علماء الفلك: "قلادة سماوية" تشكلت بعد انفجار ثقب أسود ضخم
تاريخ النشر: 24th, February 2024 GMT
يقول العلماء إن "قلادة" من العناقيد النجمية الشابة على بعد نحو 3.8 مليار سنة ضوئية من الأرض ربما تكونت بعد انفجار قوي للغاية من ثقب أسود "وحش".
إقرأ المزيدواكتشف علماء الفلك واحدة من أقوى الانفجارات الصادرة عن ثقب أسود تم تسجيلها على الإطلاق في النظام المعروف باسم SDSS J1531+3414 ، أو اختصارا SDSS J1531.
ويقع هذا الهيكل، ذو نمط النجوم الذي يشبه الخرز في خيط، على بعد 3.8 مليار سنة ضوئية من الأرض.
ويشير العلماء إلى أن SDSS J1531 عبارة عن عناقيد مجرية (المجرات التي تتجمع سويا بفعل القوة الجذبية المتبادلة بين المجرات) ضخمة تحتوي على مئات المجرات الفردية وخزانات ضخمة من الغاز الساخن والمادة المظلمة. وفي قلب SDSS J1531، تصطدم اثنتان من أكبر المجرات في العنقود بعضهما ببعض.
وتحيط بهذه العمالقة المندمجة مجموعة من 19 عنقودا نجميا (مجموعات من النجوم متجمعة معا كأنها عناقيد) كبيرا، تسمى العناقيد النجمية الفائقة، مرتبة على شكل حرف S يشبه الخرز في خيط.
وتم الكشف عن صور هذه "المجوهرات السماوية" لأول مرة في عام 2014 بواسطة تلسكوب هابل الفضائي التابع لناسا.
ويعتقد علماء الفلك الآن أنه تم تشكيلها بعد تدفق قوي للغاية، يعادل الطاقة التي ينتجها مليار نجم مثل الشمس تنفجر معا، من ثقب أسود هائل قبل نحو أربعة مليارات سنة.
ودفع هذا التدفق الغاز الساخن المحيط بـ SDSS J1531 بعيدا لتكوين تجويف ضخم، يشبه إلى حد كبير الفقاعة.
Astronomers have discovered one of the most powerful eruptions from a #BlackHole ever recorded. This mega-explosion may help explain the formation of a striking pattern of star clusters around two massive galaxies, resembling "beads on a string." More: https://t.co/HwjEBCblLT ⚫ pic.twitter.com/2blCcpOX5Z
— Chandra Observatory (@chandraxray) February 21, 2024وقال الدكتور تيموثي ديفيس، الباحث في كلية الفيزياء وعلم الفلك بجامعة كارديف: "تماما مثل فقاعة في الماء، يرتفع هذا التجويف عبر الغاز الساخن. وتتشكل خرزات (العناقيد النجمية) عندما يتم ضغط الغاز أمام الفقاعة، ما يسمح للمواد بالتبريد وتشكيل عناقيد نجمية متباعدة بانتظام".
SDSS J1531+3414: Black Hole Fashions Stellar Beads on a String pic.twitter.com/QJGMfqgFPI
— Willie Aaron Lewis (@Parsec44) February 21, 2024وأشار الفريق إلى أن عمله الذي نشر في مجلة The Astrophysical Journal، يمكن أن يسلط الضوء على كيفية عمل الثقوب السوداء بمثابة "منظمات حرارة كونية" لمنع الغاز الموجود في العناقيد المجرية من الانهيار.
وأضاف الدكتور ديفيس: "من المتوقع أن تكون انفجارات الثقب الأسود، مثل تلك التي ساعدت على تكوين العناقيد المجرية الفائقة في SDSS J1531، مهمة جدا في الحفاظ على سخونة الغاز في العناقيد المجرية. إن العثور على مثل هذا الدليل الواضح على استمرارية هذه العملية يسمح لنا بفهم تأثير الثقوب السوداء الضخمة على بيئاتها".
