقدمة.
وكان خبراء أشاروا إلى إن السعودية ستسعى جاهدة أيضا للحصول على رقاقات عالية التقنية تحتاج إليها لدعم طموحاتها في مجال الذكاء الاصطناعي.
وتحتاج السعودية التي تعتمد بشكل كبير على النفط، إلى هذه الرقاقات لتطوير مشاريع الذكاء الاصطناعي في إطار خطة التنويع الاقتصادي الطموحة التي ينفذها ولي العهد.
ووطّد الأمير البالغ 40 عاما علاقاته الوثيقة مع ترامب وعائلته على مر السنين، بما في ذلك من خلال تعهدات استثمارية في العقارات التي يملكها الرئيس الملياردير.
إلا أن شبح مقتل خاشقجي خلال ولاية ترامب الأولى، والذي أثار غضبا عالميا وأدى إلى فتور العلاقات بين واشنطن والرياض لسنوات، خيّم على الاجتماع.
وطلبت أرملة خاشقجي، حنان العطار خاشقجي، من ولي العهد السعودي لقاءها لتقديم "الاعتذار" لها عن مقتل خاشقجي، بعدما قالت في تصريحات لشبكة "سي ان ان" إن مقتل زوجها "دمر حياتي".
وأضافت "آمل بأن يأخذوا في الاعتبار القيم الأميركية لحقوق الإنسان والديموقراطية" عند البحث في أي صفقة وبيع أسلحة.
- شراكة دفاعية -
كما أكد الرئيس الأميركي الثلاثاء أن البلدين اتفقا على شراكة دفاعية.
يريد محمد بن سلمان ضمانات أميركية أقوى مماثلة لتلك التي مُنحت لقطر. إذا حصلت الدوحة بعد تعرضها لضربات إسرائيلية، على التزام أميركي بحمايتها في حال تعرضها لهجوم آخر.
وتقترن العلاقات بين إدارة ترامب والرياض باتصالات تجارية عائلية خاصة. فصهر الرئيس الأميركي جاريد كوشنر الذي يؤدي دور وساطة غير رسمي في الشرق الأوسط، لديه علاقات مع السعودية عبر شركته الاستثمارية.
مع ذلك، نفى دونالد ترامب أي تضارب في المصالح قائلا "لا علاقة لي بأعمال عائلتي. لقد تركت ذلك خلفي".