كارل ماي .. كيف تحول من سارق معاطف إلى أشهر الكتاب في العالم
تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT
يصادف اليوم ذكرى ميلاد الكاتب الألماني كارل فريدريش ماي 25 فبراير 1842، قدمت له منظمة اليونسكو لقب "الكاتب الأكثر انتشارًا في العالم"، وصلت مبيعات كتبه إلى 200 مليون نسخة في الاحتفال بمئوية ميلاده.
أرباح هائلةكارل ماي كتب 70 كتابًا وحقق أرباحًا هائلة منها، مما سمح له بشراء فيلا كبيرة في مدينة رادبويل تحمل اسم "ڤيلا شاترهاند"، تم بيع أعماله بما يقارب 200 مليون نسخة في جميع أنحاء العالم، وتم ترجمتها إلى 40 لغة، في الذكرى المئوية لميلاده، تم نشر إحصائية تشير إلى هذه الأرقام، وبعد مرور 76 عامًا على نفس الذكرى، يمكن أن نتخيل النجاح الذي حققه.
حقق كارل ماي شهرة أكبر من نجمي الأدب الألماني يوهان فولفغانغ فون غوته وفريدريش شيلر. في نهاية القرن التاسع عشر، كان الناس يحتفلون به مثلما نحتفل اليوم بنجوم الفن والسينما، قد يكون من الحكايات الطريفة أنه عندما قام بزيارة مدينة ميونيخ في عام 1897، تجمع الجماهير في الفندق الذي نزل فيه، واضطرت قوات الأمن للتدخل بسبب الازدحام.
كان المسرح والسينما من أبرز الفنون التي ترغب في تقديم أعماله بشكل مرئي، حيث خلق عوالم خيالية مستوحاة من الأساطير في الشرق والغرب.
حياة كارل ماي، الذي لا يزال يحظى بشهرة عالمية في الأدب الألماني حتى يومنا هذا، لم تكن مترفة على الإطلاق. لم يكن المستوى المادي أو البيئة التي نشأ فيها سببًا لنجاحه. بالعكس، كانت حياته مليئة بالبؤس، حيث نشأ في أسرة فقيرة وكان واحدًا من أربعة عشر طفلاً لأبوين، وتوفي تسعة منهم في سن مبكرة.
في هذه البيئة الاجتماعية المظلمة، التي كانت تتخللها حوادث الموت من حين لآخر، كانت جدته تقرأ له القصص. عندما فشل في التعليم وتحول إلى مجرم، كانت الشرطة تتطارده وتعتقله بانتظام. لشهرته فى سرقة المعاطف الفرو وخلال فترة سجنه بدأ في كتابة القصص كوسيلة للهروب من الواقع القاسي.
تتميز روايات كارل ماي بتصويره الحيوي والملون للثقافات الأجنبية والعوالم الغامضة، وتعتبر مغامراته مثيرة ومسلية للقراء من جميع الأعمار.
لم يكن الاعتماد على الخيال وحده هو سر نجاح وشهرة كارل ماى، فالعامل الأساسى، كان يتمثل فى أن أسعار كتبه فى متناول الفقراء آنذاك، وكانت بالنسبة إليهم زاخرة بالخيال، ومن هنا، فكانت رحلاته الوهمية بالنظر إلى أسعار كتبه شىء لا يذكر، كالعروض التجارية التى يتهافت عليها المواطنون فى أيامنا هذه، ولهذا اعتبرت كتب كارل ماى ظاهرة غريبة فى أدب الرحلات لأنها كانت وهمية، وهو ما دفعه للقيام برحلات حقيقية فيما بعد إلى الشرق وأمريكا، ليصدر عنها كتاب "أرضستان وجنستان".
على الرغم من هذه الانتقادات، يُعتبر كارل ماي حتى يومنا هذا واحدًا من أهم كتّاب الأدب الألماني وأكثرهم شهرة. وتستمر رواياته في جذب القراء وإلهام الجمهور بالمغامرات الشيقة والعوالم الخيالية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: كتابة القصص أدب الرحلات البيئة الإجتماعية
إقرأ أيضاً:
جامعة الفيوم تؤكد دورها المجتمعي والثقافي في ندوة بمعرض الكتاب
تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، نظّمت الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، ندوة بعنوان "جامعة الفيوم ودورها المجتمعي والثقافي"، وذلك ضمن فعاليات معرض الفيوم للكتاب.
شارك في الندوة نخبة من أساتذة الجامعة، هم: الدكتور عرفة صبري نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، والدكتورة آمال ربيع كامل، والدكتورة وفاء يسري، وأدار اللقاء الدكتور وائل طوبار.
أكد الدكتور عرفة صبري في كلمته على أهمية التكامل بين استراتيجية الدولة وجهود جامعة الفيوم في مجالات التنمية المجتمعية، لا سيّما ما يتصل بالمعرفة والبحث العلمي، وتأهيل الكوادر القادرة على خدمة الوطن من خلال البحوث العلمية والتطبيقية.
وأشار إلى دور الجامعة في تقديم حلول مبتكرة للتحديات التي تواجه المجتمع، مثل نقص المياه، والزراعة الذكية، ومشكلات التنمية.
كما شدد على أهمية نقل مخرجات البحث العلمي إلى الصناعة من خلال ما يُعرف بـ"الحضانات التكنولوجية"، مؤكدًا أن هذا المسار يمثل أحد أهداف الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي، ويعزز من حسن استغلال رأس المال البشري، عبر إعداد العقول بالمناهج والتدريب المناسب، والتأهيل لسوق العمل.
واختتم حديثه بالتأكيد على أهمية الحفاظ على الهوية الوطنية ونشر الوعي المجتمعي عبر الدوريات، والأنشطة الثقافية، والمطبوعات التوعوية.
من جانبها، تناولت الدكتورة آمال ربيع كامل قضية محو الأمية، موضحة أن الجهل لا يقتصر على عدم إجادة القراءة والكتابة، بل يشمل كذلك ضعف الوعي في التعامل مع التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي، مما ينعكس سلبًا على المجتمع.
واستعرضت تجربة الجامعة في هذا المجال، مشيرة إلى إلزام الطلاب بمحو أمية ثلاثة من أفراد المجتمع كشرط للتخرج، في إطار دور الجامعة في تعزيز التعليم المجتمعي.
أما الدكتورة وفاء يسري، فأكدت على وجود تنسيق دائم وتعاون فعّال بين كليات جامعة الفيوم ومؤسسات المجتمع المدني، بهدف دراسة المشكلات المجتمعية ووضع حلول ملائمة لها.
وأضافت أن تنمية المجتمع المحلي، وخاصة في محافظة الفيوم، تأتي على رأس أولويات الجامعة، من خلال مواجهة الجهل بمختلف صوره، والارتقاء بالسلوكيات الاجتماعية، وتعزيز الانتماء الوطني، وقد لاقت الندوة حضورا كبيرا لافتا من جمهور المعرض، من كافة الفئات العمرية، خاصة مرحلة الشباب.