الاستثمار في عُمان
تاريخ النشر: 24th, February 2024 GMT
خلفان الطوقي
ملف الاستثمار في عُمان هو الملف الذي لا يمكن وصفه بسهولة، فهناك من يراه سهلاً بحيث يُمكن لمن كان عاملاً أن يتحول إلى مُستثمر، وهناك من يرى أنه الأصعب على الإطلاق، ولا يمكن لأحد أن ينجح فيه إلا من خلال مؤسسة عملاقة صلبة ولديها ملاءة مالية ونفس طويل، وهناك من يرى أن الاستثمار في عُمان كالاستثمار في أي مكان آخر، وكأنه رحلة طويلة، مليئة بالمخاطر والمطبات، وأحياناً كثيرة بالفرص الغنية.
الحديث عن ملف الاستثمار في عُمان مليء بالتناقضات والتساؤلات والهواجس أيضًا، وأقصدُ هنا أبرز ما يدور في محيط المستثمرين: أن السوق العُماني ما زال صغيرًا، وفرص نجاح أي مشروع قليلة أو محدودة، وأن نجاح أي مشروع يعتمد على حسن الاختيار، والدراسة العلمية المتأنية قبل الشروع في التنفيذ.
وهناك من يرى أنَّ المستثمر ليس لديه الصبر لجني النتائج والأرباح، فيلجأ إلى المشاريع السهلة والمكررة (قص ولصق) وقليلة المخاطر، وهناك من ما زال يرى أن الدعم الحكومي قليل، وأن الإجراءات طويلة ومعقدة، وأن الوعود كثيرة مقارنة بما هو متاح من دعم.
إضافة إلى ذلك، هناك من يرى أن الشركات الحكومية ما زالت هي المستحوذة والمُسيْطرة على القطاعات التجارية الحيوية، ولديها الضمانات الكافية للاستمرار والنمو والتوسع والشراكة. وهناك من يرى سياسات التعمين والحمائية الزائدة للمواطن تعيق التوظيف وتُضعفه ولا تُضاعِفه. وهناك من يرى أنَّ نجاح الاستثمار متاحٌ لمن لديه جميع عوامل النجاح من حس تجاري وعلم وخبرة وعلاقات وملاءة مالية وصبر، وغيرها من عوامل شخصية ومؤسسية. وهناك من يرى أن خارطة الاستثمار ليست واضحة، وأنها تحتوي على "تشوُّهات" وإغراق في بعض الأنشطة، واحتكار في أنشطة أخرى. وهناك من يرى أن الاستثمار في عُمان يكون من خلال مؤسسات، وقل ما ندر من أفراد، وأن القادم من أفراد ما هم إلّا سماسرة يبحثون عن رزق مشروع من خلال اقتناص فرصة استثمارية هنا أو هناك، ولا يملكون من المال إلّا قليلًا.
ملف الاستثمار مُتشعِّب، ويحتاج لمزيد من البحث والتقصي، وإلقاء المسؤولية على الحكومة أمر طبيعي، ومن الطبيعي أيضًا ردّها وتحميل المسؤولية على المستثمر، وصحي جدًا أن تُلقى الكرة من ملعب إلى آخر، لكن يبقى الذكاء في تقليل الفجوات بين الحكومة والمستثمر ما أمكن، وجمع النقاط بتقليل التحديات وإزالة الهواجس، ووضع هذه النقاط في أحرفها المناسبة.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
"عُمران" تكرّم الفائزين في ختام برنامج "رواد الاستثمار المستقبلي"
مسقط- الرؤية
اختتمت الشركة العُمانية للتنمية السياحية (مجموعة عُمران) فعاليات برنامج "رواد الاستثمار المستقبلي"، أحد المبادرات النوعية التي تستهدف تمكين نخبة من الطلبة العُمانيين بالمهارات والمعارف اللازمة لفهم ديناميكيات الاستثمار في قطاع السياحة، وتعزيز شغفهم بريادة الأعمال والابتكار، بما يسهم في بناء قاعدة وطنية شابة قادرة على قيادة مستقبل السياحة في سلطنة عُمان.
وشارك في البرنامج 16 طالبًا من 6 مؤسسات أكاديمية بارزة، خاضوا خلال 12 أسبوعًا تجربة تعليمية ثرية شملت ورش عمل تفاعلية وجلسات إرشاد وتوجيه، اكتسبوا من خلالها مهارات عملية في تطوير المنتجات، والتفكير الريادي، والتواصل المهني. كما تعرّف المشاركون على مجالات محورية مثل جذب وتحليل الاستثمارات، وآليات الدخول في شراكات استثمارية، وابتكار المنتجات السياحية، وتحليل العائد الاستثماري من منظور سلوك المستثمرين.
وقال منذر بن مدرك الموسوي مدير إدارة تطوير الأعمال بمجموعة عُمران: "يجسّد هذا البرنامج التزامنا في مجموعة عُمران ببناء جيل جديد من قادة السياحة المؤهلين، عبر تجربة متكاملة تمزج بين التعلم العملي والفكر الاستثماري، لقد سعينا إلى تزويد المشاركين برؤية شاملة لممكنات الاستثمار في القطاع، وإلهامهم للمساهمة بفاعلية في دفع عجلة نموه المستدام."
واختُتم البرنامج بحلقة نقاشية جمعت نخبة من الخبراء في قطاعات السياحة والاستثمار والتعليم، تناولت فرص الابتكار الواعدة في القطاع، وأهمية مواءمة مخرجات التعليم مع احتياجات السوق، إلى جانب تسليط الضوء على الدور المحوري للشباب في رسم ملامح الاقتصاد العُماني المستقبلي.
كما تم خلال الحفل الختامي تكريم الفائزين في المسابقات المصاحبة للبرنامج، احتفاءً بالمشاريع الطلابية التي تميزت بروح الابتكار والتنافس. وحصل أصحاب المشاريع الفائزة على حزمة متكاملة من الحوافز، شملت فرصًا للتدريب العملي في أبرز المؤسسات السياحية، إلى جانب برنامج إرشادي متخصص، وعرض فكرة المشروع على مجموعة من المستثمرين، بما يفتح أمامهم آفاقًا حقيقية لتحويل أفكارهم إلى مشاريع استثمارية قائمة.
ويأتي هذا البرنامج ضمن مبادرات استراتيجية طموحي سياحي التي تقودها مجموعة عُمران لتنمية رأس المال البشري الوطني في قطاع السياحة، حيث ينسجم هذا البرنامج تحديدًا مع ركيزتي "نشر الوعي" و"استقطاب الكفاءات"، من خلال إشعال شغف الشباب بريادة الأعمال والابتكار، وتعزيز وعيهم بالفرص المهنية الواعدة في القطاع، بما يمهّد الطريق أمامهم لبناء مستقبل مهني في صناعة السياحة والمساهمة في تنميتها المستدامة.