إقرأ المزيدوخلال الدراسة، قام الفريق بتحليل البيانات من الأشعة السينية والتلسكوبات الراديوية الضوئية وأعاد بناء تسلسل الأحداث الكونية.
وتوفر بيانات الأطوال الموجية المتعددة علامات على حدوث ثوران عملاق قديم في SDSS J1531، والذي يعتقد العلماء أنه كان مسؤولا عن إنشاء العناقيد النجمية التسعة عشر، وذلك لأن تدفقات قوية للغاية من الثقوب السوداء الهائلة في وسط إحدى المجرات الكبيرة دفعت الغاز الساخن المحيط بعيدا عن الثقب الأسود، ما أدى إلى خلق تجويف عملاق.
ويأتي الدليل على وجود التجويف من "أجنحة" انبعاث الأشعة السينية الساطعة، التي شوهدت بواسطة مرصد تشاندرا، وهي تتتبع الغاز الكثيف بالقرب من مركز SDSS J1531. وهذه "الأجنحة" هي حافة التجويف والغاز الأقل كثافة.
وأوضحت أوساس أوموروي، طالبة الدراسات العليا التي قادت الدراسة في مركز الفيزياء الفلكية، وهو تعاون بين مرصد سميثسونيان للفيزياء الفلكية ومرصد كلية هارفارد في الولايات المتحدة: "نحن ننظر بالفعل إلى هذا النظام كما كان موجودا قبل أربعة مليارات سنة، وليس بعد فترة طويلة من تشكل الأرض. ويخبرنا هذا التجويف القديم عن حدث رئيسي وقع قبل نحو 200 مليون سنة في تاريخ العنقود".
إقرأ المزيدواكتشف مرصد شاندرا للأشعة السينية التابع لناسا ومصفوفة التردد المنخفض (LOFAR)، وهو تلسكوب راديوي، موجات راديو وأشعة سينية منبعثة من حافة التجويف.
وأشار الدكتور ديفيس: "من الواضح أن هذا النظام يحتوي على ثقب أسود نشط للغاية، والذي ينفجر بشكل متكرر، ويؤثر بقوة على الغاز المحيط به. وهنا نكتشف الدليل الدامغ، ونرى تأثيره مرة واحدة".
وقال العلماء إنهم اكتشفوا أيضا نفاثة (jet) واحدة فقط حتى الآن من الثقب الأسود في مركز SDSS J1531، بينما عادة ما تطلق الثقوب السوداء اثنتين في اتجاهين متعاكسين.
ويعتقد الفريق أن إشارات الراديو والأشعة السينية التي تم رصدها قد تكون بقايا النفاثة الثانية.
وقال الفريق إن هناك حاجة إلى مزيد من الملاحظات لتأكيد الانفجار على الرغم من أن "الدليل على هذا الثوران الضخم قوي".
المصدر: إندبندنت
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الثقب الاسود الفضاء ثقوب سوداء مجرات معلومات عامة معلومات علمية نجوم هابل الثقوب السوداء ثقب أسود
إقرأ أيضاً:
علماء من «كاوست» يقدمون دراسة تؤكد جفاف البحر الأحمر قبل 6 ملايين سنة
قدّم علماء من جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست)، دليلًا قاطعًا يُظهر أن البحر الأحمر جفّ بالكامل قبل نحو 6,2 ملايين سنة، قبل أن يُعاد ملؤه فجأة بفيضان كارثي هائل من المحيط الهندي، ونُشرت نتائج الدراسة في المجلة العلمية Communications Earth & Environment، لتضع حدًا زمنيًا دقيقًا لحَدثٍ جيولوجي كبير غيّر بشكل دائم معالم البحر الأحمر.
