قال الخبير العسكري اللواء فايز الدويري إن جيش الاحتلال بدأ يعتمد على معارك الأفراد ضد الأفراد لتفادي خسائره الكبيرة في الآليات، في حين لجأت المقاومة لحرب الاستنزاف لتجنب تحديات التكنولوجيا والتفوق الناري.

وخلال تحليله على شاشة الجزيرة، أوضح الدويري أن هناك 5 ألوية (3 مشاة و2 دروع) تقاتل حاليا على الأرض، وهي قوة تدخل كلها في إطار المشاة مما يعني أننا وصلنا إلى مرحلة تعتمد فيها المعارك على كفاءة الفرد ومدى معرفته بالأرض.

وعزا الخبير العسكري سقوط كثير من القتلى والجرحى في صفوف الاحتلال -خلال الأيام الماضية- إلى هذا التحول في طريقة الحرب من جانب إسرائيل التي اضطرت له بعدما خسرت أكثر من 960 دبابة خلال الشهور الماضية، وفق تعبيره.

أما المقاومة -يضيف الدويري- فتعتمد حاليا مبدأ حرب الاستنزاف حتى تتفادى التحديات المحيطة بها من طائرات مراقبة وإسناد ناري وأسلحة ذكية، وهو أمر يمنحها إطارا زمنيا مفتوحا لتنفيذ عملياتها وفق الظروف على الأرض.

وبناء على ذلك، فإن المقاومة ربما تمضي أياما دون تنفيذ أي عملية لأنها تنتقي أهدافها وفق المعطيات على الأرض، كما يقول الدويري.

دخول رفح مرهون بالحسم بخان يونس

وفيما يتعلق بالعملية التي تلوح إسرائيل بتنفيذها في رفح جنوبي القطاع، جدد الدويري التأكيد على أن إسرائيل لن تكون قادرة على دخولها قبل حسم معركة خان يونس.

ولا تمتلك إسرائيل -وفق الدويري- القوة الكافية لبدء عملية برية واسعة في رفح قبل الانتهاء من خان يونس، فضلا عن أنها لا تزال تصطدم بالاعتراضات الدولية على عملية مباشرة بالمنطقة التي تضم حوالي 1.5مليون إنسان.

وخلص الخبير العسكري إلى أن إسرائيل "ستحاول إيجاد مخرج للمدنيين الموجودين في رفح حتى لو كان مخرجا غير إنساني".

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

ما تداعيات تصعيد عمليات المقاومة على حرب إسرائيل في غزة؟

تشهد الساحة الفلسطينية تطورات مهمة مع تصاعد عمليات فصائل المقاومة في قطاع غزة، في ظل محاولات أميركية لإيجاد صيغة دبلوماسية تخدم الجانب الإسرائيلي أكثر مما تتقاطع مع الطموحات الفلسطينية.

وتصاعدت العمليات في الآونة الأخيرة باستهداف جنود وآليات الاحتلال الإسرائيلي في خان يونس (جنوبي القطاع) وفي غيرها مناطق القطاع، وهو ما تظهره المشاهد التي تبثها كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- وسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، وغيرهما من الفصائل.

كما أعلنت المقاومة في وقت سابق عن عدة عمليات استهدفت جنود الاحتلال الإسرائيلي في مدينة غزة وفي خان يونس.

وقالت كتائب القسام إن مقاتليها قنصوا جنديا إسرائيليا قرب "تلة المنطار" شرق حي الشجاعية بمدينة غزة الاثنين الماضي، بالإضافة إلى تدمير دبابتي "ميركافا" وناقلة جند وجرافة عسكرية، بعبوات أرضية شديدة الانفجار معدة مسبقا، يوم الجمعة الماضي في شرق جباليا شمالي القطاع.

كما بثت سرايا القدس صورا لتجهيز حقل ألغام بعبوات "ثاقب" وتفجيره بآليات للاحتلال، معلنة استهداف قمرة آلية عسكرية بقذيفة الياسين 105 في بلدة عبسان الكبيرة شرق مدينة خان يونس.

وجاء ذلك بعد الكمين الذي نفذته مؤخرا كتائب القسام ضد ناقلتي جند إسرائيليتين في خان يونس، وأسفر عن مقتل 7 عسكريين وإصابة عدد كبير من الجنود.