وباستخدام التصوير الزلزالي وأدلة الأحافير الدقيقة وتقنيات تحديد العمر الجغرافي الكيميائي، أظهر الباحثون في (كاوست) أن هذا التغيّر الهائل حدث في فترة لا تتجاوز مئة ألف عام وهي فترة قصيرة جدًا بالنسبة لحدث جيولوجي ضخم، فقد تحوّل البحر الأحمر من بحرٍ متصل بالبحر الأبيض المتوسط إلى حوضٍ جافٍ مليء بالأملاح، قبل أن يتسبب فيضان ضخم في اختراق الحواجز البركانية وفتح مضيق باب المندب ليُعيد اتصال البحر الأحمر بالمحيطات العالمية.
وقالت الدكتورة الباحثة الرئيسة في (كاوست) تيهانا بنسا: "تكشف نتائجنا أن حوض البحر الأحمر يُسجل أحد أكثر الأحداث البيئية تطرفًا على وجه الأرض، إذ جفّ بالكامل، ثم غُمر فجأة قبل نحو 6,2 ملايين سنة، ولقد غيّر ذلك الفيضان شكل الحوض وأعاد الحياة البحرية إليه، مؤسسًا الاتصال الدائم بين البحر الأحمر والمحيط الهندي".
وأضافت: "في البداية كان البحر الأحمر متصلًا من الشمال بالبحر الأبيض المتوسط عبر حاجز ضحل لكن هذا الاتصال انقطع؛ مما أدى إلى جفاف البحر الأحمر وتحوله إلى صحراء ملحية قاحلة، وفي الجنوب بالقرب من جزر حنيش، كانت سلسلة بركانية تفصل الحوض عن مياه المحيط الهندي، وبعد حوالي 6,2 مليون سنة مضت اندفعت مياه المحيط الهندي عبر هذا الحاجز في فيضان كارثي، نحت خندقًا بحريًا يبلغ طوله نحو 320 كيلومترًا، ما زال مرئيًا حتى اليوم في قاع البحر".
موضحة أنه سرعان ما امتلأ الحوض مجددًا لتغمر المياه السهول الملحية، وتُعيد الظروف البحرية الطبيعية خلال أقل من مئة ألف سنة, وقد حدث ذلك قبل نحو مليون سنة من الفيضان الشهير الذي أعاد ملء البحر الأبيض المتوسط (فيضان زانكلي)، مما يمنح البحر الأحمر قصة فريدة عن ولادته من جديد.
وتكوَّن البحر الأحمر نتيجة انفصال الصفيحة العربية عن الصفيحة الأفريقية قبل نحو 30 مليون سنة، وفي بدايته كان عبارة عن وادي صدعي ضيق مليء بالبحيرات، ثم اتّسع تدريجيًا ليصبح خليجًا واسعًا عندما غمرته مياه البحر الأبيض المتوسط قبل 23 مليون سنة.
وازدهرت الحياة البحرية آنذاك، كما يتضح من الشعاب المرجانية الأحفورية الممتدة على الساحل الشمالي قرب ضبا وأملج، لكن مع مرور الوقت أدت الحرارة العالية وضعف دوران المياه إلى زيادة الملوحة، مما تسبب في انقراض الكائنات البحرية بين 15 و 6 ملايين سنة مضت، وتراكمت في الحوض طبقات سميكة من الملح والجبس إلى أن انتهى الأمر بجفاف البحر تمامًا، ثم جاء الفيضان الهائل من المحيط الهندي ليُعيد الحياة إلى البحر الأحمر، وهي الحياة التي ما زالت مزدهرة في شعابه المرجانية حتى اليوم.
ويُعدّ البحر الأحمر مختبرًا طبيعيًا فريدًا لفهم كيفية نشوء المحيطات، وتراكم الترسبات الملحية العملاقة، وكيفية تفاعل المناخ مع الحركات التكتونية عبر ملايين السنين، وتؤكد هذه الاكتشافات الترابط الوثيق بين تاريخ البحر الأحمر وتغير المحيطات العالمية، كما تُظهر أن المنطقة قد شهدت من قبل ظروفًا بيئية قاسية، لكنها تمكنت في نهاية المطاف من استعادة نظامها البيئي البحري المزدهر.
أخبار السعوديةالمحيط الهنديجامعة الملك عبداللهقد يعجبك أيضاًNo stories found.