فشل إسرائيلي

وفي السياق، أكد الكاتب المختص بالشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين أن هذه العمليات فجّرت حالة من اصطدام إسرائيل بالواقع بعد فترة من الجمود، خاصة بعد العملية التي نفذتها إسرائيل في طهران.

وأوضح خلال برنامج "ما وراء الخبر" أن إسرائيل كانت تسعى لإعادة تموضعها كطرف مبادر لا محاصر، وإظهار جيشها كقوة لا تُستنزف ولديها طموحات تتجاوز الساحل الغزي الضيق.

إعلان

ومن جهته، أكد الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، الدكتور مصطفى البرغوثي، أن إسرائيل طرحت إستراتيجية "الحسم" سواء في غزة أو الضفة الغربية أو على مستوى المنطقة.

وتهدف هذه الإستراتيجية إلى تصفية القضية الفلسطينية برمتها وتنفيذ عملية تطهير عرقي، لكنها فشلت فشلاً ذريعا -بحسب البرغوثي- فبعد أكثر من 21 شهرا من الهجوم المتواصل، لم تستطع إسرائيل القضاء على المقاومة الفلسطينية أو إرضاخ الشعب الفلسطيني.

الموقف الأميركي

وفيما يتعلق بالموقف الأميركي، قال المسؤول السابق بوزارة الخارجية الأميركية، توماس واريك، إن واشنطن لم تركز بشكل كبير على قطاع غزة خلال الأسابيع السبعة الماضية، وذلك يعود جزئيا إلى تعاملها مع الملف الإيراني.

غير أنه أشار إلى انقسام في وجهات النظر بين واشنطن وإسرائيل حول مقترحات إطلاق سراح "الرهائن" والسجناء، ورفع منسوب المساعدات الإنسانية.

ولفت واريك إلى أن الرئيس دونالد ترامب يسعى للدفع بمبادرة دبلوماسية شخصية لوضع حد نهائي للحرب، ولكن هذا الباب كان مسدودا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية.

وأكد المسؤول الأميركي أن ترامب يرى أن الوقت قد حان لوضع حد للحرب، لكنه يتحدث عن "ظروف انتصار" تختلف عما يريده نتنياهو.

وحول إستراتيجيات نتنياهو في التعامل مع الأزمات لفت جبارين إلى أنه اعتاد منذ عودته للحكم على إدارة الأزمات وليس حلها، محاولاً إبقاء الدوائر مفتوحة لضمان بقائه السياسي.

وفي الوقت الراهن -يوضح جبارين- توزع إسرائيل إشارات في كل الاتجاهات، من الحديث عن صفقة إلى احتمالية انتخابات مبكرة، مرورا بمشاريع التطبيع والحديث عن الدولة الفلسطينية، وصولاً إلى خيارات التصعيد العسكري.

وفي تعليقه على تقرير صحيفة هآرتس الذي كشف عن أوامر عسكرية رسمية بإطلاق الرصاص على المدنيين الذين يحاولون الحصول على الطعام، مما أسفر عن مقتل أكثر من 560 مدنيا أمام مراكز المساعدات وجرح أكثر من 4 آلاف آخرين، أكد البرغوثي أن هذه الممارسات ليست جرائم فردية، بل سياسة مقصودة ينفذها الجيش الإسرائيلي بشكل منهجي.

مقالات مشابهة

  • عربات “جدعون” الغارقة في وحل غزة
  • المقاومة تصعد عملياتها في خان يونس وسط تقارير عن حدث أمني خطير
  • قتلى وجرحى بصفوف الاحتلال في عملية عسكرية للقسام بخان يونس
  • التخطيط بدأ قبل 10 سنوات .. تقرير أميركي يكشف تفاصيل عملية إسرائيل بقلب إيران
  • كتائب القسام تعرض مشاهد لعملية استهداف العدو الصهيوني في خان يونس
  • ما تداعيات تصعيد عمليات المقاومة على حرب إسرائيل في غزة؟
  • سرايا القدس وكتائب القسام تقصفان تجمعاً للعدو الصهيوني في خان يونس
  • فصائل المقاومة تنفذ عمليات نوعية شرق غزة وخان يونس وتكبّد الاحتلال خسائر فادحة
  • المقاومة تضرب من جديد في خان يونس والاحتلال يتحدث عن حدث أمني صعب
  • هل تتكتم إسرائيل على خسائرها جراء الهجمات الصاروخية الإيرانية؟